استغرق لين يانتيان حوالي ساعتين لاتهام طاقة الحياة في دائرة نصف قطرها ثلاثين كيلومترا وكان هذا كافيا كي يعالج ذراعه اليمنى بالكامل

بعد ذلك نهض لين يانتيان ونظر حوله بهدوء باستثناء المباني المعدنية والآلات كان كل شيء حي آخر قد تحول إلى رماد نثرته الريح

' كل شيء يبدأ بالخراب وينتهي بالخراب هذه مجرد دورة لا نهائية لكن أين البداية وأين النهاية لم يتكرر دائما نفس الشيء؟ لم لا يتعلم العالم من أخطائه؟ '

تنهد لين يانتيان في حزن من هذا المصير رغم أنه كان السبب الرئيسي في ذلك إلا أنه لم يستطع منه نفسه من التحسر

' النمل يظل نملا دائما مهما حاول لن يغير مصيره أبدا '

شخص يكسر مصيره الخاص؟ كان هذا هو الهدف الرئيسي للزراعة لكن هذا الهدف تحول إلى الرغبة في العيش لفترة أطول أو التمتع بالسلطة للتأمر على الضعفاء لكن هل هناك فائدة من الجلوس وحيدا وإمضاء الأبدية في مشاهدة نفس المناظر؟ لم يستطع لين يانتيان فهم هذا التفكير مهما حاول

مهما عاش لين يانتيان مع الناس العاديين وحاول التصرف مثلهم لم يستطع فهم هذا التفكير

تنهد لين يانتيان مجددا في حزن وكآبة

فجاة تذكر لين يانتيان شيئا، كان قد دمر كل الأجهزة الإلكترونية على الجزير لذا لم يستطع استعمال أي مركبة للمغادرة كما أن كل أشكال الحياة البحرية القريبة قد اختفت لذا هو لا يستطيع تتبعها نحو جزيرة أخرى

' آآآه لا يهم سأسبح فقط في اتجاه عشوائي ولنرى إلى أين سنصل ' لم يضيع لين يانتيان الوقت وتوجه إلى الجانب الآخر من الجزيرة وبدأ السباحة لأن الاتجاه الذي كانت تبحر فيه السفينة حتما ليس مكانا جيدا لأنه أراد العودة إلى الفيلا نظرا لتلقيه رسالة من الشبح الذي تركه هناك تفيد بأن لينغ تشنغ تشو قد استيقظت

لذا بدأ لين يانتيان بالسباحة فورا بأقصى سرعة له متناسيا أنه يستطيع الشعور بطاقة الحياة لذا إن أراد العثور على اليابسة مجددا فكل ما عليه فعله هو البحث عن أكبر تركيز لطاقة الحياة لكن هذا لا يهم لأنه كان سيصل إلى نفس المكان على أي حال

بعد أن عالج لين يانتيان ذراعه اليمنى كان سريعا جدا في السباحة أسرع حتى من باخرة عادية كما كان قد أخفى حضوره لتجنب الكائنات المفترسة في البحر لأنه لم يرد تضيع الوقت

وبعد ساعة من السباحة وقطع حوالي أربعين كيلومترا وصل لين يانتيان أخيرا إلى الشاطئ

كان لين يانتيان قد تخلص من أغلب ملابسه لذا عندما خرج إلى الشاطئ لم يلفت الإنتباه لأنه لم يرد المشاكل مع خفر السواحل

سار لين يانتيان بهدوء على رمال الشاطئ الذهبية وكان هناك العديد من الناس المصطفين على الشاطئ لم يكن كثيرا مثل الصيف لكن العدد كان معتبرا وكان الجميع تقريبا إما مع عائلته أو أصدقائه فقط لين يانتيان كان وحيدا ولأنه كان يتمتع بمظهر جيد بعض الشيء فقد جذب انتباه بعض الفتيات على الشاطئ

اقتربت فتاة بملابس السباحة من لين يانتيان مع ابتسامة مشرقة على وجهها

" مرحيا أيها الوسيم هل أنت وحيد؟ إذا كان الأمر كذلك فهل تريد الإنظمام إلينا؟ " وأشارت الفتاة خلفها نحو مجموعة من الطلبة الجامعيين ثم تابعت " ينقصنا شاب واحد كي يكون هناك عدد متماثل من الفتيان والفتيات ما رأيك؟ "

نظر لين يانتينان إلى الفتاة أمامه بهدوء للحظة قبل أن يتجاهلها ويستمر في السير لمغادرة الشاطئ

تفاجأت الفتاة قليلا قبل أن تصرخ " أنت ! أنا أتحدث إليك على الأقل قدم جوابا هااااااي "

