<بعد يومين>

وسط غابة كثيفة بأشجار عالية وأعشاب تملئ المكان لاتكاد تجد طريقك لولا الطريق الترابية التي حفرتها عجلات العربات وأقدام المسافرين على مر الزمن, كان هناك فتاتان تترحلان معا الأولى كانت بشعر أخضر ينساب بين كتفيها كشلال بديع والثانية كانت بشعر أزرق يميل للسواد

دون الخوص في تفاصيل ملامحهما أكثر لقد كانتا أنابيل ولورين

“هل أنت متأكدة من هذه المهمة لورين”

قالتها أنابيل بينما تحدق في ورقة بين يديها

<<المهمة : القبض على قطاع الطرق في طريق العام للغابة الشمالية>>

>>E:الفئة <<

“بالطبع فجميع المهمات السابقة كانت غبية ومملة أنا لم أنضم للأكادمية لأقوم بتوصيل الرسائل أو البحث عن الأعشاب”

“لكن مع ذالك أظن الأمر قد يكون خطير إلا حد ما, لربما كان يجب أن نحضر معنا غيليس أيضا”

“ماذا؟ تريدين أن يرافقنا ذالك القرد المتعجرف ؟ لا شكرا أفضل تناول العشب من اليوم فصاعدا على أن أرى وجهه معنا هنا”

“آآآم”

[لـ-لماذا العشب بالضبط؟]

قالتها في نفسها

“لاداعي للقلق فأنا معك فوفوفو فإذا كنت لاتعلمين لقد تمكنت من الإختراق للمستوى العشرين بالفعل وبهذا أنا بالفعل في في مستوى متمرس مجرد قطاع طرق لن يشكلو اي تهديد لنا”

“أوه…حقا…؟”

قالتها بنبرة متفاجئة إلا أنها مع ذالك لم تستطع منع قلبها بالشعور ببعض الحسد

فبعد كل شيء بسبب شرط والدها كان يتوجب عليها أن تقبل بالزواج من أحد خطابها إذا ما لم تتمكن من الوصول للمستوى <متمرس> قبل أن تبلغ19 من عمرها

“أ..أنا أسفة..أنابيل أنا لم أقصد أن…”

حتى لورين وكأنها أدركت أنها ضغطت على جرح إلتفتت نحو أنابيل بنية الإعتذار إلا أن أنابيل أوقفتها

“لا حاجة للإعتذار لورين ليس الأمر وكأنك قمت بأي شيء خاطئ, بل على العكس تمكنك من ذالك يجعلني أكثر ثقثا أنه ليس من مستحيل علي قيام بالمثل أيضا”

“أجل… إذا كنت أنت فبالطبع تستطيعين”

قالتها لورين بنبرة عاطفية وكأنها تريد معانقتها

“هيا لاتعطيني مثل هذا الوجه وكأنك…”

“*بااااااام*” (صوت إرتطام)

فجأتا قبل أن تنهي أنابيل كلماتها المازحة, مر ظل غريب بسرعة بجانبها بل حتى أنها أدركت أنه لامس نهاية أطراف شعرها قبل أن أن يصتدم بأحد الأشجار بقوة وتلاه صوت مقزز لتكسر العظام

*كراااك*

لو كانت أنابيل فقط بضع سنتيمترات للخلف لربما إصتدم بها مباشرتا

بعدما أدركت هذا عرق بارد نزل من ظهرها قبل أن تقرر حتى الإلتفات لذالك الظل الغريب

“ما…كان هذا؟”

لورين من تعافت أولا من صدمتها إلتفتت نحو مكان الإصتدام بمعالم حذرة, وما رأته كان كافيا ليجعل أي أحد يفقد الشهية على الأقل لأسبوع

دماء….دماء تملىء المكان وكأن بالون مليئا بالصباغة الحمراء قد إنفجر هناك, لكن عيناها لم تعر أي إهتمام لهذا الجزء على الإطلاق لأن البالون أو الشيء المسؤول عن ذالك كان ممددا على الأرض يرتعش بقوة

