بالعودة لأنابيل كانت تجر جسدها المتألم بصعوبة…جروحها لم تكن بالخطيرة لكن بالنسبة لفتاة في بداية شبابها وبدون تجارب كان يمكن القول أن هذا أسوء ما حصل لها في حياتها

بعد معانات طويلة تمكنت اخيرا من الوصول لقوسها وجسدها يرتجف وكأنه يترجاها للراحة

“هففف…هفففف”

كان الإغراء قويا لكن بتذكرها أن لورين مازالت هناك أمسكت بقوة بمقبض قوسها وإلتفتت عائدة

“على الإسراع والعودة…لا أعلم كم سيصمد أمازاكي ضده بعدما تعالجت جراحه”

كانت قلقة بل وكيف لاتكون كذالك؟ فقد ذكر ذالك الرجل عصابة اليد الدامية

عصابة اليد الدامية تعتبر مثل طفيليات, غرست جذورها بعمق في هذه الدولة وحصلت على دعم كبير من بعض النبلاء في أعمالهم الغير القانونية, بالرغم من أنهم مطلوبون إلا أنه لاأحد يتجرء على سعي خلفهم ليس بسبب الحصانة التي إكتسبوها من النبلاء بل بسبب قوتهم المخيفة, هناك إشاعة بأن من بينهم أشخاص تخرجو من الأكادمية العسكرية حتى, لن يكون أمرا مفاجئا إذا ظهرت إشاعة أخرى تؤكد أن العائلة الملكية متورطة معهم أيضا

بعض وقت ليس بالطويل بينما تجر جسدها اخذت تعتاد على الالم ببطء

“*هفف* اعتقد أنني افضل قليلا الأن”

قالتها ببتهاج بينما تقترب لكن..

“هـ-هل أخطأت الطريق؟”

قالتها بينما تنظر من حولها, لانه ببساطة كان المكان مختلفا

أشجار مكسورة وأخرى أصبحت شبه مفرومة من حولها, وحفر عميقة في الأرض, كان الأمر وكأن إعصارا عنيفا مر من هنا

“هل هذا من فعل الرجل الأصلع؟”

قالتها بقلق بينما أخذت تسرع بخطواتها

“هاهاهاها”

صوت ضحكات أوقف خطواتها بل وكان الصوت مالوفا

وسرعانما اخذت رائحة الدماء الخانقة تدخل أنفها بعد توقفها, بحذر أخذت تختلس النظر وياليتها لم تفعل المنظر كان شيئا لم تستطع إستحماله وسقطت ركبتيها على الارض

دماء….بل كثير من الدماء لطخت النباتات الخضراء في الجانب لدرجة أنك بالكاد ترى شيئا من الخضورة هنااك

الرجل الاصلع الخطير سابقا كانت تلفه خيوط رقيقة, بالأحرى كانت منغرسة في جسده وبعض قطع اللحم التي تنتمي له مثناثرة في الانحاء بجانبه بينما تستمر الدماء في الإنسياب من جسده وكانها نهر لامتناهي من الجحيم

“هاهاها أليس هذا مذهلا؟ يفترض بالبشر أن يملكو 5 لترات من الدم فقط إلا أنك فقدت أكثر من ذالك ومع ذالك لاتزال حيا”

[هل هو بسبب الارسفورد الذي شربته سابقا؟ أيعني هذا أن مفعوله لاينتهي بعدما يشفي جميع الإصابات؟]

[لكن إلى متى؟ إلى متى سيستمر مفعوله يا ترى؟ أريد أن أعرف, أريد أن أعرف, أريد أن أعرف]

قالها أمازاكي الذي يقف أمامه في نفسه وبتسامة شيطانية مسيطرة على ملامحه

“….”

لكن الرجل لم يجب بينما يبدو خاملا

“هل فقد وعيه؟”

قالها أمازاكي بحيرة مع نفسه ثم سحب برقة أحد الخيوط

“زززززززززز”

إهتز مصدر صوتا عنيفا ثم

“تكك”

“أفففففغ”

سقط شيئ ما أرضا وفي نفس الوقت إستيقظ الرجل الأصلع بينما يعض شفتيه متحملا الألم الفظيع الذي إنتشر في سائر جسده

بالنظر للشيءالذي سقط على الأرض كانت ذراع وبالضبط الذراع اليسرى للرجل الأصلع

“أووبس…أتسائل ما هذا الصوت”

قالها أمازاكي بينما ينظر لذراع الرجل التي قطعت وسقطت على الأرض وملامح خبيثة على ملامحه

“اغغغ”

