“هففف…هففف”
بالعودة للورين تجدها ما تزال تقاتل وحوش الظل الثلاثة بمفردها, متعبة وتننفسها أصبح صعبا قليلا وخدوش في كتفها وقدمها جعل نهرا من الدماء ينساب ببطء منهما

“هسسس…هسسس”
لكنها ليست الوحيدة التي تعاني, فأحد الوحوش الثلاثة بالكاد يقف على قدمية بينما يرتعش من الألم, هناك جرح عميق على عنقه, معدته ظهره, جسده مليء بالخدوش بالكامل سواء العميقة أو الطفيفة ويمكنك أن ترى بعض الدماء تنساب من فمه

لكن على عكس هذا الوحش… وحشا الظل الأخرين بالكاد عليهم بعض الخدوش الطفيفة

[يجب أن أتابع التركيز على ذالك الوحش, لم يتبقى الكثير ويسقط…مع أنها مقامرة كبيرة إلا أنها الحل الوحيد, مهاجمتهم بشكل أعمى سيجعلني أتلقى الضرر بمفردي فقط…]

“هيا!!”

<إندفاع البرق>

إنطلقت نحو الوحش المصاب بستخدام أحد تقتيات التسريع بينما تشجع نفسها

هذه كانت خطتها ‘التركيز على وحش واحد كل مرة’ خطة بسيطة وفعالة إلا أن لها بعض السلبيات…فوحشا الظل الأخرين لايقفان كالمتفرجين فقط

“باااااخ” (صوت إصتدام)
ظهر وحش الظل من حيث لاتدري مرسلا إياها متدحرجتا على الأرض بعيدا بضربة رأسية قوية

لكن من حسن حظها خففت قوة ضربته بذراعها اليسرى…أو ربما يجب القول من سوء حظها

“اللعنة, لم أعد أستطيع إحكام قبضتي اليسرى على الرمح جيدا… أيمكن أنها إنكسرت”
قالت هذا بينما تحاول النهوض لكن ربما بسبب أنها مرهقة أو الألم يؤثر على عقلها لم تدري أن ضربة ذالك الوحش أرسلتها مباشرتا أمام الوحش الثاني

“*قضم*”

“آآآآآآآآه…”
[مؤلم, مؤلم, مؤلم, مؤلم]
إنغرست أسنان الوحش من الخلف عميقا في كتفها الأيسر مرسلا ألما لا يحتمل لعقلها جعلها تفلت حتى الرمح لاإراديا

“إبتعد عني”
صرخت بينما تلكمه بكامل قوتها

إلا أنه لايكثرث بينما يغرس أسنانه أعمق وأعمق في جسدها كأنه يستعد لسحب قضمته

مدركتا أنه بمتابعة الأمر على حاله يعني فقدانها لكتفها وربما أسوء ذراعها اليسرى بالكامل, وبفكرة سريعة أتتها فجأتا قامت بلف كلتا ذراعيها حول عنقه بقوة كأن حياتها تعتمد على ذالك

أما الوحش بسبب كل هذا الضغط على عنقه أصيب بقليل من الإختناق, لذا حاول سحب رأسه قليلا لكنه لم يستطع, في كل مرة يحاول فهو يرفع جسدها قليلا معه فقط, حتى أن فكيه لم يعودا قادرين لا على ضغط أو فك الضغط عن كتفها

“هل أعجبك طبق اللحم الذي تتذوقه الأن أيها قذر”
“إذا كان كذالك فقد حان وقت دفع ثمنه!”

<درع البرق>

بدأت شرارات كهربائية تصعد من قدميها لتغلف في الأخير جسدها بكامله
“زززززز”

وبما أن أسنان الوحش مغروسة عميقا في جسدها فقد تلقى صعقة مباشرة

“غيييييييييه” (صوت صراخ الوحش)
الألم جعله يترنح يمينا وشمالا محاولا تركها والإبتعاد عنها…لكنها لم تسمح له بينما تضيق قبضتها بشكل أقوى وتصر على أسنانها متجاهلتا ألمها
[الإتصال المباشر بدرع البرق لمدة من الزمن يمكن أن يكون قاتلا حتى لشخص أعلى مني بمستويات…سينجح الأمر, فقط قليلا بعد]

أما الوحش فما يزال يحاول كل ما يمكنه, هزها, أرجحتها, لكن بلافائدة قبضتها إلتصقت بعنقه كالغراء

والوحش الأخر لم يجرئ على الإقتراب كونه شعر بالخطر هناك
.

