"ما الذي صنعته بأخي؟"
ابتسم ساو و رد ساخرا
"أنا...... لم أفعل شيئا، صحيح أنه في عهد والدي كانت عقوبة الزواج من الأوريس هي الموت، لكننا لم نكلف أنفسنا عناء مطاردة الهاربين، من كان مهووسا بذلك هو رأس عائلة هان .... السيد هان تسو، أعني هوسه أدى به لتشكيل فرقة مغتالين و من سخرية القدر أنها نفس الفرقة التي قتلت عائلة إبنه، هذا إذا اعتبرنا صديقي المدرع حيا"
" كاذب"
" لدي الكثير من الصفات السيئة لكن الكذب ليس إحداها"
تضاربت مشاعر ايدن و تشوشت أفكارها، كيف يعقل أن يقتل والد إبنه.،قد لا يكون هو من أعطى الأمر يالضرورة لكن أتباعه من فعلوها
'أبي، ما الذي فعلته؟ '
في الوقت ذاته تلاشى الضباب الأسود ليكشف عن الفارس صاحب الدرع الخشبي الأسود
لكن هذه المرة درعه كان مهشما في مناطق مختلفة و قد ارتفع منه دخان أسود من أثر الحريق، و اضح أنه تعرض لهجوم ناري
" ما الذي حدث لك؟، هل هذه أثار أسنان؟"
أجاب الفارس بكلمات متثاقلة عن طريق التخاطر
//قوي... جدا//
لا زالت المفاجآت تنزل تباعا ،و تقنية البعد الظلامي التي يفترض بها أنها لا تقهر، تفوق عليها ليس واحدا بل اثنين، الشقراء التي عجز البعد أن يحجزها و الفتى الذي يبدوا أنه هزم الفارس الساحر في ميدانه
" أيها اللعين تجرؤ على سلبي حواسي، حياتك البائسة لن تكفيني"
من وسط الظلام خرج جين و الغضب يتفجر لهبا من جسده، و فوق هذا بصق قطعة خشبية من فمه
"من يجرؤ على إنتزاع ما منحته القديسة لي، فسأمزق لحمه و أنتزع عظمه"
كل من رأى الفارس الأسود أدرك فورا أنه مجرد دمية تنفذ الأوامر، لكن يبدوا أن غرائز البقاء لم تختفي تماما و بمجرد رؤيته لجين أخذ وضعية دفاعية و أمسك سيفه بكلتا قبضتيه
بطريقة ما يبدوا أن الفارس الأسود لمس وترا حساسا عند جين، و نتيجة ذلك كانت دخول جين في حالة هيجان، و قد أصبح يخدش و يعض مثل الوحش الكاسر.
*بووم*
في لمح البصر انتقل جين صوب الفارس ليفجر لكمة تم صدها بنصل السيف العريض، الموجة الناجمة عن الإصطدام أجبرت ساو على التراجع، و في اللحظة التي استعاد فيها توازنه كان الظلام قد ابتلع الإثنان ثانية.
" من هذا ؟"
سألت ايدن في ذهول، لقد شهدت بعينيها قوة أخيها بعد أن دمح جسده ببذور تيفا و تحوله إلى الفارس الأسود، في حقيقة الأمر أخاها كان ساحرا متخصصا في سحر الأبعاد و كان يسعى إلى الإستعانة بالطاقة الموجودة في بعد آخر ليعزز جسده بما فيه الكفاية ليصبح مقاتلا، و هكذا يصل إلى ما لم يحققه أحد من قبل و يصبح ساحرا و مقاتلا في الآن ذاته.
بذور تيفا وجدت حلا للمعادلة الصعبة، و أصبح بذلك لا يقهر أو هذا ما اعتقدته حتى هذه اللحظة.
" مستحيل، مستحيل الفارس هو أقوى أسلحتي فكيف يعقل أن لا يتأثر بالظلام ، و يتمكن من قتاله بكفاءة "
لم يكن هناك جواب فسرعان ما تلاشى الضباب الأسود، كان ذلك نتيجة حتمية فالمانا التي تم تحريرها بفعل الأداة السحرية سابقا، قد تلاشت بالكامل.
