179 - دعوة إلى مملكة الأنهار

اعتذر هان جيان، و غادر بحجة تقديم تقرير رسمي عن مهتمه في الجزر الطائرة، بمجرد خروجه التفت كيرا لليان معاتبا

" لماذا تعاملين سيدي بجفاء؟"

"أصدقاء... ألم تلاحظوا أنه مختلف، و كأنه شخص آخر؟"

"بصراحة جيان أصبح شخصا مملا، في الماضي لم يكن يمر يوم دون أن يثير الفوضى"

ابتسم دو باي معلقا ليتبعه كيرا

"حسنا.... بما أنك قلت ذلك، فأنا أشعر .... أنا لا أشعر بالإرتياح عند مناداته سيدي"

"هذا يعني أنني لست الوحيد، مؤخرا أشعر أن هناك هفوات في ذاكرتي"

تصريح كال مينغ صاحب قصر العقل ذو القدرات الذهنية الغير اعتيادية جعل الجميع يدلي بتصريح مشابه،ليكتشفوا أن كلهم بلا استثناء يعانون من نفس الحالة ليدركوا أن هناك حلقة مفقودة.

ليان أخذت موقفا صارما و دخلت صلب الموضوع

"هذه الهفوات في ذاكرتنا و مسألة النسب المفاجئ ليست صدفة، لدي إحساس أنهما مرتبطان .... لا تخبروا هان جيان بشيء و اكتموا أمر لقائنا بملك الأوريس"

"لكنه جيان...."

صرح دو باي

هان جيان هو عمود و أساس مجموعتهم، بدونه لاختلفت حياتهم، لذلك إخفاء المسألة عنه أمر غير وارد و ليان تعرف ذلك جيدا.

لأول مرة منذ لقاءهم كان عليها أن تكذب عليهم

" أنا أرجوكم أن تثقوا بي، لا أستطيع الشرح لكن هذا يصب في مصلحة جيان، في الوقت الحالي علينا إبقاء محاولة إغتيال ملك الأوريس سرا "

"على كل حال، كونه مبعوثا ملكيا فليس لديه الوقت لأن يحك رأسه، و قضية الأوريس ليست مستعجلة"

أومأ الجميع بالموافقة على تعقيب كال مينغ، فبالرغم من أن رؤية ليان التي اعتادت الوقوف جانبا و لا تشارك في القرارات تتخذ زمام الأمور فاجأهم قليلا، لكن ثقتهم فيها عالية و لن يشكوا أنها قد تضمر سوءا

----------

في مساء اليوم تم إستدعاء ليان إلى القصر الملكي

"آنستي، علي الإعتراف لقد سمعت عن جمالك، إلا أنهم لم يوفوك حقك، أنا تورا تيان سعيد بلقائك"

أسرع الأمير تورا الذي ارتدى أفخم الثياب لديه في تقديم نفسه و مع إنحناءة بسيطة و إبتسامة مشرقة، أجابت ليان.

"الشرف لي أن أقابل سيادتك، و شكرا على إطرائك"

موقفها، شكلها و حظورها فاجأ الملك و ضيوفه،الفتاة التي عاشت في الميتم و لم تتلقى حتى تعليما مناسبا كانت تمتع بكل من رقي و هالة النبلاء

"يبدوا أنه لا داعي لفحص إثبات النسب، فالنبالة تجري في دمها"

أطلق مرافق تيان ضحكة مسموعة بعد تعليقه، بينما أبدى الملك هان تسو حزنه و استياءه من المسألة

"هذا ليس عدلا، أنتم تريدون قطف أجمل زهرة لدينا و أكثرهم إشراقا"

"العفو.... من فضلكم، هل يشرح لي أحدكم الوضع و سبب استدعائي"

ليان دخلت في صلب الموضوع مدعية أنها تجهل ما يحدث، و بالطبع تورا تيان لم يفوت الفرصة للترقب منها و شرح الموضوع.

بإختصار كانت هناك عائلة شهيرة في مملكة الأنهار تعرف بعائلة فيي، و من أجل الميراث قام الإبن الأكبر بتلفيق تهمة الخيانة لأخيه، و قام بقتله

زوجة المتوفي أخذت إبنتها و فرت إلى مملكة الجوهرة السماوية.

