وبالعودة لمكان أنابيل مجددا تجدها في مكان صامت لاتسمع سوى صوت خطواتهم, محطمت الأمال تشعر بالخيانة من كل تلك المعلومات التي ظنتها ذا فائدة

شعرت أنابيل بشعور غريب لقد كان مثل صفعة على الوجه لا بل شعرت أنها صفعت وجهها بنفسها

إذا كانت الكتب خاطئة فما فائدة تفقدهم؟ ما فائدة الإعتماد على معلوماتهم؟ ما فائدة كتابتهم؟

أخذت الأسئلة تتدفق داخل نفسها بغضب وبدون أجوبة

“أنابيل!!”

نداء لورين العالي عليها أيقظها من عالم أفكارها

“هاه… ماذا؟”

“هل أنت بخير؟… كنت أناديك منذ مدة إلا أنك لم تجيبي”

“أعتقد أنها متعبة…لما لانستريح…ولو قليلا”

قالها السمين بينما تنفسه أصبح صعبا, يكاد يقسم أنه فقد نصف وزنه داخل هذا الجبل بسبب هذا المشي المتواصل

“أنا بخير…كنت أفكر في بعض الأمور فقط”

قالتها بينما تعطي إبتسامة ضعيفة بعد رؤيتها لمعالم القلق على وجه لورين

“تفكرين في بعض الأمور, هاه؟ هيهيهي ماهو إسمه أخبريني؟”

قالتها لورين بينما أصبحت على ملامحها إبتسامة ساخرة

“ما الذي تتحدثين عنه؟”

“لاحاجة لإنكار الأمر, يمكنك إخبار هذه الأخت الجميلة فهي لن تسرقه منك”

“مجددا ما الذي تتحدثين عنه؟”

“أتريدين مني قولها مباشرتا…حسنا كما تريدين”

ثم همست في أذنها قالتها وبتسامة خبيثة على وجهها

“ما إسم الفتى الذي انت مهتمة به؟”

“إيه؟؟”

إحمر وجهها بسماعها هذه الكلمات وقالت بغضب

“أنت تعرفين تماما أنني لا ولن أفكر بشيء كهذا بعتبار شرط والدي”

فقد وضع والدها شرطا عليها وهو أنها إذا ما لم تتمكن من إختراق لمستوى <متمرس> أي مستوى 20 قبل بلوغها سن 19 فسيتوجب عليها الزواج بأحد الخطاب المحتملين, ولكن للأسف لم يتبقى لها الأن سوى سنتين للموعد مشؤوم أو هكذا تسميه

ترد لورين مجددا بنبرة ساخرة

“هيا, لايمكن للفتاة البريئة أن تبقى بريئتا للأبد”

بوجه غاضب إلتفتت أنابيل للجهة الأخرى

“همب إذا كنت ستتابعين الحديث هكذا, لن أتحدث معك بعد الأن”

ثم بدأت بالمشي متجاهلة لورين التي خلفها

“هاه؟ هاي لقد كنت فضوليتا فقط حول من سيكون زوج صديقتي العزيزة”

“…” لم ترد

“يمكنني أن أعطيك بعض النصائح إذا أردت كما تعلمين”

“…” لم ترد

“أيعقل أنك تخرجين معه بالفعل؟”

“…” ومجددا لم ترد

بالطبع أنابيل كانت تعلم بالفعل أن لورين تمزح معها فقط كي تجعلها تتجاوز إكتئابها وتتوقف عن لوم نفسها, هذا جعلها تشعر بالدفئ داخل نفسها

لكن فجأتا توقفت لورين وبدأت تنظر في الأنحاء بنظرات جادة

“أنابيل تمهلي… هناك شيء خاطئ بهذا المكان”

“لاتظني أنك ستخدعينني بخدعة قديمة كهذه”

قالتها أنابيل بينما لم تتوقف عن المشي

“إنتبهي!!”

صرخت لورين بهذا بينما دفعت أنابيل بقوة جانبا

“آآآآه…ما الذي…”

سقطت أنابيل على الأرض إثر دفعت لورين السريعة والقوية وقبل أن تقول أي شيء, أي بعد أن إلتفتت عند لورين رأت مشهدا جعلها تخرس وإرتجفت للحظة

لقد كانت لورين موقفتا وحشا أسود اللون وغريب الشكل برمحها بينما هو يصر بأسنانه على الرمح محاولا كسره, لكن لافائدة

“غرسسسسس”

كان حجمه أكبر حتى من رجل بالغ, يملك هيئتا سوداء اللون بالكامل ويقف على أطرافه الأربعة, نصفه العلوي يبو كالخفاش حيث أنه يملك في يديه أجنحة مماثلة له لكن بالنظر لعضلات في يده لايمكن القول أنها تستعمل للطيران أما نصفه السفلي فيبدو كسحلية بسبب ذالك الذيل الطويل لولا رأسه الذي يبدو كالخفاش لكان الأجدر تسميته بالتنين

“وحش الظل”

همست أنابيل بهذا الإسم بدون أن تدري بذاك

“أهربي…من هنا”

قالتها لورين بصعوبة محاولتا دفع الوحش للخلف

“لكن..”

