مقاتل قانوني كان يمتطي الرياح هبط ببطئ أمامهم، كان طويل قامة و ذو هالة نبيلة، أمال رأسه متفحصا مع عيونه الضيقة الأطفال
"ليست بالبضاعة الجيدة، لكنها تفي بالغرض،أمسك"
رمى صاحب العيون الضيقة بكيس لمستخدم الظلام ، قبل أن يلفت إنتباه أحد الأطفال فأشار لأحد أتباعه أن يفتح القفص و يأتيه به
" أغمضوا أعينكم "
*بووم*
صوت صراخ الفتاة التي رمت بكرة قماشية تبعه إنفجار و تصاعد دخان أبيض، تسبب في إختناقهم مع حرقة في عيونهم.
استغلوا الأطفال الوضع و ركضوا مرة واحدة دافعين بأجسادهم الصغيرة من فتح القفص بعيدا، لكنهم سرعان ما باءت محاولتهم بالفشل.
*سلاش *
مع تلويحة من يد مستخدم الرياح إنقشع الدخان، و بتلويحة ثانية قطع نصل الريح الطريق عليهم تاركا أثرا غائرا على الأرض
" تلك البظاعة هناك تمتلك عيونا جيدة ، ما إسمك يا صغيرة ؟"
"إسمي ليس مهما، لكن يمكنني أن أخبرك بإسم من سيقطع رأسك إن لم تطلق سراحنا ، أخي تاي جين "
جواب الفتاة الغير متوقع أفحم مقاتل عشيرة هايان و بينما كان يبتسم لشجاعتها، قفز البدين سائق العربة و الغضب يملأ عينيه ليدفعها أرضا صارخا
"أيتها اللعينة، أنت ثانية ؟، أصابني الصداع منك و من أخيك هذا "
رفع البدين يده و هم أن يصفعها، لكن جسده تجمد فجأة و أخذ في الإرتجاف.
التعرق الإرتجاف و تسارع دقات القلب، عوارض تحدث لا إراديا عند الإحساس بالخطر، إنه نوع من غريزة البقاء و يعرف باسم الخوف.
في هذه اللحظة لم يعرف البدين من يقف خلفه، لكن كل خلية في جسده كانت تقول بأنه يجدر به الخوف.
*كراك*
بحركة واحدة رأس البدين كان في إتجاه ظهره، و لجزء من الثانية و قبل أن تغادر روحه النتنة جسده رأى أخيرا الأخ الذي كانت تتحدث عنه الفتاة
" تأخرت........ كثيرا أيها............. الأحمق"
الفتاة الصغيرة القوية التي كانت ترد بجرأة في وجه مختطفيه و تشجع الأطفال على عدم الإستسلام، إنهارت بالدموع و هي تعانق أخاها
" آسف أميرتي، أنا الآن هنا و كل شيء سيكون على ما يرام"
مستخدم قانون الرياح ماو فيي من عشيرة هايان التفت إلى الظلامي
" هل تركته يتعقبك إلى هنا، أنت تعرف أن هذا يضر بالعمل"
حك الظلامي رأسه و راح يبرر
" حسنا، لقد حطم هذا كل حساباتي، لشخص كان محاصرا من قبل الحراس و لا يعرف ما هي بطاقة الإنتقال، فنسبة اللحاق بي كانت واحد بالمئة ، نسبة كهذه لم أكن لآخذها بعين الإعتبار......"
ملامح صاحب العيون الضيقة تحدثت نيابة عنه، فعاد الظلامي يقول
" حسنا حسنا، سأقضي عليه فورا.........فلا يبدوا مرعبا الآن دون صديقه صاحب القانون المزعج "
" لننهي ما بدأناه سابقا سيد باندا"
مع سماع لقب باندا ابتسم مستخدم الظلام، تلك الهالات السوداء تحت عينيه نتيجة قلة النوم لم تأتي من العدم، رفع من طاقته و على عكس بقية الظلاميين هذا الأخير لم تكن هالته سوداء
" باندا، يعجبني اللقب ، كما ترى فأنا لا أستخدم بذور شجرة الموت تيفا لأنني أجد مشكلة في السيطرة على قوتي"
*تسك*
*تسك*
تطايرت الشرارات ، و التف برق أزرق اللون على جسد باندا هالته تغيرت و ارتفعت عزيمته
" أرني ما لديك ؟"
بسرعة خطوات البرق المعروفة تحرك الظلامي بسرعة لا تضاهى و رمى بلكمة على جين، ضربته خلفت صوتا مسموعا و هي تخترق الهواء نتيجة سرعتها التي عجزت العين عن مشاهدتها،لكن تبقى الضربة التي لم تصب هدفها عديمة الفائدة.
