84 - ستدعاء ملك الوحوش، إبادة وحش المئة ألف عام في لحظة

الفصل 84: استدعاء ملك الوحوش، إبادة وحش المئة ألف عام في لحظة

كانت أشجار غابة النجوم الساقطة ترتفع شامخة كالأبراج، لكنها في لحظة، سُحقت تحت جسد الوحش الجليدي الناري كما يُسحق الزجاج تحت مطرقة إله.

تحولت السيقان إلى شرائط خشبية، والأغصان إلى غبارٍ كثيف، وكأن كل شيء تمزّق في فم إعصار.

صُعق الجميع بالمشهد، أعينهم اتسعت، أنفاسهم انحبست.

الإمبراطور تشن مو… فقط بهيبته، لا بيديه، أسقط وحشًا من رتبة مئة ألف عام، ومسح به نصف الغابة!

أيّ قوة هذه؟ أيّ مقام هذا؟ وهل ما نراه بشرٌ حقًا؟

في أعينهم، تشن مو بات تجسيدًا لقوة لا تقاس بموازين الفانين.

وأما يي تشينغتشنغ، فابتسمت، قلبها ينتفض فخرًا وسعادة. أن تكون في خدمة رجل كهذا؟ هذا ليس واجبًا… بل نعمة تستحق الشكر لمدى الحياة.

...

عندما انقشع الغبار، ظهر الوحش مجددًا، ينهض مترنحًا، يزأر بغضب، وفي عينيه شرارة من جنونٍ لا تعرف الخضوع.

دَوِيّ! دَوِيّ! دَوِيّ!

ركض نحو تشن مو من جديد، يهدر ويرتجف.

لكن تشن مو لم يتحرّك. فتح النظام، وانتقل إلى "وحدة الوحوش الأسطورية"، وضغط على استدعاء:

"ملك الذئاب، ملتهم القمر."

...

فجأة، تلبّدت السماء.

غمرت الظلمة كل شيء، وتدافعت السحب السوداء من الأفق، كأن الليل هبط على الأرض قبل أوانه.

"عوووووووووووووووووووه!!!"

كان العواء كصاعقة من السماء… أرعب القلوب، وأخرس الأصوات.

رفع الجميع أيديهم إلى آذانهم، يحتمون من تمزّق حواسهم، وجثوا على الأرض كما لو أن جبالًا وُضعت على أكتافهم.

رفعوا رؤوسهم، فإذا بكائن يهيمن على الأفق.

ذئبٌ أسود كالهاوية، عيونه قمرٌ مزدوج، وحجمه يبتلع النظر.

أمام هذا الكائن، بدا الوحش الجليدي الناري كحشرة.

توقّف، انكمش، خفض أذنيه، وسحب ذيله… وبدأ يتراجع بخوفٍ غريزيّ.

...

"هل هذه وحش بخمسين ألف سنة؟!"

"لا… هذا يتجاوز المئة ألف! هذا وحش من رتبة المليون عام!"

"كيف يمكن لهذا الوحش أن يوجد أصلًا؟! مستحيل… مستحيل!"

"لقد انتهينا… لا مفر من الموت!"

"لا تخف! السيد الشاب هنا، لن يتركنا!"

"أتظن أنه سيتدخل لأجلنا؟ نحن لسنا من أرض تيانيان أصلاً!"

"الهرب؟ لا أستطيع حتى تحريك أصابعي!"

...

أما يي تشينغتشنغ، فجلست على الأرض، ساقاها ترتجفان، وعيناها تبرقان بدهشة وخوف.

لكنها لم تكن تنظر إلى ملك الذئاب…

بل إلى سيدها.

تشن مو، الذي ما زال واقفًا، ثابتًا، ساكنًا.

...

في اللحظة التالية، حاول الوحش الجليدي الناري الفرار.

لكن...

بوووووم!

فتح الذئب فاهه، وأطلق شعاعًا من الطاقة الروحية، ساطعًا كفجر كاسر للظلمة.

مرّ في السماء كنيزك، مزّق الوحش، وسوّى جسده بالعدم.

اختفى، تبخّر، لم يبقَ منه إلا حفرة عملاقة، تدفّق فيها الماء من الأعماق، وابتلعت صمت المكان.

...

"وحش مئة ألف سنة… قُضي عليه في لحظة؟!"