“لقد قلت..آآآه”

قبل تكمل لورين جملتها تلقت ضربتا في خصرها من طرف ذيل الوحش مما جعلها ترمى جانبا حتى إصتدمت بالجدار الذي في جانبها

من شدة قوة ضربة ذيله أخذت لورين تسعل بقوة وهي تمسك خصرها

“*كحة*…*كحة*”

[تبا يبو أنني كسرت ضلعا ما]

“لورين”

نادت أنابيل على صديقتها والقلق والذعر ينتابها

لترفع لورين عيناها ببطئ نحوها وهي تحاول النهوض بالرغم من أن الألم يعيقها وتقول

“أهربي..*كحة*… *كحة*”

“هناك واحد فقط لذا علينا التعاون و…”

قبل أن تكمل كلامها ظهرت ثلاثة وحوش مثله من الظلال

“لقد قلت أسرعي وأهربي”

قالتها بعدما لاحظت لورين أنها الوحيدة المستهدفة من قبلهم

“لا…لن أهرب وأتركك خلفي”

صرت لورين بأسنانها وقالت بغضب

“أنت بلافائدة… ستعيقينني فقط…لن أستطيع حمايتك والقتال في نفس الوقت…لذا إرحلي”

بعدما سمعت أنابيل كلماتها القاسية عضت شفتيها بقوة بينما تظر لوجه لورين وملامحها تظهر أنها لاتستطيع إنكار هذا الأمر

[بلا فائدة…أنا حقا بلا فائدة]

ثم قالت

“تبا تبا…حسنا”

ممسكتا بقوسها بقوة إنطلقت مبتعدتا عن المكان

[لربما كنت قاسية تجاهها…لكن هكذا أفضل…هكذا ستبقين بأمان]

قالتها لورين في نفسها بينما تنظر لظهر أنابيل وهي تبتعد بمعالم إرتياح

أما بشأن السمين بييل فقد هرب منذ أن قالت أهربي أول مرة

أخذت الوحوش الأربعة تلتف من حول لورين كأنها تحاول تقرير من سيحظى بالفريسة

[حسنا لنرى ما أمامنا…أربعة وحوش ظل في المستوى 16 لا بل أعتقد مستوى 18؟]

[تبا الوضع شبه ميؤوس منه من البداية]

هزيمة واحد فقط يمكن إعتباره إنجازا إذا تمكنت من ذالك لكن هزيمة أربعة دفعة واحدة, حتى شخص في المستوى 20 سيجده أمرا شبه مستحيل

[حسنا بالنظر للإحتمالات…إحتمال فوزي ليس صفرا تماما…لربما هو فقط 17.5 في مئة]

[إذن نسبة موتي هي 82.5 في المئة]

[تبا حتى الأرقام تخذلني الأن]

أخذت لورين تفكر في بعض الأفكار لعلها ترفع معنوياتها لكن يبدو أنها تجعل الأمر أسوء فقط

وبينما هي مشغولة مع أفكارها الفارغة

“فووووووش”

فجأتا أتى سهم بسرعة عالية مصيبا أحد الوحوش الأربعة في كتفه

“غييييي”

صرخ الوحش بغضب بينما ينظر من أين أتى هذا السهم, حتى لورين إلتفتت لتتحقق

“أنابيل؟”

لقد كانت أنابيل…بعدما إبتعدت مسافة كبيرة توقفت و أطلقت سهما مصيبتا بذالك أحد الوحوش يبدو أن هذه كانت خطتها من البداية, بل وحتى الأن هي تتجهز لإطلاق سهم أخر

“فوووووش”

أطلقت سهما أخر من جديد والذي إتجه لنفس الوحش الذي أصابته سابقا, لكن الوحش هذه المرة إبتعد في الوقت المناسب, يبدو أن الضربة الأولى أصابته فقط بسبب كونه غير منتبه… ظهر الحقد والكره على معالم الوحش بينما يصر بأسنانه ثم إنطلق بإتجاهها

“غبية!!…أهربي!”

