غير بعيد عن البوابة القمرية
لمعت دائرة سحرية عملاقة نتيجة السحر المشترك بين الأوريس و البشر، ليرتفع إعصار لم يشهد له مثيل و يصف بالضباب الأخضر ليزيله عن آخره، و يكشف لهم أخيرا ماهية الظلال التي اختبأت بداخله
آلاف الجثث المتعفنة التي سقط اللحم عن جسدها، تركت قبورها و خرجت تهاجم الأحياء
*أبي...أبي..
*أعداء.....أعداء
* سأنتقم.....سأنتقم
كان هؤلاء الأموات الأحياء يرددون عبارات مختلفة، دلت على آخر ذكرياتهم أو على أمور عالقة في حياتهم ندموا عليها
"زومبي، يا للسخافة مكان الموتى هو تحت الأرض"
سخر أحدهم من المخلوقات القبيحة وقفز بينهم و قد أطلق العنان لهيئته مع سيفه العريض قطع الأجساد النتنة بلا تردد، لكن سرعان ما أدرك أن ارتكب أسوء خطأ في حياته
من الأجساد التي مزقها انطلق دخان أخضر ، و بمجرد أن لمسه حتى أخذ جسده في التآكل و التعفن سريعا، و لم ينفع صراخه في تخفيف آلامه ليموت في الأخير بطريقة بائسة.
أدرك الجميع أن الضباب السابق هو ناتج عن أجساد الزومبي و القتال قريب المدى ليس واردا بالمرة.
"أليس الجو حارا و خانقا "
تعليق أحدهم نبه ديكس إلى أن الغيوم الغريبة التي تشكلت قي السماء بعد التخلص من الضباب في وقت سابق.
هذا السديم الأخضر الذي تشتت في السماء احتوى هواءا ساخنا، و ما أن لامس الهواء البارد حتى شكل غيوما سوداء
*آآآآه*
مع أول قطرة نزلت من السماء سمع الجميع صوت صراخ فتاة، و قد صنعت قطرة المطر ثقبا عميقا في خدها
"مطر حمضي تراجعوا "
استخدام الرياح جعل الوضع أسوء بكثير، فالمطر الحمضي قادر حتى على إذابة اللحم و لم يكن هناك خيار سوى الإبتعاد و تشكيل حاجز عملاق من المانا لحماياتهم.
مرت الغيمة الحمضية بسلام لكن في المقابل وجدوا أنفسهم محاصرين من كل إتجاه، فالجثث لم تكن لتهتم بفقدان اللحم المتبقي على جسدها و استغلت الوضع لتلتف حولهم،على مد البصر لا يرى المرء غير الجثث.
لم تكن هذه الزومبي قوية بدنيا، لكن مع الضباب المسموم بداخلها و أعدادها المهولة فإنها قادرة على أن تقضي عليهم جميعا إن لم يتمكنوا من العثور على الساحر المتحكم فيها.
أدرك الجميع هذه الحقيقة بإمكانهم المقاومة و القتال ، لكن النتيجة محتومة مسبقا.
رفع ديكس رأسه معلنا رسالته الأخيرة
" إلى كل من يسمع نداءنا لقد تمت محاصرتنا من قبل الزومبي، أو كما يسمونهم البشر اللاموتى،نحن لا نملك فرصة للنجاة ، كل ما في مقدوري هو إبلاغكم بما توصلنا إليه حين يأتي دوركم، إنهم يطلقون سما ضبابيا من أجسادهم و لذلك إذا واجهتموهم فعليكم البقاء على مسافة و استخدام هجمات بعيدة المدى، لا تستخدموا الرياح فالضباب يتفاعل مع الغيوم و يشكل أمطارا حمضية، كل ما ذكرته سابقا هو من أجل مقاومتهم ، لكن من أجل هزيمتهم فعليكم العثور على الساحر مستحضر الأرواح المتحكم بهم"
صمت ديكس لبرهة قبل أن يضيف
" آسف إلى ما آل إليه الوضع، الوداع و حظا موفقا"
قام ساحر الأوريس ديكس بنشر هذه المعلومة عن طريق سحر التخاطر، كما فعل سحرة آخرون نفس الشيء لحظة وصلتهم الرسالة و في النهاية وصل الخبر إلى مجموعة النجمة السماوية.
ارتجف جسد دو باي لسماعه الرسالة، و بالرغم من أنه ليس من النوع الذي يتجاهل نداء محتاج، لكن وقع الخبر كان قاسيا عليه فمن بين المحاصرين يتواجد شباب و فتيات الأوريس الذين رحبوا بهم و احتفلوا معهم كأعز أصدقاء منذ ساعات فقط ، دون إهتمام بمركزهم الإجتماعي كما يفعل البشر
"إذا تمكنت من استخدام عيوني قد أتمكن من العثور على الساحر المنشود"
"و إذا لم تجده،ماذا ستفعل عندها؟"
سألت سول دو باي رغم أنها توقعت إجابته، تماما كما فعل في الخط الزمني السابق، حيث تخلى عن إنتقامه و انطلق مسرعا لإنقاذها، سيفعل المثل، إنها فقط طبيعته.
