177 - خاطئ.... هناك أمر خاطئ

معهد تنين الأرض

لم يتمكن دو باي من النوم ليلة الأمس و رغم هذا كان يتفجر بالحيوية و يمشي دون أنتلامس أقدامه الأرض،لكنه لاحظ أمرا غريبا فالجميع يحدق به خصوصا الفتيات اللواتي كن يتهامسن و يضحكن بصوت منخفض

"ما الذي يجري هنا؟"

جاء الجواب من أحد الطلاب الذي وقف في مكان مرتفع و قد رفع شعره إلى الأعلى مقلدا تصريحاته و نبرة صوته

"سول هي لي......فقط لي... و لا أحد في العالم سينتزعها مني"

*هههههه*

ارتفعت أصوات الضحكات، بينما تجمد دو في مكانه عاجزا عن معرفة كيف وصلت حادثة الأمس إلى مسامعهم، مع الاستمرار في السخرية طار البخار من رأس دو الذي هرع لإنهاء المهزلة لكن سبقه أحدهم

" ما المضحك في الأمر؟"

بضع فتيات مع ملامح جادة توجهن بالسؤال، و على ما يبدوا أن الفتى صاحب العرض، معجب بالتي طرحت السؤال فأجاب متلعثما

" نحن فقط نمزح"

"تمزح.....، مشاعر الآخرين هي مزحة بالنسبة لك، و ماذا عن اعترافك لي هل كانت تلك مزحة أيضا؟"

" لا بالتأكيد لا..... أنا فعلا معجب بك"

"واضح .... حسنا إذا أدليت من منبرك هذا تصريحا مشابها لتصريح دو باي لحبيبته فسأفكر في مواعدتك"

بلع الفتى ريقه و تصبب العرق على جبينه تحت ضغط عشرات العيون، و الأفواه التي تكتم ضحكاتها في سخرية، في النهاية ليس من السهل أن تضع قدمك في حذاء الآخرين

علقت رفيقة الفتاة قائلة

" أخبرتك أنه لا فائدة ترجى منه، حتى أنه ليس وسيما.... و أنتم من تضحكون من منكم يمتلك شجاعة دو باي، من منكم يجرؤ على اقتحام القصر و مواجهة الأمير و حراسه "

لا جواب الجميع بقي صامتا ، و ذلك طبيعي فخادمات القصر اللواتي سربنا الواقعة تحدثوا عن موقف دو باي البطولي و الرومانسي و هو كذلك رأي كل فتيات المعهد، أما الشباب فقد غلبتهم الغيرة من شهرة العامي الأسمر المتصاعدة فراحوا يحطون من قيمته ليشعروا بالرضى عن أنفسهم.

"و ماذا بعد الإعتراف العظيم، سيبقى مجرد عامي قذر، ضفدع يطمع في لحم البجع"

أحد النبلاء الكارهين علق ساخرا، لكنه سرعان ما ندم على كلامه

"من الضفدع؟"

ارتجف جسد النبيل تحت ضغط الهالة الجليدية و اصطكت أسنانه من البرودة، كذلك تراجع الشبان بضع خطوات خوفا من غضبه

" ما هو شعورك و أنت تسحق تحت قدم ضفدع... و أنتم هل منكم من يريد إبداء رأيه، ماذا عنك أيها المقلد"

النتيجة واضحة و متوقعة، مهارتهم الوحيدة هي ألسنتهم التي فاق طولها عدة أقدام.

أخفض دو هالته و راح يلوح بيده، كأنه يهش الذباب في استصغار

"لن أعكر مزاجي بكم، فمن اليوم علاقتي بسول أصبحت رسمية و قريبا سنعلن خطوبتنا"

"مبارك لكما" هنأت الفتيات

"شكرا.... و أيضا أقدر موقفكما السابق"

أجاب دو مع ابتسامة قبل أن يغادر.

"ألا تعتقدن أنه أصبح أطول و أوسم عن ذي قبل؟"

"على ذكر ذلك، سول كانت دائما تقول أنه من النوع الذي يزداد وسامة مع التقدم في السن، يبدوا أنها محقة"

رفيقتهم الأكبر سنا رمقتهم بنظرة ذات مغزى و علقت

"ها..... أتفكرن في سرقته من هان سول.... يا لكن من ماكرات"

"مستحيل، هي ستقتلني و لا أحد سيعرف مكان قبري"

أنكرت الفتاة بشدة مع بعض الخوف ثم أضافت مع بعض الغيرة

"يا لحظها لديها حبيب وسيم لا يرى في الدنيا فتاة غيرها..... لكن على ذكر الشبان الوسيمين، ألم يكن في مجموعته شاب وسيم ذو هيبة و جسد عضلي"

" لنرى القصير، الطويل و العادي..... و هناك ذلك البدين رئيس الفرع الخارجي، لا أذكر أنه يوجد أحد بهذه المواصفات "

-----------

في مكتب الفرع الخارجي

جلس أشهر و أقوى طلاب المعهد على طوالة مستديرة، رئيس الفرع الخارجي كال مينغ، صاحب هيئة الوحش الحشري العنكبوت الأبيض كيرا ، و قديسة اللوتس ليان.