صرخت لورين بهذا

وبالفعل ما إن رأت أنابيل الوحش قادم نحوها ركضت هربا منه بستعمال أحد تقنياتها فلم يكن في نيتها مقاتلته مطلقا

<إندفاع الرياح>

[قد لا أستطيع مساعدتك في هزيمتهم, لكن على الأقل أستطيع تخفيض عدد الوحوش الذين ستقاتلينهم ولو بواحد فقط]

قالتها أنابيل في نفسها بينما تركض

فهي لم تحب كونها هاربة بدون فائدة وذيلها بين قدميها, إذا كانت ستهرب على الأقل فكرت بجذب أحدهم نحوها

“غبية! غبية! غبية!…هذه الوحوش سريعة جدا وذكية أيضا… لامجال لتضييع الوقت أكثر… يجب أن أسرع وألحق بها”

إنتابت لورين نوبة قلق وهي تنظر للوحش وهو يطاردها بلا حول أو قوة لإيقافه…فما الذي بستطاعتها فعله؟ هي الأن محاصرة من طرف الوحوش الثلاث الباقية

……………………………………………………………………..

أما بالنسبة لأنابيل هي ما تزال تسرع هربا من الوحش بستعمال إندفاع الرياح لكن ومع ذالك كما توقعت لورين كان الوحش يقرب المسافة ببطئ فبعد كل شيء هذا الوحش في المستوى 18

بعد ملاحظتها أن خطة الهرب لن تدوم طويلا ركزت إندفاع الرياح بقوة في قدمها وقفزت بقوة عاليا للأمام وفي نفس الوقت وبينما هي في الهواء إلتفت بجسدها للخلف ممسكة بقوسها ومصوبتا نحو الوحش

“أيتها الرياح…فالتلبي ندائي…وكوني سهما يخترق أعدائي…سهم الرياح”

همست بهذا لتبدأ الجوهرتان الموجودتان في القوس باللمعان بضوء أحمر مشع قليلا ثم بدأت ثلاثة أسهم دفعتا واحدة بالتشكل من الفراغ على شكل رياح غير مستقرة وباهتة بين أصابعها التي تسحب الخيط, لتطلقه فجأتا وتنطلق الأسهم بتجاه الوحش وبسرعة عالية

“فشوووو”

لكن الوحش وبالرغم من سرعته العالية ما إن بسط جناحيه حتى خفف سرعته قليلا وإلتف بجسده قليلا لليسار مناورا الأسهم بسهولة على بعد شعرة واحدة, وأكمل ركضه من جديد

“تبا…يبدو أن هذا لن ينفع حتى في إبطائه قليلا”

في اللحظة التي قالت هذا كانت قد حطت على الأرض لتستخدم إندفاع الرياح منطلقتا من جديد للأمام بينما تفكر في طريقة أخرى لإبطاء هذا الوحش الذي يلحق بها, أجل إبطائه فهي تعلم في قرارات نفسها أن هزيمة هذا الوحش هو أمر مستحيل عليها

من كان هذا الوحش؟… لقد كان وحش الظل المعروف بتخفيه المتقن ورشاقته وسرعته العالية لقد كان أسوء وحش للقتال ضده إذن ما لم تكن أعلى منه ب4 مستويات على الأقل فلا تحاول حتى الإقتراب منه خصوصا في المناطق المظلمة بالرغم من أنه لم يمر بتحوله الثاني بعد إلا أنه يملك بعضا من قوته كونه قريبا منه في المستوى 18… بهذه الحالة لن يستطيع حتى شخص في المستوى 20 هزيمته بسهوله فمابالك بأنابيل التي ما تزال في المستوى 16 فقط…بمعرفتها لهذا الأمر كيف لها أن تفكر في هزيمته؟ هي تستحق الإطراء بالفعل كونها تمكنت من إصابته وأيضا محظوظة لذالك وإلا كان ليكون قد أمسكها بالفعل

(التحول الثاني في المستوى 20, الثالث في المستوى 30…40…50…إلخ إذا كنتم قد نسيتم هذا)

فجأتا لمعت فكرة داخل عقلها

مجددا ركزت إندفاع الهواء في قدمها وقفزت عاليا ملتفة بجسدها ومصوبة نحو الوحش بقوسها بنفس الطريقة السابقة وهمست

“أيتها النار...فالتلبي ندائي…كوني سهما يحرق أعدائي…سهم النار”

لتبدأ الجوهرتان باللمعان مجددا ويبدأ سهم من النار بالتكون من الفراغ بين أصابعها التي تسحب الخيط…ثم تطلقه نحوه

“فشووو”

وبالطبع الوحش ناوره بسهولة مجددا تماما كالسابق…لكن ما إن لمس السهم الأرض…حتى إنفجر

“بووم!”

