*طاخ* *طاخ* *طاخ*
فجأة سقطت ثلاث ضربات ممتالية على العملاق العضمي و أجبرته على التراجع
الهجوم كان عبارة عن ثلاث كريات ، تركت خلفها ثلاث لطخات باللون الأخضر على صدر العملاق، و بالرغم من أنها كانت ضربات خفيفة لا تهز حتى مقاتلا عاديا، لكنها أفقدت العملاق العظمي توازنه ليسقط مزلزلا الأرض على عشرات الزومبي و قد تصاعدت للسماء أبخرتهم الخضراء.
على ذكر اللون الأخضر، لي تشوي التي كانت الأقرب إلى العملاق قد صبغ وجهها بالكامل بعد أن تطايرت المادة الخضراء عليها و دخلت حتى فمها
" بازلاء!!"
تحدثت تشوي باستغراب من الطعم الغير متوقع للمادة التي دخلت فمها، ثم التفتت إلى مصدر الهجوم، لتشاهد فتاة سمراء تمتطي عشبة روحية ضخمة رأسها على شكل نبتة البازلاء و خلفها العشرات تشبه التي تمتطيها لكن أصغر حجما.
ارتسم الذهول على وجه تشوي مع فم مفتوح، ليس هي و حسب بل كل من شاهد المظهر.
ليس لغرابته و حسب، بل لأن الأعشاب الروحية التي تخضع لأمر الفتاة المجهولة هي نفسها التي تلقو أوامر مشددة بشأنها
الخضر الروحية ،نباتات على شكل الخضراوات المعروفة، هادئة و لطيفة و لا تؤذي أحدا ما دمت بعيدا عن أراضيها، لكن في اللحظة التي تطأ فيها قدمك مجالهم، فمن الأفضل لك أن تبتر تلك الساق و إلا ستصبح طعاما للخضر.
"صغاري ، علينا إعادة هذه الجثث إلى مكانها و إخراج ذلك الأحمق من تحت جليده"
مع صوت
*بوينج، بوينج*
أطلقت الفاصولياء الروحية عددا لا يحصى من حبوبها تاركتا لطخات خضراء على أجساد الزومبي فتباطأت حركاتها بشكل ملحوظ و فقدوا حيويتهم.
لم تكن الفاصولياء وحدها في الساحة، شجيرات الطماطم كانت حاضرة، و كانت هي الأخرى تقذف بخيراتها لتنفجر بعصارة حمراء أذابت الجثث عن آخرها
مهرجان الخضر هذا إمتلأ باللونين الأخضر و الأحمر، و ليكتمل المهرجان يجب أن تكون هناك ألعاب نارية ، و للحفاظ على تتابع الألوان اختارت الفتاة اللون الأصفر للألعاب النارية
مع تلويحة من يدها من العدم ،ظهرت عشرات من زهور عباد الشمس و التي أطلقت هي الأخرى كرات ضوئية صفراء.
ارتفعت الشموس الصغيرة في منظر بديع، لتنشر دفئا يتغلغل الجسد و يعطي شعورا منعشا بالدفئ تماما كيوم ربيعي مشمس.
الضوء الأصفر بدد بحرارته كل الضباب السام، و طهر الأجواء بالكامل حتى الزومبي الغير مصابة اختفى الضباب السام من أجسادها.
أمام المشهد السريالي، و الذي يبدوا كلوحة مرسومة بخيال الطفولة الجامح حيث اجتمعت الزهور و الخضراوات للقضاء على الوحوش الشريرة، وقف الجميع في صمت غير قادرين على استيعاب ما يحدث.
جيش الزومبي المرعب و الذي أوشك أن يفنيهم قبل دقائق ،تمكنت فتاة واحدة رفقة خضرواتها أن تجعله يتقهقر بالكامل.
بعد صمت طويل، أحد فتيان الأوريس نادى قاطعا الصمت
"شباب ، أعتقد أن دورنا قد حان بالإمكان أن ترتاحوا و تدعوا البقية لنا"
إن كان هناك أشخاص شعروا بالعجز و أنهم بلا فائدة طيلة المعركة السابقة، فهم الأوريس الذين أغلبيتهم متخصصون في القتال قريب المدى ، و بزوال الأبخرة السامة لم يكونوا ليتراجعوا
راح الفتيان الحمر يضربون قبضاتهم على كفوفهم و قد ارتسمت على وجوههم ابتسامات مخيفة تلائم الهالات المرعبة التي يطلقونها و قد لمعت عيونهم بنظرات لا تنبأ بالخير
"لا تتركوا عظمة واحدة سليمة "
لو كانت للزومبي قلوب لوقعت عند أرجلهم،لو كانوا يمتلكون عيونا لظرفت دموعا، و قد طغى صوت تحطيم العظام، و سحقها على أي صوت آخر
"و يقولون أنهم ليسوا بشياطين"
===============
"سول، دو هل أنتما بخير؟، لقد إنهار الجدار و أغمي عليكم"
فتح الإثنان عيناهما على صوت تشوي،التفت دو ليرى ساحر الأوريس وصديقه رينو لا يزال مغمى عليهما
أمسك دو رأسه محاولا تذكر آخر شيء حدث، قبل أن ينفجر غاضبا
" أين ذلك الوغد، بسببه علقنا تحت الإنهيار ؟"
كانت عيون دو حمراء و تفيض بالغضب، و قد تذكر وجه الساحر الذي أوشك على القضاء عليهم
"الخسيس ، أين هرب؟"
"إنه ميت !!"
أشارت سول إلى جثة رجل برداء ساحر، كان وجهه شاحبا و واضح أنه عانى قبل أن يلفظ أنفاسه.
