مجال الأعشاب الروحية، تماما كإسمه تتمتع هذه الأرض بجمال الطبيعة الساحر،و قدر سم اللون الأخضر على السهول الشاسعة الثرية بنباتاتها المختلفة منظرا طبيعيا بديعا أضف عليها جداول المياه و الأنهار المنتشرة في تناسق خلاب
" إذا صادفتم عشبا روحيا عالي المستوى فعليكم إصابته بهجوم ناري، لن يقضي ذلك عليه لكنه سيمنحكم فرصة للإبتعاد عن نطاقه"
عند البوابة القمرية الكبرى و من خلال سحر الصوت، كان لا يزال ساحر الأوريس ديكس ينبه الجميع و يقدم النصائح، و قد اظهر براعة و مسؤولية واضحة اتجاه مهامه كمسؤول عن الرحلة
" دو باي، سعيدة برؤيتك ثانية"
التفت دو باي إلى الصوت الذي استوقفته
" عفوا ، هل أعرفك؟"
سأل دو الفتاة السمراء مع الشعر الأسود الطويل، و قد راوده إحساس قوي أن وجه الفتاة و صوتها مألوف للغاية لكنه و مهما حاول تذكرها فهو لا يجد لها ذكرى في عقله، أشارت الفتاة الغامضة ذات الملابس المزخرفة بالورود إلى هان سول
" حبيبتك، جميلة جدا"
خدش رأسه و قد أخجله ذكر المسألة قبل أن ينتبه إلى لباسها، زخارف زهور البابونج لم تكن رسومات بل ورودا حقيقية
" أهذه زهور البابونج التي لا تذبل، أهي موجودة هنا؟"
أومأت الفتاة بالإيجاب فأضاف
" رائع، ستكون هذه الزهور هدية رائعة في عيد ميلاد أختي الصغرى، إن لم أحضر لها هدية فبالتأكيد ستركلني.............على الأغلب أنها ستضربني حتى لو أعجبتها الهدية"
" أجل ستفعل في الحالتين"
ضحكت الفتاة بعد الجواب الغريب و سارت مبتعدة، بينما استمر دو بالتحديق فيها
" دو ، من الفتاة الساحرة؟"
سألت ليان التي كانت تراقب من بعيد
"لا أعرف، لكنها بطريقة ما تبدوا مألوفة.....عموما ألم يحن الوقت للبحث عن اللوتس المقدسة، هناك الكثير خلفها"
" لكن لا أحد منهم يمتلك عيونك "
ابتسم دو باي على ردها السريع لتلمع عينيه بلون ذهبي، و يشير إلى الغرب
"في هذا الإتجاه هيا بنا"
" توقف ماذا عنا؟"
سرعان ما استوقفت بقية المجموعة دو باي، كل واحد منهم سبق و أن وضع عينيه على عشبة روحية معينة، و لا أفضل من عيونه لتحديد الأهداف
" حسنا سأساعدكم جميعا، فقط إهدؤوا..............لكن لما أشعر أنكم تعاملونني كمنظار"
---------------
بينما كانت مجموعة النجمة السماوية قد أخذوا الأسبقية في البحث عن الأعشاب بفضل موهبة دو البصرية.
كانت الفوضى تسود بين صفوف البقية، حتى أن الأغلبية لم يتمكنوا من الإبتعاد كثيرا عن البوابة القمرية.
فقد وجد المقاتلون أنفسهم، و دون سابق إنذار تحت هجوم كاسح و غير متوقع
" لا تقتربوا كثيرا، و ابقوا بعيدين عن الضباب"
" استخدموا الهجمات بعيدة المدى"
ضباب بلون أخضر غامق، امتد على كامل السهل و ارتفع عاليا ليلامس السماء، و بداخله كانت العشرات بل المئات من الظلال التي أخذت من السديم ساترا لإخفاء هويتها.
"اللعنة ،إنهم لا ينتهون ...... تراجعوا، بسرعة تراجعوا........"
نفذ الجميع الأمر بلا تردد ، لكن الظلال كانت أسرع منهم ، و لم يتركوا لهم فرصة.
و في لمح البصر ابتلع السديم بعض المقاتلين ليرتفع صراخهم و قد تكاثفت عليهم الظلال و سحقوهم تحت أرجلهم
مع استخدام سحر التخاطر، ساحر الأوريس ديكس نشر رسالة واسعة المدى ليطلب مساعدة الجميع
"إلى كل من يسمع صوتي، نحن نتعرض للهجوم قد خسرنا شبابا من الجانبين ، بشريا كنت أو أوربس إن لم نتناسى خلافاتنا فسينتهي أمرنا، العدو يختبأ في الضباب و نحتاج لسحر مشترك لكشف ماهية العدو و ماذا يخططون، فأرجوا من الجميع المساعدة"
لم يمضي وقت طويل حتى لبى السحرة القريبون النداء، قد يكون ذلك مصادفة لكن حديث كال مينغ عن أصول الأوريس، جعل بعض المتشككين في صدق الحكام و النبلاء لا يترددون في تلبية النداء و هكذا و في وجه هذا الخطر الغير المتوقع، سحرة النبلاء و الأوريس كلاهما تناسو خلافاتهم لينفذوا سحرا مشتركا، دائرة سحرية بحجم السهل أنبتت إعصارا عزف بكامل الضباب و حتى أنها لعبت بعدد لا يحصى من الظلال التي كانت تختبأ فيه و رفعتها في السماء و كأنها مجرد دمى
هذا الهجوم العاصف كشف أخيرا عن حقيقة الظلال
"مستحيل، إنهم.........."
