48 - أتمنى أن أكون مخطئا

بعد التجول قليلا كان المساء قد حل ثم تفقد لين يانتيان جيبه ولم يبقى لديه سوى أكثر بقليل من الألف ين بالكاد يكفي لوجبة أخيرة لكن لين يانتيان كان مستاء لأنه مع ما أخذ من الرجل في الحمام لم يكن يستطيع شراء سوى الأطعمة الرخيصة

بينما كان لين يانتيان يفكر في وجهته الأخيرة لمح مقهى ذو واجهة مزركشة برسوم قطط ونادلة

لم يكن هناك مثل هذه الأشياء في الصين لذا كان لين يانتيان فضوليا رغم امتلاكه ذكريات عن مثل هذه الأشياء إلا أن السماع والتجربة أمران مختلفان لذا دخل لين يانتيان إلى هذا المقهى

جلس لين يانتيان على طاولة فارغة تطل على النافذة ويبدوا أن أعمال هذا المقهى كانت جيدة جدا لأنه المساء فقط لكن لديه عددا معتبرا من الزبائن

بعد أن جلس لين يانتيان جاءت إليه نادلة ترتدي زي خادمة مع العديد من الرتوش وانحنت قليلا

" مرحبا بك في مقهى نادلات لاتي أنا أدعى ميسا هل يمكنك أن تخبرني بطلبك جوشوجين ساما * " تحدث الخادمة ميسا مع ابتسامة مشرقة على وجهها

( * تعني سيدي وهممم؟ تبدوا هذه الأسماء مألوفة أين سمعتها من قبل؟ )

حتى لين يانتيان كان عليه أن يعترف بأن هذه الإبتسامة كانت ابتسامة متقنة ولا يمكن توقع ما هي الشخصية الحقيقية لهذه الفتاة لأنها تقمصت دور الخادمة بشكل مثالي

أخذ لين يانتيان القائمة ثم طلب قهوة وبعض الحلويات

على عكس الناس الذين كانوا يحدقون في النادلات ظل لين يانتيان هادئا مع تعبير لا مبالي على وجهه

بعد لحظات عادت الخادمة ميسا مع ما طلبه لين يانتيان ولم تفارق الإبتسامة المشرقة وجهها إطلاقا

كانت كل نظرات الزبائن في المحل حاليا موجهة نحو لين يانتيان نظروا إليه مع الغيرة والحسد وتمنو أن يمزقوه إربا لأن كل واحد يريد أن تخدمه ميسا لكن لين يانتيان لم يهتم وبدأ في شرب قهوته

هذه المرة حرص لين يانتيان على الأكل بهدوء من أجل الإستمتاع بكل لقمة لأنها قد تكون وجبته الأخيرة لبضعة أيام قادمة

بدا لين يانتيان مثل رجل نبيل يجلس بهدوء في حديقة قصر إمبراطوري يشرب القهوة بروية مه وجه هادئ ونظرات لا مبالية تحت نظرات النادلان الاتي ظهر بعض اللون الأحمر على خدودهن وتجمدن في مكانهن للحظة وهم يحدقون في لين يانتيان

كان هذا منظرا غير متوقع وحتى لو ضربت يي تشو شيا حتى الموت لن تصدق ن أنأبأأن لين يانتيان يمكنه الأكل بهذه الأناقة

" اللعنة من هذا الشخص؟ إنه يحصل على كل الاهتمام هنا "

" تبا هذا الأب يأتي إلى هنا كل يوم لكنني لم أرى هذا من قبل "

" لحسن الحظ أن ميساـ تشان دخلت إلى المطبخ الآن "

على طاولة في أحد زوايا المقهى جلس ثلاثة أغبياء يلعنون حظهم

في الجانب الآخر استعادت النادلات ذكائهن وعدن إلى العمل دون قول شيء مع بعض الإحراج

" هاي أنت "

اقتربت مجموعة من أربعة أشخاص من لين يانتيان كانت تجلس في طاولة مجاورة

نظر لين يانتيان إلى هذه المجموعة بهدوء، كانوا أربعة شبان في ملابس عادية مرتبة بعناية ومن الواضح أنهم اهتموا بأنفسهم بشكل الجيد على غير العادة

عادة كان لين يانتيان ليتجاهل أمثالهم لكنه تذكر شيء من الذكريات التي حصل عليها قبل قليل وأراد تجربته لأن هذه ستكون مسرحية جيدة

لذا أظهر لين يانتيان ابتسامة لطيفة على وجهه وقال " كيف يمكنني مساعدتكم؟ "

عند رؤية خجل لين يانتيان ازدادت ثقة الشبان الأربعة وتحدث قائدهم الذي كان يقف في المقدمة بغطرسة

" تعال إلى الخارج أريد أن أتحدث معك "

ظهرت الحيرة على وجه لين يانتيان وقال مع بعض الشك " لم تريد التحدث معي؟ لا أعتقد أننا تقابلنا من قبل أليس كذلك؟ "