بالفعل لقد كان شخصا أو بالأحرى رجلا…كان من الصعب تحديد هذا من الوهلة الأولى, جسده كان محني في الإتجاه الخاطئ بعدما كسر عموده الفقري جراء الإصتدام السابق ومعه عظام قفصه الصدري إنكسرت وخرجت من الصدره كأنها أسنان وحش ينتظر فريسته

لقد كان منظرا مقززا ترتعش له الأبدان

كان ينزف من كل مكان, من أنفه, من فمه, من أذنيه, بل حتى من عينيه, ببساطة لقد كان رجلا ميتا, أو على الأقل يفترض به أن يكون كذالك

“لم… نفعلها….لم نفعلها….”

بالرغم من حالته إلا أنه كان يتمتم بهذه الكلمات بين أسنانه دون توقف وكأنها ستكون سبب في إنقاذ حياته, لكن بالطبع هذا لم يدم طويلا قبل أن يخرس ويتوقف حتى عن الإرتعاش تماما

لقد أصبح الأن رجلا ميتا

“….”

برؤية لورين لهذا المنظر لرجل يموت ببطء أمامها أصبحت ملامحها متجمدة ووجهها أصبح شاحبا, قد تكون حاربت بضعت وحوش, وقد تكون خاضت تجارب قريبة من الموت لكنها في نهاية الأمر تبقى مجرد فتاة في 18 من عمرها

التجارب تجعل المرء أقوى لكنها تعلم تماما أن تجاربها غير كافية حتى لإستيعاب ما حدث أمامها, لكنها كفيلة بجعلها تفهم حجم الخطر الذي يحوم حولها

[هذا سيء… هذا سيء… هذا سيء… علينا الخروج من هنا…أيا كان المتسبب في هذا فهو ليس بالشيء الذي نستطيع التعامل معه]

“أغغغه”

بعدما إلتفتت لورين لأنابيل وجدتها على ركبتيها ترتجف وتفرغ ما في بطنها بعدما لم تتحمل ما رأته عيناها

بالمقارنة مع لورين فصدمتها كانت أكبر بكثير

“لاتنظري ”

قالتها لورين بعدما أتت أمامها حاجبتا المنظر عنها وأخذت تحاول رفعها

“أنابيل أعلم كيف تشعرين لكن هذا ليس الوقت الملائم لهذا, علينا التحرك والإبتعاد عن هذا المكان بسرعة, أيا كان من فعل هذا فلابد أنه قريب من هنا سنكون في خطر إذا إشتبكنا معه”

“حـ-حسنا”

قالتها أنابيل بينما تستجمع نفسها

“ راحلتان بهذه السرعة؟ ”

قالها صوت غاضب خلفهما يحمل نية قتل ثقيلة, لكن هذا الصوت لم يكن صوت تعرف عليه أي منهما

لكنها علما في قرار نفسيهما أنه كان صوت المسؤول عن ما حدث للرجل سابقا

إلتفتتا ببطئ بينما سحبت كلتاهما سلاحهما المعتاد, القوس والرمح

الرجل الذي رأوه كان أصلع الرأس ببنية عضلية ضخمة يرتدي دروعا تغطي معظم جسده يحمل سيف ضخم بذراع واحدة, تستطيع بوضوع رؤية عروق تكاد تنفجر من رأسه الأصلع وعيناه الحمراوتية بالكامل, ولا ليس الأمر وكأنه من سلالة أخرى أو ماشابه بل لأنه كان غاضبا بالأحرى كان يشطاط غضبا

“ أعيدا…ما سرقتماه وسأجعل موتكما رحيما ”

قال هذه الكلمات بين أسنانه بينما يضغط عليهما بقوة وكأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يستطيع منع نفسه بها من الصراخ كالمجنون

“أعتقد أن هناك سوء فهم هنا, نحن…”

بينما كانت تحاول لورين تهدئة الرجل الذي يبدو مجنونا قاطعها بينما عيناه أصبحت أكثر إحمرارا وكأنها على وشك الأنفجار بينما يكشط بأسنانه

