الوقت الذي كان فيه الزعيم ماو محاصرا في الضباب، كانت إبنة الزعيم و مجموعتها مستميتين في محاولة إنقاذ شجرتهم العزيزة ، لم تكن قوتهم كافية لإطفاء نيران الجحيم فقررت شجرة تيفا أن تستغني عن مساعداتهم، أو بالأصح أن تستفيد منهم

عشرات الجذور السوداء خرجت من تحت الأرض و زحفت بأسلوب سريع و متموج و كأنها أفاعي و ثعابين لتخترق أجساد الفتيان الذين كانوا يحاولون إخماد النيران.

في لحظات إمتصت الشجرة الملعونة كل دماءهم ليسقطوا أرضا و قد تحولوا إلى مومياءات متيبسة لا حياة فيها.

نبتت أغصان سوداء جديدة بدل الأجزاء التي تحولت إلى رماد ، أمام هذا المظهر فر الجميع و لم يجرؤ أحد على الإقتراب ما عدى الآنسة لان و التي لسبب مجهول لم تقم تيفا بإيذائها و لا حتى مهاجمتها

*أيها اللهب الذي لا ينطفأ فلتحول أعداءك إلى رماد*

*بوم،بوم،بوم*

ترنيمة لقانون النار تبعها عدة إنفجارات، و الشجرة التي كانت تتجدد أفنانها أحرقها اللهب ثانية.

كان ذلك هجوم مقاتل إنصهار لكنه لم يكن تابعا لعشيرة ماو ، و قد رفع قبضته صارخا و محمسا البقية

"اليوم ستكون نهاية هايان، هجوم"

*الموت *

عشرات المقاتلين ردوا في نفس واحد أرعبوا القلوب و تحركوا في زخم لا يمكن ردعه، إنهم أفضل مقاتلي عشيرة زوتان و تارو ،دخلوا ساحة المعركة و ذبحوا خصومهم بلا هوادة.

مع قعقعة السيوف و صرخات المصابين و الإنفجارات المدوية، ازدادت ضراوة المعركة و تقهقر مقاتلوا هايان، لكن سرعان ما تم إيقاف زخم العشائر المتحدة بعد تحرك قادة هايان، و الذين كانوا جميعا خبراء من عالم الإنصهار.

*كراك*

إنشقت الأرض ليخرج منها عملاق صخري و كأنه جبل صغير ، مع كل خطوة قام بها اهتزت الأرض و أسقطت المقاتلين، لم يسترجع المقاتلين توازنهم حتى عصفت بهم الرياح و التي تجمعت لتشكل إعصارا قصف بهم و رماهم بعيدا متفرقين.

"تراجعوا،إنهم يستخدمون بذور تيفا"

*طاخ*

لم يكمل المقاتل الذي حاول تنبيه رفاقه حديثه حتى تلقى ضربة بصولجان قذفته إلى السماء ليسقط و هو يبصق دما و قد تحطم الدرع الذي إرتداه إلى نصفين.

"ثلاثي الموت من هايان"

تحدث أحدهم مع صوت خائف، مشيرا إلى القادة الثلاثة الذين أوقفوهم.

على كتف العملاق الصخري ارتفعت ضحكات البدين و هو يرى هجمات المقاتلين اليائسة تتحطم على تمثاله دون أن تترك أثرا.

*فلتعصف الرياح و تمزق الاعداء*

بينما هم مشغولون بالعملاق الصخري، جاءت عشرات الأنصال الشفافة من قانون الرياح لقائد هايان الثاني لتمزق أجسادهم و تقطع أوصالهم

و من تمكن من تفادي أنصال الموت لم يكن أكثرهم حظا، و كانت أجسادهم تتطاير في الهواء و قد عجزت حناجرهم أن تصرخ لتخفيف آلام العظام التي سحقت تحت ثقل وزن صولجان القائد الثالث.

"إنهم........أقوياء"

تراجع جنود العشائر المتحدة محاولين كسب الوقت،حتى إنظمام أحد القادة إليهم

الضخم صاحب الصولجان وضع سلاحه على كتف، و سخر مع قهقهة مسموعة

"ديدان عشائر ماو،زوتان و تاو تتجرأ علينا يا للمهزلة ،ها ها ها...."

*كح كح كح*

سرعان ما تحولت ضحكات الضخم فجأة لسعال، و لعدها إلى إختناق حتى أنه قد أسقط الصولجان من يده

"أخي"

صاح مستخدم الرياح و اقترب منه محاولا فهم ما أصابه، لكن حالته و التي صار لا يحسد عليها كانت أسوء مما إعتقد ، فقد ازرق وجهه و انقلب عيونه لبياض مع زبد يخرج من فمه.

الثانية التي بعدها إتفخت رقبته بشكل غريب مثل ضفدع في المستنقع، و كأن شيئا بداخلها يكافح لتمزيق رقبته الغليظة والخروج منها، فراح جسده الضخم يتخبط كشاة مذبوحة لعد لحظات توقف عن الإرتعاش، كما توقف عن أخذأنفاسه............مات أبشع ميتة و هو يجهل ما الذي أصابه.

