الحقائق مثل السلسة، يكفي أن تجذب الحلقة الأولى منها للتبعها باقي الحلقات.
كل البشر من عالم ألتاريا في حالة ذهول و نكران، هل تخيلتم يوما ماذا سيكون شعورك إذا اكتشفت أن كل مفاهيمك و معتقاداتك التي عشت طويلا تؤمن بها و تدافع عنها هي خاطئة.
الأوريس ليسوا شياطينا و لا من عرق آخر، إنهم بشر من عالم آخر.
الكلمات التي خرجت من فم أحد أمراء مملكة الأنهار، بتأثير من قانون جادو (قانون الصدق) كانت مثل حصى سقطت في بركة ماء ليصنع موجة بعد موجة و تتحول الحصى الى صخرة جاثمة على صدور من كانوا يرسخون هذه الأفكار في عقول الآخرين.
بعد العودة من مجال الأعشاب، كانت حادثة الزومبي و موت المئات من الشباب هي الشغل الشاغل و الحديث الدائم للجميع، و قد استمرت التحقيقات و المساءلات لشهور عديدة دون نتيجة واضحة لمن كان خلف تلك المجزرة و ما الهدف منها، بالطبع كان هناك بعض الخيوط التي لم يتم الكشف عنها إلى العامة.
طيلة هذه المدةالأمير الذي ألقى الحصى و كشف المستور، اعتقد أن هفوته قد نسيت وسط الفوضى التي خلفها الزومبي و سحرة الظلام الذين استدعوهم، لكن ما أن هدأ الوضع قليلا حتى ظهرت قصة أصول شعب الأوريس، و هذه المرة لا مجال لتهدئة الوضع
لسنوات لا تحصى تم جر البشر إلى معارك خاسرة ضد الشياطين الوهمية ، بحجة أنهم جنس عنيف له قناعة بأنه الأقوى و الأفضل و يسعى بشكل غريزي إلى السيطرة و حكم باقي الأجناس عامة و البشر خاصة ليكونوا عبيدا لهم، حتى أنهم لقبوهوهمبأعداء للبشرية.
كانت الحرب مفهوما شائعا عند الشعب و لطالما تقاتلت الممالك الثلاثة ضد بعضها، لكن هذا الإستغفالبنشر معتقادات خاطئة لتضليل الشعب ليوافقوا على حرب خاسرة ، لم يتقبله أحد و ترك حرقة في صدورهم
شباب و أبطال ماتوا من أجل ماذا؟، ضرائب و آتاوات قسمت ظهور الفقراء و من أجل ماذا؟، أطفال يتموا و نساء رملت و من أجل ماذا؟
كل الأسئلة لها جواب واحد......... حرب خارجية لحل المشاكل الداخلية.
الملوك الذي عجزوا عن القيام بواجباتهم جعلوا من الحروب الخاسرة حلا لمشاكلهم .
هذا العالم ليس ديمقراطيا و لا طاقة للشعب في وجه ملوكه، إلا أن غضبهم و إستياءهميحسب حسابه، فهناك دائما أقوياء في الخفاء يتصيدونفرصا كهذه،للحصول على دعم شعبي كافي يمنح هم الشرعية للإنقلاب على الملك.
و لأجل هذا و ليس احتراما لرغبة الشعب، كان هناك بعض التغييرات التي هدفت لتهدئة الشعب و امتصاص غضبه.
استغلت مملكة الجوهرة السماوية وجود أحد قادة الأوريس على أراضيهم، لينشؤوا فكرة أنهم السباقون لإنشاء علاقات ودية مع مملكة الأوريس.
و بعد أن كانوا معترضين و بشدة على موضوع زواجه من إحدى مشرفات المعهد، أصبحوا هم من يحاولون تسريع وتيرة الحدث السعيد و يشهرون به.
مملكة الجزر العائمةكان ولي العهد، الرجل الذي امتلك لقب الملك السماوي حتى قبل تتويجه رسميا، أحد المعارضين للحرب الأخيرة ضد الأوريس، و قد استغل الأحداث الأخيرة للتخلص من معارضيه و فرض سيطرته التامة.