“ ليس . الجواب . الذي . كنت . أنتظره.. ”

في هذه اللحظة كان واضحا أن الهرب من المواجهة لم يحد خيارا لذا أحكمت لورين قبضتها على رمحها

“أنابيل, سيتعين عليك الهرب بينما أبقيه مشغولا هنا”

“ماذا؟”

“هذا الشخص…إنه أخطر من وحوش الظلال التي واجهناها في الإختبار…على أقل تقدير مستواه تجاوز المستوى 25 ”

“…”

“ما الذي تنتظرينه أسرعي”

“لن أفعل”

قالتها بينما تسحب رمحها مستعدة للإطلاق في أي لحظة

“أنابيل, أنا لا أمزح هنا ”

“وهل أبدو لك أنني كذالك…لن أرتكب نفس الخطأ مجددا, لن أدعك ترمين بحياتك مجددا لأجلي بينما كل ما أفعله هو البكاء والندم على ذالك, لا أريد أن أشعر بذالك الضعف مجددا لااريد أن أشعر أنني بدون فائدة مجددا ”

“أنابيل…”

“ هل إنتهيتم . من . توديع . بعضكما… ”

قال كل كلمة بمفردها بينما بدى أن صبره وصل لحدوده

“ إذن فالتموتا ”

قالها رافعا السيف بذراع واحدة ثم أنزلها بقوة

>موجة الرياح<

إنطلقت موجة عنيفة نحوهما مدمرتا كل ما يأتي في طريقها كان واضحا أن اللعبة ستنتهي لو أصابتهما

[لن نستطيع تصدي لها]

قالتها لورين في نفسها قبل أن تصرخ نحو أنابيل

“ تجنبيها ”

قفزت كلتاهما نحو جانبين مختلفين بأقصى ما لديهما متجنبين الموجة العنيفة, لكن الأمر لم لم ينتهي هنا…على الأقل ليس للورين

فبمجرد أن قفزت حتى رأت أن هذا الرجل ذو الأعين المجنونة قد أصبح أمامها وكأنه كان يتوقع أن أحدهما سيقفز لهذا الإتجاه

[سريع جدا… تبا لن أتمكن من الدفاع في الوقت المناسب]

كان بستطاعتها رؤية السيف الضخم ينزل من السماء بقوة جنونية نحو رأسها

[هذا سيء]

“بووم”

بعدما كاد يصل السيف لرأسها ضرب سهم حافة السيف وإنفجر إنفجارا خفيفا إلا أنه كان كفيلا بتغيير إتجاه السيف جانبا بعيدا عن لورين

“جيد”

من أطلق السهم كان بالطبع أنابيل لكنها لم تتوقف هنا بل سحبت قوسها مجددا مطلقتا سهما اخر نحوه

“فيوو”

إلا أن الرجل لم يكن هاويا, فبعدما أبعد الإنفجار سيفه عن هدفه لم يحاول دفعه مجددا بإتجاه لورين بل إستغل تلك القوة ليلتف بجسمه ويلقي ركلتا مباشرتا نحو لورين وفي نفس الوقت مستعملا جسدها كحجر ليبتعد للخلف عن السهم الثاني الذي أطلقته أنابيل

أما بالنسبة للورين ففد تمكنت من صد ركلته برمحها لكن ركلته كانت قوية لدرجة أنها أرسلتها محلقة بضعت أمتار للخلف قبل أن توقف نفسها بغرس الرمح في الأرض

“*كحة* *كحة*”

سعلت لورين بقوة محاولتا إسترجاع أنفاسها مدركتا أنها كانت لتسعل دمائها لو لم تصد تلك الضربة

“ما…ما هذا الجنون”

[لما هو بهذه القوة بحق السماء؟…هل هذا كله بسبب فارق بضعة مستويات بينننا؟]

قالتها لورين في نفسها بينما تنظر للرجل المدرع بينما قد أصبح أكثر هدوئا من السابق, إلا أن هذا جعله يبدو أكثر خطرا من السابق فقط

أفكار لورين هذه لم تكن مختلفتا عن أفكار أنابيل فبرؤيتها لما حصل من الجانب, سيطرت ملامح الصدمة على ملامحها, إلا أنها هدأت نفسها بينما أحكمت قبضتها على قوسها بشكل أكبر

كان واضحا أن أي خطأ صغير قد يودي بحياتهما

………………………………….

