قبل يوم من نهاية مدة المهمات, داخل وكر عصابة وبالضبط في غرفة مقفلة

كان رجل يرتدي نظارات وملابس أنيقة يجلس في مكتبه بينما يتنهد ومعالم قلق تعلو معالم وجهه

“ما الذي وجدته”

صوت هادئ بارد رن داخل أذنيه

بعد سماعه هذا الصوت قفز من مقعده للحظة ليتفاجئ بالمتسبب بقلقه يجلس أمامه

[كـ-كيف؟]

هاذا ماأراد قوله لكنه أوقف نفسه

الشخص الذي أمامه كان يرتدي ملابس سوداء تغطي ملامحه بل وحتى جنسه لكن هذه ليس أول مرة يقابل هذا الشخص, فقد كان نفس الشخص الذي إقتحم مقره سابقا قبل أسبوع ليعطيه مهمة غريبة, ما لايعلمه الرجل هو أن هوية هذا الشخص الذي أمامه هو في الحقيقة سيلينا شيلفارين أميرة الجان

“حسنا…أخشى أن تحقيقاتنا صادفت بعض المتاعب”

قالها بينما يتنهد معبرا عن إحباطه

“…”

لم ترد محافظتا على صمتها مظهرتا أنها لاتهتم بمتاعبهم, بعدما أدرك ذالك تابع حديثه

“فـ-في الواقع ما حدث هو أن كل من أرسلتهم ليسألو عن ذالك المسحوق إختفو…لست أفهم السبب, فإلى حدود اليوم أرسلت أربع فرق الواحدة تلوة الأخرى لكن إتصالاتنا إنقطعت معهم لأسباب مجهولة”

مجددا لم ترد إلا أنه الأن كان بإستطاعته الشعور بنية قتل باردة مظهرتا أن صبرها بدأ ينفذ

بدأت ضربات قلبه تضرب بجنون لكنه لم يسمح لذالك أن يظهر في وجهه

كان واضحا للرجل أنها تريد سماع النتائح فقط

“لـ-لكن هذا لايعني أننا لم نجد شيئا, فقبل إختفاء الفرق كان هناك تشابه في تقاريرهم وهي مراقبتهم لشخص مشبوه بقناع أبيض, لست متأكدا من هويته لكن معلوماتنا دائما تنقطع عند بداية التحقيق عن ذالك الشخص, يمكنني الإفتراض أن له علاقة بذالك المسحوق ويحاول إيقاف تحقيقاتنا…

[قناع أبيض, أليس هذا مألوفا, هذا يذكرني بحادثة الإختبار داخل جبل النعيم والجحيم. حسب ما أذكر فؤلائك الحمقى ذكرو شيئا بشأن شخصا بقناع أبيض أيضا, هل هذا يعني أن الحادثثين من تدبير نفس الشخص؟ هل هو يستهدفني؟ لأي سبب؟]

“أين هو؟”

قاطعته بنبرة باردة بينما كان يبدي إفتراضاته, فالأن كل ماتحتاجه هو الإمساك به وإستجوابه

“بشأن هذا…أنا لـ-لست متأكدا تماما لكن حسب التقارير فالمكان الوحيد الذي شوهد فيه هو قرب مزاد السوق السوداء, يبدو أنه يرتاد ذالك المكان من حين لأخر”

[المزاد؟ هل يبيع ذلك المسحوق هناك؟]

قالتها سيلينا في نفسها كفرضية

“أي شيء أخر؟”

“أعتذر… في الحقيقة لانزال وسط تحقيقاتنا و…”

قبل أن يكمل كلامه قاطعته فجأتا

“تابع البحث”

قالتها بنبرة باردة ثم رمت كيسا من النقود فوق مكتبه ووقفت مغادرة الغرفة

بعدما رأى النقود لمعت عيناه, كان هناك مايقارب 700 قطعة ذهبية

“كن مرتاحا سيدي لن أخيب ظنك”

قالها وبتسامة جشعة تعلو ملامحه

أما بالنسبة لسيلينا فقد غادرت بالفعل بغير إكثرات بكلماته كانو مجرد بيادق تتحرك بالمال لن يغمض لها جفن حتى لو تم محوهم

