45 - الفصل 45 : بدأ المهمات(2)

قاعة الإستقبال

كان المكان هادئا عكس ما كان يتوقعه أمازاكي لكن بالطبع ليس فارغا بل بالعكس مليئا بأشخاص لم يقابلهم من قبل

لكن معظمهم إذا لم يكون جميعهم يرتدون نفس الرداء الرسمي, بل وهناك من يرتدي دروعا لامعة فوقه هذا دون إعتبار للأـسلحة المتنوعة التي يحملونها

كان الأمر وكأنهم مستعدون للخوض في حرب

“يبدو أنهم طلاب السنوات سابقة”

كانو مجتمعين في عدة مجموعات على شكل فرق, وهناك منهم من يجلس في إحدى الطاولات, يتناقشون مع بعضهم سواءا بمرح أو بغضب

لم يبدو عليهم أي إكثراث بالوجوه الجديدة التي إختلطت بينهم

بالنظر في الأنحاء إستطاع أن يرى أن مجموعة منهم يقفون بمقابلة جدار…جدار مليء بالأوراق

المهمة فئة B

تدمير مستعمرة الغيلان في جبال ألورين

المكافئة 2700 قطعة ذهبية

المهمة فئة E

توصيل رسالة إلى…

مكافئة 150 قطعة ذهبية

“هل هذه هي المهمات التي تحدثت عنها تلك البروفيسورة؟”

كان هناك العديد من المهمات مثل التي قرأها توا تملئ الجدار برمته

“إذن تختار المهمات من هنا؟”

قالها بينما تابع التحديق بين المهمات بحثا عن مهمة تناسبه

بعضها كان سهل أو سخيف والبعض الأخر صعب أو حتى مستحيل

لكن أكثر ما أثار إنتباهه هو أنه مع إرتفاع الفئة ترتفع معه المكافئة

وبالطبع هذا لأن إرتفاع الفئة يعنى إرتفاع مدى الصعوبة أيضا

كانت هذه أول مهمة له لذا كان لابد من الحذر…فبعد كل شيء لايزال أمازاكي جاهلا حول العديد من الأمور التي تخص هذا العالم

وأيضا لايريد جذب إنتباه

“بما أنها أول مرة سأحتاج شيئا بسيطا… بمكافئة مناسبة بالطبع”

“حسنا لنرى”

المهمة فئة E

إيجاد وإحضار نبتة تاروم من الغابة الشمالية

المكافئة 20 قطعة ذهبية لكل نبتة

“تبدو هذه مناسبة جدا…كما أنها غير محدودة, ألا يعني هذا إذا أحضرت 100 نبتة سأحظى بما يعادل 2000 قطعة ذهبية؟”

للحظة وجد نفسه متحمسا…فبعد كل شيء2000 قطعة ذهبية كان مبلغا كبيرا قريبا حتى من مهمة فئة ب التي رأها سابقا

بدون أي تفكير أخذ الورقة من على الجدار وتوجه لأحد المكاتب في الجوار لإثباث المهمة التي إختارها

فبعد كل شيء لقد رأى البعض يفعل المثل منذ قليل

“مرحبا”

رحبت به إمرأة أمام المكتب ببتسامة قبل أن تأخذ طلبه

المرأة تبدو في متوسط العشرينات بشعر أسود وعينان خضراوين

بالرغم من تحيتها الودودة إلا أنه كان واضحا أنه تزيف إبتسامتها

“همم أنت وجه جديد هنا…هذه أول مرة لك هنا أليس كذالك”

“أجل”

أجاب بدون إهتمام بما أن كل ما يجول في باله هو 2000 قطعة ذهبية

“همم؟ أنت أول شخص لايحضر مهمة بفئة عالية أول مرة”

قالتها بعدما تفقدت المهمة التي إختارها

“لماذا؟ أهناك حدود للمهمات التي يمكننا أخذها”

“بالطبع , أتظن أن الفئة في بطاقتك وضعت للتزيين؟”

“…”

” بالختصار يسمح لك بأخذ مهمة أعلى من من فئتك برتبة واحدة, فمثلا بما أنك أول مرة هنا فلابد أن رتبتك هيF “

“أجل”

” إذن المهمات التي يمكنك قبولها هي فقط من فئةE “

” همم؟ مهلا ماذا عن مهمات من فئةF”

” ألم تدرك الأمر بالفعل؟ لاتوجد أي مهمات من فئةF”

“هذه الفئة هي فقط كنقطة بداية لكن لاتقلق فبمجرد أن تنفذ هذه المهمة بنجاح سترتفع فئتك لE”

هكذا إذن هذا يعني أنني سأتمكن من القيام بمهمات من فئةD”