الإنفجار لم يكن كبيرا ربما متر ونصف فقط, لكن هذا كان كافيا لتصل النار للوحش

“غيييييه”

أطلق الوحش صرخة حيث أن بعض النيران إندلعت في شعره…وبدأ يتدحرج على الأرض لإطفائها

“نجحت”

قالتها أنابيل ببتهاج وهي ترى نتائج خطتها وإنطلقت مسرعة…فلا يمكنها تضييع فرصة الهرب هذه

ما إن أطفئ الوحش النار من على جسده والذي أصبحت عليه بعض البقع بدون شعر الأن, حتى وجد أن أنابيل أصبحت بعيدة مجددا

“غسسسسسس”

صر على أسنانه بقوة وبغضب كأنه يتمنى غرسها في عنق تلك الفتاة, لو كان يستطيع الكلام الأن لكان يشتم ويلعن بأقذر الألقاب

وإنطلق خلفها مجددا بسرعة جنونية

[هذه الخدعة لن تنفع مجددا وجسر الهاوية في الأمام أيضا]

[لن أستطيع إستعمال إندفاع رياح هناك وإلا لربما ينكسر الجسر]

[ماذا أفعل ياترى… همممم؟؟]

بينما تفكر في خطة ما تفاجأت وهي تنطر للجسر المعلق في الأمام

الجسر كان يبدو بطول 100 مترا طولا أما عرضه فمتر واحد فقط… معلق في هواء بينما لاتستطيع أن ترى نهايتا للهاوية التي تحته منظره يبدو متهالكا وقديما, مصنوعا من الخشب والحبال فقط

لكن ليس هذا ما جذب إنتباه أنابيل بل كان هناك كرة لحم تمر منه…أجل لقد كان السمين بييل

“بييل!”

نادت عليه وهي تصرخ

ليتوقف بينما ينظر للخلف وما إن رأى أنابيل تركض نحو الجسر تسائل في نفسه

“لما تركض بهذه السرعة الجنونية”

لكن الجواب أتاه مباشرتا لقد كان هناك وحش يطاردها

“تبا تبا تبا”

وأخذ يسرع في الجسر من جديد غير مبال لمناداتها

[هذا اللعين ألم يسمعني؟]

كونها أصبحت أقرب منه الأن حيث هي الأن قد قطعت 7 أمتار فقط في الجسر وهو قريب من نهايته قالت بينما تصرخ

“بييل…عندما أعطيك الإشارة إقطع الحبل”

[الحبل؟]

ما إن سمع كلامها حتى فكر قليلا و أشار بيده كأنه فهم

لكن ما إن وصل السمين لأخر الجسر حتى سحب سيفه وقطع الحبل الأول للجسر مباشرتا غير مبال أن أنابيل ما تزال في منتصفه

تمايل الجسر لليمين بقوة وإختفت الأرضية تاركا أنابيل مشبثة بالحبل فقط

“ما الذي تفعله!! هل جننت!! لقد قلت إنتظر إشارتي”

قالتها وهي تصرخ بينما تتشبث بقوة بيديها

حتى الوحش كاد أن يسقط لو لم يتشبث هو أيضا

بينما لم تفهم أنابيل ما الذي يجري وتنتظر جوابا قطع بييل الحبل الثاني

“وااااااااا”

سقط الجسر بينما بقيت أنابيل متشبثة بالحبل بقوة لتتأرجح بإتجاه جدار الهاوية

أما بشأن الوحش فقد سقط في الهاوية مباشرتا كونه لايملك أصابعا ليتشبث بهم

“طاااخ”

ضربت كتفها بقوة مما جعلها تفقد قوتها وتوازنها وأرخت الحبل وسقطت

“هاه؟ هل سأموت؟”

تسائلت بينما تسقط

“طااااااخ”

…لكن من حظها سقطت في جرف صخري صغير في الجدار لايتجاوز المتر الواحد

إلا أنه مع سقوطها ضربت رأسها وفقدت الوعي

×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

nicaruga2

شكرا لدعمكم

ولاتبخلو علي بآرائكم

Satou تأليف

لمن يريد دعمي ودعم الرواية

http://bc.vc/DhTZxEt

أريد أن أشكر كل من أخذ بعض من وقته وقام بالدعم...أجل لم يكن هناك الكثير في الفصل السابق ولكن على الأقل علمت أن هناك فئة من الأشخاص يرغبون بإستمرار الرواية

ملاحظة : الفصل القادم سيكون بعد يومين أو ثلاثة...على ما أظن

لاتبدأو بالشك مجددا!!



2017/11/26 · 2,125 مشاهدة · 1855 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024