" أنا لست مسؤولا عنك، و لن أدفع فلسا واحدا "
بكل حزم، نزع جين حذاء الطبيب و رماه بعيدا
"بخيل إنها مجرد خمسة فساتين و ستة قلادات ذهبية و عشرة خواتم ،و ......... تونا أتركي لي شيئا للتحلية "
تركت الشقراء ما كان في طبقها و قفزت على الحلوى تختطفها
" كلها لتونا، جين قال خذي ما تشائين"
" دعي كعكة الليمون من يدك، على الأقل أتركي حلوى الشكولاطة "
تطايرت قطع الحلوى في المكان، و غطت القشدة و الشكولاطة جسد الفتاتين و في خضم الشجار أسقطت تونا الماء على ثياب الشقراء لتلتصق بجلدها.
و رغم كل هذا لا صاحب المطعم و لا الحضور اشتكوا من الفوضى، الأصح أنهم تجمدوا كالتماثيل مع تعابير سخيفة ارتسمت على وجوههم
"هذا أكثر شيء مثير رأيته في حياتي"
"سعيد أنني هنا لأرى هذا، لا أجمل من شجار بين حسناوتين"
" لا أمانع لو تدمر المطعم"
" و كيف سنعيش إذا تحطم المكان أيها العجوز المنحرف، كذلك أنتم فلتزيلوا تلك النظرات المثيرة للشفقة من وجوهكم............. ****و أنتما الإثنتان توقفا فورا **** "
أنهت إبنة صاحب المطعم كلامها بصراخ مع هجوم صوتي، أوقف المتشاجرتين و جمد الدم في عروق المنحرفين وأخرجهم من سكرتهم.
" اسمع يا زير النساء، عليك أن تتعلم كيف تسيطر على نساءك، ربما أنت في حاجة إلى إمرأة ثالثة تساعدك في هذا، قادرة على إسكاتهم ..... كما ..... كما فعلت أنا للتو"
كلام الفتاة ذو المعاني المبطنة لم يصل مسامع جين، فهذا الأخير يبدوا أنه لم يتدخل لإيقاف الشجار لعجزه، بل لأنه مشغول مع قائد عشيرة زوتان حتى أنه شكل حاجزا ليمنع الفوضى أن تصل أذانهم.
" إنه يتجاهلني..........!!!! "
داخل الحاجز كان وجه زعيم زوتان لا يوصف، ومن العرق الذي يملؤه واضح أنه يمر بوقت عصيب
"حسنا ، سأبيعكم بضعا من أسلحة هايان، لكني سأحتفظ بأي شيء يعجبني"
"تبيعها!!، إنها ليست ملكيتك؟، كما أننا شاركنا في المعركة ولدينا نصيب في هذه الكنوز فلا تكن طماعا"
" عن أي نصيب تتحدث؟، تلك جزية تلميذتي التي اغتالوها"
كان زعيم زوتان يرغب في عض أصابعه حتى يمنع نفسه من الصراخ
' الجزية تدفع بدل الدم، و أنت أفنيت العشيرة بأكملها '
احتفظ الزعيم برأيه لنفسه و استمع بهدوء لجين مرغما لا راغبا
" بالنسبة لمشاركتكم في المعركة، فالصيصان التي اصطدتموها أنتم و الديوك التي ذبحتها أنا، لم تكن يوما في نفس الخم"
لم يجد الزعيم بما يرد، و لا يمكن وضع كبار القادة و الزعيم في نفس كفة باقي المقاتلين، و لهذا و بعد أن أفحمه عاد يعطيه بعض الوجه
" حسنا لقد حاربتم و من الطبيعي أن تحصلوا على نصيبكم، لقد قتلتم مئتان و إثنان و ستون من أصل ثمانمئة و سبعين شخص ، و ليس منهم سوى تسعة من قادة المجموعات، أي أن حصتكم هي أقل من الربع"
" الر.... الر...... الربع، أقل من الربع!؟"
بالطبع لم يرضى بالتقسيم، لكن أي حجة يمكن أن يقدمها و الأرقام لا تخطئ، فالحقيقة هو من فعل كل شيء و هم أقرب إلى المرتزقة تم استأجارهم مقابل حفنة من الفضة.