“بعدها

“أجل يبدو أنك فهمت الأمر بسرعة”

“أوه بالمناسبة… أين رفاقك؟ يجب أن تعلم أنه غير مسموح بالذهاب بشكل فردي”

“أوه لالا إنهم متأخرون قليلا فقط”

بالطبع هذه كانت كذبة فأمازاكي لايخطط بتاتا لذهاب مع أحد

بالرغم من إجابته إلا أن المرأة نظرت له بشك للحظة

“حسنا…أرني بطاقتك من فضلك”

“همم؟ بالطبع لكن لماذا؟”

“أحتاجها بالطبع للتأكد من فئتك وإدراج هويتك…”

أخذت البطاقة من يده ثم أكملت

“وأيضا لأتأكد أنك ضمن فريق”

“تبا”

“أتعلم عدد الذين يحاولون الذهاب بمفردهم أول مرة معتقدين أن الأمر سيكون سهلا”

“أغبياء مغرورين يعتقدون أنفسهم مميزين”

“لكن ينتهي بهم المطاف في نهاية الأمر أموات”

قالتها بنبرة تحمل نوعا من الأسف قبل أن تتحقق من بطاقته

“…”

لم يعلم أمازاكي ما يقوله للحظة

“في الواقع…”

حاول أمازاكي أن يوضح قيل أن تقاطعه

“أوه أعتذر…يبدو أنك في فريق بالفعل لقد تسرعت بالحكم عليك”

“ماذا؟”

قالها بنبرة متفاجئة فبعد كل شيء هو لم ينضم لأي فريق وبالطبع لم يشكل أي فريق أيضا

“المعذرة؟”

قالتها المرأة بعدما رفعت رأسها نحوه وكأنها لاتفهم سبب تفاجئه

“أه, اقصد كيف تسطيعين التحقق من ذالك”

غير السؤال…فبعد كل شيء كان لابد أن يفهم أو على الأقل أن يتأكد

[أجل, لابد أن هناك خطأ ما]

“أوه تسأل عن هذا, إنه هنا بالأسفل في بطاقتك…ما إن تختار شريكا تصبح هناك خانة خاصة بالفريق”

“غريب أنك لم تلاحظ الأمر مع أنك تملك البطاقة بالفعل”

لم يهتم بكلماتها الساخرة وأخذا ينظر بتمعن لبطاقته, وبالضبط للإسم مذكور هناك

<سيلينا شيلفارين>

“…”

[لايعقل]

[لقد خدعتني]

[لكن كيف قامت بذلك؟]

[بالأحرى متى قامت بذالك؟]

[لا أتذكر أنني أريتها بطاقتي , بل ولم تسأل عنها حتى]

[مهلا…أجل ذالك اليوم, أول يوم في الأكادمية]

[عندما أتت لزيارة غرفتي…اتذكر انني نسيت البطاقة في قفل الباب قبل أن أذهب لإرتداء ملابسي]

[ايعقل انها فعلت ذالك حينها؟ أخططت لهذا مسبقا؟]

“…”

[إذا كان الأمر كذالك فتلك الأميرة أخطر مما كنت أتوقع]

بالرغم من أفكاره وصلت لهذه النقطة إلا أنه كان يبتسم

[بالحديث عنها, لا أتذكر أنني رأيتها تحضر أي من المحاضرات في الأيام الأخيرة كذالك]

[هذا جيد…بهذا لن أحتاج أن أزعج نفسي بالتسلل منها لتنفيذ المهمة]

[في نهاية الأمر لربما أنا محظوظ]

…………………..

“هففف” “هففف” “هففف”

بين أزقة مظلمة إلى حد ما يركض رجل والخوف يملئ وجهه بينما يضع يده على كتفه المصاب

“تبا تبا تبا”

يركض بيأس ويلعن داخل نفسه بينما يلتفت بتوتر مرارا وتكرارا خلفه

الرجل لم يكن يكض في خط مستقيم بل كان يأخذ كل منعطف يصل إليه

يمين يسار يسار يمين يسار

كان واضحا أنه يحاول تضييع شخص يلاحقه

لكن كل مرة يلتفت…لاأحد, لايوجد أحد

إلا أنه ليس هاويا ليخفض دفاعه على الأقل ليس حتى يصل وجهته

“هففف هففف لم يتبقى هففف سوى القليل”

تابع الرجل إنعطافاته بينما يركض بأقصى ما لديه متجاهلا إصاباته حتى وصل لباب حديدي صدئ لبناية تبدو مهجورة