انزعج أحد الشباب خلف القائد وقال " تاتسويا سان قال أنه يريد التحدث معك لذا عليك مرافقتنا بطاعة وإلا.. "

أوقفه تاتسويا ونظر إليه نظرة تهديد للحظة لكنها سرعان ما اختفت وعادت ابتسامته وقال للين يانتيان

" أرجوك أن تعذر صديقي على سلوكه لكنني أعرفك جيدا رغم أنك قد لا تتذكرني وهناك ما أريد قوله لك لكن من الصعب قوله هنا لذا هل يمكنك مرافقتي إلى مكان أكثر خصوصية؟ "

شد تاتسويا لهجته في الجزء الأخير من عبارته ومن الواضح أنه كان تهديدا

" آآآآه هذا الشاب الجديد قد انتهى لقد استهدفه تاتسويا بالفعل "

" نعم أنت محق لكن لم يفعل ذلك؟ رغم أنه جانح مشهور في المنطقة إلا انه عادة لا يسبب أي مشاكل في هذا المقهى "

" ما الذي تعرفه سمعت أنه كان يطارد أحد النادلات هنا، ألم ترى رد فعل النادلات قبل قليل من الواضح أنه يريد التخلص من منافس محتمل "

" حقا؟ لم أسمع بهذا مطلقا ! من يطارد هل يعقل أنها ميسا تشان؟ "

" هل أنت غبي من يجرأ على ذلك؟ لكنني حقا لا أعرف من هي هدفه "

كان لين يانتيان قادرا على سماع النقاشات التي تحدث في المقهى مما جعله يشعر بالكأبة قليلا

' هل تعتقدون أنني مهتم بالنادلات هنا؟ ليس خطأي أن هالتي قد تسربت قليلا ما ذنبي أنا؟ هل الوسامة أصبحت جريمة هذه الأيام؟ '

عادة بالنسبة لجميع العوالم التي زارها لين يانتيان بسبب الأوضاع المعيشية المتدنية وقانون الغاب لا يهم مهما كنت وسيما أو تتمتع بهالة راقية ما لم تظهر قوتك لن تتلقى أبدا أي اهتمام لكن يبدوا أن الأمر مختلف في هذا العالم

ارتعش لين يانتيان قليلا وقال مع بعض الذعر " لكنني أنتظر شخصا ما هنا لذا هل يمكننا التحدث لاحقا؟ "

وقفت النادلات في الجانب مع تعابير معقدة هم لم يريدوا أن يتأذى لين يانتيان بسببهم لكنهم لم يستطيعوا الإساءة لهذا الشخص أو أن مقهاهم لن يستطيع العمل هنا بعد الآن

لكن هذا لا يعني أن كل النادلات هنا كن خجولات

" أجاشي هذا يكفي توقف عن افتعال المشاكل هنا "

جاء صوت غاضب من الخلف حيث وقفت ميسا بقوة وكنت تنظر إلى أجاشي تاتسويا بغضب

" هذا يكفي لم تحاول جعل الأمور صعبة عليه؟ أنت تتسبب في تدهور أعمالنا إن لم تكن هنا للأكل فيرجى الرحيل "

تجمد الشبان الثلاثة خلف تاتسويا من الخوف لأن هذه النادلة كانت معروفة بقسوتها حتى أن ثلاثتهم مجتمعين لا يستطيعون التغلب عليها في قتال مباشر وحتى لو فعلوا فسيتسببون في قدوم وحش هائج لذا لم يرد أحد أن يستفزها

ضحك تاتسويا بجفاف وقال " ميسا تشان أنا كنت فقط أتحدث إليه لأنه يشبه أحد معارفي لذا أخطئت بينهما لذا سأعود إلى مقعدي "

بعد حضور ميسا لم يكن لديه خيارسوى التراجع لكنه لم يتخلى عن فكرة تلقين هذا الشاب درسا

' فقط انتظر بمجرد أن تخرج من هنا سأتعامل معك '

التفتت ميسا نحو لين يانتيان وقالت مع ابتسامتها المشرقة المعتادة " هل أنت بخير جوشوجين ساما؟ "

" نعم شكرا لك ميسا تشان "

" ميسا تشااااااااااان أريد كوبا أخر من القهوة "

التفتت ميسا نحو شاب أشقر يجلس وحيدا على أحد الطاولات ومن مظهره يبدوا أنه كان هجينا (أحد والديه ياباني والآخر أجنبي)

" حاضر جوشوجين ساما "

حافظت ميسا على نفس ابتسامتها وما كان أحد ليلاحظ أي اختلاف لكن لين يانتيان لاحظ الكثير من الحنان في ابتسامتها عندما نظرت إلى الشاب الأشقر

جعل هذا لين يانتيان يريد أن ينفجر من الضحك لذا تمنى حقا أن يكون مخطأ هذه المرة

2019/11/26 · 717 مشاهدة · 1119 كلمة
RedNoble
نادي الروايات - 2024