في مكان أخر بعيدا جدا عن كل من أنابيل ولورين لكن في نفس الغابة كان هنالك فتى وفتاة كلاهما كانا يشقان طريقهما وسط الغابة على أقدامهما

الفتاة كانت جميلتا إلى حد ما بشعر بني معقود للخلف بشكل جميل تعطي شعورا على أنها أحد النبلاء

بالنسبة للفتى… لا حاجة للغوص في التفاصيل لأنه كان كايل روكزارد بشعره الأشقر الذهبي

كلاهما كان على وجهه إبتسامة مشرقة بينما يتحاوران

[لا…لا أصدق أن كايل ساما قد إختارني لأكون رفيقته في هذه المهمة]

قالتها الفتاة في نفسها بينما أصبح وجهها محمرا إلى أذينها

كانت كمعظم الفتيات في الأكادمية واقعتا في حب الفتى الوسيم أمامها لكنها بالطبع لم تتوقع أن تكون المحظوظة التي يختار أن يكون رفيقها في أول مهمة…حسنا في الواقع بالنظر في الأمر مجددا ليس هو من إختارها, فبعدما كانت في قاعة الإستقبال مع صديقاتها قررو أن يلعبو لعبة للترفيه, الخاسر فيها يجب أن يذهب ويطلب من كايل تكوين فريق معه, وبالطبع كانت هي الخاسرة, بعدما ذهبت بإحباط متوقعتا رفضا قاسيا كانت صديقاتها متحمسات ومستعدات للسخرية منها بعدما ترفض

لكن من كان يتوقع أنه سيوافق ببتسامة ساحرة صادما جميع الفتيات التي كانو يكنون مشاعر نحوه في القاعة

‘سيكون شرفا لي أن أرافقك أنستي’

كانت هذه هي الكلمات التي قالها

لازالت تستطيع التذكر بوضوح نظرات الغيرة والحسد في أعين الجميع عندها

[لقد كان حقا شعورا رائعا]

قبل أن تدري إرتسمت إبتسامة غريبة على وجهها

“هل أنت بخير أنسة راندا إذا كنت متعبة نستطيع أخذ قسط من الراحة تحت الشجرة هناك”

قالها كايل بينما على ملامحه تعابير القلق

“آه لا لا…لاحاجة لذلك, سيد كايل لا أريد أن أكون سببا في إبطاء تحركنا”

“ماذا تقولين أنسة راندا كيف للمهمة أن تكون مهمتا أكثر من سلامتك ؟”

قالها ببتسامة ساطعة مما جعل وجهها أكثر إحمرارا مما كان عليه

[آآآآه أشعر وكأنني أستطيع الموت بسلام]

قالتها في نفسها بينما تشعر وكأنها ستفقد الوعي لو تابع الإبتسام هكذا

“شوووو”

بينما كانت في عالم أحلامها تطاير شيء ما على وجها…شيء لزج بل وحتى دخل القليل منه فمها

”أغغ”

المذاق والرائحة كانت أشبه بالحديد

بمسح وجهها بيدها رأت مادتا لزجتا حمراء اللون

“إيه؟”

حتى بدون هذه المعلومة السابقة أدركت راندا أنها كانت دماء…والأهم من ذالك لم تكن دمائها

رفعت رأسها ببطء للشخص الذي كان بجانبها… كايل, لكن في اللحظة التي رفعت رأسها كان جسده يتهاوا نحو الأرض بينما تستطيع رؤية بوضوح سهمين مغروسين في كل من عنقه ورأسه ودماء تنساب وكأنها شلالات من جسده , ملابسه أصبحت سوداء بالكامل تقريبا بسبب كونها أصبحت مغمورة بدمائه بينما أخذت تملئ الأرض بحيرة من الدماء