عض على أسنانه متحملا الألم, لم يتمكن من سماع كلمات أمازاكي الساخرة فقد كان الألم يسبب طنيينا حادا في رأسه وعيناه أصبحتا ضبايتان بسبب فقدانه لتركيزه إضافتا إلى فقدانه الكثير للدم, لكن هذه الحالة إستمرت لبضع ثوان فقط

سريعا ما عاد تركيزه وأخذ ينظر لذراعه المقطوعة على الأرض بسخط, لكن غضبه لم ينتهي هنا بالأحرى عبث أمازاكي لم ينتهي بعد, فبينما ينظر لذراعه على الأرض شاهد أمازاكي يتقدم ويحملها من على الأرض برفق كما لو كان يحمل طفلا صغيرا ونظر له بعيون بريئة

“أووه, أين هو والدك ياترى؟”

كان يحدث ذراع الرجل المقطوعة بالأحرى كان سيبدأ مسرحيتا معها

“لا أعلم لقد تركني وحيدا في هذه الغابة, أعتقد أنه يكرهني”

كان أمازاكي يحرك الذراع بينما يتحدث بصوت رقيق وكأن الذراع هي المتحدتة

“لاتقولي شيئا كهذا أنا متأكد أنه يحبك صغيرتي”

“لا هو يكرهني لأنني بلا فائدة, أنه يحب الذراع الأخرى أكثر مني…حتى أنه في الليل يقومان بـ…”

“أوه يالهي ماذا؟ ما الذي يقومان به ليلا يا ترى”

“لا…لا أستطيع أن أقولها إنه امر محرج جدا”

وسط هذه المسرحية الهزلية كان الرجل ينظر له بعيون مجنونة وكأنه يريد تناوله

“مخبوول, مجنون, بل شيطان مخبول”

قالها إلا أن كلماته كانت تخرج بين اسنانه بسبب مصارعته ضد الألم

“هاهاها شكرا على الإطراء لكنه لن ينقذك ياصديقي, أتمنى أنك تعلم هذا”

قالها بسخرية بعدما رمى الذراع جانبا

“والأن دعنا نعود لموضوعنا الرئيسي, هل تشعر أنك مستعد الأن لتخبرني عن زملائك وصناديق كنوزهم؟ حسنا أنا لا أتوقع أنك تعلم مكان الصناديق, لكن على الأقل تستطيع أن تدلي عن مكان إقامتهم, لأنني لا أعتقد أنهم سيمانعون التبرع بهم كما فعت أنت”

قالها بسخرية بينما ينظر له الرجل الأصلع بسخط

“هيا لاتنظر لي هذا؟ فأنا لاأحب تعذيب الأخرين….لا مهلا يالهي من أمازح أنا بالتأكيد أحب ذالك”

“….”

“حسنا بما أنك ترفض الحديث ما التالي؟ هل أقطع ذراعك الأخرى كي لاتشعر الأخرى بالوحدة هناك, أو ربما أحد أقدامك؟ أم أبدأ ببطء بالأصابع؟ هناك عدة أفكار في عقلي لكنني سأكون كريما وأمنحك شرف الإختيار بما أنك ضيف الشرف هنا هاهاهاهاها”

“أوقف هذا حالا”

قالها صوت خلفه والذي كان بالطبع صوت أنابيل

إلتف نحوها ليجدها توجه قوسها نحوه بينما ترتجف ومستعدة للإطلاق كان لا يزال جسدها يؤلمها لكنها لم تستطع الجلوس والمراقبة فقط لأن هذا كان يخالف مبادئها

“لقد قبضت عليه, هو الأن في موقف لايستطيع فيه الدفاع عن نفسه..بدل تسليمه للسلطات لما تتابع هذا الجنون؟”

“بفف هاهاها… أنظرو للبطلة االتي لدينا هنا, توجه سلاحها في وجه من أنقذها كي تنقذ من حاول قتلها هاهاهاها يإلهي لابد أن هذا الرجل الأصلع قد تأثر بهذا هاهاها تبا يالهي لاأستطيع التنفس هاهاهاها”

في ظل الصمت القاتل كان أمازاكي ينفجر ضحكا كالمجنون

بعدما تمكن من تهدئة نفسه قليلا إلتفت نحوها بينما لايزال يبتسم

“هناك امر لاأفهمه هنا”

قالها أمازاكي ثم…

“تشش”

فجأتا إختفى أمازاكي وظهر أمامها وبحركة خفيفة أمسك بعنقها ونتيجة لحركته المفاجئة أسقطت قوسها