توقف للحظة ليأخذ نفسا قبل أن يطرق في الباب بطريقة خاصة

طرق على الباب مرتين بسرعة ثم أربعة مرات ثم مجددا ثلاثة طرقات ثم أخذ ينتظر

كان واضحا أن مافعله هو نوع من كلمات السرية

“فششش”

فتحت فتحة صغيرة في الباب بينما أخذت زوجين من العيون الحادة تحدق به

“ريلي ما الذي تفعله هنا؟ وأيضا تلك الجروح ماالذي حدث؟”

قالها صاحب العيون من خلف الباب بنبرة باردة, كان واضحا أنه يعلم الرجل الذي طرق في الباب

“ليس الأن ريجي هفف إفتح الباب أحتاج الحديث مع الزعيم”

“…حسنا”

رد عليه صاحب العيون الحادة الذي يفترض أن يكون إسمه ريجي ثم فتح الباب

“كسييييييك”

صوت مزعج صدر من الباب إلا أنه لم يبدو وكأنه أزعج أي من الرجلين وكأنهما معتادان عليه

“الرجل خلف الباب كان له بنية عضلية ضخمة ببشرة داكنة إلى حد ما مع العديد من الندوب تجعله يبدو مخيفا إلى حد ما”

“أدخل بسرعة”

قالها بنبرة باردة بينما يحرك عينيه في الأنحاء كما يفعل دائما في روتينه المعتاد ليتأكد أن لاأحد في الأرجاء غير الرجل المصاب أمامه

“الرئيس في المكان المعتاد”

“كييييك”

قالها الرجل الضخم المسمى ريجي قبل أن يقفل الباب بقوة

بعد الدخول كان هناك سلالم تقود للأسفل أمام باب المدخل مباشرتا مما يعني أن البناية هي حقا مهجورة أو على الأقل الجزء العلوي منها

الرجل لم يبدو عليه أي تعجب أو ذهول بما أنه معتاد على هذا

أخذ رجل خطوة بخطوة نازلا الدرج ببط بينما يضغط على جراحه التي عادت تؤلمه بشكل فظيع بعد إسترخائه عند وصوله

بعد الوصوله للأسفل ضربت رائحة الخمر التي يتوق إليها أنفه

هذا لأن هذا الطابق السفلي كان أشبه بمحل للمشروبات كحولية العديد من الأشخاص كانو يشربون بسترخاء على شكل مجموعات بينما البعض الأخر ترافقهم نساء يضعن مستحضرات تجميل كثيفه على أوجههن

بعد دخوله أخذ البعض من الأشخاص يخطفون نظرتا أو نظرتين نحوه وإلى الجروح على الجسده إلا أن لاأحد منهم قرر تخلي عن مشروبه ليسأله عن حاله, وكأنه من المعتاد رؤية شخص بمثل حالته من حين لأخر

والرجل أيضا لم يلقي بالا للحاضرين بالرغم من رغبته بأخذ مشروب قوي ينسيه ألمه وقرر متابعة طريقه متجها نحو الباب في خلف

“دق دق دق”

طرق على الباب بتوتر بينما يبلع ريقه

كان من الواضح أنه خائف من الشخص خلف الباب أمامه

“أدخل”

قالها صوت خلف الباب بنبرة هادئة غير مبالية

بعدما فتح ريلي الباب تستطيع أن ترى بوضوح رجلا بنظارات يجلس في مكتب بينما يحدق في ورقة بين يديه غير مبال لشخص الذي دخل توا أو على الأقل هذا ما كان يظنه رايلي

الرجل كان يرتدي بذلة أنيقة ونظيفة مختلف عن السكارى في الخارج بل حتى الغرفة نفسها مرتبة بشكل أنيق

“رايلي…حضورك لمقابلتي بدون موعد مسبق يعني أن شيئا ما لا يسير كما ينبغي أليس كذالك؟, تحدث”

قالها الرجل الذي يفترض به أن يكون الرئيس بنبرة هادئة وغير مكثرثة إلى حد ما

“أه أجل حاضر…في الواقع لقد تمت مهاجمتنا أثناء نقل الحمولة”

“من قبل من؟”

“هذا…لا..نعلم, لقد كان شخصا ملثما بملابس سوداء سيدي هجم علينا فجأة دون أن يقول شيئا, الحراس لم يتمكنو من فعل أي شيء ضده”

“أتقصد أنه كان شخصا واحدا”

قالها الرئيس بعدما وضع الورقة من يده ورفع رأسه لينظر إليه

“أ…أجل”

برؤية نظراته تلعثم ريلي للحظة في إجابته

“لقد تمكنت بالكاد من الهرب وأسرعت لإخبارك, لربما تكون إحدى العصابات السابقة تحاول إستعادة سيطرتها….”

