استيقظ سكان مدينة الليلة البيضاء،عاصمة الجوهرة السماوية على أزاهيج و طبول قافلة لم يتمكنوا من رؤية نهايتها، الموكب المبهرج بشكل ملفت للإنتباه تقدمته عربة فخمة تم جرها بأربعة أحصنة تموجت ذيولها والشعر على مقدمة رأسها بتيار مائي.

الفرس المائي وحش برمائي نادر، سريع وقوي و في مقدوره الركض على سطح الماء، رؤية أربعة منه تركت جميع المشاهدين في فضول لمعرفة ماهية الضيوف.

" شعار حورية البحر، أليس هذا شعار عائلةتورا من مملكة الأنهار....."

الرجل الذي تعرف على الشعار سرعان ما تعرف على صاحب الموكب المتربع كأمير في مركبته الفاخرة

"مستحيل،إنه حاكم مملكة الأنهار..........تورا تيان"

توراتيان أقوى شاب من الجيل الجديد ، موهبة فذة في القتال و السياسة، حتى أنه من أصغر القادة في عالم البشر، تعتبر عائلته من أعرقعائلات مملكة الأنهار النبيلة و المتحكمة في جيشها، بعد زواج بكر عائلة تورا من إبنة الملك الوحيدة،أصبح هذا الأخير إبن الملك بالقانون و من بعدها ولي عهده.

برؤية الموكب متجها نحو القصر محملا بمختلف الهدايا، حارت العقول عاجزة عن كشف غموض هذا التحول المفاجئ، فبعد أن كانت مملكة الأنهار تتصيد الفرصة لإعلان الحرب عليهم جاؤوا اليوم و كأنهم خاطبين لإحدى الفتيات.

مهما كانت الطريقة التي ستنظر بها إلى الموكب، فإنه موكب لطلب يد أحدهم للزواج

" أيعقل أن ولي العهد يريد الإقترن بأحد بنات النبلاء، أليس متزوجا"

" من العادي أن يكون لديه أكثر من زوجة، في النهاية منصب الملكة سيبقى دائما للزوجة الأولى"

سرعان ما بدأ الناس في حياكة النظريات، مع تغير موقف الممالك مؤخرا بعد فضيحة الأوريس أصبح كل شيء ممكنا

"مع تغير الملوك تتغير السياسات، قد يكون هذا عهدا جديدا يعم فيه السلام"

" لكن لو صدق الأمر، فمن تراها صاحبة الحظ السعيد"

" أيوجد مرشح غيرها.......!!؟"

هكذا و حتى قبل أن يصل الموكب إلى بوابة القصر،انتشرت الأحاديث و الإشاعات عن الإرتباط المبارك و الزواج الملكي المستقبلي و بالطبع عن الآنسة التي سيقع على كاهلها عبئ كل هذا و سرعان ما وصلت الأخبار إلى معهد تنين الأرض و تحديدا إلى أذان شاب قلبه على شفير الهاوية

" ما...ما...ما معنى هذا؟، أنا لم أتخلص من سانغ ليظهر هذا المدعو تيان"

ندب دو باي حظه، فالإشاعات المنتشرة كلها تشير إلى محبوبته هان سول، في النهاية لا توجد بين فتيات النبلاء من تفوقها قوة و جمالا

في الماضي كان الفتى المسكين يكبت حبه،ظنا منه إستحالة العلاقة بينهما لإختلاف مستواهما الإجتماعي، لكن و بعد أن حدثت المعجزة و إبنة الأكابر قبلت بمشاعره، فلن يتخلى عنها و لو هوت السماء على الأرض.

الوحيدة التي لم تسمع بالشائعات التي تدور هي المعنية بها، لسبب بسيط فهان سول سافرت رفقة والدتها و لي تشوي إلى جزيرة الأسلاف.

"دو......ما الذي حدث؟، لماذا تتصل في هذا الوقت؟"

تفاجأت سول بالإتصال القادم من الطرف الآخر من البحر ، للقيام بهكذا إتصال إحتاجوا إلى جهاز خاص،و قد صرف كال مينغ ثروة من محصول تقنيات النمو التي باعها للحصول عليهم.