=========
غير بعيد في الغرب ، الثنائي دو باي و ليان الذي يهدف إلى عشبة جناح اللوتس كان يسرع الخطى، قبل أن يستوقفهم أمر غير متوقع
حدقت ليان في من أغلق عليهم الطريق
"دو.... ما هذا؟"
مع جسد رمادي متهالك، تفتت اللحم منه حتى برز جزء كبير من عظامه، و ثياب مغبرة رثة و ممزقة، زمجر الكائن الغريب و راح يتفحصهم بعيون حمراء كالدم
"شـ....شـ......شبح، إنه شبح "
"لا تكن سخيفا ، لا وجود للأشبا.......توقف أيها الأحمق إلى أين تهرب"
كان الغبار هو كل ما خلفه دو باي خلفه فقد ركض هذا الأخير كما لم يسبق له أن فعل في حياته و كلمة شبح لا تفارق لسانه، و قد أصبح وجهه شاحبا و ذابلا كورقة الخريف ةو ارتسمت على وجهه ملامح سخيفة من شدة الرعب
*طاخ *
انفجرت لكمة ليان على رأس الفتى المرعوب، و أمسكته من ياقته و راحت تهزه في محاولة لإسترجاع وعيه
"أيها المجنون،إلى أين هربت و تركتني؟"
"إنه شبح، و الأشباح لا تعود لعالمنا إلا للإستلاء على أجساد الأحياء"
*عز.....يزي، عز.....يزي ،عزيزي*
بصوت مبحوح و مخنوق تحدث الشبح أحمر العينين، و مع بعض الملاحظة الدقيقة تبين أنه يعود لأنثى و بما أنها تبحث عن حبيبها ، فنظرها كان مركزا بشكل خاص على دو باي
و يمكنكم أن تتخيلوا حال المسكين الذي لا يخاف في الدنيا شيئا أكثر من الأشباح، و قد فاضت عيونه بالدموع و دخل في نوبة ثرثرة و راح يتوسل المرأة الشبح
" أرجوك إعفي عن حياة هذا المسكين، أقسم أنني لست عزيزك، أنا لدي فتاة أحبها، أرجوك لا تستحوذي علي، أنا حتى لست وسيما........ إذهبي إلى كال مينغ إنه شاب أعزب"
*كااااا*
صاحت الشبح و قد انقضت عليه فاتحتا فمها لتلدغه، و ردة فعل دو كانت تماما بالمثل
*كااااا*
الشاب المرعوب حتى شحب وجهه، أفرغ كل خوفه في صرخة مدوية و في نبرة أعلى و أشد حدة بكثير حتى لا يمكن تخيل أنه صادر عن رجل، و قد فقد كل قوة في رجليه للهرب.
و هنا كانت المفاجأة فالسيدة الشبح قد أرعبها صراخه الحاد و تراجعت للخلف قبل أن تفر هاربة و هي تجر ساقها العظمية.
أجل ،صراخ دو باي الأنثوي كان فعالا لطرد الشبح أكثر من تراتيل كاهن في كنيسة.
لكن الشبح الأنثى لم تبتعد كثيرا حتى جاء سهم من بعيد لينغرس برأسها و يقضي عليها.
تقدم صاحب السهم و هو مقاتل كان قريبا، و جاء راكضا عند سماع طلب النجدة أو لنقل عويل الغوث
"لقد سمعت صراخ امرأة فأتيت مسرعا"
تصنع المنقذ إبتسامة و أضاف مجاملا ليان
" أعرف أنك لست ضعيفة فلا داعي للخجل فأي فتاة برقتك ستتفاجأ بمظهر الزومبي البشع "
أشاحت ليان بوجهها عن المتغزل الذي راح يظهر صف أسنانه، و أشارت لصاحب العويل الذي أوشك أن يبلل سرواله
"لست أنا من كان يصرخ"
"زومبي !"
سأل دو مستغربا اللفظ الذي لم يفهم معناه، و أجاب الفتى الذي لم يرغب في أن يصدق أن هذا الفتى هو صاحب الصراخ الذي سمعه القاصي و الداني
" هكذا يلقبونهم الأوريس، لقد استمروا في ترديد الكلمة حتى علقت برأسي، إنهم لا موتى جثث عادت للحياة من جراء سحر ملعون، الوضع جنوني عند البوابة المئات منهم قد ظهروا هناك"
"ليست شبحا ؟،أقلت أن ما قتلته للتو ليست شبحا "
بعد معرفة أن خصومه ليسوا الأشباح التي يخافها، عادت الدماء تسري في شرايينه ، و قد دبت الحياة في جسده الذابل، و اشتد عوده و قويت ساقيه اللتان كانت خائرتان قبل لحظات و الأهم من كل هذا فقد استعاد شجاعته و صوته الرجولي أيضا.
"زومبي.......أيها الزومبي الملاعين تجرؤن على إخافتي........ سأقتلك جميعا"
"شباب هل أنتم بخير؟"
في هذه اللحظة وصلت بقية الفتيات، سول، ميني و دياني و تشوي
" يبدوا أنه لا عمل لدي هنا فرفاقكم قد وصلوا، ..........وداعا"
غادر المقاتل ليلتحق هو الآخر بمجموعته، بينما عيون دو كانت ستخرج من مقلتيها ورأسه يهتز في مكانه مشيرا إلى ليان بأن لا تبوح بما حدث أمام سول
"سمعنا صرخة فتاة أين هي؟"
ارتعدت أوصال دو عندما سمع السؤال و في النهاية أجاب
" إنها الشبح، أعني الزومبي صرخت عندما أصابها السهم"
===========
عدنا أخيرا مع فصل جديد، فأرجوا أن تستمتعوا به