.
بقي الأمر على حاله حتى عم الصمت فجأتا ولم يعد الوحش يتحرك أو يصدر أي صوت

لتتركه لورين أخيرا ويسقط مباشرتا بعدها على الأرض ميتا
وتسقط لورين على الأرض هي الأخرى من شدة تعب لدرجة أنها كادت تفقد وعيها

“هففف هففف هففف”
الألم والتعب أصبح أسوء وأسوء على جسدها كأنه يخبرها بأن تستسلم, لكنها…

“لم…أنتهي بعد”
قالتها بينما تمسك برمحها الذي كان قد سقط على الأرض سابقا رافضتا ما يملي عليها جسدها وإستعملته لدعم نفسها في الوقوف

[تبا…الأن لم أعد أستطيع تحريك يدي اليسرى إطلاقا]
قالتها بينما تحاول تحريكها ولاكن بلافائدة, ولم تتجرء على النظر للجرح في كتفها كي لا تنخفظ معناوياتها

عندما رفعت عينها بإلتجاه الوحوش وجدت كل من وحش الظل المصاب والأخر ينظرون لها بنظرات حقد وكره, يبدو أنهم غاضبون بسبب موت أحد إخوتهم أو هذا ما إستنتجته لورين على الأقل

“يبدو أنهم يكثرثون لبعضهم…*تنهد* وضعي سيء جدا الأن, بالكاد هزمت واحدا وأصبحت على هذه الحال ومازال علي التعامل مع الإثنين أخرين”

فجأتا لمحت فكرتا مجنونة في عقلها

فأخذت نفسا عميقا وضغطت بقوة على رمحها بينما تستعد لشيء ما
[ستكون مقامرتي الأخيرة…إذا فشلت…سأموت]
لم تستطع سوى الإرتعاش قليلا بينما تفكر فيما سيحدث في حال فشلها, إلا أنها تهز رأسها محاولتا إبعاد الأفكار السلبية وتصر على أسنانها كي تبقى متيقظتا

أما بالنسبة للوحش فعندما رأى أنها لم تتقدم إندفع نحوها بسرعة مفترضا أنها لم تعد تستطيع الحركة

بينها وبين الوحش 45 متر
[ليس بعد]

بينها وبين الوحش 35 متر
[ليس بعد]

بينها وبين الوحش 17 متر
[الأن!…إنطلق!!]

ضغطت على أسنانها بقوة لتتجاهل الألم ثم رمت رمحها بقوة بالإتجاه الوحش
“فشووو”

تفاجئ الوحش قليلا لكنه بسط جناحيه وإلتف لليمين قليلا متجنبا الرمح بسهولة ثم أكمل إندفاعه نحوها, فبعد كل شيء سرعة الرمح لاتقارن بسرعة السهم مهما كانت قوة رميه

سبعة أمتار بينهم فقط

أما بالنسبة للورين فعلى وجهها إبتسامة رضا بينما في نفسها
[لم أكن أستهدفك أيها الغبي]

“غييييييي” صوت صراخ الوحش
صوت الصراخ في الخلف جذب إنتباه الوحش ليتوقف فجأتا ويلتفت لمصدره بمعالم قلقة, ليتفاجئ بأحد إخوته الذي تركه في الخلف مطعونا بالرمح في قلبه وقد أطلق أخر صرخاته…يبدو أنه بسبب جراحه البليغة لم يستطع الإبتعاد في الوقت المناسب عندما كان الرمح متجها نحوه

“غااااه”
أطلق الوحش صرختا حزينتا بينما ينظر لأخيه وقد لفظ أخر أنفاسه…إستبدل الحزنه بالكره والحقد, لكن ما إن إلتفت للفتاة المتسببة بهذا (لورين) حتى وجدها أمامه مباشرتا مليئتا بالدماء تبدو كمرسول الموت

“تتك” (صوت طعن)
قبل أن يبدي أي ردة فعل, إنغرس شيء ما عميقا في عنقه…لقد كانت سكينتاا صغيرة

“غاااااااااااه”
صرخ الوحش من شدة الألم والغضب بنفس الوقت, وبلفة سريعة منه أبعد لورين عنه بضربة بذيله نحو صدرها مرسلا إياها محلقتا حتى إصتدمت بالجدار لكن السكين بقيت في عنقه

“*كحة*…*كحة*…*كحة*”
الألم كان قويا في صدرها جعلها تسعل دمائا
“هذا لايبدو جيدا…آه…يبدو أنني كسرت ثلاثة أضلاع”

أما الوحش فبقي يترنح على الأرض محاولا نزع السكين التي تؤلمه من عنقه, بينما الدماء تنساب من عنقه وفمه بغزارة…يبدو أن سكين إنغرست عميقا في عنقه لتصل حتى حنجرته

“غععه غغععههغ”
لم يعد قادرا على التنفس وتباطئة حركته… ليتوقف بعدها عن الحركة ويصبح جثثا هامدة على الأرض

برؤية لورين أن الأمر إنتهى, أسندت ظهرها للحائط متئكتا عليه بينما لم تعد تملك أي قوة للنهوض مجددا

كل شيء مؤلم, رأسها يؤلمها, صدرها يؤلمها, قدمها تؤلمها والأكثر كتقها يؤلمها
أغلقت عينيها بينما ترخي عضلاتها, وأخذت نفسا عميقا وأخر مجددا. كانت أفضل وسيلة لإستعادة هدوئها
كانت متعبة, متعبة بسبب كل من الألم وبسبب إضطرارها للتعامل معه, لكنها لاتملك أي خيار أخر

“لقد فعلتها…لقد نجحت…لقد حققت المستحيل…تبا كم أنا ذكية”
أخذت تمدح نفسها لعلها تنسى ألمها

