كان الليل في أوله و بالرغم من أن القمر كان هلالا ، كانت الغابة مضيئة نسبيا بسبب بعض النباتات التي خلفت وهجا مصفرا،هذا الضوء أغرى أربعة مقاتلين عائدين من مهمتهم ، أن يختصروا الطريق بإجتياز الغابة.
" سمعت أنه سيعقد إجتماع مبكر لزعماء العشائر"
تحدث أحدهم، و عيونه تفحص المكان يمينا و شمالا حرصا أن لا يهاجهم أي وحش على حين غرة.
" أمر متوقع فإغلاق زعيمنا للبوابة الشمسية أثار حفيظتهم، على كل حال لم يكن هناك حل آخر، فهذا أفضل من عبور من يسأل الإنتقام للأطفال"
"لا تكن أحمقا، عشيرتنا لا تخشى أحدا ، كل ما في الأمر أنه لا يزال الوقت مبكرا للقتال مع العالم الخارجي، أما عن بقية العشائر فبوسعهم النباح كما يشاؤون"
رد أكبرهم سنا و هو شاب طويل القامة بعنجهية مفتخرا بقوة عشيرتهم، قبل أن يتبعه أصغرهم سنا و هو مقاتل مستجد بالعشيرة مستفسرا
" على ذكر الأمر، ماذا حدث للوافد من العالم الخارجي الذي جاء خلف الأطفال، أسمعتم خبرا عنه ؟"
"هههه ! أتعني الفتى السخيف صاحب قسم الدم "
أطلق الشاب الطويل ضحكة عالية قبل أن يقوم بتقليد جين
" أقسم بكل ما هو مقدس أنني أنا و عشيرتكم لن نتشارك نفس السماء، و بعدها مباشرة ..........فر هاربا و ذيله بين ساقيه"
**هههه**
ارتفعت ضحكات الجميع على محاكاته، بينما علق أحد ساخرا
" لا شك أن جسده قد انفجر الآن بعد أن أخلف قسمه"
"أجل لا شك في ذلك، لكن ليس بسبب قسم الدم، بل لأن الأحمق جاء هنا و هو لا يزال في عالم الروح"
قسم الدم هو ليس بشيء يلقي به المرء جزافا فإذا أخلفه سينتهي الأمر بوفاته، لكن عالم مركز الأطلال هي أرض مع هواء طاقوي مركز لا قدرة على مقاتل أقل من عالم القانون أن يتحمله.
" إذا فالقسم الذي أدلى به كان مجرد كبرياء رجل ضعيف يدعي البطولة"
"هههه، ويا لها من طريقة بطولية للإنتحار"
عادت ضحكات طويل القامة تصدح في الغابة الساكنة، قبل أن يقاطعهم صوت خامس غريب عنهم
" في الحقيقة جسدي لم يكن يوما أفضل حالا، و يبدو أن الهواء المنعش هنا أفادني جدا"
لم يدم المرح طويلا، و سرعان ما أطبق الشباب أفواههم عند رؤية من إغتابوه واقفا وسطهم و قد ظهر حرفيا من العدم.
" المشكلة مع الإتساع المفرط للمجال الروحي ، إن لم أقم بتفريغ كل الطاقة دفعة واحدة فهذا ما يحدث "
*بووم*
في اللحظة التي مد فيها قبضته نحو أحدهم، تحررت كل الطاقة الفائضة دفعة واحدة مع إنفجار ترك حفرة في كتف المقاتل الذي لم يكن لديه الوقت حتى لتشكيل درع الهالة فراح يصرخ و هو يتخبط في دمائه.
"أيها اللعين"
سحب البقية أسلحتهم و استدعوا هيئاتهم، لكن غريمهم كان قد تلاشى في الظلام بلا أثر، تماما كما ظهر فجأة اختفى فجأة، بعد دقائق اقتنعوا أنه فر هاربا و أخفضوا هالاتهم
" أين اختفى؟"
"هل تبحث عني ؟"
تجمد الشاب الطويل في مكانه بعد أن جاء الصوت من خلفه،و قبل أن يلتفت كان رأسه يتدحرج على الأرض، و قد انفجرت الدماء كالشلال في السماء، اللحظة التي فقد فيها حذره كانت لحظت وفاته
"أيها اللعين "
رمى صاحب هيئة الغولم قبضة صخرية تهد الجبال، انساب جين كالماء متفاديا الهجوم و غرز سيفه في قلبه
*كلانك*
اصطدم السيف بالدرع الصخري دون أن يترك خدشا يذكر فصرخ صاحب هيئة الغولم ثانية و هو يسحب يده للخلف لينفذ هجوما أقوى من سابقه
"فلتمت "
لكن تلك الهجمة لم تكتمل ففي اللحظة التي نطق فيها ، اخترق سيف جين فمه صانعا طريقه إلى مؤخرة رأسه
" لا دروع داخل فمك، كما أرى "
تخلص جين من إثنين، ليبقى المستجد الغر المرعوب غائب العقل من رؤية الدماء المتناثرة ،لحسن حظه أن رجليه كانت أسرع من عقله، فأطلق هذا الأخير العنان لرجليه التي لمعت بضوء خطوات البرق و ركض كما لم يسبق له أن فعل في حياته.