“كيااااااااااااه”

لم تجد راندا ما تفعله غير الصراخ

الأمر كان مفاجئا جدا بل لايصدق

منذ بضعة ثوان كانت تمر بأسعد لحظاتها, لكن ما الذي حدث؟, لما أصبح الأمر هكذا؟

أسئلة تتبادر لذهنها مرارا وتكرارا لدرجة جعل عقلها مشوشا ومضطربا قبل أن تسقط أرضا بينما قدميها لم يعودا قادرين على حملها من شدة إرتجافها

كـ-كايل ساما…كـ-…

قالها بينما مدت ذراعها نحو الجثة أمامها والدموع تضبب رؤيتها, قبل أن تدري, بدأت بفقدان وعيها تدريجيا نظرا لعقلها رافضا مايحدث أمامه

لكن قبل أن تفقد وعيها كانت تستطيع سماع مناقشة شخصين قريبين منها

“هاهاها أخبرتك أنني أستطيع النيل منه من هنا, ذالك الوغد الوسيم”

“نعم يازعيم لقد كان هذا مدهشا حتى أنك أصبته مرتين أظن أنك أفضل حامل قوس في المملكة لا بل في الممالك جميعها”

“كفاك لعقا لمؤخرتي وإذهب وتفقد ما يملكه”

“حـ-حسنا…لكن ماذا عن الفتاة يا زعيم”

“هيهيهي الفتاة أنا سأهتم بأمرها”

“ز-زعيم…هناك خطب ما….”

كان هذا أخر ما سمعته قبل أن تفقد وعيها تماما

“…”

[يجب أن أستيقظ ]

[لكن حتى لو فعلت ما الذي بستطاعتي فعله]

[لربما من الأفضل أن أظل هاكذا…على الأقل سأموت بدون ألم]

[هذا إذا ما سمحو لي بالموت بسهولة]

“راندا”

[هممم؟ يبدو أن ملاكا يناديني]

“أنسة راندا”

[مهلا هذا الصوت, أليس هذا…؟]

فتحت عينيها ببطئ لترى فتى وسيم أمامها بشعر أصفر ذهبي يبتسم نحوها

“آآآآه هكذا إذن لقد مت بالفعل, لابد أنني في النعيم بالفعل”

“آآآم؟ ما هذا الخطاب عن الموت بالضبط؟ ”

قالها كايل بنبرة حائرة نحوها

[مهلا هناك شيء خاطئ]

بسماعها كلماته قرصت نفسها

“أأأوو”

[مهلا أيفترض بالشخص أن يشعر بالألم في النعيم؟]

أخذت نظرتا حولها ليتغير وجهها تحول للصدمة

كان نفس المكان الذي تعرضو فيه للهجوم منذ قليل حتى أن جسدها ما يزال يشعر بقليل من التعب بسبب سيرهما المستمر قبلا

هذا لم يكن النعيم…وبالتأكيد لم يكن حلما

“ما…ما الذي يحدث هنا”

تمتمت بهذه الكلمات

فليس فقط أن كايل كان على ما يرام بل حتى أثار الدماء على ملابسه إختفت وحتى التي ثناثرت على وجهها وملابسها قد إختفت كذالك

“أنت…أنت على قيد الحياة أليس كذالك؟”

قالتها بينما تنظر لكايل بتوتر بل كانت ترتجف أيضا

“أيفترض بهذا أن يكون سؤالا فلسفيا؟ لأنني وبصراحة لست جيدا في مثل هذه الأنواع من المواضيع”

قالها كايل بستغراب بينما أمال رأسه للجانب

“لا أنا…حسنا أنا أعني…لقد تعرضنا لهجوم ثم…أنت قد… أه أجل أين هم؟ أين هم من قامو بمهاجمتنا”

“هجوم؟ من قبل من؟ أنا لا أفهم ما تحاولين قوله؟”

قالها بينما يلتفت حوله

“لا..لاأعلم لربما كانو قطاع طرق أو..”

