“همم هممهمم هممم”

داخل غابة شبه كثيفة كان أمازاكي يهمهم بسعادة بينما يطبخ على حجر مسطح نوع من اللحوم إصطادها داخل الغابة وكأنه يحتفل بمناسبة ما

كان واضحا أنه في مزاج رائع كأنه تناول نوعا من المنشطات أو المخدرات

لربما يرجع السبب لصندوق الذي يلمع بالذهب بجانبه

“أنا ثري أنا ثري هاهاهاهاها”

فبينما كان يتوغل وسط غابة الأشجار هذه, وصل بالقرب من كهف غريب مخفي بأوراق الأشجار, في تلك اللحظة أخبره حدسه المتخصص في الألعاب أن هناك شيء مثير لإهتمام بداخله, لكن رغم حدسه لم يتوقع ولو في أحلامه أن يجد كنزا

“لم اتوقع إيجاد صندوق كنز في أحد الكهوف بهذه البساطة, كنت أعتقد أن هذا يحصل في الألعاب فقط هاهاها”

قالها بنبرة سعيدة ومثارة, ببساطة قد يكون هذا أسعد أيام حياته, غير عالم أن ما فعله تسبب بأسوء يوم في حياة الأخرين , رغم انه لن يكثرث حتى لو علم

“هاهاهاها…”

كل مرة يفكر في الأمر يضحك بشكل هستيري كأحد المجانين

“بوووووو”

بينما كان يضحك بجنون مع نفسه, إندفع شيء غريب من بين الأشجار بسرعة فائقة أشبه بكيس رمل ثم إستصتدم بالارض بقوة تلاها صوت كسور عظام ثم اخذ يتدحرج حتى توقف أخيرا على بعد بضعة أمتار من أمازاكي

نظر امازاكي لكيس الرمل كما يسميه بفضول ليتبين له أن كان في الحقيقة شخص…وبالضبط فتاة, فتاة بشعر أخضر ترتجف من الألم

بالرغم من الألم الذي يصرخ في كامل أنحاء جسدها إلا أنها شدت على اسنانها محاولتا تناسي الألم ورفعت رأسها ببطء بإتجاه أمازاكي

“أنت…إذهب.. وأطلب المساعدة…اي شخص..فقط… أسرع…قبل أن..*كحة* *كحة* قبل أن يأتي ذالك.. الوحش اللعين إلى هنا”

رؤيتها كانت ضبابية تماما, بالكاد ترى تجسيد شخص ما أمامها, لكنه لم يجبها هل كان مجرد وهم أصابها بسبب شدة الالم؟ لاتعلم الإجابة كل ما بإستطاعتها فعله هو أن تتمني أن الأمر عكس ذالك

“اللعنة..هل… تسمعني…أسرع…”

قالتها بصوت مرتفع عن السابق, لكن هذا جعلها تشعر بالألم أكثر فقط, بينما ذالك الظل كان لايزال جالسا مكانه بغير إكثراث

[يالهي, هل انا اهلوس فقط؟]

قالتها في نفسها بنبرة مستسلمة

بينما اخذ الألم يجبرها على غلق عينيها سمعت ردا

“أوووه أجل الأن تذكرت…أنت الفتاة من داخل الجبل أثناء الإختبار”

كان هذا أخر ما سمعته قبل ان تفقد وعيها

على ما يبدو الظل أمامها الذي كان هو أمازاكي بالطبع, لم يكن يصغي لأي كلمة تقولها

“همم؟ فقدت الوعي بالفعل؟ هذه هي المرة الثانية التي أراها فيها متضررة لدرجة فقدان الوعي, هل هذه أحد صيحات موضة جديدة ياترى؟ أم أنها تحب تعذيب نفسها؟”

“حسنا بوضع المزاح جانبا لقد ذكرت شيئا عن وحش أو ما شابه, ولأنه لم يظهر بعد يعني أنه مشغول بالتعارك مع رفيق هذه الفتاة والذي سيكون بالطبع هو….”