إنهيار الجدار الجليدي عليهم، و ظهور العملاق، و قبل ذلك هجوم الزومبي المنظم كله بسبب هذا الساحر الذي كان بينهم طيلة الوقت، يخطط و يضرب في الخفاء.
و عندما تدخل دو باي و أفشل اكتساح اللاأموات، قرر التدخل و القضاء عليهم بنفسه، لكن و لسبب مجهول مات جراء أزمة قلبية.
"ما كنا سنبقى على قيد الحياة، لو لا أن قلبه توقف فجأة، الصدفة فقط ما أنجانا"
تنهدت سول و هي تشكر السموات على الصدفة الغير متوقعة، لكن ديكس كان له رأيا مخالفا
" ربما لم تكن صدفة، لو فكرنا جيدا فسحر من هذا المستوى سيحتاج إلى أكثر من شخص و لتعزيز سيطرتهم قاموا بإنشاء ترابط روحي بين منفذيه ، هذا الترابط سيضاعف من قوة السحرة، لكن و في نفس الوقت إذا مات أحدهم فالثاني سيلقى المصير نفسه"
خدش دو رأسه مستفسرا
" أتقول أن أحدهم تمكن من القضاء على شريكه، و بسبب الترابط الروحي توفي الساحر الذي هاجمنا، من تراه يكون؟"
"كال مينغ، لا شك أن كال هو رفاقه هم من فعلوها، عندما لم أراهم هنا أدركت أنهم يخططون لشيء ما"
اكتشفت ميني من فورها المنقذ الغامض، أما الساحر فقد استرجع ذكرى الفتى البدين الذي استدرج أمير الأنهار اللامتناهية في الكلام عن حقيقة الأوريس
"يبدوا أنك متأكدة أنه من عثر على الساحر و قضى عليه"
"هو و المعلم، لا يخفى عليهما شيء، ذكاءهما هو أمر يصعب على البقية إستوعابه أراهن أنه قد اكتشف حتى من خطط للهجوم و من كانوا يستهدفون؟"
وجه الساحر تغير و لم يطب له ما سمعه، لكن لا أحد انتبه لذلك كون دو باي سألهم
" ما الذي حدث ، كيف تخلصتم من كل تلك الزومبي؟"
أشار الجميع إلى الفتاة الغامضة التي تمتطي نبتة الفاصولياء، وقد راحت تبتسم في وجه دو باي و قالت مازحتا
"أرى أنك جمجمتك السميكة أصلب من أن تتحطم تحت الإنهيار"
"هذه أنت! "
" أهذه فاصولياء و تلك حبات كرز ، سمعت عن مروض وحوش لكن هذه أول مرة أرى فيها مروض نباتات،ها ها ها "
"مروض نباتات، تجرؤ على تلقيبي مروض نباتات يا غبي "
"من هو غبي يا فتاة الفاصولياء؟"
وصفها بالفاصولياء، جعلها تفقد أعصابها و راحت تشتم بأعلى صوتها
*دو غبي القرية*
*لونا اللئيمة*
كانت عيون الجميع تتجول بين المتخاصمان كالأطفال في حيرة، لكن حيرتهم لم تكن أشد من حيرة دو، و الذي فهم أخيرا سبب الألفة التي يشعر بها اتجاه الفتاة الغامضة
"لونا !! ...............لكن كيف يعقل هذا ؟ "
"هو هكذا؟، و حتى لو شرحت لك فعقلك السميك لن يستوعب، فتكتم على الأمر"
حتى و هي هادئة لسانها لا يزال حادا كعادتها
' مستحيل، إنها هي نفس الفتاة قبل سنتين '
على ما يبدوا فإن أسلوبها في الحديث أعاد ذكريات عند تشوي ظنت أنها فقدتها للأبد، هذا لم يكن لقاءهما الأول
//أنت، أنت من باعتني التميمة ذات شعار الطائر التي تم إستدعاء جين بهما//
مرت سنتين تقريبا على تلك الحادثة، في لحظة يأس نتيجة فقدا أخيها في الحرب، قامت تشوي المعروفة برزانتها و عقلانيتها بمحاولة جنونية لاستدعاء أشتيريا من عالم الخلود، و النتيجة كانت تغيير الزمن و إحضار تاي جين إلى هذا العصر
// و رغم ذلك كما ترين، كان علي العودة ثانية لإنقاذكم//
//من تكونين بالضبط؟//
//متدربة سيد الزمن ، الرحال الزمنية الأصلية //
ما تعرفه تشوي هو أن تاي جين قادم من المستقبل، لكنها أول مرة تسمع عن سيد الزمن، و ما لا تعرفه أيضا أن الخط الزمني الأول الذي أتو منه قد اختفى من نهر الزمن و معه اختفى كل من عاشه و تغيرت أقدارهم، إلا أن سيد الزمن و أتباعه معصومون من هذه التغيرات.
أنهت الفتاة حديثها التخاطري مع تشوي ، بعد أن كشفت عن حقيقتها كفتاة قادمة هي الأخرى من المستقبل ، في النهاية التفتت لتغادر رفقة نباتاتها
"غبي القرية، إياك أن تنسى هديتي"
// آنسة سول، أرجوا أن تعتني بأخي//
ذكرت لونا أخاها بعيد ميلاد نسختها الصغرى ، و قد أدركوا من نبرتها أنهم لن يروها ثانية.
" انتظري، أريد تفسيرا ، ما الذي يجري بحق الجحيم؟"
صراخ دو كان بلا فائدة و قد اختفت الفتاة بلا أثر، لكنه استمر في التساؤل
"يفترض أن تكون في المنزل و يفترض أن تكون طفلة............ كيف يعقل هذا !!؟ "
==================