' علي الوصول إلى المركز '
"بطيء"
ارتعب الفتى و هو يرى القاتل يركض بجانبه ، و قد خلفت سرعة جين سرابا جعلته ينظر لا إراديا إلى قدميه محاولا استبيان أي مهارة يستخدم.
"أي خطوات قانونية هذه؟"
*ووش*
الجواب كان مع ضربة سيف تركت الشاب ينزف على الأرض، بينما غادر غادر القاتل متمتما
"لقد حل الليل، لاخيار إلا النوم في الغابة هذه الليلة "
بعد إختفاء جين في الظلام، نهض الفتى ممسكا بصدره محاولا إيقاف نزيفهو بعد وقت قصير وصل الفتى المصاب لرفاقه في المعسكر.
"ساعدوني"
أسرع الجميع للمساعدة و تضميد جروحه، بينما كان لا يزال يروي ما حدث معه و كيف تم إغتيال رفاقه.
"ذلك الوغد لا يزال حيا إذا "
تحدث شاب ذو شعر شائك و هو يثبت قوسه الآلي على يده، كان نفسه قائدهم و أيضا أحد الذين هاجموا جين و يومي سابقا.
"يا رجال هناك كلب ضال في الغابة و علينا الذهاب لإصطياده "
"سيدي هناك أمر غريب بشأنه، لقد كان يظهر و يختفي فجأة، إضافة إلى سرعته من خطوات قانونية لم أرها من قبل؟"
"لم تتعرف على خطواته القانونية، يبدوا أن إصابتك أسوء مما تبدوا، هههه"
ضحك دينو و أضاف
"فليعتني أحد بجراحه "
كلام الفتى المصاب لم يلقى آذانا صاغية، ففي النهاية هو مستجد التحق بهم مؤخرا، و القائد صاحب القوس شاب طموح، يرغب في رفع ترتيبه وسط العشيرة، و لن يفرط في مهمة سهلة قرعت بابه.
و لذلك أخذ كل المقاتلين و البالغ عددهم أربعة و ثلاثون مقاتلا بهدف تمشيط الغابة.
" اللعنة، هذا مؤلم و أين هو هذا الطبيب ؟، هل هناك أحد هنا ؟"
انتظر الفتى مطولا و لم يظهر أحد فراح يتذمر، و يمكن المعرفة بسهولة أن تذمره لا يعود لجرحه بل بسبب الطريقة التي عامله بها القائد و الضحك على كل كلمة يقولها.
"كان عليهم أن ينصتوا لك"
أخيرا رد عليه أحدهم و يبدوا أنه الوحيد المتبقي في هذا المعسكر
"الظلام هو حليف المغتالين، مطاردته في اليل هو ضرب من الجنون، حتى النمس لا يجرؤ على إصطياد الأفعى في جحرها"
"مغتال!!، لحظة هل انت مستجد فلم يسبق لي أن رأيتك؟ "
"الخطوة التي سألتني عنها هي مهارة خطوات الظل، هدية وداع من العضلي المهووس بالشقر"
"المهووس بالشقر!!،عما تتحدث و متى قمت أنا بسؤالك؟؟ "
تمتم الفتى قبل أن تتغير تعابير وجهه و يتصبب العرق البارد على جبينه، فعيون المتحدث التي تغيرت إلى القرمزي أطلقت شعاعا بارد تقشعر له الأبدان جعلته يتذكر أين شعر بهذا الخوف،و على من طرح السؤال
"لنرى ما كان رقمك..........سبعمائة و خمسة خمسون"
" النجدة "
" على من تنادي يا سبعمائة و خمسة خمسون، فقد سبق و أنهيت من كان هنا لقد تركتك أخيرا شكرا مني علي إرسالهم لي "
سحب جين خنجره و راح يلعقه مستمعا بطعم الدماء التي علقت به، و أضاف و عيونه تطلق وهجا ممزوجا نية قتل تخر لها الجبابرة.
" إنه الوداع، فلا يجوز لك أن تطيل الغياب عن رفاقك، و لا يجوز لي أن أترك فرائسي تنتظر.......... فالصيد قد بدأ"
================