في قصر الملك هان
" جلالتك، لقد حصلت عليهما ، هرم سجن الهيئة و المكعب الأحمر، لكن......."
" لكن ماذا؟"
" إستخدام هذا الأسلوب أسهل للأسر ، لكن صاحب الهيئة سيموت داخل المكعب خلال سنة على أبعد تقدير"
" سنة كافية لأعيد الأمور لنصابها، و سي مار سيكون قد أنجز واجبه و ضحى في سبيل مملكته"
الملك و مستشاره يخططون في الخفاء،لكن ما لم يدركوه أنهما لم يكونا بمفردهم ، فوالدة هان سول و باستخدام المكعب الخشبي أخفت نفسها و سمعت كل حديثهما
' صديقتي إيدا أنا آسفة، لكن هذه المرة والدك قد تمادى كثيرا'
==================
في مركز الأطلال المخفية
مرت الأيام سريعا، و حادثة الفتى الذي قضى على أقوى العشائر بمفرده صارت الشغل الشاغل و الحديث السائد بين الجميع.
معركته الأخيرة ضد زعيم هايان الذي كان مقاتلا في السماء الأولية وحدها جعلت من صيته و إسمه يرتفع للسماء.
و بين مكذب للقصة و يرى أنها مبالغات، و مصدق و مبجل للمقاتل الذي فعل المستحيل و صنع المعجزات.
أصبح جين أسطورة حية و أينما حل إتجهت الأبصار نحوه و أشارت الأصابع إليه في إعجاب و رهبة، هذا دون ذكر طابور المعجبات اللواتي أسر قلوبهن هذا الوسيم الغامض.
"إلى أين أنت ذاهب، دون أن تجيب عن أسئلتي ؟"
لم يهتم جين كثيرا كونه تحت الأضواء و لم يبالي بنظرات المعجبين و لا المشككين، لكن آخر ما توقعه هو أن تسلبه السيدة ذات الشعر الذهبي كل ذلك الإهتمام في ثانية،في النهاية الجمال يطغى على أي إنجاز .
في حياة جين قابل العديد من الحسناوات، و لعل ليان تفوقت بحسنها على قريناتها من الفتيات دون العشرين، و أما بالنسبة للسيدات مع سحر المرأة الناضجة فهناك زي يون الرقيقة و والدة سول الفاتنة و المغرية
و أخيرا تونا فتاة الظل ذات الجمال النادر و الحضور الدافئ و التي مزجت بين نضارة الشباب و جاذبية البالغين.
رغم هذا فكل تلك الجميلات على إختلاف نقاط جذابيتهم،سيشعرن بالنقص أمام هذه السيدة كاملة الأوصاف التي فاق حسنها أي وصف، و عجزت الريشة عن رسمها و الكلمات عن تجسيدها
خصرها النحيل تناسق بشكل بديع مع سيقانها الطويلة،دون ذكر القمم الشاهقة و التي رسمت مع ثوبها الأصفر الحريري منحنيات سلبت الألباب،أما الوجه فهو بيضوي لا يشوبه شيء مع زوج عيون واسعة لمعت باللون الأخضر كالزمرد و شفاه مغرية بلون الكرز ، شعرها المتومج الذهبي أضاف لبشرتها الناعمة و البيضاء كاليشم حسنا على حسنها.
" أعرف أنك تسمعني، فلا تتظاهر بعكس ذلك"
"أليس عندما تطرحين سؤالا يستطيع المرء الإجابة عليه؟"
تمتم جين دون أن يلتفت و أسرع في خطاه متعمدا أن يبتعد عنها، أما من رأى المشهد فراحوا يلعنون الفتى و جرأته في تجاهل الحسناء التي فاق جمالها أميرة مملكة الجان.
دخل جين إلى أحد المطاعم، و بالكاد سحب الكرسي حتى استقبلته فتاة لطيفة المظهر ذات عيون حادة وشعر أسود قصير ،و هي إبنة صاحب المطعمو من أجمل فتيات عشيرة ماو.
و قد شابكت ذراعيها و نقرت بقدمها على الأرضية في غضب.
