بعد الإنتهاء من مسألة السمين أكمل كل من أمازاكي والأميرة سيلينا طريقهم نحو المخرج برفقة أنابيل

أنابيل لم تكن مرتاحة وهي ترافقهم…لذا ظلت صامتة على طول الطريق تفكر داخل عقلها

[الأمر كما قال سابقا…إذا بلغت عن الأمر فلاأحد سيصدقني بل وحتى أنهم سيشتبهون بي أنا فقط]

[إذن ألا أملك أي خيار أخر غير الصمت؟]

[مهلا…ماذا عن أختي, إذا أخبرتها عن ما حدث فأنا متأكدة بأنها ستجد حلا أفضل مني]

[بالتفكير بالأمر مجددا, ألم يقل أنه عقد إتفاقا مع أختي؟…بمعرفتي لطبيعة أختي الطيبة فهي بالتأكيد أرادت فقط التأكد من ألا يصيبني مكروه أو ماشابه]

[لكن لماذا إختارته هو؟ كيف لها أن تثق به؟ فأختي ليست بالغبية لتسأل أي شخص عشوائيا…إذن أتعلم شيئا عنه؟ أو بالأحرى عن قدراته؟]

[*تنهد* أعتقد أن على الإنتظار فقط لأن كل شيء سيتوضح عندما أقابل أختي مجددا]

[لكن هناك أمر مازلت لاأفهمه… لما تدعمه الأميرة في هذا بحق الجحيم!؟]

[هل علاقتهم مقربة لهذا الدرجة؟ ومنذ متى وهم يعرفون بعضهم؟]

الكثير والكثير من الأسئلة أخذت تتدفق نحو دماغها بحثا عن أجوبة لكن لافائدة

ثم رفعت رأسها وأخذت نظرتا مطولتا لهذا الفتى الذي أمامها وأكملت

[هذا الفتى لما هو…غامض جدا]

بينما هي تطيل النظر نحوه لاحظها

“ما الأمر أنابيل, أيمكن أنك تخططين لإضافتي لحريمك”

قالها بنبرة ساخرة

“…”

حملقت أنابيل في وجهه بغضب ثم إلتفتت بوجهها للإتجاه الأخر

“ما الخطب هل أنت غاضبة؟ حزينة؟ أم محبطة؟…آه مهلا هل هو… ذالك اليوم من الشهر بففف هاهاها”

“أيها النذل…”

“ماذا؟ هل أنا محق؟ هاهاها”

“فقط…”

“هاه؟”

“فقط, كيف لك أن تكون بهذا الهدوء؟…أنت سلبت حياة شخص أخر هناك…هل حياة الأخرين رخيصة لهذه الدرجة بالنسبة لك؟”

أرادت أن تعرف الجواب…أوربما أرادت فقط تذكيره وتوعيته, لكن…

“ما الذي تتحدثين عنه أنابيل…؟ أشعر وكأنك تحاولين إتهامي بشيء ما هنا”

قالها وإبتسامة صغيرة وبريئة على وجهه

“أبدأ يدعي البرائة من الأن؟”

بسماعها هذا الجواب لم يكن بإمكانها شيء غير صر على أسنانها وبلع غضبها

………………………….

بينما هم يكملون ببطء طريقهم بدأو بسماع صوت يبدو كوقع خطوات…وقع خطوات ثقيلة وبطيئة متجهم نحوهم

“تك….تك….تك”

بالنظر جيدا لقد كان شخصا أو بتحديد لقد كانت فتاة بشعر أخضر ترتدي نفس ملابس المشتركين, لكن ملابسها ممزقة من الجانب والأسفل لدرجة تكاد تظهر مفاتنها, والضمادات على كتفها أصبح لونهم أحمر غامق يكاد يميل للسواد بسبب إنفتاح جروحها, ترتكز بصعوبة على الرمح بيد واحدة نظرا لكونها لم تعد قادرتا على تحريك ذراعها الأخرى, كان واضحا من قدميها الذان يرتعشان في كل خطوة تخطوها أنها فاقت حدود تحملها وأصبح وزنها خانقا بالنسبة لها وكأنه يعادل وزن جبل

أنفاسها تكاد تنقطع بينما تتوقف في كل خطوة لتخذ نفسا طويلا, جسدها يرتجف ويترجاها لترتاح إلا أن دماغها يتجاهله

أمازاكي لم يميز هذه الفتاة لكنه شعر أنه سبق ورأها في مكان ما

“لـ..لـ..لورين!!”

صرخت أنابيل بهذا الإسم وهي تهرع نحوها بفزع حتى أنها كادت تتعثر على الأرض لكنها إستعادت توازنها بسرعة

[يا لي من حمقاء…بل يا لي من حقيرة!…كيف لي أن أنسى…]

قالت أنابيل هذا في نفسها بيأس والدموع أخذت تغمر عيناها وهي تسرع نحوها, كما لو أنها ستختفي إذا ما لم تفعل

أما لورين فأخذت ترفع رأسها ببطء, تتأكد إذ كان سمعها لم يخذلها وأخذت تنظر مطولا أمامها لذالك الشخص الذي يهرع نحوها بسبب رؤيتها الضبابية…وبعد مدة من التحديق المطول إستطاعت تمييز ذالك الشخص

“أنـ…ـابـ…يل…”

ما إن نطقت هذا الإسم حتى إنهارت أخيرا, إلا أنابيل إستطاعت إمساكها قبل أن تلمس الأرض

“لـ…لورين…أنا…أنا أسفة… أنا حقا أسفة…بسبب كوني عديمة الفائدة, بسبب كوني مجرد عالة عليك…كل هذا قد…”

قالتها أنابيل وهي تنظر للجروح التي على جسد لورين وهي ترتجف من الذعر والقلق

أظهرت لورين إبتسامة مرتاحة وهي ترفع يدها لوجه أنابيل وكأنها تريد التحقق أن عيناها لايخذلانها

“آآآآه إنها أنت… أنت بخير…حمدا لله…لقد كنت قلقة…عليك..”