*تنهد*

تنهد الرئيس للحظة مقاطعا رايلي ثم خلع نظاراته

“رايلي…لقد أخفقت”

قالها الرئيس بنبرة هادئة بينما ينظر نحو الباب

لم يفهم رايلي ما يعنيه للحظة قبل أن…

“بووووم”

صوت مدوي أتى من الخارج

“ما… ما كان هذا الصوت؟”

قالها رايلي بنبرة متوترة

“هاي من أنت ما الذي تفعله هنا”

“هااااا”

“أوقفوه”

“آآآآه”

أخذت عدة أصوات تسمع خلف الباب

كان واضحا أن معركتا قد بدأت خارجا

ريلي في هذه اللحظة كان خائفا فبعد كل شيء لقد شهد قوة الشخص الملثم عندما هاجمهم

أما بالنسبة للرئيس فقد بدى عكس ذالك, لقد كان هادئا بينما إستند بظهره على كرسه وكأخذ يفكر مع نفسه

[لايبدو أنه كان خلف الحمولة بما أنه تخلى عنها وقرر مطاردة ريلي في الخفاء إلى هنا]

[إذن هدف هذا الشخص هو أنا؟]

“دق دق دق”

بعدما وصلت أفكاره لهذه النقطة صوت طرق صدر من الباب بينما أصبح الخارج هادئا تماما

تنهد الرئيس للحظة ثم أجاب كما فعل سابقا بنبرة هادئة

“أدخل”

فتح الباب ببطء كاشفا عن شخص ملثم بملابس سوداء

كان بإمكانك سماع عواء ألم بعض الأشخاص في الخلف بوضوح قبل أن يقفل الباب مجددا

“بماذا يمكنني أن أساعدك؟”

قالها الرئيس بعدما رأى الشخص الملثم صامتا أمامه

الرئيس لم يكن شخصا غبيا, ظهور هذا الشخص أمامه يعني إما أنه يريد قتله أو يريده في عمل ما

عليه فقط أن يراهن على الخيار الثاني

“بعدما سمع الشخص الملثم كلماته أخذ يمشي ببطء نحو مكتبه”

بعدما رأى أنه لايزال صامتا بل وأخذ يمشي في إتجاهه, حتى الرئيس بدأ يشعر بعرق بارد في ظهره

توقف أمام مكتبه وسحب قطعة خشب صغيرة عليها غبار أسود

“همم؟”

لم يفهم الرئيس ما يحاول الشخص أمامه فعله

“أريدك أن تبحث عن ما هو هذا الغبار الأسود, من قام بتصديرة وأيضا من قام بإستيراده”

[صوت إمرأة؟]

الصوت الذي صدر عن الشخص الملثم كان صوت إمرأة وبالضبط نبرة إمرأة باردة

قبل أن يتمكن الرئيس من قول أي شيء سحب الشخص الملثم كيسا مليئا بالقطع النقدية الذهبية ووضعها على مكتبه

“هنا 700 قطعة ذهبية إعتبرها كمقدمة دفع لعملك ستأخذ البقية بعد إنتهائك”

رؤية القطع الذهبية أمامه أعادت وعيه مجددا فبعد كل شيء لقد كان رجل أعمال

“أيا كان هذا المسحوق إذا عبر بوابات المدينة فسيكون من السهل تتبع مصدره لكن الأمر سيحتاج بعض الوقت”

قالها بنبرة جادة

“أسبوع”

“إيه؟”

“سأتوقع إنتهائك بعد أسبوع”

“دينفر رولي”

قالت هذه الكلمات وتوجهت نحو الباب

“كيف عرفت إسمـ…”

قبل أن يكمل سؤاله كانت قد خرجت بالفعل

“*تنهد* بماذا أقحمت نفسي ياترى”

قالها بينما يشعر بشعور سيء

……………………..

في الخارج وبعيدا عن هذه البناية المهجورة كان الشخص الملثم يجلس داخل داخل عربة بيضاء بنقوش مزخرفة

كيف جرى الأمر سعادة الأميرة

قالها رجل عجوز في الجانب بعدما قدم لها كوبا من الشاي

“لربما أسهل مما كنت أتوقع”

قالها قبل أن ينزع القناع على وجهه

وبالفعل لقد كانت فتاة ….وبالطبط أميرة الجان سيلينا شيلفارين

“الأن علينا الإنتظار فقط”

قالتها ببتسامة خبيثة

“فبعد كل شيء لاأحد غير الفئران من تعرف أين تختبئ الفئران الأخرى”

×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

تأليف Satou

2019/08/30 · 2,166 مشاهدة · 1923 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024