"إذا سأشق طريقي نحوهم لأنقذهم"
" حسنا أنا و ميني سنقدم المساعدة أيضا"
كل من سول و ميني مقاتلان من المدى البعيد فكلتاهما يستخدمان القوس و يستطيعان المساعدة، بالنسبة لدياني و ليان فهما مقاتلان من المدى المدى القريب و خدماتهم غير مطلوبة
بالرغم من هذا فكروا في المساعدة بطريقة أخرى
"سنقوم بجمع بعض الأعشاب المفيدة للسم و نلحق بكم للإعتناء بالمصابين"
ليان التي اقترحت الأمر، لكن دو باي لفت إنتباهها إلى أنها قد لا تحصل على فرصة ثانية
"لا مانع من ذلك لكن ليان لا تتركي الوضع ينسيك مهمتك، عليك الحصول على اللوتس، إن فعلت ذلك فستكونين عونا كبيرا لنا"
هذه كانت كلمات جين ، لطالما أشاد بهيئة القديس المجنح و عن التطور الذي ستحققه بعد حصولها على زهرة جناح لوتس الروحية.
" مع خبرتي في الأعشاب الطبية لن تكون هناك مشكلة نستطيع إلتقاط الأعشاب و البحث عن اللوتس في نفس الوقت"
عرضت دياني مساعدتها و أومأت ليان بالإيجاب ، دون هجوم بعيد المدى أو مقاومة للسموم فليس بإكانهما فعل أكثر من هذا
"اعتنوا بأنفسكم لحين عودتنا "
-------
في الجنوب،سارت فرقة الفتيان المكونة من كال مينغ،كيرا،تابو ، شيرو و الوافد الجديد جادو صوب الأعشاب التي حددوا مكانها سابقا، قبل أن تصلهم رسالة ساحر الأوريس
"لا أموات من يكون وراء ذلك؟"
سأل تابو
"لا يهم من يكون، لقد تشاركنا كؤوس الشراب مع فتيان الأوريس و من واجبنا مساعدتهم"
شيرو كان أكثرهم غضبا و قلقا على أصدقائه الجدد، حتى أنه هم بالعودة دون انتظار رفاقهم قبل أن يوقفه كال مينغ قائلا
"و ماذا ستفعل قوانا ضد حشود من اللاموتى، نحن لسنا مناسبين لهذه المعركة"
"و هل تريدنا أن نبقى دون أن نفعل شيئا؟"
صرخ شيرو عاطفيا،بينما رد كال مينغ ببروده المعهود
"بل أقول أن علينا إختيار معاركنا بذكاء، و بدل الققز إلى هلاكنا علينا البحث عن السحرة المتحكمين في اللاموتى، و لدي فكرة تقريبية أين سنجدهم"
كعادته كال صاحب العقل الفذ، حلل الأمر بسرعة و استنتج أنه لتنفيذ سحر بهذا الحجم و القوة فإن هناك أكثر من ساحر، أقواهم مسؤول عن إحياء الجثث أما البقية فمسؤولين عن إبقاء كل هذا العدد من الجثث تحت السيطرة.
و بلا أدنى شك تسللوا بينهم منذ البداية و تمركزوا داخل مجال الأعشاب الروحية.
"لحظة"
أوقفهم كيرا و تعابيره تنم عن الجدية التامة
"زومبي،هكذا يسمون الأوريس اللاموتى و تفاديا للإرتباك فأرى أن نستخدم نفس اللقب"
بالطبع رفاقه الذين يعرفون طباعه و حبه لتسمية الأشياء فهموا قثده
"أنت فقط أعجبك الإسم".
-------------------
من جهة أخرى ، كان المقاتلون و السحرة من القارتين يعانون الأمرين في إيقاف حشود اللاموتى، و قد تبين أن لا وسيلة ناجعة ضدهم.
أجساد الزومبي ضعيفة نسبيا يمكن بسهولة تقطيعهم كما أنهم ينفجرون بسهولة أمام النار لكن في المقابل يطلقون سديما ساما ذو درجة حرارة عالية
أما إذا اقترب أحد منهم،فإنهم ينشطون فجأة و تتضاعف قوتهم ليتكاثفوا على عدوهم و يعضونه حتى الموت.
تم تشكيل حاجز المانا على شكل قبة لإبقاء الزومبي بعيدا، لكن سرعان ما ظهر التعب على السحرة و بدأ الجزء العلوي بالتلاشي.
في هذا الوضع المميت خالج الإضطراب الجميع، و صار البعض يحاول المستحيل للإلتماس النجاة لنفسه متخليا بذلك عن البقية.
بعض السحرة و المقاتلين من قانون الرياح لجؤوا إلى الطيران مبتعدين من خلال الجزء المتلاشي للحاجز.
"لماذا ليس بإمكاني استعداء طائر الجوتي ؟"
"لا تكن أحمقا لا توجد أعمدة نقل هنا"
في الجزيرة و القارتين تنتشر أعمدة الإنتقال في كل مكان و تستخدم لاستدعاء الوحوش و فتح بوابات مكانية، لكن أرض المجال هي أرض غير مستكشفة.
"ماذا عن سحر الإنتقال؟، يمكنكم نقلنا جميعا على مراحل"
سأل أحدهم ،لكن الجواب كان عكس ما تمنى
" وجودنا بالقرب من بوابة بعدية بهذا الحجم، يجعل الأمر شبه مستحيل،ستتحطم الدائرة السحرية قبل تفعيلها "
تغلل اليأس إلى القلوب ، شباب في ريعان الشباب جاؤوا بحثا عن المغامرة، و تعتبر هذه أول مهمة خارج أسوار المعاهد لأغلبيتهم، لكن شاءت الأقدار أن تكون الأخيرة