[حسنا توقعت أنهم سيكونون بلافائدة]

قالتها سيلينا في نفسها بنوع من خيبة الأمل

[لكن على الأقل أعلم الأن أن حادثة الإختبار والعربة من تدبير نفس الشخص, بما أنه اصبح واضحا أنه يستهدفني فلابد أنه يدبر الأن فخا أخر لأجلي]

[إذن كيف يجب أن أتعامل معه؟]

[معلوماتي عنه قليلة أو بالأحرى شبه منعدمة…سيحتاج الأمر بعض الوقت لذا سأترك هذا الأمر لوقت لاحق]

قالتها مع نفسها ثم تنهدت قليلا

[وقت المهمات يكاد ينفد لذا أعتقد أن علي العودة للأكادمية, بالتفكير بالأمر أتسائل كيف أبلى أمازاكي في مهمته]

[لما لا أفاجئه قليلا]

قالتها غير مدركة أن إبتسامتا ساحرة قد إرتسمت على ملامحها

…………….

داخل الأكادمية

بعدما عاد أمازاكي توجه نحو فتاة بشعر أسود وعينان خضراوتين, في الواقع لقد كانت نفس الفتات التي وافقت على مهمته قبل مغادرته, والسبب في ذهابه إليها؟هو بالطبع ليحصل على جائزته

“مرحبا”

“أوه مرحبا كيف أساعدك”

قالتها بنبرتها المعتادة وبتسامة على وجهها, في نطاق عملها يجب عليها دائما الإبتسام

على ما يبدو لم تتذكر أمازاكي فبعد كل شيئ أمازاكي كان فقط شخصا من بين العشرات التي تتعامل معهم يوميا

“إنه بشأن هذه المهمة لقد أتممتها”

قالها بعدما وضع ورقة تحوي معلومات عن المهمة على الطاولة ومعها كيس مليء بالنباتات

بعدما رأت العدد الكبير من النباتات لم تستطع منع نفسها من الصراخ بإعجاب

“أه نبتة الروم…وهناك 20 منها؟ يا لها من مفاجئة, لم أتوقع أن هناك من بإستطاعته إيجاد هذا العدد الكبير منها”

“هل حقا هي بهذه الندرة؟”

قالها مع نوع من الشك

“بالطبع, لو كان سهلا إيجادها أتظن أن المهمة ستكون بهذا الثمن, لاأعلم كيف فعلتها أيها المبتدئ لكن يجدر بي القول أنك محظوظ حقا “

“؟”

بعدما بعدما لاحظت حيرته تنهدت وباشرت بالشرح

“يبدو لي أنك لاتعلم ما الذي أتحدث عنه, حسنا لاداعي لتنظر لي هكذا سأخبرك, كل ما في الأمر هو أن هذه النبتة هي الطعام المفضل لبعض الوحوش لذا هم في العادة يقومون بحراستها, وبما أنك وجدت كل هذا العدد فلابد أن هناك وحشا عالي المستوى هناك”

لكنني لم أقابل أي وحش هناك

قالها بإستغراب وكأنه يشير على أنها مخظئة, للحظة شعر أنها تتحدث بالهراء

“تماما, لهذا قلت أنك محظوظ, عدم رؤيتك لأي وحش يعني أنك وجدتها بينما ذهب الوحش بحثا عن فريسة يتناولها”

[هممم…. شيئ ما يخبرني أن لاعلاقة للأمر بالحظ]

[بالتفكير في الأمر مجددا أنا لم أقابل ولا وحشا واحدا بينما كانت تقودني تلك فتاة الغريبة للنبتة, هل لها علاقة بالأمر يا ترى؟]

قالها في نفسه بينما يتذكر الفتاة التي قادته للنبتة غير عالم أنا في الحقيقة كانت شيطانا

[لربما أبالغ في تفكير]

“على أي حال تهانيا على نجاحك في مهمتك أيها المبتدئ بهذا ستكون ترقيت للمستوى ب”

قالتها ثم بدأت بإحتساب عدد النباتات التي أحضرها أمازاكي قبل أن تمنحه كيسا مليئا بالقطع الذهبية

برؤية أمازاكي للقطع الذهبية داخله لم يستطع منع نفسه من الإبتسام بطريقة مخيفة لدرجة أنه بعث القشعريرة في ظهر إمرأة التي أمامه