بالرغم من أن صوت لورين كان خافتا ومتقطعا إلا أن أنابيل سمعت كل شيء, وأخذ الشعور بالذنب والندم يصبح أسوء فأسوء داخل نفسها بعدما عرفت أن لورين حتى في حالتها هذه كانت ما تزال قلقة عليها, فأخفظت رأسها للأرض لاتتجرأ حتى على النظر في عيني لورين ودموعها أخذت تسقط وتندثر مع الأرض…

“أنا… أ..سفـ..ـة”

لربما بسبب الدموع التي رسمت نهرا على خديها أو بسبب الذنب الذي يشق قلبها, أنابيل لم تستطع نطق كلمت الأسف هذه بصورة الصحيحة, فقد شعرت أنها كانت غير كافية لتصف ما تشعر به ذاخل نفسها, بل وشعرت أنها لاتملك حتى الحق في طلب العفو هكذا

“أبعدي تلك الملامح الفظيعة عن وجهك…سيصبح..لديك تجاعيد…”

قالتها لورين بصوت خافت ومتقطع مجددا وإبتسامة ضعيفة وساخرة على وجهها…كان واضحا أنها نوعا ما تحاول تلطيف الجو

“هذا, ليس وقت المزاح…لورين..”

قالتها أنابيل وهي تحاول مسح دموعها ببطء

“أنت محقة…أنا الأن حقا…أشعر بالنعاس…أيقظيني بعدما, أرتاح قليلا… حسنا؟”

قالتها لورين بينما تغمض عينيها ببطء مما جعل أنابيل مذعورة

“هاه!؟…مهلا…لا لا…لاتنامي!…إستيقظي لورين أرجوكي إستيقظي!”

أخذت تهزها قليلا لكن لا إستجابة

“لوووورين!!!”

صرخت بينما تحضنها بقوة

“إخرسي!,لقد فقدت وعيها فقط”

قالها أمازاكي بنبرة منزعجة من نواحها

“ما..ماذا…”

متشبثة بهذا الأمل أخذت تتحقق بسرعة من نبض قلبها

“دوووم”…….”دوووم”…….”دوووم”

ضربات قلب خفيفة دخلت أذنها لتشعرها بالإرتياح قليلا

“حمدا لله…”

“لكن…لكن ماذا الأن؟ ما الذي يتوجب علي فعله؟…هي ما تزال في هذه الحالة الخطرة…لابد أن هناك طريقة ما لمساعدتها, أليس كذالك؟”

قالتها بملامح مثيرة للشفقة ومذعورة وهي تنظر لأملها الوحيد…أمازاكي والأميرة سيلينا

أمازاكي لم يهتم بنواحها وأخذ يراقب بصمت بينما في نفسه

[سبعة أضلاع مكسورة في كل من الصدر والظهر…ساقها مكسورة…وذراعها اليسرى والأسوء هو كتفها المحطم بالكامل تقريبا…هذا الأخير فقط سيعطيها ألما لايحتمل, ومع ذالك كانت قادرتا على الحركة؟ بل والمشي أيضا؟… أليس هذا…نوعا ما…مثيرا للإعجاب]

قبل أن يدري إرتسمت إبتسامة صغيرة على وجهه

وبينما هو مشغول مع تفكيره الغريب تقدمت سيلينا نحو أنابيل ولورين بينما تسحب شيئا ما من خاتمها ثم رمته ليسقط في يد أنابيل

لقد كانت زجاجة صغيرة أو قارورة بحجم الإبهام مع زخارف ونقوش في جانبيها, تحتوي على سائل أبيض اللون ومشع

“هذا…هذا…”

برؤية أنابيل لما قدمته لها سيلينا أصبحت عاجزتا على الكلام…برؤية أمازاكي لذالك الشيء وردة فعل أنابيل الغريبة لم يفهم ما الذي يحدث

“عزيزتي ما ذالك الشيء بالضبط؟”

بما أن أمازاكي لم يفهم ماهيته, قرر سؤال الأميرة عنه, فبعد كل شيء هي مالكته

إلتفتت سيلينا نحوه لفترة بنظراتها الباردة المعتادة إلا أنك تستطيع ملاحظة تفاجئها داخلهم… ثم تنهدت في نفسها كأنها لم تتوقع هذا سؤال وقالت

“أريسفورد”

قالت هذه الكلمة فقط وصمتت…حتى أنك تستطيع القول أنها قالتها بنبرة مفتخرة

[بحق السماء أيفترض أن أعلم شيئا فقط من هذا الإسم]

هذا ما أراد أمازاكي قوله لكنه إلتزم الصمت

[إعطاء الكثير من الشكوك لهذه العبقرية سيشكل مشكلتا في المستقبل]

بهذه الفكرة في عقله قرر أن يلاحظ فقط ما الذي سيفعله هذا الأريسفورد أو أيا كان إسمه بصمت

×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

6588b27b917af882429db70f53e26246d87

شكرا لدعمكم

ولاتبخلو علي بآرائكم

Satou تأليف

لدعمي ودعم الرواية من هنا

http://bc.vc/DhTZxEt


/(>3<) أسف على التأخير كتعويض الفصل القادم سيكون غدا


2017/12/29 · 2,254 مشاهدة · 1053 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024