قالتها بعدما أمسكت برأسها وكأنها لاتفهم ما يحصل قبل أن يقاطعها كايل فجأتا

“أنسة راندا, لربما أنت متعبة جدا خصوصا بعد فقدانك للوعي سابقا…”

“فقدت الوعي…لكن ما حدث قبل ذالك….؟ ”

“لم يحدث شيء, بصراحة لاأعلم حتى ما الذي تتحدثين عنه, فبعدما إقترحت أن نذهب للإستراحة قليلا, سقطت أرضا بشكل مفاجئ, لربما التعب جعلك تمرين بنوع من الكوابيس”

“كابوس؟”

“أجل لابد أن قلقك وتعبك تحول على هيئة حلم مخيف بعدما فقدت الوعي”

” لكن بصراحة لقد اخفتني حقا أنسة راندا ظننت أنك لن تستيقظي أبدا ظللت أنادي عليك لكن بدون فائدة, كنت على وشك حملك والعودة ركضا لأقرب طبيب”

[حلم؟ لكن الأمر بدى حقيقيا جدا…مهلا ما الذي أقوله لو كان الأمر حقيقيا فكيف تفسر بقاء كايل ساما على قيد الحياة بالأحرى حتى دماء التي تلطخت بها إختفت كما أنه لا توجد اي أثار للمعركة]

[أجل لقد كان مجرد حلم غبي جعلني أبدو غبيتا أمام كايل ساما…آآآآه هذا محرج جدا]

“أ-أسفة على ما سببته”

قالتها بعدما أنزلت رأسها بإحراج

“عما تتحدثين أنسة راندا لا حاجة للإعتذار المهم هو أنك بخير كما أنه يجب أن أتحمل بعضا من اللوم لعدم ملاحظتي لتعبك سابقا لربما لو فعلت ذالك لما حصل لك ما حصل”

قالها بينما يبتسم ببتسامة معتذرة إلا أنها لاتزال الساحرة

“كـ-كايل ساما…بالطبع أنت لست الملام هنا الخطئ كله خطئي…”

قالتها بنبرة متوترة ومعتذرة ومشاعر الإمتنان ظاهرة على وجهها..حسنا ربما مشاعر أخرى أيضا لكن المهم في هذه اللحظة هو أنها دفعت ما حدث خلف رأسها معتبرا إياه مجرد كابوس فظيع

بالرغم من إبتسام كايل المستمر إلا أفكاره كانت مختلفة تماما على ملامحه

“…”

[مملة…هذه الفتاة مملة جدا ]

[بالرغم مما حدث إلا أنها صدقت بسهولة أنه مجرد كابوس, ]

[حسنا أنا لم أتوقع أن تفقد وعيها ببساطة هكذا جديا لقد كان هذا سخيفا, على الأقل توقعت أن تحاول الهرب أو القتال بنية الإنتقام أووه أجل هذه الأخيرة قد تكون ممتعتا أكثر]

[في كلتا الحالتين كان سيكون من الممتع مراقبتها]

[لكن لربما رفعت أمالي كثيرا هذه المرة]

[همم… أسائل ما الذي كان أمازاكي ليفعله]

فقط بوصول تفكيره لهذه النقطة إتسعت إبتسامته وأخذ يضحك بدون توقف

“هاهاهاهاها”

“كـ-كايل- ساما…؟؟”

“أوه أسف أنسة راندا لقد تذكرت صديقا لي لذا لم أستطع منع نفسي”

قالها بينما يهدء نفسه

“لابد أنه شخص مميز ليجعلك سعيدا هكذا”

قالتها بينما صوتها يحمل قليلا من الغيرة

“بالطبع هو كذالك…فبعد كل شيء… إنه أعز أصدقائي”

×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

kayle smailing

أليست الصداقة شيء جميل

أردت أن أظهر قوة كايل لكن… الأمر مايزال مبكرا جدا يمكنكم القول أن هذه كان لمحة صغيرة عما بستطاعته فعله…هذا إذا ما أدركتم ما فعله

(>_>)

تأليف satou

2019/11/25 · 2,012 مشاهدة · 2508 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024