"ما الذي حدث هنا.......؟"

سأل أحد مقاتلوا العشائر و عيونه تتفحص رفاقه بحثا عن المجيب

"لقد رأيت شعاعا فضيا يتجه نحوه"

" أنا رأيتها أيضا إنها .............كرة !!....................إختنق بفعل الكرة الفضية التي علقت بحنجرته "

رأى البعض نفس الشيء لكن التفسير لم يكن مقنعا و لا منطقيا، من أين جاءت هذه الكرة و أين صاحبها و كيف يعقل أن يخسر مقاتل بهيبته و قوته بهذه البساطة و بواسطة كرة لم تتجاوز حجم حبة التفاح.

لم يكن هناك أجوبة و لم يكن هناك وقت للتفكير في ذلك، فمن العدم ظهر ظل خلف مستخدم الرياح و بحركة خاطفة لمع نصل خنجر هلالي مشكلا قوسا مضيئا فصل رأس قائد هايان عن جسده.

"فلتمت أيها اللعين"

قبل أن يلامس الرأس المقطوع الأرض، صرخ رفيقه البدين الواقف على كتف تمثاله في غيظ شديد بعد موت رفيقيه، و رفع قدم العملاق الصخري مع نية سحقه تحته

*وووش*

*زز..........*

مع مزيج من صوت القطع و أزيز البرق، خنجر جين المعزز بطاقة السيف المادي، قطعت ساق العملاق الصخري كما يقطع الخنجر التوفو ،ليختل توازنه و يقع على الأرض مزلزلا إياها و قد صنع صدعا عميقا بها.

*آآآه *

صرخ البدين الذي سحق جسده تحت أنقاض جبله الصغير،إلا أن معاناته لم تدم طويلا ، فعلى رأسه كانت قدم رجل لا يرحم

" قال ثلاثي الموت قال"

و مع صوت كراك تحطمت جمجمته لكن هذه المرة تحت قدم جين الذي اختفى باحثا عن هدف جديد.

"ما............. كان ....................هذا؟"

--------------

عادت الكفة لصالح التحالف و تقهقرت هايان مع خسارة قادتهم، مع وجود مغتال يتصيدهم زاد ذلك من إرتباكهم

"أتحاولين إغرائي، بترك البذرة مكشوفة هكذا و كأنك تقولين........"

مقاتلة من هايان جفلت لحظة سماع الصوت مباشرة في عقلها، فراحت تلتفت يمينا و يسارا

" للقتل ، إطعن هنا............."

قبل أن تفهم معنى الحديث الذي رن في عقلها،كانت إحدى السهام قد اخترقت البذرة المشار إليها

البذرة سلاح ذو حدين، صحيح أنها عززت من قدراتهم لكنها في الوقت ذاته أصبحت نقطة ضعفهم، و النتيجة كان رد فعل عنيف من أجسادهم و مت بشع مع نزيف حاد من كل فتحات الوجه.

" سيدي هنالك مغتال بين صفوفهم و هو يستهدف البذرة، أخفيها تحت ملابسك"

صاح أحد مقاتلي هايان منبها قائده، و الذي أجاب و هو ينظر لا إراديا إلى ساعده الأيمن

" كم القميص طويل و يستحيل أن يرى............"

قلب القائد توقف للحظة و هو يرى الإبتسامة المرعبة التي ارتسمت على وجه سائله، في اللحظة الثانية كانت اليد التي ينظر إليها على الأرض، هجوم خاطف قطع البذرة و الذراع في آن واحد، ليهوي معها صاحبهما و هو يلفظ أنفاسه.

نفس المشهد تكرر في ساحة المعركة أكثر من مرة، و في كل مرة كان يبدوا أكثر رعبا، حتى تمنى قادة هايان لو إمتلكوا عيونا خلف رؤوسهم ففي اللحظة التي ينشغل فيها القتال يظهر حاصد الأرواح أبيض الشعر و ينهي أمرهم.

بالنسبة لجين فذلك لم يكن الأمر حتى تحديا يذكر، ففي عيونه البذور التي زرعوها بأجسادهم هي تماما كعلامات إكس حمراء، كتب تحتها بالخط العريض ( هنا نقطة ضعفي)

--------------------------

بالعودة إلى شجرة تيفا، كان الأمر في حكم المنقضي، قائد زوتان و بعد تولي تاي جين أمر الأقوياء من هايان، ركز كل هجماته النارية على الشجرة و لم يخفض من هالته إلى عندما إلتهمت النيران أغصانها و جزءا من جذعها

هذه المرة توقفت الشجرة عن الحراك، و لا مزيد من الجذور التي تبحث عن الدماء

" أصمد أرجوك، لا تستسلم"

منظر الفتاة تبكي و تستجدي الشجرة و تناشدها أن لا تستسلم تركهم حائرين، حتى أفراد عشيرتها راحوا يشكون في صحة قواها العقلية

" ما بالها، هل أصابها مس من الجنون؟"

*بام، بام،بام*

صوت أشبه بنبضات القلب، لفت إنتباه الجميع و مع استمرار النبض في التسارع أصبح الصوت أقوى و أقوى

" إنه قادم من الشجرة !!"

2019/05/21 · 1,210 مشاهدة · 1134 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024