"سأتنازل و أمنحكم الربع بأ بالتمام
، إذا وافقت على دفع فواتير الشقراء فما رأيك ؟"
" هذا ليس عادلا"
"ليس عادلا بقدر استقبال عشيرتك لفتاة من العمالقة، و الذين أنا سيد الكرة قمت بنفيهم، ما كان اسمها يا ترى.... ديانا....ديانو...."
" أرى أنها قسمة عادلة، و أنا شاكر لسيادتكم على كل التنازلات التي قدمتموها"
في ثانية تخلى القائد عن عناده مغيرا الموضوع، فلا رغبة له أن يعادي هذا المجنون و يصبح هايان الثانية
و لو افترضنا أنه سيعترض، فبأي قوة سيواجهون من قتل زعيما سماويا، و الشقراء الغامضة التي برفقته و التي أسقطت كل الزعماء مع أسلحتهم المقدسة في بضع حركات.
"العفو، لكن إياك أن تخبر تلك الشقراء المجنونة أي شيء "
"يخبرني ماذا؟"
جفل جين و قد فاجأه صوت الشقراء من خلفه
" كيف اخترقت الحاجز السحري، دون كسره بالهالة؟ "
" لا أدري، أنا فقط عبرت من خلاله، و المهم من كنت تقصد بالمجنونة "
' اللعنة ..... لقد سمعتني '
" النادلة فتاة لطيفة و لا يحق لك نعتها بالمجنونة، أم أنك تقصد……"
قبل أن يتنفس الصعداء، بلع جين ريقه ثانية
" هل تقصد تونا؟، إنها طبيعة فتيات الظل فلا تغضب من تصرفاتها"
"و لما عساي أغضب من تونا، فأنت المخطئة أيتها الشقراء المزعجة"
كان جين يرسم على وجهه إبتسامة عريضة عندما ألقى بهذه الكلمات،و لم يكتشف أنه حفر قبره بيديه إلا و هو يسمع صوت إصطدام فك القائد زوتان بالطاولة من دهشته.
"هل تحدثت بصوت مسموع............هل أصابتني عدوى ليان"
.
.
.
الصمت القاتل كانت ذلك جوابها، الشقراء لم تنطق ببنت شفا و اكتفت بالتحديق إلى الفتى بنظرات جليدية، هذه الغريبة التي لا يسبر غورها و التي قضت على وحش من الرتبة السادسة بضربة واحدة .
داس جين على طرفها ، و قضى على نفسه في زلة لسان.
"إتبعني"
رفع الفتى رأسه إلى السماء، و راح يلقي بوصيته
"سيد زوتان، عندما تفتح البوابة الثانية سيأتي شباب في مثل سني للسؤال عني، أخبرهم أن لقائي بهم كان أجمل ما حدث في حياتي، أخبرهم أن يتذكروا محاسني ....... و يتناسوا مساوئي............ الوداع"
-------------
خلف هضبة الماندراكورا ،وقف رجلان قد أخفت عباءاتهم ملامحما، و أحاطت بهما هالة أسود من لون لباسهما حدق الإثنان في الرماد الذي كان في الماضي شجرة أسطورية.
مرت شهور منذ إتحاد العشائر و هجوها على مقر هايان، و لا تزال أثار المعركة الشرسة واضحة و رائحة الدماء من جثث الموتى لا يزال عبقها في الهواء، أو ربما هو من شجرة تيفا العملاقة و التي جرى بداخلها نهر من دماء الأطفال الأبرياء بدل النسغ.
" و أنا من فعلت المستحيل لآتي هنا و في نيتي أن أنقذه ، و أمنع هايان عنه"
أطلق الظلامي الغامض ضحكة عالية و كله إعجاب لما تراه عيناه، لقد خمن أن الفتى الذي جاء لأجله قد فضح أفعال هايان لباقي العشائر مما أدى إلى معركة حامية الوطيس أفنت العشيرة و شجرتها الخبيثة
*ههههه*
"أجل..... أجل.... جين...... أنت فعلا من صلبي، أنت فعلا إبني، و وريثي الذي حلمت به"