في مملكة الأنهار اللامتناهية كان الوضع على نحو مفاجئ أكثر هدوءا، لما لا و ولي العهد نفسه من سمح لحقيقة الأوريس أن تنتشر.
كان المدعو تورا تيان، مرشحا لولاية العهد بالنسب، بصفته زوج الأميرة إبنة الملك الوحيدة و التي لم تمتلك حق وراثة العرش كونها أنثى.
لم ترضى العائلات النبيلة بهذا، و دعموا بشكل صريح مرشحين آخرين من أقرباء الملك، حتى أصبح لقبتوراكولي للعهد مجرد حبر على ورق،لكن توراو في حركة واحدة أخرس كل الأصوات وأصبح فعليا الوريث الوحيد.
"سيدي.... أعني مولاي، تماما كما توقعت لقد بلغ الغضب بالملك أشده حتى بعد أن نفى الأمير و تابعيه لكشفه سر الأوريس أمام الملأ، جمرة غضبه لم تنطفأ و تدهورت صحته لنقطة لا رجعة منها "
حارس تورا الشخصي أصلع الرأس جثى على ركبة واحدة و هو يبلغ سيده ، هذا الأخير رسم ابتسامة من كان يتوقع ذلك
" المسكين ماو، سمعت أنه كان تحت تأثير قانون غامض لأحد مقاتلي النجمة السماوية، يجدر بي أن أشكر المدعو جادوعند مقابلته"
" أتنوي زيارة النجمة السماوية!"
" بالطبع سأذهب، فهناك تعيش إمرأة لا مثيل لها في الجمال و القوة و علي مقابلتها"
' أيعقل أنه يفكر في الحصول زوجة ثانية '
فك الحارس الشخصي لامس الأرض غير مصدق ما يسمعه، فسيده تورا تيان لم يكن ليصبح وليا للعهد لولا زوجته الأميرة و ها هو الآن يركض خلف نساء أخريات.
-----------------------
في مدينة البوابة الشمسية، شابان يحملان بطاقات تشع باللون الأخضر التفتا إلى صديقتهم طويلة القامة في محاولة لإقناعها
"أمتأكدة من قرارك، الزعيم سيحزن عندما يعلم برغبتك في البقاء هنا"
مقاتل السيف من مركز الأطلال المخفية جادو، لم يستطع إخفاء حزنه لفراق رفيقته العملاقة.
مع دموع في جوانب أعينها أجابت دياني
"بصراحة أنا عاجزة عن النظر في وجه الزعيم،أشعر أنني أرد جميله بالنكران، عشيرة زوتانعاملوني دائما كفرد منهم، و لكني بعد عودة سيد الكرة أكثر ما أخشاه أن ينال من العشيرة لمساعدتكم لي"
"أجل، أجل.... فهمنا،توقفي عن البكاء يا قبيحة..... سنزورك السنة القادمة "
ديكل ذو الشعر الأحمر كعادته لا يحاول إظهار مشاعره، ودعها على طريقته
قبل أن يبدأ جادو في إغاضته
" لا عليك منه، هو غاضب لأنه علم أن تشوي معجبة بشخص آخر"
" اوه.....ديكل المسكين، لا فرصة لك أمام منافسك فأنت بربري همجي لا يجيد معاملة النساء، و هو ملك ساحر و وسيم "
احمرت عيون ديكل من تعليقاتهما، حتى أنه فعل بطاقة الإنتقال و راح يصرخ و الضوء الأخضر يلفه
" يوما ما سأتزوج بفتاة أجمل منها.... و أنت أيتها القبيحة أنت فقط اهتمي بحبيبك القزم "
" بما أنه يصرخ هكذا فقلبه بالفعل مفطور، دياني..... اعتني بنفسك "
هكذا ودع جادو و ديكل رفيقتهما العملاقة عائدين إلى مركز الأطلال.