الفصل 93: في عالم يُمَجِّد القوّة… أين الخطأ؟
"أوه…"
لم يُخفِ تشن مو دهشته.
لم يكن يتوقع أن "تقنية التهام السماء" هذه، لا تقتصر فقط على التهام القوة الروحية، بل تتعدّاها إلى امتصاص
الطاقة الحيوية
الذكريات
تفكّر، وقال في نفسه: "لو انتشرت هذه التقنية، لأصبحت بلا شك أخطر تقنية محرّمة في التاريخ!"
مئة بالمئة!
لكن، ما هو الحد الأقصى لها؟ "النظام، ما الحد الأقصى للتهام الطاقة؟" سأل بصمت.
ردّ النظام فورًا:
【لا يوجد حد. بحسب مستوى تحكمك الحالي في "تقنية التهام السماء"، يمكنك التهام كل ما تريده بالكامل.】
"كلّه؟"
ابتسم تشن مو. حقًا… هذا النظام، لم يخيّبه أبدًا.
رغم أنه لا يفتقر إلى القوة الروحية، ولا إلى الطاقة الحيوية… لكن لا شك في أن هذه التقنية كنزٌ حقيقي .
وحتى خاصية التهام
الذكريات
فأقوى إرادة، وأشد عزيمة… تصبح بلا معنى أمام من ينتزع ذاكرتك من جذورها.
خصوصًا بيد رجل مثل تشن مو، الذي وصل إلى الحد الأقصى في المستوى والتقنية معًا .
ثم خطر له سؤال آخر: "النظام، لو اخترت الآن التهام القوة الروحية فقط، هل يمكنني لاحقًا العودة وابتلاع البقية؟"
ردّ النظام مؤكدًا:
【بالطبع. طالما لا يزال لدى الهدف طاقة قابلة للاستخلاص، يمكنك التهام ما شئت، وقتما شئت، وبأي ترتيب تحب.】
"ممتاز!"
ابتسم تشن مو بهدوء، وقال في نفسه:
"أريد ابتلاع... كل شيء!"
لكنه سرعان ما تذكّر أن خيار "التهام الكل" لم يكن ظاهرًا ضمن الخيارات الثلاثة.
وفي اللحظة التي فكّر فيها بذلك، ظهر الخيار الرابع أمامه فجأة:
【التهام الكل】
كالعادة، لم يُخيب النظام ظنّه، دائمًا ما يفهم ما يدور في باله دون أن يتلفّظ به.
【جاري التهام القوة الروحية...】 【تم التهام قوة القديس المحارب – الطبقة الثالثة!】 【تم رصد شوائب داخل القوة، جارٍ تطهيرها... تم الإبادة بنجاح.】
تشن مو خمّن أن تلك "الشوائب" هي على الأرجح السبب الذي دفع هذا الرجل المجنون إلى فقدان السيطرة على نفسه.
لكن النظام لم يحتج إلى تدخّله، بل قام بكل خطوات التنقية تلقائيًا.
...
فجأة، فتح العجوز المجنون عينيه. كانت نظراته قبل لحظات غائمة كضباب، أما الآن فقد استعاد جزءًا من وعيه.
ارتعش جسده، وهمس بصوتٍ متهدّج: "أين… أنا؟"
لكن سرعان ما أدرك الكارثة.
صرخ بعنف: "لا… لا! ماذا تفعل؟ أنت تسرق قوتي! أنت تسرقها! أوقف هذا فورًا! أتوسل إليك!"
لكن صراخه لم يُغيّر شيئًا.
...
السجناء الذين كانوا يراقبون من خلف القضبان، سمعوا كل شيء.
"هل سمعتم؟ المجنون قال إن هذا الفتى يسرق قوته!"
"يستولي على قوته؟ هل هذا ممكن؟ حتى أقوى التقنيات المحرّمة لا تفعل شيئًا كهذا!"
"أنا أشعر به… طاقته تبخّرت، وكأنه أصبح إنسانًا عاديًا."
"ألم يكن في مستوى القديس المحارب؟ هكذا ببساطة… تم تجريده؟"
حتى يي تشينغتشنغ، وتشن ووشين، المعروف بلقب "شيطان سجن السماء"، شُلّت ملامحهما من الدهشة.
يي تشينغتشنغ شعرت برعشةٍ تسري في عمودها الفقري، وتذكّرت كلماتها السابقة حين قالت لتشن مو إنها مستعدة لأن تكون ضحية لتقنيته.
الآن، فقط، فهمت لمَ رفضها بذلك الإصرار…
...
【تم التهام الطاقة الحيوية!】 【تم التهام الذكريات!】
رغم أن مصطلح "الطاقة الحيوية" قد يبدو غامضًا… إلا أن الجميع شعر بانخفاض حاد في حضور ذلك العجوز.
