الفصل 90: وجود يسمو على المنطق والقوانين
كانت سو مي تعلم أن يي تشينغتشنغ قد بلغت مرحلة المحارب، لذا لم يكن ظهورها مفاجئًا… لكن في اللحظة التالية، ارتسمت على ملامحها نظرة دهشة خافتة——
"محارب فطري؟!"
شعرت للحظة أنها قد أساءت السمع.
في آخر مرة سمعت عن اختراق يي تشينغتشنغ لمرحلة المحارب، لم يكن قد مرّ سوى بضعة أشهر. وتقدّم بسيط في أحد المستويات الفرعية خلال هذه المدّة يُعد إنجازًا مذهلًا، بل كفيل بجعلها تُصنّف من بين النُخَب.
لكن الآن؟ أن تتجاوز مرحلة كاملة وتصل إلى المحارب الفطري؟ هذا لم يكن واردًا حتى في خيالها.
سو مي كانت دائمًا ترى نفسها نِدًّا ليي تشينغتشنغ، بل سبق أن تواجهتا في ساحة فنون القتال، وانتهى النزال بينهما بالتعادل.
أما الآن، فهي ما زالت في المستوى الثاني من مرحلة المحارب، بينما يي تشينغتشنغ… سبقَتها بمرحلة كاملة، وسبعة أو ثمانية مستويات فرعية!
في تلك اللحظة——
شعرت سو مي بتدفّق نقي وقوي من طاقة الروح. اتّبعت مصدره بعينيها، حتى وقعت على بوابة فضائية كانت توشك على الإغلاق.
لا بد أن هذا العالم الصغير الذي تدربت فيه يي تشينغتشنغ… هو السبب.
وعلى الأرجح، أنشأه تشن مو بنفسه.
اعترفت في قرارة نفسها بأنها كانت مخطئة. تلك التي حسبها الجميع رهينة أو أداة مساومة، كانت في الواقع قد نالت فرصة ثمينة تُضاهي أعظم الكنوز السماوية.
...
قالت يي تشينغتشنغ، وقد لاحظت وجودها:
"قديسة طائفة هوهوان؟ ما الذي تفعلينه هنا؟"
أجابت سو مي على عجل، بعدما لمحت في عينيها بعض الحدة:
"جئت فقط لرؤية سيّد الطائفة."
لم تكن الظروف كما كانت في الماضي. سو مي تعلم أن أي مواجهة ستنتهي بهزيمتها دون شك.
نظرة خفيفة من يي تشينغتشنغ نحو تشن مو، وكأنها تنتظر تفسيرًا.
قال تشن مو بابتسامة متصلّبة، دون أن يُخفي شيئًا من الحرج:
"خلال فترة تدريبك في العالم الصغير... حدثت بعض الأمور، والآن… أنا رئيس طائفة هوهوان."
ضحكت يي تشينغتشنغ ضحكة خافتة، لكن عينيها ظلّتا بلا بريق، تخفي في داخلها حرجًا دفينًا.
فاسم طائفة هوهوان… لم يكن يحمل سمعة طيبة. أساليب الزراعة فيها تتأرجح بين طريق الشيطان والطريق المستقيم، ولا تُؤخذ على محمل الاحترام، رغم وجود أفراد صالحين فيها مثل سو مي.
لكنها لم تُعلّق.
قال تشن مو، مبددًا أجواء التوتر:
"ما رأيك في سرعة التدريب داخل العالم الصغير؟"
لمعَت عينا يي تشينغتشنغ:
"لا تصدّق! كأنني كنت أحلم… تقدم سريع، طاقة لا تنتهي، كل شيء يسير بثبات مدهش."
ومن جانبها، كانت سو مي تستمع بدهشة متزايدة.
"مئة ضعف؟!" شهقت، مترددة في تصديق أذنيها.
سألت بتردّد:
"سيّد الطائفة… هل تعني أن سرعة التدريب داخل هذا العالم… أسرع من العالم الخارجي بمئة مرة؟"
أجابها تشن مو بهدوء:
"تمامًا."
كان ردّه كالصاعقة.
خيم الصمت على سو مي، واضطربت أنفاسها، وهي تحاول استيعاب الحقيقة.
رئيس طائفتهم… هو كائن يسمو على القواعد والمنطق.
حتى أنه ارتقى إلى رتبة الإمبراطور، عقب والد تشن مو، خلال فترة وجيزة، دون أن يمر بمصاعب أو معاناة، كما لو أن قوانين السماويه نفسها تفسح له الطريق.
سو مي أدركت لحظتها أنها، أمامه، ليست حتى نملة. بل إن تشبيهها بالنملة كان نوعًا من الغرور!
...
يي تشينغتشنغ لم تقل شيئًا، بل اقتربت من خلفه، وبدأت تدلك كتفيه بحركات خفيفة ومتقنة.
نظرت سو مي إلى المشهد، ولم تصدق أن هذه… هي نفسها تلك المحاربة التي سحقت خصومها في ساحة القتال.
...
بعد أن أنهت زيارتها، وقفت سو مي وقالت:
"أستأذن سيّد الطائفة… سأعود إلى الطائفة، لأهدّئ الوضع هناك."
كانت تدرك أن هذا واجبها، بصفتها قديسة.
لكن في أعماقها، كانت تأمل أن تترك انطباعًا حسنًا في قلب تشن مو.
فأومأ برأسه، ولوّح بإصبعه——
بوووم!
فتحت بوابة فضائية، تربط بين أرض تيانيان وطائفة هوهوان.
"أشكرك، سيّد الطائفة." قالتها سو مي بخضوع، ودخلت البوابة.
...
في اللحظة التالية، كانت تقف في سماء طائفتها.
وما إن رآها التلاميذ، حتى سارعوا نحوها:
"سيّدة سو! متى أتقنتِ تقنيات النقل الفضائي؟!"
"سيدتي! خبرٌ سيء! قمة تشانشين دُمّرت، وعدد من الشيوخ قُتلوا!"
"هل التقيتِ بسيّد الطائفة الجديد؟ هل هو حقًا بتلك القوة الأسطورية؟"
تدفقت الأسئلة من كل جانب.
فرفعت سو مي يدها، وقالت:
"اهدأوا. كل ما جرى… كان مستحقًا. الشيوخ الذين ماتوا… لم يكن موتهم ظلمًا."
"مستحقًا؟!"
"ماذا تقصدين؟! من قتلهم؟!"
ترددت للحظة، ثم أخرجت من خاتمها حجرًا أزرق اللون، براقًا. حجر التصوير.