* فووش
*فووش
لكماته السريعة تركت سرابا خلفها ،حتى بدى و كأنه يمتلك عشرة أذرع ،لا سرعته و لا تقنيته تشوبها شائبة و بالرغم من هذا فالمذهل فعلا هو مقدرة جين على تفادي الهجمات بأقل حركة
" الدفاع البطيء الدرجة القصوى لمهارة ورقة الخريف ،الهجوم الأسرع ضد الدفاع المطلق هذه المعركة ستطول"
تمتم مقاتل عشيرة هايان ، و قد تعرف على المهارة لكن توقعه كان خاطئا ،فالظلامي استدار فجأة تاركا جين واقفا بلا حراك
"لقد إنتهيت ، خذوا الفتاة أعني البضاعة بعيدا"
"أخي، أفق يا أخي"
"ألن تقتله؟"
سأل مستخدم الرياح فيي
" هناك إحتمال خمسة بالمئة أن برقي سيحرره ليرد الهجوم، و قوته الجسدية ليس شيئا يستخف به، بما أنه في عالم النشوء فقط دع الطبيعة تأخذ مجراها"
الدماغ الجزء الأكثر تعقيدا و المسير للآلة المعروفة بإسم الجسد البشري،بداية من أبسط الحركات كرمشة العين إلى حفظ أصعب اللغات ، كل شيء يبدأ بنبضة و تلك النبضات التي توصل المعلومات و تحللها هي عبارة عن موجات كهربائية.
الباندا و بسبب النشاط الكهربائي الزائد يعاني من الأرق و عدم النوم ،من جهة أخرى إذا اختفت هذه الكهرباء من الدماغ فإن كل شيء سيتوقف.
برق الباندا الأزرق لا يصعق خصومه و حسب بل يمتص أي شرارة كهربائية بالقرب منه، و بالرغم من أن لكماته لم تلمس جين لكنها مرت بجانب رأسه لمدة كافية لتطفئ عقله عن العمل.
أحد التابعان اللذان جاءا مع فيي توجه صوب الفتاة و سحبها من شعرها دون أن يلتفت لصراخها
"كف عن المقاومة يا صغيرة "
في الخطوة الثانية أحس أن ذراعه خفيفة و كأنه لا يجر طفلة تقاومه،التفت ليجد أن يده لا تزال ممسكة بشعرها لكن يده هذه لم تعد متصلتا بجسده،نظر الرجل لما تبقى من ذراعه غير مصدق.
قطع مثالي، و لا نقطة دم سالت، بترت الذراع و تم كيها في حركة واحدة
"شعر من تظن أنك تسحب؟"
*ووش *
لمع سيف البرق في يد جين و صنع قوسا عموديا مضيئا
عقل الضحية التي وصلها الأمر متأخرا تراجع للخلف، ليكتشف أنه تم شطريه إلى نصفين.
لكن لم يكن هناك شلال دم فالبرق من السيف كوى كل الجراح
" بلا دم يبدوا هذا مملا ......................ربما هذا جيد فلدينا أطفال هنا"
جين استخدم سيف البرق الروحي لإسترجاع السيطرة على جسده، مع هذا السلاح فحتى مستخدم الرياح لن يقوم بخطوة دون حساب
"ضع السيف جانبا و إلا نحرت عنقه "
التابع الثاني الذي خاف أن يكون الضحية القادمة لسيف البرق أمسك بأقرب طفل وجده أمامه و هدد بقتله
"كنت متأكدا أنكم ستلجؤون لحيلة رخيصة كهذه و عليه..... "
أخفض جين جسده و أخذ سيفه البرقي يلمع بشدة ، مما أجبرهم على التراجع خطوة للخلف.
الآن انعكس الوضع فكونه لم يخترق عالم الروح فبإمكانه السيطرة على نسبة جيدة من السلاح الروحي و الذي هو بالأساس تجسيد لسلاح مقاتل سماوي.
رسم جين خطا على الأرض بسيفه و الإبتسامة على وجهه
"وداعا"
نطق جين بهذه الكلمة و حمل أخته تحت إبطه و انطلق كالبرق يسابق الرياح، وسط ذهول الجميع ،لوهلة هموا للحاق به، لكن الخط الذي رسمه على الأرض جعلهم يفكرون ثانية
"قد يكون لغما برقيا، هجوم ذو تأثير متأخر "
ببطئ و خوف اقترب التابع من الخط و داس عليه، و لم يحدث شيء
"هذا خطأك أيها الأحمق كان عليك قتله مباشرة بعد أن شللته"
" أتعرف نسبة أنه يمتلك سلاحا برقيا........لحظة هو لا يحمل الباق فمن أين ظهر السلاح؟"
الباق هي نبتة لديها مظهر كيس جلدي و تحوي معدتها على بعد فراغي يسمح لها بتخزين الأدوات،فالمكعبات لا تعمل هنا.