" من تكون السيدة التي تطاردك؟، هل أنت ممن يفضلون الأكبر سنا؟"
تحت وابل الأسئلة و العيون اللائمة من شخص بالكاد يعرفه، فهو فقط زبون دائم هنا أجاب جين على مضض
"إنها سيدة مجنونة تبحث عن زوجها، أحضري لي أطباق اليوم"
بعد أن سمعت الفتاة جوابا أرضاها ،لمعت عيونها و أشرقت إبتسامتها ، لتذهب من فورها لإحضار الطلب و حين عودتها تجمدت في مكانها و قد غادرت الإبتسامة محياها.
برفقة جين جلست أنثى حسناء لم تتبين عرقها، مع بشرة بيضاء كالثلج و شعر كسواد الليل يتموج كأنه حي.
"تونا تريد الحلوى، الكثير من الحلوى"
"أيها المخادع، يا زير النساء "
رمت الفتاة بالأطباق و غادرت مع الدموع، تاركته جين في حيرة و تونا في حزن على الحلوى التي لم تأتي
" لا حلوى.......... تونا تكرهك يا زير النساء"
"تركتني و هربت لتمرح مع الفتيات الصغيرات"
انظمت الشقراء الغامضة للمشهد، مما رسخ فكرة الفتى العابث في ذهن الجميع، أطلق جين تنهيدة طويلة و قال
" تونا، الحلويات هناك إذهبي و كلي ما تشائين "
أبعد جين فتاة الظل و التفت إلى الشقراء
"لماذا تستمرين في إزعاجي، ألم أخبرك أنني لا أعرفك و لا أعرف زوجك، حتى و لو استرجعتي ذاكرتك فأنا لست سيد الكرة نفسه الذي تبحثين عنه، فكري في الأمر أنا في الخامسة عشر "
كون المقاتلين من عالم الإنصهار فما فوق لا يشيخون بسرعة فتحديد سنهم مستحيل، لكن آخر من حمل لقب سيد الكرة ظهر من عشرات السنين و يستحيل أن يبدو كشاب لم يبلغ الخامسة عشر.
تحولت ملامح الشقراء إلى الجدية و كأن شيئا مهما جال في خاطرها
"لقد تذكرت شيئا مهما..........للغاية"
لا شيء يسعد جين أكثر من أن تسترجع ذكرياتها و تتوقف عن مطاردته، فهذه السيدة التي لا تذكر لا إسمها و لا ماضيها غير أنها و زوجها من معارف سيد الكرة السابق، قد أصابته بالصداع
"أنا لم أتناول شيئا من البارحة اطلب لي الطعام، و لا تكن بخيلا فزوجي سيدفع لك "
"عن أي زوج تتحدثين..... الغائب الذي لا نعرف لا أين هو، و لا من يكون؟.....ألم يكن أصفرا،أهذا ثوب جديد؟"
ما الذي جعل جين يفر من هذه الحسناء،ببساطة يبدوا أنها فقدت مع ذكرياتها المنطق و الحس السليم و أصبحت كشوكة في حلقه، ناهيك عن إدمانها للتسوق فهي تشتري كل ما يقع تحت عينيها و تلقي بالفواتير على العبد الفقير.
رغم أن كلمة فقير ليست الوصف المناسب لمن استولى على كل كنوز هايان، و حتى قبل ذلك جين لم ينسى يوما تفتيش جيوب من أخذ أرواحهم.
الناس هنا يستخدمون عشبة الباق للتخزين و هي ليست محمية من السرقة مثل المكعبات الفضائية.
' هل يعقل أن السماوات الخسيسة استجابة لدعاوي ذلك الطبيب المحتال............ لكنني لست لي تشي'
بطريقة غير متوقعة تذكر جين طبيب القرية الذي تسبب في جعل أخته مريضة، ذلك الطبيب كان قد فر هاربا بعد إفلاسه بسبب إبتزازات جين المستمرة، من كان يتخيل أن يأتي اليوم الذي يلبس فيه حذاء الطبيب.