“مـ-مـ-ماخطبه؟”

أخذ أمازاكي المال بسعادة غير مكثرت بشأنها وتحديقاتها التي ظلت عليه عليه لبضع ثواني قبل أنتلتفت للطالب التالي

…………………

لقد كان أسبوع طويلا

قالها أمازاكي بينما يتوجه إلى حيث يجب أن تكون غرفته بينما ينوي الإستحمام وأخت قيلولة لعلاج تعب سفره

فتح أمازاكي باب قفل غرفته ببطاقته وملامح الإرهاق بادية عليه لكن..

فتاة بشعر فضي جالسة داخل الغرفة بملامح مرتاحة بينما تحتسي كوبا من الشاي

“باام”

أغلق أمازاكي الباب بسرعة

“ماهذا؟ ما الذي رأيته؟ هل أخطأت الغرفة؟”

قالها أمازاكي في نفسه وكأنه يتمنى ذالك لكن بالنظر للصفيحة التي تحمل إسمه بحانب الباب أثبثت عكس ذالك

[لابد أنني مرهق جدا وبدأت أتوهم أو ربما مخيلتي تخدعني ففي الأساس لايمكن فتح هذا الباب دون البطاقة التي في يدي]

يالهي من الأفضل أن أسرع لأحظى بقليل من الراحة قبل أن يسوء الأمر أكثر

بعدما أكد على نفسه هذه الفكرة فتح الباب مجددا

لكن ذالك الوهم كما سماه أمازاكي لم يختفي ولازال يحتسي الشاي في نفس المكان

“…”

وجهك لا يبدو بخير عزيزي

قالتها سيلينا بعدما وضعت كوب الشاي على الطاولة و إبتسامة خفيفة تزهر في ملامحها

[وخطأ من هذا ياترى]

قالها أمازاكي بنبرة ساخرة في نفسه, لقد تم إقتحام غرفته ومن طرف أميرة الجان, لم يعلم كيف عليه أن يتصرف في هذا الموقف

“تبدو متفاجئا, ايعقل أن لاتعلم؟”

قالتها والإبتسامة لاتزال على ملامحها وكأنها تستمتع بملامح الحيرة التي يظهرها أمازاكي

“هل الأمن الخاص بالغرف ضعيف او ماشابه”

“لا على الإطلاق, رغم أنني لاأستطيع القول أنها منيعة إلا أنني أستطيع التأكيد لك أن الأقفال يستحيل فتحها بسهولة دون مفتاح”

قالتها سيلينا بثقة ثم اخذت تحتسي فنجان الشاي

“هذا مذهل, لابد أنه كان متعبا عليك إختراق القفل باب غرفتي عزيزتي”

قالها أمازاكي بسخرية بينما يرتاح على الأريكة المقابلة لها, كان حقا لايفهم ما الذي تحاول هذه الأميرة الوصول إليه, أتحاول إذهاله؟ أو ربما إخافته؟

على الأقل هكذا كان تفكيره قبل أن تقاطع أفكاره فجأتا

“لما سأتعب نفسي بإختراقه وأنا أمتلك المفتاح بالفعل عزيزي؟”

ردت عليه سيلينا بسخرية هي كذالك بينما تلوح ببطاقتها

“ما الذي يفترض أن يعنيه هذا؟ أليست البطاقات مفاتيح خاصة بالغرف مالكيها”

“أووه يبدو أنك حقا لا تعلم ياعزيزي, حسنا إستمع عليك أن تعلم أن جميع البطاقات تحتوي على سحر تعريف خاص بقفل غرفة مالكها هو شيء كرقم تسلسلي أو قن سري مدموج في البطاقة يسمح له بفتح غرفته, بالإضافة إلى أن هذه البطاقات تستطيع تخزين أكثر من سحر تعريف واحد لذ أنا ببساطة قد نسخت سحر تعريف الخاص بغرفتك في بطاقتي “

“……”

لم يجد مايقوله

[ألا يفترض أن يكون هذا غير قانوني]

قالها أمازاكي في نفسع إلا أن سيلينا أكملت وكأنها قرأت أفكاره

لا حاجة لتتفاجئ ما قمت به ليس بالأمر الغريب, فنسخ سحر تعريف بين الطلبة ليس أمرا ممنوعا أو مخالفا للقواعد بالأحرى هو أمر عادي جدا خصوصا بين أفضل الأصدقاء وأيضا…الأحباء

“….”