وكأن العالم يريد إكمال كلماته, قفزت فتاة من وسط الأشجار بقفزة خلفية وتبعتها موجة من الرياح, مدمرتا كل ما في طريقها تركتا أشجارا ممزقة خلفها

بعدما وضعت قدميها على الأرض قفزت مجددا للجانب متجنبتا موجة الرياح وفي نفس الوقت لقمت قوسها بثلاث اسهم واطلقتهم بإتجاه الغابة

“فشوووو”

لكن من ملامحها يبدو أنها لم تصب هدفها على الإطلاق

“اللعنة”

كانت أنابيل قلقة حول صديقتها في الخلف لكنها الأن لاتستطيع حتى الإلتفات للإطمئنان عليها, لاتعلم متى أو كيف سيتم الهجوم عليها

“اللعنة اللعنة كل هذا بسببي…لو أنني أطلقت سابقا كانت لورين لتكون بأمان الأن”

قالتها بنبرة غاضبة ونادمة بينما تصر على أسنانها

كانت غاضبة على نفسها غاضبة على ضعفها…وبالضبط غاضبة على شخصيتها الضعيفة

……………….

<قبل 10 دقائق>

وسط الغابة الكثيفة كانت العصافير تزقزق من أماكن مجهولة غير مكثرثة بالمعركة الدموية التي تجري بقربهم

“همف همف همف”

كانت كل من لورين وأنابيل تحيطان بالرجل الأصلع بينما أصبح نفسهما ثقيلا, هذه المعركة إستمرت الأن 15 دقيقة فقط إلا ان كلاهما يكادان يسقطان من شدة التعب, خصوصا لورين التي كانت تغطي على أنابيل طوال الوقت فقد كانت ترتجف من شدة التعب بالفعل

اما الرجل في منتصفهما لم يكن متعبا بقدرهما لكنه يكاد يجن من شدة الغضب, بإمكانك حتى أن تسمع صرير أسنانه, الفتاتان حوله كان أضعف منه بكثير إلا انه إستغرق كل هذا الوقت في قتالهما, مثل هذا الوقت الثمين كان ليتابع البحث فيه عن ما يخصه

بهذه الفكرة في رأسه حرك السيف بشكل لولبي مما جعل حركة الرياح تتغير

<الزوبعة>

أصبحت الرياح سريعة تحيط به كأنها زوبعت مدمرة

لكنها كانت في الحقيقة زوبعتا صغيرة فقط…لكنها كانت كافية لجب رؤيتهما عن الرجل الأصلع

“اللعنة…أنابيل أسرعي إلى جانبي بسرعة”

وكانها أحست بشيء خاطئ نادت لورين عليها

لكن الامر كان متاخرا

فشششششش

في اللحظة التي نادت لورين عليها خرج ضوء أو بالأحرى شيء لامع من الزوبعة وتوجه بسرعة خاطفة نحو انابيل بدون الحاجة للتمعن فيه كان ذالك هو السيف الضخم الذي يعود للرجل الاصلع

“تبا”

إنخفظت انابيل على لأرض بجسدها تماما ليمر السيف فوق رأسها ببضع سنتمترات فقط

لكن الامر لم ينتهي هنا في اللحظة التي كان الأصلع رمى فيها السيف كان قد إنطلق بجسده نحو لورين

كانت إستراتيجيته بسيطة جدا وهي مهاجمة الإثنين دفعتا واحدة, كي لايتمكن أي منهما من دعم الأخر

برؤية لورين للرجل ينطلق كالسهم المجنون نحوها فهمت إستراتيجيته تماما, في الواقع كان لديها حدس منذ أن قام بتلك الزوبعة

بينما إقترب نحوها أعد لكمتا قوية ووجهها نحوها, إلا أن لورين إنحنت فجأتا بجسدها وإستقام رمحها, كان واضحا انها تستعد لإستخدام تقنية من نوع ما