“فقط ما الذي يجعلك تظنين أنني أكثرث لما تقولينه؟ اتظنين نفسك مميزة؟ أو بالأحرى أتعتقدين انني لن أقتلك ؟”

قالها بينما يضيق الخناق على عنقها

“أغغغغ”

كانت تشعر بالخناق يضيق حول عنقها بعنف بينما ينظر لها أمازاكي بنظرات ساخرة

“هناك شيء واحد عليك تذكره أيتها الغبية الساذجة, إذا لم تملكي القوة لدعم كلماتك, فانت لاتختلفين بشيئ عن المهرج الذي يحاول جاهدا تسلية الحاضرين”

قالها أمازاكي بنبرة ساخرة وإبتسامة مريضة تسيطر على ملامحه بينما كانت أنابيل تكافح بصعوبة لإزالة يده

[لـ-لاأستطيع التنفس…هذا المجنون… أيحاول حقا قتلي]

قالتها في نفسها بينما تكافح بصعوبة لسحب شيئا من الأكسجين لإبقاء وعيها ثابثا

لكن فجاتا

“تننن”

صوت قطع

الخيوط التي كان تلف الرجل الاصلع قطعت مصدرتا صوثا رقيقا كعزف الغيثارة

“قائد الفيلق التاسعة تمت هزيمته من قبل بضعة أطفال في الأكادمية العسكرية…أتسائل ما الذي سيقوله القائد عندما يسمع بهذا فوفوفوفوفوفو”

الصوت ناعم تردد تردد في المكان كاسرا هدوء الغابة

“*كحة* *كحة*”

في ظل هذه المفاجأة ترك أمازاكي أنابيل لتسقط على الأرض بينما تكافح لإستعادة انفاسها, وإلتفت نحو الضيف الجديد بنظرات حادة

رأى شخصا يقف بجانب الرجل الاصلع…لقد كانت إمراة, في أواخر العشرينات ببشرة سمراء وشعر اسود طويل ينساب من كتفها الأيسر ترتدي نظارات تعكس جمال عينيها الخضراوتين, بينما تحمل خنجرا فضيا بزخارف لافتة لنظر في يدها اليسرى

“قائدة الفيلق السابع؟”

” يبدو أنك فقدت بعض الوزن منذ أخر مرة رأيتك فيها”

قالتها بسخرية لم تكن تشعر بأي شيء من رؤية زميل لها في وضع قريب من الموت

إخرسي, على أي حال علينا الخروج من هنا حالا

“الخروج؟ تقصد الهرب من هاؤلاء الأطفال؟ هل فقدانك لذراعك و بضع لترات من الدم أتلف معه خلاياك دماغية كذالك؟”

“أنت لاتفهمين…”

قالها بينما يعض على أسنانه بينما يرتجف, ذالك الفتى ليس بشرا بل هو يرفض تقبل أنه بشر

“ماهذا؟ هل هي أحد رفاقك؟ لم تخبرني عن وجود رفاق أخرين كي أقدم نفسي لهم أيضا, بالمناسبة أنستي أنت تملكين خنجرا جميلا حتى أنه تمكن من قطع خيوطي, أتمانعين التبرع به؟”

قالها أمازاكي بينما يقترب منهم وإبتسامة متواضعة على ملامحه

“هذا سيء”

قالها الرجل الأصلع بعدما رأى أمازاكي يقترب نحوهم وبسرعة سحب شيئا من خاتمه كانت تشبه جوهرتا كرستالية زرقاء ثم حطمها بقبضته لتظهر دائرة سحرية غريبة تحيط كل من المرأة والرجل الأصلع كنوع من الحاجز

“هل أنت مجنون؟ لما إستخدمت بلورة الإنتقال؟ تلك البلورة تساوي ثروة كما أن الزعيم أخبرنا أن نستخدمها في حالة الطوارئ القصوى فقط, وأنت تستخدمها هربا من بضعة أطفال؟”

قالتها المرأة بنبرة الساخطة بعدما رأت ما فعله زميلها, كان ما يفعله الأن أقرب للجنون

“ألم تدركي الوضع بعد؟ أنظري إذا لم تكن هذه حالة طارئة فلا أعلم ماذا تكون الحالة الطارئة التي تتحدثين عنها”

قالها بينما ينظر حوله

خيوط, الكثير والكثير من الخيوط تقدر بالمئات غلفت المكان حولهم بينما تحاول سحق الحاجز السحري بدون فائدة, كأنها مصيدة عنكبوت

“منذ متى؟”