ومجددا وجد نفسه بدون أي شيء ليقوله,

“إذا كنت تشعر أن هذا غير عادل, لا تقلق فقد نسخت سحر التعريف الخاص بغرفتي في بطاقتك أيضا لذا يمكنك زيارتي وقتما شئت”

[

تنهد

أنا أستسلم لا أستطيع أن أفهمها]

“على أي حال, لابد أن هناك سبب لزيارتك المفاجئة أليس كذالك؟”

قالها بنبرة جادة ثم أكمل

“هل هو المال؟ هل كنت تنتظرين مني أن أتقاسم معك جائزة المهمة رغم أنني قمت بها بمفردي,”

قالها بنبرة متوترة ثم أكمل

” ليكن في علمك أن المهمة كانت خطيرتا جدا حتى أنني بالكاد نجوت بحياتي, أكره الإعتراف بهذا لكن أعتقد أنني أعاني جروحا نفسية الأن, حتى أنني عانيت كوابيس سيئة في اليومين الأخيرين لذا سأستعمل المال لأدفع مستحقات طبيبي النفسي “

قالها بنبرة حزينة بينما يرتجف وكأنه يتذر حادثة مفجعة ثم أكمل بينما ينظر لسيلينا

“أفترض أنك لن تمانعي بما أنك لم تسانديني”

للحظة وجدت نفسها صامتة, المحادثة بينهما أخذت منعطفا غريبا, هكذا فكرت سيلينا بستغراب لكنها سريعا ما إبتسمت مظهرتا أنها لم تصدق أيا من هرائه

“يبدو أنك عانيت بشدة عزيزي, أفترض أنك تستحق تعويضا”

قالتها بينما إبتسامتها أخذت بالإتساع

“أه,…”

لم يجب, بالأحرى لم يستطع ذالك, شعر أن هناك فخ ما

[لما أشعر أن التعويض الذي تتحدث عنه لا يتضمن مالا]

قالها في نفسه بشك بعدما شعر برعشة خفيفة أسفل ظهره, لقد كان شعورا غير مطمئنا وكأنها على وشك أن تقول شيئا مزعجا

“أقدر كرمك, لكن أتعلمين بعد التحقق من الأمر مجددا أعتقد أنني في أفضل حا-…”

قالها بنية التراجع و رفض عرضها المشبوه إلا أنها قاطعته فجأتا بينما بوضعها ورقتا على الطاولة

“أخشى أن ضميري لن يرتاح دون القيام بشيء لمساعدتك على محنتك”

“ما هذه الورقة بالضبط”

“حسنا يمكنك أن تعتبرها…كيف أقولها… أفضل ما فكرت فيه لتعويضك”

قالتها بإبتسامة خفيفة وهادئة مشيرتا له بإلتقاط الورقة

بالرغم نذير الشؤم الذي يشعر به إلا أنه إلتقط الورقة من الطاولة

الورقة كانت تحتوي على ختم مدير الأكادمية على شكل فراشة تكاد تشعر أنها سترفرف بأجنحتها في أي لحظة, أما بشأن محتواها فهو

<موعد إجباري>

لفهم الأمر سنحتاج أن نعود قليلا للوراء وبالطبط في يوم بداية الإختبار أمام جبل النعيم والجحيم

“صاحب المركز الأول سيحصل على موعد مع أي كان من الطلاب”

[لقد كنت متحمسا للحصول على قدرة العجوز الطائر في ذالك الوقت لذا لم أهتم بما كان يقوله]

[لكن أجل بتذكر الأمر مجددا لقد قال شيئا غبيا كهذا… وأيضا صاحب المركز الأول حينها كان هذه الأميرة]

بعدما نظر للورقة مجددا قرر مع نفسه البدء في البحث عن مسكن ذالك المدير العجوز لإغتياله

×××××××××××××××××××××××××××××××××

نهابة الفصل

تأليف satou

2021/03/07 · 1,003 مشاهدة · 1716 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024