أما الذكريات، فكانت أوضح… ظهرت أمام ذهن تشن مو كمشاهد متتالية، كأنها شريط فيلم يُعرض أمامه.
وحتى لو نسي جزءًا منها… لا مشكلة. النظام يحفظ نسخة احتياطية.
بل ويمكنه في أي لحظة استخراج معلومات عن أي تقنية، وتحويلها إلى كيان ملموس بين يديه.
راحةٌ تامة… دون عناء.
...
وعندما سحب تشن مو يده، سقط الجسد أمامه بصوتٍ مكتوم.
ما تبقى… كان مجرد جلدٍ مغطّى بعظام.
جسدٌ هشّ، عظامه تهشّمت لسقوطه، بعدما جُرّدت من كل قطرة حياة.
...
"تقنية شريرة! شرٌّ محض! لم تكتفِ بسرقة قوته… بل امتصصت روحه!" قالها أحد الخبراء في مستوى القديس، وهو يرتجف ويتراجع حتى اصطدمت قدماه بالأرض وسقط.
كان جسده يتصبب عرقًا، والذعر يملأ عينيه.
"أنتم… أنتم في أرض تيانيان… هل تمارسون تقنيات شيطانية؟! ألا تخافون من غضب الطوائف؟!"
"كنّا نظنكم طائفة نبيلة… لكن الحقيقة أنكم أكثر ظلامًا من الظلام نفسه!"
"نحن مجرمون، لكن على الأقل لسنا وحوشًا… أنتم إذًا تحكمون علينا بالظلم! لماذا نسجن بينما أنتم تمارسون ما هو أسوأ؟!"
لكن الحقيقة أن ما أرعبهم ليس
الظلم
ماذا لو أصبحوا ضحايا التهام قادم؟
...
ضحك تشن مو بسخرية، وقال بصوتٍ بارد:
"العدالة؟ هل قلت عدالة؟"
"ألا تقولون دومًا إن قوانين هذا العالم قائمة على مبدأ القوي هو السيد؟"
"إن كنتَ ضعيفًا… هل يعطيك هذا الحق في الشكوى؟"
"كل ما لا تفهمونه… كل ما لا تملكونه… تطلقون عليه لقب: شرّ!"
كلماته كانت كالسياط… أسكتت الجميع.
وجموا في أماكنهم، لا يدرون ما يقولونه.
...
"بوف!" ضحكة مكتومة خرجت من يي تشينغتشنغ، التي كانت بالكاد تمنع نفسها من الانفجار ضحكًا.
لم تتوقع أن يكون سيدها الشاب بهذه الفصاحة!
...
لكن أحد السجناء، وقد ضاق ذرعًا، صرخ تجاه تشن ووشين:
"تقول إنك رجل عدل… كيف ترضى بهذا؟! كيف تُدير سجن السماء وأنت تتغاضى عن ما رأيت بعينك؟!"
تشن ووشين ابتسم، وقال ببرود:
"أنتم تحسبونني شيئًا عظيمًا… ما سلطتي أنا، حتى أُعارض مستقبل أرض تيانيان؟"
"ثم… ذلك الفتى، هو ابن أخي. وأنا عمه. أأقف ضده… من أجل نفايات مثلكم؟"
ثم أضاف: "حتى لو تركنا هذا كلّه جانبًا… هو قتل شريرًا، وأزال تهديدًا… أين الخطأ؟"
...
"ابن أخيه؟! السيّد الشاب؟!"
"لا يمكن! أهو… هو نفسه؟ ذلك الذي لم يبلغ العشرين… ومع ذلك كسر قوانين السماء، وأصبح ثاني إمبراطور في الجنوب؟!"
لم يصدق بعضهم، وبدأ البعض الآخر بالصراخ:
"لا يمكن اعتبارك بطلًا إن أصبحت إمبراطورًا بهذا الشكل! تقنية شريرة كهذه… ألا تعني أنك سلكت طريق الظلام؟!"
لكن يي تشينغتشنغ لم تعد تتحمّل سماع الشتائم.
غضبها انفجر، وقالت:
"أمثالك… يجرؤون على الحديث عن العدالة؟ من أنت حتى تنتقد سيّدي؟! لو كان الأمر بيدي، لقطّعت ألسنتكم بسيفي!"
رؤية يي تشينغتشنغ وهي تثور لأجله، أثارت في نفس تشن ووشين نوعًا من الفضول… بل التسلية.
ضمّ قبضته إلى فمه، وكتم ضحكة وهو يقول في نفسه:
"أمرٌ مثير… يا ترى، إن اتحدت مواهب كليهما… أي نوع من النسل سينجبان؟"
صورة المستقبل كانت مبهمة… لكنها واعدة.
...
أما تشن مو، فلم يلتفت لهم.
خرج من زنزانة المجنون، ورفع كفّه للأمام:
"اختيار الكل…"
"التهام الكل!"