تغيرت الأجواء حول الحارس الحامل للمطرد، هالته الزرقاء امتزجت مع قانون الماء خاصته لتتموج مثل البحر و على مقدمة نصل سلاحه أخذت القطرات تتساقط
"أيها الطفل الوقح، سأعرفك مكانتك"
موضوع المكانة أصبح وترا حساسا لدوباي فأينما التفت إلا و بدأ الإغتتاب
((إنه ليس من مستواها، عامي جاهل لا يستحقها، ضفدع يطمع في لحم البجع ..... الخ))
لم يبالي دو بكل ما يقال فهو على علم أن من خلف كل هذا هو هان سانغ و مواليه، لكن آخر إشاعة و التي مفادها أن سول تحت تأثير السحر الأسود ، أثرت فعليا عليه
"أولا القوة هي المكانة، و ثانيا...... لا وجود لشيء يدعى بتعويذة حب أيها الأصلع الأحمق"
"أيها الوقح من تنعت بالأصلع"
*سبلاش*
مع تلويحة من المطرد انطلقت قطرات الماء في خط أفقي بسرعة جنونية مثل الرصاص،مع قوته من أواخر عالم القانون هجمته كافية لقطع أصل بالصخور كقطعة جبن.
*بااام*
إنفجرت القطرات بدوي مسموع على جسد دو باي، لكنها لم تعطي تأثيرها المتوقع،و هذا جعل عيون الفارس الأصلع متسعة كالفناجين.
علقت الرصاصات في جناح أثيري أبيض مغلف بهالة حمراء خانقة و تم صدها و كأنها لا شيء.
زأر الوحش الأثيري ذو جسد الأسد مع رأس العقاب، لتهتز الساحة من تحته
" هيئة وحش أسطوري...!"
كان الحصاد من مجال الأعشاب الروحية بالفعل مثمرا،هيئة الغرفين حطمت التابوت الذي كانت مسجونة بداخله و تحررت ليتمكن أخيرا من إستدعائها بكامل شكلها و قوتها ، الفتى الأسمر الآن ترقى إلى أواخر عالم القانون و على بعد خطوة واحدة للوصول إلى عالم الإنصهار.
"هاي، أيها الأصلع ...سيطر على مثانتك"
سخرية دو جعلت عيون الفارس حمراء من الغضب، كشخص يعتز بنفسه بصفته حارس لولي العهد لن يرضى بأن يبدوا ضعيفا أمام طفل يصغره خبرة و سنا
# يا نبع الحياة وأساس الوجود، لبي ندائي و أغرق أعدائي#
سيل جارف ظهر من العدم متجها لإغراق دو باي،الذي دمج نفسه مع جناح هيئته وطار مبتعدا و هو يصرخ
"لقد ارتديت هذا الزي خصيصا للمناسبة، فكيف تجرأ على إفساده"
بالطبع المناسبة التي يتحدث عنها هي مقابلة والد محبوبته و خطبتها، و ليس زيارة ولي العهد كما فهم الأصلع الذي لوح بمطرده ليرتفع الماء إلى السماء كموجة في عرض البحر
أخذ دو نفسا عميقا و عندما أطلقه خرج كبخار نتيجة الإنخفاض السريع لدرجة الحرارة و سرعان ما تجمد المد القادم في إتجاهه ليصل إلى مطرد خصمه و من ثم يده
قفز الفارس خطوة للخلف متخليا عن سلاحه و أصابعه تعاني من عضة صقيع قاسية.
"أخي... هل أنت بخير؟"
في هذه اللحظة وصل المزيد من الحراس، و رفعوا من هالاتهم إستعدادا للتدخل
"أيها الفتى أفصح عن هويتك..... من أرسلك؟"
دو الذي وقف على قمة العمود الجليدي المتشكل، حدق في غضب في الحراس الذين يتظاهرون على حد ظنه بأنهم لا يعرفونه.
"ها.... هكذا إذا، تعاملونني كغريب و تحاولون طردي و منعي من مقابلة عمي، تحاولون التخلص مني و إبعادي عن محبوبتي"
قفز دو في الهواء و حلق بأجنحته إلى أبعد نقطة ليلتف الجليد من حوله و يغطيه بالكامل محولا نفسه إلى تمثال جليدي بلون بلوري.
سقط التمثال في تسارع متزايد ليصطدم بقوة على الأرض.
*بووم*
الموجة من الإصطدام ألقت بالحراس متفرقين في الهواء، وقبل أن يسقطوا ضربت أجسادهم قطع جليدية من درع الصقيع الذي تحطم إلى أشلاء.
من الضباب الناجم عن تحطم الجليد وقف دو باي كمحارب أسطوري أطلق العنان لهالته فارتجفت ركب الحراس عاجزين عن الوقوف ثانية، ليشير بإبهامه إلى نفسه
"هان سول لي......فقط لي... و لا أحد في العالم سينتزع إمرأتي مني"
.
.
.
ساد الصمت المكان و قد عجز المقاتلين على استوعاب السر خلف التصريح الجريء
" من تكون سعيدة الحظ المدعوة سول؟"
فور سماع صوت المتحدث، الحراس المتكومين على الأرض تحاملوا على أنفسهم و أسرعوا في النهوض ليلقوا جميعهم التحية في نفس واحد.
