" لنرى، عددهم حين بدأت كان سبعمائة و تسعة و خمسون مع إضافة فتى الشجرة فسيكملون الستون، إثنان و ثمانون إصطدتهم في مناطق الصيد، مائتين و سبعة و ثلاثون أرسلتهم إلى مجال الوحوش ، هذا دون حساب زعيمهم .........سيتبقى معي أربعمائة و واحد و أربعون"

بعد أن أنهى حساباته راح يشير إلى الجثث في عدد تنازلي، تاركا الحاضرين في حيرة من تصرفاته

" أربعمائة و واحد و أربعون...........و إثنان و أربعون...........أربعون"

"مائتان.......، إذا أردت معرفة عدد ضحايا هايافن في هذا القتال فهو مائتان و أربعة "

الفتاة الواقفة بجانب الزعيم مو قاطعت جين متلعثمة، بعد أن استوعب ماهية الحساب الذي يقوم به

" ها..... كل هذه الفوضى من أجل أربعة أشخاص فوق المائتين، هذا يعني أنه لا يزال مائتان و سبعة و ثلاثون حقيرا على قيد الحياة، القضاء عليهم جميعا سيستغرق أكثر مما توقعت "

تنهد جين مطولا، بينما حاول الزعيم مو التقرب منه و هو لا يزال محافظا على لهجة التقدير و الإحترام

"قتال اليوم ققد انتهى، فأرجوا أن يقبل سيد الكرة ضيافتنا لهذه الليلة"

' هذا اللقب ثانية !، على ما يبدوا أن هناك من امتلك نفس هيئتي'

لم يناقش جين مسألة اللقب، و أجاب مبتسما

"مستحيل، فخطيب تلميذتي السابق سيقتل الليلة على يد خطيبته الحالية، بالتأكيد لن أفوت الأمر........وداعا"

مع دائرة سحر الإنتقال التي لمعت تحت أقدامه اختفى الفتى عن أبصارهم

" كشخص يحاول الإنتقام فهو يبدوا مستمتعا للغاية،هايان عبثت مع مجنون لن يهدأ قبل أن يفنيهم"

علق أحد المقاتلين

" مجنون بل قل مرعب، ألم ترى ملامحه و هو يقتل المصابين "

من الطبيعي أن يلقبوه بالمرعب ،مكائده وحدها أودت بثلثي العشيرة، و لا يزال يلهو بهم و يحيك لهم في الخفاء.

أما عن قوته،فمن رآه يغتال سبعة قادة من عالم الإنصهار في معركة واحدة لن يسأل عن أساليبه ، و كما يقول المثل مئة سيف في وضح النهار و لا سهم واحد في جنح الليل.

لطالما كانت تصنيفات القوة لا تعني شيئا للمغتالين، و هذا ما جعلهم مخيفين .

"سيدي،أنت تعامله بإحترام شديد ؟ هل هو فعلا من ذكرت؟"

"آه يا صغيرة، كسب رضاه هو الشيء الوحيد الذي قد يجنبنا غضبه، فيوم يسترجع كامل قوته فحتى مقاتل سماوي لن يصمد أمامه جولة واحدة، إنه سيد الكرة"

بلع الفتاة ريقها لسماع كلام الزعيم، تبقى الأساطير مجرد أساطير لكن لحظة سماعها من فم رجل بمكانة الزعيم فإن لها وقعا مختلفا.

====================

في مكان ما في جزيرة الأسلاف

فوق هضبة مرتفعة وقف مجموعة فتيان و فتيات يحدقون في البوابة العملاقة من بعيد

" دو باي، لا أستطيع التصديق أنك ترى ما خلف البوابة من هنا، عيونك الجديدة هذه مذهلة بالفعل "

علق تابو على قدرة دو باي الجديدة، و الذي أصبح قادرا على النظر بعيون هيئة الوحش الخاصة به

" ما زالت تصيبني بالدوار حين إستخدامها، لكنها بالفعل مذهلة..........أنا لا أستطيع ان أصف لكم المظهر الذي أراه من خلف البوابة"

وسط البوابة دائرية الشكل كانت هناك مادة زئبقية فضية تتحرك باستمرار و بالرغم إستحالة الرؤية من خلالها، إلا أنه عندما تلمع عيون دو باي باللون الذهبي فلا شيء يقف أمامها

" غريب، الأسطورة تقول أن فتيات الظل تعيش في هذا المجال، لكني لا أرى واحدا"

" عزيزي، عن أي فتاة تبحث"

" سو.......سول، أنا لم أقصد ذلك أنا.......... "

" تونا، أنا سألته أن يبحث عن صديقتي فتاة الظل تونا"

كلمات ليان أنقذت دو من غيرة هان سول و التي وضحت

" هذا لأنكم تبحثون في المجال الخطأ، إذا كان هناك مخلوق ظل فسيكون في مجال الوحوش و ليس مجال العشب الروحي"

ليان أصابها الإحباط، المفتاح إلى مجال الوحوش مفقود و أيضا هو مكان خطير لدرجة أن لا أحد أقل من عالم الإنصهار سيجرؤ على دخوله بمفرده.