المنظر أمامهما لم يكن من الهين وصفه، كان جين مثل مقاتل الجودو استخدم جسده ببراعة لتقييد حركة الفارس الأسود و بعدها استخدم أسنانه ليصنع خدوشا في الدرع الخشبي
من خلال تلك الخدوش غرز جين أصابعه ليحطم جزءا من الدرع، ذلك الجزء بالكاد كان قطعة صغيرة من الخشب، لكن على ما يبدوا أن جين عازم فعليا على تحطيم الدرع إلى أشلاء.
*طاخ*
أخيرا و بعد عدة مناورات تمكن الفارس من إبعاد خصمه العنيد، و قد تحطم جزء من درعه و كذا جزء من خوذته و ظهرت ملامح وجهه
" أخي"
نادت إيدن على الفارس مغيب العقل، بينما لم يجد ساو حلا غير الإنسحاب، بعد تفعيله لأداة سحرية في شكل صولجان إنها الأداة نفسها الذي سمحت لهما بالوصول إلى مركز الأطلال، إذا كان فارسه الأسود قد خسر فأي فرصة لديه
" سيموت والدك على يد إبنه البكر، هذا سيكون إنتقامي"
ابتلع العمود الضوئي الإثنان، و راح ظل ساو يطلق مختلف التهديدات و الوعيد.
" و أنت أيها اللعين سنلتقي ثانية و سآخذ جسد إبني منك"
" أيتها الدمية اللعينة أين أنت ذاهبة"
*طاخ*
ضرب جين الأرض بقدمه ليفرغ غضبه ثم عاد للصراخ و هو ينظر لموقع قدمه
"تونا أطلقي صراحي... دعي ظلي و شأنه"
لفت حديثه انتباه السيدتان ليجدا أن لدى جين ظلان، أحدهما لفتاة و هي متشبثة بالظل الأصلي و تمنعه عن الحراك
"تونا لن تتركك حتى تهدأ، تونا لن تترك نور (يين) يخبو و يحصل مع جين ما حدث مع سيد الكرة الأول"
عندما كان جين وسط الظلام عاجزا بلا حواس، استرجع ذكرى مؤلمة يوم فقدانه للمرأة التي أحب، لكن الغضب الذي اعتراه و الكره الذي تأجج في صدره لم يكن لديه مبرر، و لم يكن بسبب تلك الذكريات.
فكيف يعقل أن يغضب و حبيبته حية ترزق في هذا العهد، أدرك جين أن حقده و كراهيته لا تنبع من مشاعره بل هي غضب شخص آخر.
فجأة ذكرى مجهولة لمعت في عقل جين لرجل يبكي دما أحمر، و قد أطلق العنان لهيئته لترتفع بهالة مشؤومة، الأهم في كل هذا أن هذه الهيئة هي نفسها الكرة يين، غير أنها سوداء تماما كالقمر ليلة الخسوف الكامل.
وقف سيد الكرة الأول فوق جبل من الجثث الدامية يصرخ بأعلى صوته في هيجان
"هذا ليس كافيا، ليس كافيا، المزيد أريد المزيد.... .سأقتلهم جميعا، لن أبقي أحدا منهم، أطفالهم فداء إبنتي، نساءهم فداء زوجتي و أرواحهم للتخفيف عن آلامي"
كانت الكلمات تخرج من فم السيد الأول و هو يلهث كأن به مس، أمامه حلق رجل مهيب يحمل عصا قصيرة في يده
"صديقي القديم، لقد تمكن الفساد من قلبك و يبدوا أن قتالنا لا مفر منه"
"أشتيريا، لماذا تتدخل في انتقامي"
صرخ سيد الكرة الأول لتهتز الأرض و تتلبد السماء بالغيوم
ثلاثة أزواج من العيون الحمراء لمعت لتكشف عن ثلاثة تنانين ظل خلفه