تحت نظرات ني بو ساي الكاسرة استجمع جياو مين ما تبقى له من قوة للعن معلمه السابق و ندب حظه السيء
" أيها المتصابي المأفون، عائلتي ستكتشف أمرك و ستنزع عظمك عن لحمك..... ستموت أبشع ميتة".
" روحاني، أهذا سبب لتقيدنا و جعلنا فئران تجارب، أهذا سبب كافي للحياد عن الطريق المقدس"
**هاهاهاها**
انفجر ني بو ساي ضحكا على تهديدات جياو مين الفارغة و سذاجة الساحرة الصغيرة ليجيب و هو يلتقط أنفاسه
" بالطبع سبب كافي، إنه أول خطوة و أهمها نحو الماجي، فكما ترون أنا لم ابتعد عن طريق الساحر المقدس، أنا فقط اتخذت طريقا مختصرا"
ما يقصد بالطريق المقدس للسحرة ، لا يعني بالضرورة الوصول لذروة الرتب السحرية، بل هو التفاني في البحث و الإستكشاف لمعرفة خفايا العالم و أسراره بغية الوصول إلى التنوير الأعلى التي قد تتوج بالإختراق لرتبة الماجي أو لا.
هو مفهوم عقائدي لدى السحرة الذين يعتبرون علماء هذا العالم، و بمعنى مبسط الطريق نحو القمة أهم من الوصول إليها.
ني بو ساي قرب إيناء الدم من فمه و في دفعة واحدة أرسله إلى جوفه، و عيونه تشع بنشوة نيل مراده
"ثلاث فتيات مقيدات !!، يا لك من عجوز شهواني قذر"
التعليق الوقح، أجفل الساحر و أخرجه من عالم الأحلام متيقضا يلتفت من حوله باحثا عن المتحدث،في اللحظة ذاتهاتحركت الظلال بشكل مثير للريبة ليظهر شاب راح يمدد جسده المتشنج
" اللعنة، تيبس جسدي و أنا مختبئ ، ظننت أن مصاص الدماء الشهواني لن يتذوق دم الصغيرات هذا اليوم"
" لوي!!!"
" مرحبا فتيات، كيف حال صديقتكم مسطحة الصدر؟"
ظهور جاسوسهم من منظمة العين فاجأ الفتيات، لكن ليس أكثر من الساحر العظيم الذي لم يصدق أن هناك في العالم من يستطيع الإختباء من سحر الإستكشاف خاصته و يختبأ تحت أنفه.
"و من تكون حضرتك؟"
إستفزازات الفتى الذي خرج من الظلال و نعته بالشهواني لم تكن لتؤثر على الساحر المحنك و الذي سأل في هدوء
" من أكون؟، هذا ما أريدك أنت أن تخبرني عنه أيها الساحر العظيم"
وضع الفتى يده على وجهه لينتزع القناع الذي يرتديه، و يكشف عن شاب في السادسة عشر مع شعر ثلجي و عيون قرمزية حادة.
في المدة الأخيرة ظهرت أقنعة تسمح لمرتديها التنكر بأي شكل، و قد أصبحت شائعة بين الجواسيس و المغتالين لتفوقها على سحر الوهم .
"أناالشخص الذي لا يتذكر شيئا و لا يتذكره أحد، أهذا كافي لتنشيط ذاكرتك؟"
" أتتفلسف، أيفترض بي أن أعرف مقصدك؟"
"مقصدي هو قتل كل ساحر يسمي نفسه بالعظيم"
حدق ني بو ساي بالضيف الغير مدعو و قد نفذ صبره من كلامه الغير منطقي
"لا يهم، فلتمت فحسـ..........مستحيل"
ني بو ساي كان عازما على قتله لكنه استشعر قوة غامضة تصدر منه، فما كان إلا ركز كل قواه الإستكشافية عليه لتتسع عيناه تفاجأ
لا شيء، و كأن الجسد الذي أمامه مصنوع من فراغ، الساحر العظيم و لأول مرة في حياته شكك في قواه الإستكشافية و راح يتفحصه ثانية ليصل إلى نفس النتيجة
" كيف يعقل هذا....... أنت ماذا تكون بالضبط؟"
"كنت آمل أن تجيب أنت عن سؤالي، فالشيء الوحيد الذي تذكره مؤخرا هو أن إسمي جين"
صمت الفتى لثواني محاولا إستنباط شيء من ردة فعل الساحر
" على ما يبدوا فليس لديك فكرة عن من أكون"
صمت الفتى برهة و هو يرسم إبتسامة مرعبة على وجهه جعلت قلب الساحر مع كل قوته و خبرته يسقط بين قدميه
"و للأسف ليس لديك الوقت الكافي لتعيش وتساعدني على اكتشاف ذاتي"
*بواااه*
إنفجر الدم مع السعال، ليكتم ني بو ساي فمه بيده التي لم تمنع انسياب الدماء بين أنامله.