<الحركة الاولى: رقصة الافعى>

كانت هذه الحركة في الكتاب الغريب الذي حصلت عليه من الكنوز القاعة السابعة عند دخولها الاكادمية

“تزززززززن”

برؤية الرمح يتجه نحوه حاول التحرك لليمين قليلا لتفاديه إلا ان الرمح تحرك بطريقة غريبة كالأفعى وإلتف حول ذراعه اليمنى بسرعة مجنونة ممزقا طريقا دمويتا عليها واخذ نهر من النهر ينساب على الارض ولكن الرمح لم يتوقف هناك بل وتابع طريقه وصولا إلا كتفه وأخذ يستهدف عنقه وكأنه أفعى حية تسعى للقضاء على فريستها

كانت هذه هي التقنية المميتة التي حصلت عليها لورين بل هذه هي الحركة الأولى فقط, فالكتاب يحتوي على 13 حركة خاصة اخرى

لكن للأسف في ظل الوقت القصير أتقنت الحركة الأولى فقط, لكنها كانت كفيلة بتغير مجريات المعركة لصالحها

إلا ان الامر لم يسري كما توقعت

بينما كان الرمح على وشك الإنغراس في عنق الرجل الاصلع أوقفه الرجل بذراعه الاخرى على بعد سنتيمترات قليلة من عنقه

بالرغم من أن الحركة كانت قوية إلا انه في نهاية الامر الرجل يبقى أعلى مستوى منها بكثير لربما لو كانت فقط أعلى بخمس مستويات لكان من المستحيل لهذا الرجل إيقاف هذا الرمح

لكنها أيضا لم تستسلم بل تابعت دفع الرمح بقوة نحو عنقه

“أنابيل أطلقي…الان”

صرخت بهذا بينما تركز كل وقتها في دفع رمحها نحو عنق الرجل أمامها

“حـ-حسنا”

ترددت أنابيل لثانية وأطلقت سهمها

بسماع الرجل الأصلع لذا غرق قلبه, ذراعه اليمنى كانت مدمرتا بسبب هجومها الأول وذراعه اليسرى تحاول إيقاف رمحها الذي كاد يصل لعنقه والأن سيتم إطلاق سهم عليه؟ كان في وضع لا يحسد عليه, كان عليه التصرف سريعا, كان لابد من المقامرة

إستخدم كل القوة الني تبقت له لإزاحة الرمح جانبا مما جعل لورين تفقد السيطرة على توازنها وتصبح في دائرة هجومه

كان في نهاية الأمر أقوى منها

“تكك”

في تلك لحظة إنغرس سهم أنابيل في فخده…لكن يال لأسف ذالك لم يكن كافيا لإيقافه…وبالتالي نجحت مقامرته وأظهر إبتسامتا خبيثة

وما حدث تاليا هو لكمة قوية ضربت صدر لورين مباشرتا

“كررررككك”

ترددت أصوات كسور مفزعة ترتعش لها الأذان حتى العصافير تقززت وصمتت بسببها

“آآه…”

قوة الضربة جعل جسدها يحلق عبر الاشجار ككيس رمل بدون حركة

“لـ-لـ-لورين…”

غرق قلب انابيل واصبح وجهها شاحبا كالشبح بعد المشهد الذي شاهدته, لأنها علمت في قرارات نفسها انه كان خطؤها

لو انها لقمت سهمها لينفجر عند ملامسته كان ليفقد نصف جسده ويسقط ميتا, عندها كانت لورين لتكون بخير, لكنها لم تستطع القيام بذالك, لم ترد ان تقتل, بالأحرى لم تستطع, ولربما ترددها هذا قد أدى إلى فقدان صديقتها إلى الأبد

وما حدث للورين بعدها كان ما شاهده أمازاكي

……………………….

