تحت إشادة من والدهم سحب الأخوة الأعداء روح جين عازمين على ضمهم إليهم
" أبنائي سينتزعون روحك و....."
*هههه*
قبل أن يكمل العجوز كلامه، أطلق جين العنان لضحكة جنونية
روحه التي كان نصفها خارج جسده أصبحت فجأة مضيئة و صدت كل الأيادي لترمي بالأشباح بعيدا
"أهذه محاولة لجعلي أشعر بالذنب أو ما شابه، تسألونني إذا كنت أستمتع بالطعام ، هل أنام ليلا، بالطبع أنا كذلك أنا أستمتع بكل لحظة أعيشها ، من سيندم على تخليص العالم من حثالة مثلكم، فلتغربوا عني"
روح جين الراسخة جعلت الأشباح تتلاشى في لمح البصر بإستثناء واحد، بقي يحدق فيه دون كلام
" ما الذي تفعله هنا؟، لا أذكر أنني قتلتك أيها الأول"
ابتسم الشبح الذي كان على هيئة الشخص الذي تولى تدريبه و قال
" ماذا عن الآخرين؟، الذين قتلتهم قبل أن تقابلها؟ الذين لم تفكر يوما في مشاعر عائلاتهم و أحبائهم قبل أن تفقدها و تعرف معنى الألم لفقدان من تحب، ألا تندم على قتلك لهم؟"
ظهرت عشرات الأشباح ملأت الفراغ المظلم ضحاياه في الأيام الخوالي،من سيرى عددهم سيعرف سبب تلقيبه بالوجه الثاني للوباء.
عاد الأول يتحدث و هو يشير إلى الأشباح الغاضبة
" اتبع الوباء نهجا محددا للمهام الموكلة لأتباعه، في البداية كانت الأهداف كلها لأشخاص لم يستحقوا أن يتنفسوا على هذه الأرض، أوباش اغتصبوا و قتلوا و عذبوا فقط للمتعة، من الطبيعي أن لا يشعر المرء بالذنب عندما يقتل أحدهم، من سيشعر بالذنب لأجل هؤلاء"
ما أن أنهى الأول كلامه حتى اختفى بعض الأشباح، أولائك هم الأوغاد الذين ذكرهم لكن عددهم لم يتجاوز النصف
"مع الوقت تعودت على القتل و توقفت عن طرح الأسئلة و التفكير إذا كانوا يستحقون الموت أم لا، أتعرف ما ذنب كل هؤلاء، هم فقط تجرؤوا أن يقولوا للملك الوباء كلمة لا"
خدش جين رأسه و بدى عليه الملل من ثرثرة الشبح
"هل تتحدث عني أم عن نفسك، فكلانا شربنا من نفس الكأس"
" أجل......نحن كذلك، أنا فقدت زوجتي و أنت فقد حبيبتك القديسة"
" بالمناسبة كيف أصبحت شبحا، هل إنتحرت لأنك لم تتحمل الشعور بالذنب؟"
لم يعطي الأول جوابا فواصل جين الحديث
" هل إنخفض ذكاءك بعد أن صرت شبحا، كيف يعقل أن أندم على أرواح قتلتها في زمن لم يعد موجودا حتى "
" و ماذا عن قسمك أن لا تعيش تحت سماء واحدة مع عشيرة هايان؟"
"ها.... هؤلاء المرتزقة أسوء من الحثالة الذين ذكرتهم مسبقا"
"ماذا لو لم تكن عشيرة هايان من المرتزقة و كان لديهم زوجات و أطفال، ألم تفكر في عدد الأبرياء الذين كنت ستسفك دماءهم بسبب قسم دم قلته في لحظة غضب"
صمت جين طيلة الوقت دون أن ينطق بحرف واحد، و بقي مخفضا رأسه بلا استجابة و قد غرق في تفكير عميق، عندما رفع رأسه ملامحه لم تدل على الندم بل خيبة أمل
"يا للخيبة،تأكدت الآن أنك لست شبح الأول، فهو يعرف تماما ماذا سيكون جوابي عن هذا السؤال، من بيته من زجاج لا يقذف الآخرين بالحجارة، للأسف لم يكن لديهم أطفال و زوجات لأذيقهم نفس الكأس التي أذاقوها للآخرين"
وميض بارد تقشعر له الأبدان صدر من عيون جين
" النظرة التي ارتسمت على وجه هايان يوم عرف بمقتل أولاده، للأسف لم أستطع رسمها على وجوه البقية"
الندم، هذه الكلمة غير موجودة في قاموس هذا القاتل و من سيعترض طريقه فعليه لوم فقط نفسه، حتى الشبح أدرك ذلك و سكت عن الكلام.