" لا داعي للإحباط، صحيح أننا لم نعثر على تونا لكن عيوني ترى شيئا يخصك ، تذكرتك إلى عالم الإنصهار إنها هناك في إنتظارك"

" زهرة اللوتس "

همست ليان

"حسنا شباب، حان وقت المغادرة"

تحدث كال مينغ و قفز منطلقا نحو البوابة ، حيث كان المئات من المقاتلين الشباب يقفون في مجموعات بإنتظار تفعيل البوابة القمرية الكبرى

تلامذة جين الأربعة( شيرو، تابو، ميني،كيرا) أصدقاءه الأربعة( كال،دو، سول، ليان) و إثنان من ضيوف مركز الأطلال (جادو، دياني) سيبدؤون أول مغامرتهم لهم خارج أسوار المعهد

=======================

في مدينة البوابة الشمسية

" ألا زال هؤلاء المقاتلين يأملون في حدوث معجزة و أن تفتح البوابة إلى مركز الأطلال ثانية"

سأل سائق عربة نقل قصير القامة ذو شعر أسود و هو يحمل البضائع، ليجيبه التاجر

" الأطلال المخفية، و ليس مركز الأطلال....... هناك إشاعات عن ظهور بوابة تؤدي إلى الأطلال المخفية بالقرب من هنا"

الجميع يعرف بشأن الأطلال المخفية، لكن بالنسبة للبوابة الشمسية المؤدية إلى عالم موازي يقطنه بشر مثلهم، فحتى الأمس القريب لم يكن لديهم علم بوجودها،و لولا حوادث إختطفاء الأطفال و إرسالهم هناك لبقي الأمر سرا.

ابتسم السائق و هو يتذكر ذلك اليوم

" سأخبرك بسر، أتذكر الفتى الذي كان يطارد المختطفين و تسبب في إغلاق البوابة الشمسية"

"أجل"

" لقد كدت أن أسحقه تحت عجلاتي عربتي، لقد ظهر فجأة أمامي و.............."

" سيد تيي هو"

نداء أحدهم عليه أوقفه عن سرد روايته،و عندما التفت وجد رجلا بعباءة السحرة

" تيي هو، أخيرا عثرنا عليك، نحن نحتاج مساعدتك............. لا، البشرية بأجمعها في حاجة لمساعدتك"

نظر السائق إلى المتحدث و هو يشك في صحة قواه العقلية، ففيما ستحتاج البشرية إلى رجل بسيط من العامة ، لكن سرعان ما أدرك جدية الأمر، و هو يرى جثة التاجر الذي يحدثه تهوي أرضا

====================

في مكان آخر بالبوابة الشمسية، و أمام البوابة المؤدية إلى الأطلال المخفية

"تفضلي سيدتي، البوابة جاهزة و أتمنى لك رحلة موفقة"

"رجائي أن تعثري على كنز يليق بمستواك"

"لا تكن أحمقا، الكنوز التي تتحدث عنها لا تساوي ترابا في نظر عظيمة مثلها"

عشرات المقاتلين من مختلف المستويات، وقفوا في صف و قد انحنوا إحتراما، أو الأصح تم ضربهم و تمريغ وجوههم في التراب .

حتى عرفتهم العلامات الحمراء من الصفعات التي على وجوههم مكانتهم و علمتهم كيف يحترمون النساء

"سيدتي سوف نكون بإنتظارك"

"لن نتزحزح من هنا حتى عودتك"

*اخرسوا*

ضربت السيدة الأرض بقدمها و التفتت في غضب، و لحظتها وجوه الجميع انقلبت و ملامحهم تغيرت، كلهم كانوا ..............يبتسمون في سعادة و كأنهم يرون حلما جميلا.

قد يبدوا الأمر غريبا، رؤية كل المقاتلين الذين كانوا يتنافسون و يتقاتلون ضد السيدة الغامضة قبل دقائق خاضعين هكذا لمجرد هزيمتهم

لكن لو عرفنا أنها عند بداية القتال كانت ترتدي عباءة سحرية، جعلت من وجهها و جسدها ضبابيا حتى استحال تمييزها إذا كانت رجلا أم إمرأة

و أنه وسط المعركة تمزقت هذه العباءة لتكشف عن إمرأة بجمال لم ترى عيونهم له مثيلا، و لم تيكونا قادرين على تصوره حتى في مخيلتهم.

من ينظر إلى صاحبة الشعر الذهبي طويل ذات العيون الخضراء التي تقطع الأنفاس، و الجسد الأنثوي الذي أعطى لكلمة الإغراء معنى جديد

سيفهم كيف أنهم أصبح مأسورين بقوتها التي لا يسبر غورها، و مفتونين بجمالها الذي لا يوصف

مع صوت عذب كالموسيقى تحدثت، ليستمع الجميع في خنوع

"أنا لن أعود فوجهتي هي مركز الأطلال .............. سيد الكرة من الأفضل أن تمتلك إجابة لأسئلتي"

عبرت السيدة الغامضة البوابة، تاركتا خلف أصوات تحطم عشرات القلوب الذين تحطمت أمالهم في أن يكون أتباعا لها

2019/05/28 · 1,208 مشاهدة · 1125 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024