“لكنها كانت مقامرة فقط…لو لم يهتم بصراخ وحش الأخر وتابع الإندفاع نحوي لربما أنا من كان سيكون ميتا”

“آآآآه…كم أنا متعبة…ألا يجدر بشخص ما أن يظهر من العدم ويساعدني كما يحدث في القصص الخيالية”

عندما تكون فتاة جميلة في خطر…دائما ما يظهر شخص ما لإنقاذها أو هذا تتخيله لورين على الأقل

“آآآه تبا كفانا هراءا…أحتاج إلقاء نظرة على كتفي”
فقامت بقص ملابسها من جهة كتفها الأيسر بحذر وقليلا من جهة صدرها لتحظى بتظرة شاملة لعضة الوحش السابقة

“كما توقعت…هذا يبدو سيئا للغاية”
رأت منظرا فظيعا جدا جعلها تشعر بالغثيان… العديد من الحفر التي تبدة كأثار أسنان عميقة في كتفها لدرجة أنه بستطاعتك رؤية العظام, والدماء تنساب منهم ببطء

بدون أي تأخير سحبت مرهما أخضر اللون من خاتمها وبدأت تدهنه على الجروح
“آآآه… هفففف”
شعرت بحرقة كادت تجعلها تصرخ لكنها عضت على شفتيها وتابعت

“يبدو أن النزيف توقف الأن لكن ما أزال أحتاج تضميد الجرح”
كونها تعلم أنها نسيت الضمادات أو ربما إفترضت أنها لن تحتاجهم في السابق لهذا لم تجلبهم معها, قامت بقص قطعة طويلة من القماش من فستانها من الجهة السفلى ومن ثم لفتها حول كتفها جيدا

بعدما إنتهت من تضميد جراح كتفها وقدمها, سحبت مرآتا وبدأت تنظر لوجها
“على الأقل وجهي لم يحدث له شيء…لكن تبا حتى في هذه الحالة ما أزال جميلة… مع أن شعري مبعثر قليلا”

“كراااش” (صوت تحطم)
لكن بينما تمدح نفسها إنزلقت المرآة لتسقط على الارض وتتكسر

“آآآه… حتى يدي اليمنى بدأت تخور قواها…أتمنى فقط أن تكون أنابيل أفضل حال مني”

آه تبا…أنابيل…لقد نسيت
تذكرت شيئا ما فجأتا ودفعت بجسدها للنهوض بدون إعتبار للألم

أحتاج… إيجادها…
بخطوات مثثاقلة أخذت رمحها الذي كان مغروسا في القلب الوحش وإستعملته لدعمها أثاء المشي في الطريق الذي ذهبت منه أنابيل

……………………………………………………………….

في مكان أخر وبالتحديد عند شخصيتنا الرئيسية أمازاكي
“إذن عزيزتي..لقد قلت أننا سنمر على جسر الهاوية أليس كذالك؟”

“أجل عزيزي”
اجابت سيلينا

تتساؤلو لما ينادون بعضهم هكذا؟ حسنا حدث وقام أمازاكي بمزحة صغيرة معها كونه لم يحب هدوئها لأنه مهما قال من سخرية لها كي يجعلها تغضب كانت هي فقط لاتكثرث أو تتماشى معه لكن الأن يبدو أنها أخذت أحد سخرياته كتحدي أو ربما أخذتها بجدية

“إذن لما لا أرى أي جسر؟, كل ما أراه هو هذه الحفرة عميقة…هل يمكن ان جسر خفي أو ماشابه؟”

“لا…بل على مايبدو هناك من خربه”

“خربه؟”

“أجل أترى تلك الحبال…يبدو أنها قطعت بأداة حادة”
“لكن أليس المخرج من الجهة الأخرى؟…لما سيقطعون طريق المؤدي للمخرج”

“من يعلم…لربما شخص ما أو شيء ما كان يطاردهم وقطعو الحبل كي لايلحق بهم”

“حسنا هذا تفسير منطقي بما فيه الكفاية…إذن ما العمل الأن؟”

“لا حل أخر غير إصلاحه”

“وكيف سنفعل ذالك بالضبط؟”

“كل ما علينا فعله هو سحب تلك الحبال من الجهة الأخرى ونعيد توصيل الجسر بسهو…هاه؟”

بينما تنظر للجسر الملتصق على جدار هاوية من الجهة الأخرى لاحظت شيئا ما

“ماذا هناك؟”
تسائل أمازاكي بعدما رأى أنها صمتت وتحدق في الهاوية

فأجابت بينما عيناها يلمعان بضوء أخضر, يبدو أنها تقنية من نوع ما
"هناك شخص ما هناك بالأسفل…أعتقد فتاة؟"

××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

أووبس هل جعلت الأمر دمويا قليلا...

53e80bbee74a43bda12f6f09

شكرا لدعمكم
ولاتبخلو علي بآرائكم
Satou تأليف

لمن يريد دعمي ودعم رواية

http://bc.vc/SHlAS25




2017/11/29 · 2,158 مشاهدة · 1507 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024