انتهى جين من تبرير نفسه و حان الوقت للخروج من هذه الدوامة فراح يحدق بما حوله ثم قال
"أهذا نوع من السحر للسيطرة على العقل.... لا، إنه ليس بفعل الدمية السوداء، هل أنت روح تعيش في هذا البعد و تتغذى على مشاعر الأرواح المحطمة، لا يهم .....خطوة ذكية منك أن تأتي بصورة الأول، لقد كان هناك الكثير من الأمور المشتركة بيننا و أتمنى و بصدق أن تكون حياته القادمة مختلفة هذه المرة و الآن فلتستغل احترامي للأول و اخرج بهدوء من عقلي و إلا..."
لم يكمل جين تهديده حتى، استرجع جين وعيه ليجد نفسه في وضع أسوء مما كان فيه، الكائن الغامض ألغى سحر سيطرة العقل لكنه لا يزال في البعد الظلامي لا يرى ، لا يسمع و لا يشعر بشيء
*نار*
حتى ضوء النار لم يستطع أن ينير نقطة من ظلام المكان، لكن ذلك ليس ما تسبب في نزول العرق البارد على جبينه
' أنا بلا حواس'
وسط الظلام لم يصبح جين فقط بلا بصر بل فقد سمعه و حتى الإحساس بالحرارة في يده من نتيجة سحره.
غارقا في بحر من الظلمات و فاقدا لأي إحساس، و كأنه مشلول أحس جين أنه في فراغ لامتناهي، بعد فشل الهجوم العقلي، سيتحرك المدرع الأسود و عليه الحذر
" هل استعدت وعيك أخيرا، تونا سعيدة بعودتك... جين لماذا لا تجيبني؟"
"يين، ضوءك يخبو......يين ما هذه البقعة السوداء"
داخل عالمه الروحي كانت تونا مرعوبة بسبب التغيرات التي طرأت على الكرة السوداء، خرجت من العالم الروحي بسرعة لتستفسر من جين، لكنها تجمدت مكانها عندما وجدته غاضبا بشكل جنوني و قد أثر ذلك بشكل واضح على هيئته.
من سخرية الأقدار أنه عندما حاول الفارس الأسود جعل جين يتأثر من خلال إظهار ماضيه الفظيع لم يحرك شعرة من رأسه، و عندما قرر مواجهته مباشرة تسبب في ذكريات مكبوتة أيقضت الجانب المتوحش منه.
*بووم*
اهتز سيف المدرع الأسود و هو يصد قبضة جين المتفجرة، الفتى هو من باشر بالهجوم و ليس العكس
"أتعتقد أنني لا أستطيع إيجادك أيتها الدمية اللعينة، أنا أعرف تماما أين تختبأ، أنا أستشعر نية القتل خاصتك بكل وضوح"
اختفاء الإحساس ، جاء بتأثير عكسي على جين و الذي جن جنونه لينفجر في غضب
" اللمس ، الشم، التذوق هذه ليست المرة الأولى التي أفقد فيها حواسي.......لكنها ستكون مرتك الأخيرة التي تقف فيها أمامي"