<عودة للحاضر>

بينما كانت أنابيل تتذكر أخطائها, ضوء فضي إنطلق نحوها كان الامر كالسابق عند الزوبعة, لقد كان السيف الضخم الذي يخص الرجل الأصلع هو الذي يتجه نحوها

إلا أنه أبطئ هذه المرة والسبب راجع لجروح الرجل العميقة السابقة, وبالتالي فقد كان سهلا على أنابيل التنحي جانبا بدحرجة جسدها بطريقة بطريقة شبه بهلوانية وفي نفس الوقت أخذت تعد أسهمها

لكن قبل أن تنهي تلقيم سهمها وبعد رفع راسها رأت الرجل الذي هو يريد قتلها قد وصل على بعد بضعت أمتار منها بينما يركض بسرعة نحوها, إذا دخل رامي السهام مجال هجوم السياف فستكون هناك نهاية واحدة لرامي السهام وهي الموت

“تبا”

<درع الرياح>

بمعرفتها لهذا وضعت درعا سحريا حولها, الدرع كان أشبه بحلقة زجاجية, عززته بكل ما تبقى من قوتها السحرية

“باااااام”

لكم الرجل الدرع بذراعه اليسرى بقوة مسببا صوتا مدويا

لكن الصوت ليس كل ما قامت به هذه الضربة

“ترررك كككك بااااام”

ضهرت شقوق عديدة في الدرع كأنها شباك عنكبوت وإنفجر دافعا جسد أنابيل للخلف في الهواء كلعبة ورقية, حاولت السيطرة على جسدها عند السقوط لكنها فشلت

“تيك.. دااا.. بووو”

وأخدت تتدحرج على الأرض غير مسيطرة على تحركاتها بل حتى قوسها سقط من يدها وتدحرج بعيدا عنها هو الأخر, إلى أن توقفت قريبتا من جسد لورين

شعرها أصبح مبعثرا وفوضاويا وملابسها ملطخة بالتراب مع بعض التمزقات في الجانب, وهذا دون الحديث عن الألم الذي يمر في سائر جسمها في هذه اللحظة

“*كحة* *كحة*”

نفسها اصبح ثقيلا لكنها علمت في قرارات نفسها أن هذا لا يقارن حتى بنصف ما شعرت به صديقتها

بالرغم م رغبتها في الوقوف إلا أن جسدها وصل لحدوده, كل ما تبقى من طاقتها السحرية كانت قد وضعته في الدرع سابقا

كانت الأن تنتظر نهايتها فقط

“…”

لكن لسبب ما لم يحصل ذالك

رفعت رأسها بإتجاه للرجل الأصلع وجدت وجهه غاضبا لدرجة أن العروق ظهرت في وجهه, لكن الغريب في الأمر أن غضبه لم يكن مجها إليها بالاحرى لم يكن ينظر إليها إطلاقا

تبعت مسار رؤيته لترى فتى يتناول طعامه بغير إكتراث في الجانب وكأن القتال الذي كان يحدث أمامه مجرد مسرحة هزلية

وبالطبع تعرفت عليه مباشرتا, قبل أن تنطق بأي شيء صوت غاضب تحدث

“ أنت أنت أنت أنت أنت….لقد كنت.أنت.من ســــرقـنـــــــي “

هذا الصوت كان كافيا لجعل جميع الحيوانات القريبة تفزع وتهرب لجحورها

في ظل هذا الصوت المدوي رفع أمازاكي رأسه ليرى الرجل يوجه إصبعه نحوه بغضب, نظر أمازاكي جانبا ليتذكر أنه لم يضع صندوق الكنز في خاتمه بعد…فبعد كل شيء كان يحتفل, لن يخفي ما كان يحتفل لأجله

“*تنهد*”

غير نظرته لأنابيل التي كانت تنظر له بكره هي الأخرى كذالك, السبب كان واضحا, لقد كان السبب الرئيسي في معاناتهما, فكيف لا تكرهه؟ خصوصا أنه لم يساعدها

“يبدو أنني أصبحت محط إنتباه الجميع هنا…ماذا أقول, هذا يجعلني محرجا نوعا ما”

قالها بينما أخذت إبتسامته بالإتساع

××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

نهاية الفصل

2020/08/20 · 871 مشاهدة · 1655 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024