فيي الذي ضاق ذرعا من حسابات الظلامي أطلقت عيناه وميضا باردا مع نية لقتله
*آآه*
صراخ إحدى الفتيات بعد أن سقط أخوها ميتا أوقفه، كما أغمي على طفل آخر مباشرة
"سيدي الأطفال لن يقاوموا أكثر "
أمام ضيق الوقت امتطى فيي الرياح محلقا و نظر إلى محب النسب المئوية
"إذا تمكنوا من الفرار و كشفوا موقعنا لسكان العالم الخارجي فأنت و منظمتك ستدفعان الثمن غاليا، و أنت خذ الأطفال قبل تتدمر أجسادهم "
جين و اخته تمكنا من الفرار و ربح بعض الوقت لكن بما أن من يطاردهم يتقنون الخطوات القانونية فسيتمكنون من اللحاق بهم
اختبأ الإثنان خلف بعض الصخور،التوسع المفرط للمجال الروحي أثر على كليهما فتثاقلت أنفاسهم و تصببوا عرقا
" أخي ماذا عن بقية الأطفال؟"
سألت مي في قلق، فتصنع جين إبتسامة و أخرج بطاقة الإنتقال
"عندما أحصل على المزيد من البطاقات سأعود لأجلهم"
نظر إلى البطاقة و أضاف
"أيتها العظاءة، أعيديها إلى ألتانيا "
مع الضوء الأخضر ظهرت السحلية مع زهرة على رأسها
"تسك،لا زلت حيا أيها اللعين .... "
" جميل، إنه لطيف جدا ما أسمه"
سكتت السحلية أمام العيون الواسعة المتلألأة و قد راقه المديح
"من أجل هذه الملاك لا أمانع مساعدتكم، أيقضني بعد عشر دقائق بعد أن أنتهي من الشحن"
عاد السحلية لشكل البطاقة
'عشرة دقائق،هل أمتلك هذا القدر من الوقت'
مجال جين الروحي كان يتمزق، القتال في ظروف كهذه حتى مع المهارة التي خفف من سرعة التوسع لم تعد ذات فائدة.
مرت خمس دقائق أخرى، في عالم بلا سحر الإستبصار من السهل الإختباء،لكن هذا لم يكن يوم حظهم، من العدم قفز وحش شيطاني خلفهم ، بتلويحة سيف فر الوحش هاربا إلا أن زئيره قد كشف مكانهم .
"انظروا من يختبأ هنا العظيم تاي جين ..... هل أخوك الهمام يعاني مشكلة ما "
ارتسمت على وجه باندا ملامح ساخرة و هو يتظر إلى جين المتكأ على سيفه و العاجز عن الوقوف
في الوقت نفسه وصل فيي محلقا في الهواء كعادته، هذا الأخير لم يكن ممن يطيل الحديث، مباشرة جمع قانون الرياح في يده لينفذ هجوما قاتلا
*بووم
إشارة ضوئية تستعمل للطوارئ إنفجرت.
"سيدي، أنقذني يا سيدي"
التفت فيي ليرى تابعه الذي كلفه بنقل الأطفال يركض صوبه ،بعد أن أطلق إشارة ضوئية و نصف جسده محترق
* آآه *
أطلق الرجل صرخة الموت بعد أن إلتهمت النيران جسده، فوق الجثة المتفحمة جثم ثعلب ناري.
عيونهم اتسعت في ذهول غير مصدقين
"سحر تشكيل!!!"
الثعلب لم يكن وحشا ، بل هو تشكيل لسحر النار.
ظهرت ثعالب نارية أخرى في حين اقتربت مالكتهم الساحرة من الكيس ( الباق) الذي خلفته الضحية و أخرجت بطاقتين ، و بصوت لطيف نادت على طفلين
" عودوا إلى ذويكم، رافقتكم السلامة"
فيي هايان تغيرت ملامحه عند رؤية الفتاة، ذكريات قديمة عادت لذهنه لشخص لم يعتقد أنه سيراه ثانية على قيد الحياة و خصوصا في أرض محرمة على السحرة
"أرى أنك استرجعت هيئتك التي تحطمت، عزيزتي يومي "
" أرى أنك أصبحت أكثر وضاعة من أي وقت مضى ، سيد فيي توان "