سوار الإتصال هذا استطاع نقل الصورة و الصوت دون إهتمام بالمسافات، عيبه الوحيد أنه يحتاج عدة ساعات ليتم شحنه بالمانا و استخدامه ثانية، و لذلك لا يستخدم إلا عند الضرورة.

بدت هان سول في الصورة الطيفية جميلة مع لباسها الخفيف و عيونها الناعسة، واضح أن إتصاله تسبب في إيقاضها.

لثواني كان دو متجمدا، فقط عيونه كانت تتحرك للتفحص الجمال النائم، لكنه سريعا ما تمالك نفسه ليسأل

"سول....أين يقيم والدك، لقد بحثت عنه في منزله و لم أجده؟"

"إن لم تجده في المنزل، فستجده في جناح الموظفين بالقصر الملكي، لما تسأل ؟"

" حسنا إنها فرصتي، سأقطع الطريق على المدعو تيان و أجعل علاقتنا رسمية"

"تيان!!، رسمية!!... عما تتحدث؟"

سؤال الفتاة لم يلقى جوابا، فدو باي ودعها قاطعا الإتصال، ليطير بإستخدام أجنحة هيئته الروحية محلقا نحو القصر الملكي.

من جهتها سول حدسها الأنثوي نبهها أن الفتى الأسمر على وشك القيام بكارثة،حتى أنها فكرت في الإتصال بكال مينغ و الإستفسار، لكنها لغت الفكرة من رأسها عندما تذكرت الوقت اللازم لشحن السوار

"يريد مقابلة والدي.... أين المشكلة في ذلك؟"

نعاسها غلب عليها فغيرت رأيها، لتكتشف لاحقا أن عليها الوثوق أكثر في حدسها.

"أين هو جناح الموظفين؟"

"إنه في الجزء الشرقي....... سيد دو باي ما الذي تفعله هنا ،منوع الدخول في ......؟

الحارس الليلي الذي أجاب دون انتباه كون النعاس قد غالبه، انتفض في غضب و قد أفاق بالكامل

لكن ذلك لم يدم طويلا، فلكمة على المعدة أرسلته إلى عالم الأحلام.

"آسف، لكن لا وقت لدي لتضييعه..... إلى الجزء الشمالي إذا"

كان الجناح الشمالي عبارة عن مبنى فخم منفصل مع حديقة خاصة، تم تصميمه و تجهيزه بك وسائل الراحة خصيصا من أجل ضيوف المملكة و زوارها .

جرت العادة أن يوضع الجناح تحت حراسة مشددة لضمان سلامة الضيوف، لكن و بسبب العلاقة المتوترة بين مملكة النجمة السماوية و مملكة الأنهار أصر أتباع تورا تيان على أن يتولوا حماية أميرهم بأنفسهم.

كان هذا تصرفا وقحا و ينم على عدم الثقة، لكن تفاديا لمزيد من الشقاق تراجع الحراس في صمتو كتموا غيضهم في قلوبهم، دون أن يدركوا أنهم سيستردون كرامتهم نتيجة شاب ضل طريقه.

"توقف عندك...... إلى أين تعتقد نفسك ذاهب؟"

لوح فارس أصلع من مملكة الأنهار بمطرده ذو النصل العريض في وجه الفتى الأسمر، و الذي خدش رأسه مبتسما

"جيد أنني وجدت أحدكم، أيمكنك مساعدتي للعثور على سيدكم، سيكون متعبا البحث في كل أرجاء المبنى حتى أعثر عليه"

"ها..... و ما الذي تريده من سيدي؟"

كون دو باي واحد من أبرز طلاب المعهد و على علاقة بإحدى أميرات هان فإن جميع الحراس و العاملين بالقصر على كثرتهم يعرفونه لكن و لكثرتهم فإن دو لم يخطر في باله أن من يخاطبه ليس من القصر و أنهما لا يتحدثان عن نفس السيد.

"أريده أن يعرف أن فتياتنا ليست أوراقا للمساومة و ........ لماذا أضيع وقتي معك، أسرع و أخبرني بمكانه"

=======================

عدنا بعد غياب

النظام سيكون فصلين أو ثلاثة كل أسبوع، أرجوا أن تستمتعوا بهم

2019/12/01 · 936 مشاهدة · 907 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024