"سيدي، ولي العهد"
هنا و بعد فوات الأوان تعرف دو على الأمير الوسيم، شاب قارب الثلاثين أبيض البشرة مع شعر أزرق غامق و عيون زرقاء فاتحة تلفه هالة من التعجرف.
"هذا ليس السيد الذي كنت أبحث عنه،و أنتم على ما يبدوا لستم من حراس القصر؟"
الجواب عن سؤاله جاء من الشخص الفعلي الذي جاء لرؤيته.
" دو باي أيها الأحمق، ما الذي فعلته؟"
التفت دو ليجد والد هان سول الذي يفترض أن يخرج من المبنى الذي أمامه واقفا خلفه.
"عمي... أنا جئت لرؤيتك و.....ظللت طريقي و ....."
التفت دو إلى الحارس الأصلع و أضاف معاتبا
"هذا كله خطأك"
"خطئي ....سأريك من هو المخطئ"
انفجرت هالته بشكل جنوني استعدادا للجولة الثانية، و مع إشارة من يده حلقت عدة فقاعات مائية، أيا كان الغرض منها فواضح أنها أقوى هجماته.
فجأة ظهرت شرارات برقية و مع صوت
*سبلاش*
انفجرت جميع الفقاعات، ليس من الحكمة استخدام قانون البرق ضد الماء لكن على ما يبدوا فهناك من لا تنطبق عليهم هذه القواعد
لم يكن أمام الأصلع سوى التراجع خطوة للوراء أمام الوافد الجديد الذي ظهر من العدم و حطم هجومه بكل بساطة.
الرجل طويل القامة مستخدم قانون البرق هو قائد الحرس الملكي،و الذي أحنى رأسه محدثا ولي العهد
"حضرة الأمير نيابة عن الجميع أتقدم بإعتذاري،مثلما قال ذلك الفتى هذا خطأ حراسك فلولا أنهم لم يبعدوا رجالي لما حدث هذا"
"أجل عمي النينجا، أخبرهم أنه لم يكن خطئي"
رمق قائد الحرس دو بنظرة غاضبة أجبرته على السكوت، بينما اكتفى أمير مملكة الأنهار بصنع إبتسامة فوقية و أجاب مشككا
"اعتذارك مقبول، و أرجوا أن لا تقسوا على الفتى الأسمر ...... الذي ظل طريقه نحوي"
استدار الأمير عائدا لمقر الضيافة، بعد أن هدأ الوضع شعر دو باي بالحرج و وقف ينتظر سماع التأنيب
" دو ...... كنت مذهلا، خصوصا هزيمتك للأصلع"
" فليعرفوا أن شباب الجوهرة السماوية لا يستهان بهم"
الحراس كانوا متحمسين، فعن غير قصد فعل دو ما كانوا يرغبون في فعله و وضع حدا لعجرفتهم.
" احم"
سعال قائد الحرس أعادهم لرشدهم، لينسحبوا عائدين لمهماتهم
" لماذا لقبتني بالنينجا ؟"
"نينجا!!!، هل ناديتك بذلك؟.... غريب أنا لا أعرف لماذا فعلت ذلك.... ما معنى هذه الكلمة من الأساس؟"
تنهد قائد الحرس و قال
"لقد سمعت هذا اللقب السخيف من قبل لكني لا أتذكر أين..... لا عليك السيد هان متفرغ الآن،إقضي حاجتك سريعا و عد إلى المعهد"
أخيرا و بعد كل هذه الفوضى وصل الفتى إلى هدفه الأصلي، دو الذي جاء خاطبا كي يقطع الطريق على الأمير القادم من بلد آخر واقف الآن أمام والد محبوبته.
مع قلب ينبض كالطبل و لسان متلعثم جمع الكلمات بصعوبة قال
"سول العزيز، جئت اليوم لخطبة عمي منك فأرجوا الرسمية ، أعني علاقتنا فأنا أحبك..... أحبها...."
ارتسمت الحيرة على وجه والد سول، و استلزم منه بضع دقائق للإستعاب ما قاله و الخروج بجملة مفيدة
"موافق، بعد عودة إبنتي حدد موعدا للخطبة و أطلب من معلمك شيان و عائلتك القدوم "
" أرجوك فكر ثانية، مواهبي عالية و المستقبل أمامي و..... و ......هل أنت موافق؟"
تنهد الرجل على سذاجة الفتى الذي لا يدرك قيمته.
دو باي لديه تعاقد روحي مع هيئته و التي هي وحش أسطوري، كما أنه أصغر من اخترق لعالم القانون و أقوى شباب جيله
فمن سيرفض عريسا مثله، و أيضا إبنته رفضت سانغ لأجله، بالطبع كل هذا في كفة و والدة سول في كفة ثانية، فطليقته لين تشان أقسمت أنها ستقتله لو خيب أمال إبنتهما ثانية، و كلامها لم يكن مجرد تهديد.
" عمي..... ما الذي يريده ذلك الأمير من هذه الزيارة؟"
دو سأل بطريقة مراوغة إذا كانت إشاعات التي سمعها حول خطبة سول صحيحة أم لا، ليجيبه والدها و قد فهم المغزى من سؤاله
"الإشاعات التي سمعتها خاطئة لكن ليس تماما، هو فعلا هنا من أجل فتاة معينة لكن ليس لخطبتها بل لإسترجاها"
"استرجاعها!!"