عندما تم اكتشاف الحقيقة تلقى عمها حكما بالإعدام، وعائلة تيان التي كان لديها علاقة نسب و شراكة مع عائلة فيي، بذلت المستحيل بحثا عن الزوجة و ابنتها، لكن و بسبب الحرب أيامها ضاعت جهودهم هباءا، حتى جاء اليوم الذي رأى فيها أحدهم ليان في مجال الأعشاب و لاحظ الشبه الكبير مع والدتها.

وفقا لكلام الأمير، فإن الرجل المرح القصير الذي رأته في ذكرياتها يوم التقطت زهرة اللوتس لم يكن والدها

"هذا ليس دليلا كافيا، قد لا أكون فتاة عائلة فيي التي تريدونها؟"

رد الأمير و كأنه توقع حديثها

"تدركين أننا لم نكن لنتعب أنفسنا لو لا أننا متأكدين ، لكن و ليطمئن قلبك فنحن ندعوك إلى أن تمنحينا شرف الزيارة لمملكتنا، حيث يمكننا تنفيذ طقوس التعرف على النسب عند مقبرة عائلة يي"

طقوس إثبات النسب هو إجراء معهود في عالم ألتانيا، و هو سحر يستخدم لتحديد الورثة.

إذا ثبت صحة كلام تيان، فإن ليان لها الحق في المطالبة بميراث فيي، و بالنسبة للملك فهو لا يمتلك الحق للإحتفاظ بها فقط لأنها تربت على أرضه

"إلا أن يتم إثبات نسبها، ليان هي فرد من شعبي و لذلك سأرسل معها من يرافقها معكم"

"عفوا مولاي، من بعد إذنكم أنا ذاهبة لبلاد حتى و لو ثبت أنها موطني فستبقى غريبة عني..... و لن يخفف عبئ الغربة إلا رفقة عشرتها و ألفتها، و لذلك أطلب من جلالتك أن يتكرم و يوافق بالسماح لرفاقي من المعهد برافقتي"

استمع تورا بحرص لقولها، و قد أبهرته بلاغتها كما بهره جمالها، بأخذ بعين الإعتبار أنها تربت كفرد من العامة، مع ابتسامته التي لا تفارق وجهه قال

"أظنها فكرة سديدة، كما أنها فرصة جيدة للطلاب من كلا المملكتين لتبادل المعارف".

-------------

عند عودة ليان إلى المعهد وجدت دياني التي عادت من البوابة الشمسية في إنتظارها

"دياني، متى وصلتي؟، ماذا عن المعلمة زي يون هل عادت معك؟"

"لا لقد عدت بمفردي"

صمتت لبرهة قبل أن تنطق بمكنونات صدرها

"سيدتي....يستحيل أن تقبلي بطلب المدعو تورا للزواج، إنه ليس من مقامك فهو مجرد أمير"

يبدوا أن شائعة الزواج لا تزال في الأرجاء و الشيء الوحيد الذي تغير هو العروس و التي أصبحت ليان عوضا عن سول

"دياني، أنا لن أتزوج....... هل وصفت للتو ولي عهد مملكة الأنهاربمجرد أمير"

رغم عدم اكتراث ليان بمسألة الزواج إلا أنها وجدت وصف الملك المستقبلي بأنه مجرد أمير مبالغا فيه، لكن نظرات دياني الحازمة قالت شيئا مغايرا

"لماذا تقللين دائما من شأنك، أنت قديسة جناح اللوتس، حامل هيئتك السابق كان أسطورة لا تتكرر، إضافة إلى جمالك فهو الوحيد المناسب لك..."

صمتت دياني للحظات قبل أن تضيف

" لقد زارني في الحلم، و غفر لي خطيئتي ، كما طلب مني الإعتناء بك لحين لقاءكما.... أعتقد أنه معجب بك"

"حلم!.....معجب بي!!، عما تحدثين؟"

"عن الرجل الذي تهتز الأرض تحو أقدامه، و تنهار النساء أمام إبتسامته ، و تنحني الملوك أمام هيبته.... عن الرجل الذي لا يقف شيء في طريق من يحب .......عن سيد الكرة العظيم"

بعد هذه الديباجة الطويلة ساد الصمت لثواني، قبل أن تكسره ليان بالقول

"دياني..... أتذكرين الروايات الرومانسية التي أعرتها لك، توقفي عن قراءتها ".

2019/12/18 · 888 مشاهدة · 930 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024