قالتها بصدمة بينما تنظر حولها كانت متأكدة أنها قطعت معظم الخيوط

فجأتا إختفت تلك الخيوط وتبددت ليظهر امازاكي امامهم بوضوح ومعالم الغضب تكاد تسيطر على ملامحه

[بلورة الإنتقال؟ لم أتوقع أن شيئا كهذا موجودا, لقد اخفظت دفاعي]

قالها أمازاكي بينما يتحسس الحاجز بيده

“لاتظن أنك بأمان بعد ذهابنا, عصابة اليد الدامية دائما ترد ديونها أضعافا “

قالها الرجل الأصلع بينما يحدق في أمازاكي بنظرات حادة إلا أنه لم يستطع منع جسده من الإرتجاف بينما إختارت الإمرأة في الجانب الصمت بما أنها لاتفهم ما يجري

بسماع كلماته تحولت معالم أمازاكي الغاضبة إلى بهجة

“أتقصد أنكم ستبحثون عني؟ ما هذا؟ كنت ترفض إخباري بمواقع رفاقك سابقا لكنك الأن سترسلهم نحوي بنفسك؟ يارجل لم أتوقع أنك شخص طيب لهذه الدرجة”

“على هاد الحال علي توديعكم بشكل خاص” قالها بينما إلتقط شيئا ممن الارض

“….”

“هـ-هل هو مجنون؟”

قالتها المرأة في الجانب بحيرة

لكن الرجل الأصلع لم يجبها بل لماذا سيفعل؟, الجواب على سؤالها كان واضحا وضوح الشمس أمامهم

كان أمازاكي يحمل يد الرجل المقطوعة سابقا بينما يلوح مودعا بها

“فششششش”

ظهر ضوء ناصح وإختفى كل الرجل والمرأة

نظر أمازاكي للمكان الذي كانا يقفان فيه لفترة

“يبدو أن الأيام القادمة لن تكون مملة هاهاها”

قالها بينما يخفي ملامح وجهه بيديه

“لقد هرب هيهي…هذا سيء بالنسبة لك”

قالتها أنابيل في الخلف بسخرية بينما تلتقط أنفاسها

إلتفت أمازاكي نحوها بمعالم حائرة

[ظننت أنها ترتجف في الخلف أو على الأقل إستغلت الفرصة للهرب…لكن بدل ذلك تستمر في إستفزازي؟ هل تظن أنني كنت أمزح عندما حاولت قتلها؟…جديا هل هي شجاعة أم غبية فقط؟]

“ما-ما الأمر؟”

قالتها بعدما لاحظت أنه يحدق فيها بصمت بينما تتراجع للخلف

” لاشيء أنا فقط لا حظت أنك تبدين في مزاج جيد أنسة أنابيل”

“مـ-ماذا؟”

كانت حقا لاتحب طريقة حديثه وكأنه ينوي قول شيء صادم

“دعيني أخمن, أنت تعتقدين أنك قمت بإنجاز عظيم لتشتيت إنتباهي وتسبب في مساعدته على الهرب اليس كذالك؟”

“وماذا في ذالك؟ مهما فعل أنا أرى أنه لايستحق ذالك الجنون الوحشي الذي كنت تقوم به سابقا”

“هل هذا ما ستخبرين به نفسك قبل النوم من ليوم فصاعدا”

“هاه؟ ما الذي تحاول الوصول له أهذا نوع من سخرياتك المعتادة”

“أه أجل لقد نسيت, المعذرة, أنت غبية, فكيف لك أن تدركي ماتسببت به ؟”

“ما تسببت به؟”

“يالهي حسنا سأخبرك, جديا غبائك يؤلم دماغي, بعدما منعتني من قتله, يجب أن تعلمي أن أي شخص يموت على يده من اليوم فصاعدا سيكون خطأك, كل طفل سيصبح يتيما وكل زوجة ستصبح أرملة وكل شخص سيصبح مفلسا سيكون خطأك, عندما يشكون للسماء بحزن وغضب عن سبب ما حصل لهم, ستعلمين أن إسمك مذكور هناك هاهاها مبارك لك أيتها البطلة المثالية هاهاها”

قالها بينما يضحك بجنون قبل أن يلتفت مغادرا المكان

“هذا…أنا… أنا…لم أفكر…بهذا….”

قالتها بصدمة بعدما سقطت على ركبتيها

“هل…كان إختياري خاظئا…هل من الخطأ أنني لا أريد لأحد أن يموت أمامي”

كانت كلماتها بلا اذن لتسمعها فقد إختفى أمازاكي من أمامها بالفعل

×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

نهاية الفصل

amazake 04000010_cg_00

2020/08/20 · 956 مشاهدة · 1813 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024