دو باي المتأخر فتح الباب و قبل التحية حتى، لفت إنتباهه الصورة الفراغية التي سطعت من خلال على الإتصال الخاص بليان.

في الطرف الآخر من الإتصال كانت هان سول، و برؤية ملامحها الغاضبة، شعر دو بالتوتر و راح يدعوا أن تصريحه الشهير لم يصل إلى مسامعها هي الأخرى.

"انظروا قد وصل سيدي و مالكي و ولي نعمتي"

"سول أنا...."

"سنتحدث لاحقا... و سألزمك بكلماتك لبقية حياتك".

قطعت سول الإتصال ، بينما أطلق البقية ضحكات خافتة.

باستثناء كال مينغ الذي تحدث متذمرا

" للمرة المائة، هذه الأساور ليست للمسائل الشخصية، ماذا لو كانت هناك حالة طارئة"

"أين البقية؟"

تجاهل دو كلامه مغيرا الموضوع، على غرار سول و تشوي المتواجدتان في جزيرة الأسلاف فإن العملاقة دياني و ثلاثي القوس ، الدرع و الخنجر لم يحضروا.

" دياني تودع رفاقها العائدين لموطنهم، بالنسبة لتابو، شيرو و ميني فثلاثتهم دخلوا في تدريب مكثف"

أجاب كيرا، قبل أن يتولى كال مينغ زمام الجلسة

"شباب هناك بعض المستجدات،و علينا أن نناقش كيف سنتصرف مستقبلا"

"قبل أي شيء، أين هو سيدي؟، يفترض أنه عاد مساء الأمس"

بالكاد أنهى كيرا كلامه حتى جاءه الصوت الذي لم يسمعوه منذ مدة طويلة مجيبا

" أنا هنا... سعيد برؤيتكم ثانية يا رفاق"

مع عيون اغرورقت بالدموع و وجوه سعيدة، حدق الجميع في الشاب ذو الشعر الأبيض الطويل و العيون الزرقاء الحادة.

التف الجميع حول الصديق الذي عاد أخيرا، يحيون و يعانقون

"لقد أطلت الغياب"

"اشتقنا لرؤيتك"

"سيدي..... أهلا بعودتك"

"كيرا ، أرجوك .... نادني باسمي ......."

ابتسم الغائب الذي انتظروا عودته طويلا مضيفا

" جيان.... هان جيان"

وسط هذا اللقاء العاطفي ، الجميلة ذات الشعر الأحمر ليان و لسبب مجهول شعرت بالضيق في صدرها

' خاطئ...... هناك شيء خاطئ'

------

الساحر من رتبة خبير هان جيان، هو إبن أخ الملك و أحد مستشاريه و رفيق ولي العهد هان سانغ.

لكن و في ذكريات دو باي و ليان و سول و البقية، هو صديقهم الوفي ،معلمهم الموقر و صاحب أفضال عليهم جميعا.

من جعل شابا بسيطا من قرية ريفية ينشيء عقدا روحيا مع هيئته ليصبح لاحقا من أقوى المقاتلين، من دعم فتاة يتيمة و أخبرها بسر هيئتها النادرة و علاقتها بزهرة اللوتس، من أنقذ سول من مخالب عائلتي هان و دي، و من تبرع بمئات الكتب إلى كال مينغ لينشئ العشرات من تقنيات النمو المتكاملة، و من عين مدربا خاصا ليهتم بمواهب الفرع الخارجي المغمورة.

و اكتشف هجوم الظلاميين مبكرا محطما بذلك خططهم في السيطرة على المملكة.

إنه الوحيد و الأوحد، الساحر ذو النظرة الثاقبة و الفكر المتقد هان جيان.

.

.

.

و لكن ..... و حتى لو قال عقلها و ذكرياتها ذلك، فقلب ليان كان يصرخ بأن هنالك شيء خاطئ و أنه خلف الفراغ الذي يجتاح صدرها سرا عليها اكتشافه.

2019/12/08 · 921 مشاهدة · 998 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024