"ملك وحوش… بحق!"

"أيها الإمبراطور! اقتل الوحش! لا يمكن تركه حرًّا!"

"رجاءً! خلّصنا منه!"

وإن لم يُباد من جذوره الآن، فمصيبته قادمة لا محالة.

"إبادته؟ ولماذا أُبيد وحشًا هو من أتباعي؟" قالها تشن مو بهدوء، ملتفتًا إليهم بنظرة ثابتة، وصوته ينضح بالثقة.

الدهشة خيّمت على الوجوه.

"أتباعك؟! هل... هل تنوي ترويض هذا الوحش؟" سأل أحدهم، وهو لا يكاد يُصدق ما يسمعه.

ففي عالم الترويض، نُقل أن قلة من أعاظم المروّضين نجحوا في إخضاع وحوش تبلغ عشرة آلاف سنة من الزراعة.

لكن... مليون عام؟ ذلك... خارج حدود الخيال البشري!

وحش بمثل هذه القوة، وبمكانته كـ"ملك الوحوش"، كيف يُمكن له أن يرضخ لبشر؟ حتى لو كان ذلك البشر إمبراطورًا ؟!

"ترويض؟ لا حاجة لكل ذلك." رفع تشن مو يده، وقال: "هو بالفعل وحشي. أحد وحوشي الخاصة."

...

في اللحظة التالية، انخفض جسد الذئب الأسود العملاق إلى الأرض، وانحنى خضوعًا، ثم قرّب رأسه نحو يد تشن مو ليلمسها، يتوسّل إلى لمسة من سيده.

مشهدٌ لا يُصدّق.

الصمت التام عمّ المكان.

كل الشيوخ والتلاميذ، دون استثناء، وقفوا مشدوهين، أعينهم تكاد تخرج من محاجرها.

هل هذا حلم؟ أم هل فقدوا عقولهم للتو؟!

ملك الوحوش، بمستوى يفوق كل فهم… يخضع لرجلٍ من البشر؟

بل وينحني له كما ينحني الكلب الوفيّ لسيده!

لو رُويت هذه القصة في أي مكان آخر، لما صدّقها أحد... بل لاتُهِم قائلها بالجنون أو الهذيان!

لكن أمام أعينهم، تجلّت الحقيقة. هذا الشاب... لا أحد يضاهيه.

...

قال أحدهم، بوجه مُمتقع:

"من حُسن الحظ أننا لم نعادي أرض تيانيان…"

وقال آخر، بصوتٍ خافت:

"من الأفضل أن نعود فورًا وننصح شيخ الطائفة بأن لا يعارض هؤلاء… بل ربما علينا أن نطلب التحالف… لا، الأفضل أن نتودد، ونبادر بالخضوع."

الكلّ أيقن—أي عداوة مع هذا الشخص، تعني الإبادة.

...

أما يي تشينغتشنغ، فكانت تنظر إلى سيدها وقد رسمت ملامح الإعجاب على وجهها بكل وضوح.

في داخلها، كانت تقول: "هكذا يكون السيد... وهكذا فقط أكون أنا فخورة بخدمته."

...

صاح الجميع في انسجام:

"نُحيّي الإمبراطور! دام مجده ألف عام!" "نُحيّي الإمبراطور! دام مجده ألف عام!"

...

شعر تشن مو بالرضا.

لقد أثبت قدرته، وأثبت أن ميزة "الوحوش الأسطورية" التي زوّده بها النظام... ليست مجرد زينة.

ملك الذئاب، ملتهم القمر، كفيل بترهيب كل وحوش هذا العالم، وكل من تسوّل له نفسه العصيان.

خطط تشن مو لاستدعاء الذئب مجددًا لاحقًا، حينما يحتاج إلى استعراض جديد، لكنه الآن... اكتفى.

مدّ يده، وسحب الذئب إلى فضاء الوحوش عبر النظام، ثم همّ بفتح بوابة فضائية تعيده إلى قصر تشينغيون.

لكن...

دوّيٌّ هائل!

اهتزازٌ عنيف زلزل الأرض من تحتهم!

ارتعدت الأشجار، وتشقّقت التربة.

نظرة تشن مو أصبحت أكثر حدة.

ما هذا الذي يتقدم؟

2025/05/05 · 125 مشاهدة · 806 كلمة
Frankenstein
نادي الروايات - 2025