حدق في كفر في يده الحمراءو قد اضطرب تنفسه و اختل توازنه
" لقد قمت بتسميمي، لكن كيف و متى؟"
حتى و هو في هذا الموقف كان لا يزال يسيطر على أعصابه و يتحكم في غضبه، السنوات الطويلة التي عاشها منحته من الخبرة ما يكفي كي ليبحث عن مخرج بدلا عن الغضب الذي لن يفيده إلا بزيادة نبضات قلبه و ضخ السم أسرع إلى أعضاء جسده.
حاليا هو يقف وسط مختبره و لديه كل الوسائل اللازمة لصنع المضاد، و ما عليه سوى معرفة نوع السم و كيف دخل جسده.
عصرالساحر العظيم دماغه و استرجع كل أحداث اليوم عله يكشف حل اللغز لكن بلا جدوى، فكعادته لم يتناول أي طعام أو مشروب قبل التحقق منه و لا أثر لأي جرح على جسده.
في الأخير الطعم المعدني في فمه أجاب عن سؤاله، لينظر في إيناء الدم الذي استخدمه لطقوس التعزيز، غير مصدق الخدعة الجهنمية التي وقع فيها
'"مستحيل.......الفتاتين!!، لكنهما بتمام العافية!"
الشيء الوحيد الذي تناوله الساحر دون تفحصه هو عصير الدماء و الأعشاب الذي حضره من أجل طقوسه الخاصة، لكن هذا التفسير لا يبدوا منطقيا.
" إنه سم من نوع خاص، يختلف تأثيره حسب الجنس و العمر"
جواب جين عن السؤال الذي جال في خاطره أخرجه من هدوئه ليفور غضبا و سخطا، لم يتحمل فكرة أن بضعة أطفال اكتشفوا حقيقة تجاربه و الهدف منها و استغلوا ذلك لجعله يتناول السم بملئ إرادته
نظراته الساخطة كانت مثل السيوف، لو تجسدت لمزقتهم إلى ألف قطعة إلا أن السم في عروقه أجبره على التراجع و استخدام سحر العلاج عله يؤخر المحتوم و لو لبضع دقائق.
" لماذا يغضب الجميع عندما أجبرهم على تجرع من نفس الكأس التي يذيقونها للآخرين، ألا يقول المثل كما تدين تدان"
حتى و هو فاقد للذاكرة، لا زالت عادته في استفزاز الآخرين راسخة فيه.
الساحر الذي تسمم بدأت قواه تتذبب حتى أن سحر التقييد بدأ يضعف و تمكن الأسرى من التحرر من الكروم التي قيدتهم
" من تكون، و ماذا فعلت بلوي و كيف سممته؟"
رمت سول بكل استفسارتها دفعة واحدة، و هي تحرر نفسها
"لا يهم من أكون، و جاسوسكم بخير"
" ماذا عن السم؟"
"السم الذي بجسديكما انتقل إليه عندما شرب دماءكما"
أجاب جين بلا مبالاة، تاركا تشوي المرتبكة تشير إلى نفسها و إلى صديقتها في تعجب و ارتباك
" نحن تسممنا..... متى و كيف؟"
"البارحة،كعكة الفراولة التي أحضرتها كهدية"
"الكعكة؟ !!"