مهما صرخت الفتاة لم يعرها لين يانتيان أي اهتمام وكانت على وشك اللحاق به لركله لكن صديقتها قد وصلت وأمسكتها من ذراعها لمنعها " ساتسو دعيك منه لا حاجة لتضييع وقتنا على أمثاله يمكننا العثور على شخص آخر لمرافقتنا " كانت هذه الفتاة تعرف جيدا شخصية صديقتها إن ذهبت لمطاردة هذا الشاب فستكسر على الأقل بعض عظامه لذا أرادت منعها

" ميغومي أنت ...... آآخ حسنا إنسي الأمر " كيف لا تعرف ساتسو أفكار صديقتها؟ لذا لم تستطع سوى نسيان الأمر لكنها لعنت في قلبها ' همبف، أنت محظوظ هذه المرة المرة إن رأيتك مرة أخرى فسأكسر عظامك '

ليس أن لين يانتيان لم يرد التحدث هذه المرة فقد أراد السؤال عن هذا المكان لكن المشكلة كانت في اللغة لأن هذه الفتاة لم تكن تتحد الصينية بل اليابانية لذا لم يستطع لين يانتيان إجراء محادثة معها أو أن الأمر سيكون غريبا فكيف لأجنبي أن يأتي إلى هنا وحيدا دون معرفة اللغة المحلية؟

كما لم يستطع لين يانتيان إمساك رأسها مباشرة من أجل التهام ذكرياتها أمام هذا العدد من الناس لذا تجاهلها وغادر الشاطئ سارقا في طريقه بعض الملابس ثم استعمل التشي لتجفيف نفسه

من ذكريات تشن بنغشان كان لين يانتيان يعرف أن اللغة التي تحدثت بها الفتاة سابقا كانت اليابانية لذا يجب أن تكون هذه اليابان لكن للأسف كان تشن بنغشان وطنيا للغاية وكان يكره حقا اليابان و اليابانيين لذا لم يتعلم هذه اللغة

قبل أن يخرج لين يانتيان تماما من الشاطئ لاحظ وجود حمام عمومي لذا توجه إليه بعد أن ارتدى الملابس التي سرقها

دخل لين يانتيان إلى حمام الرجال ولحسن الحظ لم يكن هناك سوى شخص واحد في الداخل كان يقوم بغسل يديه

لذا دون سابق إنذار اقترب لين يانتيان منه وأمسك رأسه على الفور ثم قام بالتهام ذكرياته محولا هذا الشخص إلى مجنون لكن هذه المرة لم يستطع لين يانتيان تركه هكذا لأنه إذا خرج هذا المجنون مع لين يانتيان فستتعقد الأمور لذا شد قبضته على عنقه وقتله خنقا

بعد ذلك وضعه في أحد الحمامات وأخذ لين يانتيان كل الأموال التي كانت في جيب هذا الرجل كي يبدو الأمر مثل عملية سرقة ثم غادر المكان

كان هذا المكان هو مدينة ماكورازاكي الساحلية التي تقع جنوب اليابان لذا يبدو أن الجزيرة التي تم إحظار لين يانتيان إليها كانت قريبة من اليابان ويبدو أنه كان بعيدا للغاية عن الصين

" ههيه " تنهد لين يانتيان ' يبدو أنني لن أستطيع العودة قريبا، ذهبت مع عصابة بلطجية لينتهي بي الأمر في دولة أخرى من دون أي دعم هنا مجددا أي حظ كان هذا؟ '

رغم عدم رضى لين يانتيان إلا أنه لم يكن نادما على ما فعله لأنه تسلى كثيرا كما حقق اكتشافا رائعا يتمثل في وجود مزارعين أقوياء هنا لكنه لم يستطع الحكم على مستواهم بدقة كل ما يستطيع قوله هو أن الشخص الذي يريد تناول تلك الحبوب على الأقل في مستوى الروح الوليدة أو أن تلك الحبة ستتسبب في موته على الفور

قرر لين يانتيان عدم التسرع في العودة نظرا لبعده إضافة إلى أن تلك الفتاة هي شخص تمكن من صقل دمه لذا ستكون بخير

قرر لين يانتيان التجول في المدينة بهدوء لبعض الوقت، طبعا لم ينسى غزو المطاعم أثناء تجوله

رغم ان لين يانتيان قد تناول الطعام الياباني من قبل مثل السوشي والرامن والكاراغي إلا أنه يظل تقليدا فلا أحد يصنع الطعام الياباني أفضل من اليابانيين أنفسهم

2019/11/25 · 802 مشاهدة · 1058 كلمة
RedNoble
نادي الروايات - 2024