عندنا قابلا جين المتنكر في شكل لوي ترك لهما كعكة فراولة، و كنوع من التأثير النفسي و ليتأكد من أنهما سيتناولان منها، تعمد أن يأكل جزءا منها أمامهما و هو في غاية الإستمتاع و التلذذ

و بالفعل حدث ما توقعه و المخاطرة التي جازف بها لمواجهة ساحر عظيم عادت بنتائج مذهلة

"هل سنموت؟"

سألت تشوي مرتعبة

" لا داعي للقلق، كما ذكرت سابقا الجنس و السن يحدد تأثيره، ستكونان بخير .........."

صمت برهة و أضاف بعد أن أشاح بنظره

"على الأغلب"

سول لم تعد تحتمل، إن لم يرغب الفتى الغامض في الكشف عن نفسه و عن سر عداوته مع ني بو ساي فذلك شأنه، لكن أن يستغلهم لتنفيذ مآربه فذلك شأن آخر

فورا إستدعت سلاح هيئتها و سحبت خيط قوسها الأثيري لتوجه سهمها في وجه الجاسوس لو سابقا

"على الأغلب؟، أيها اللعين تجرأت على تسميمي و تقول على الأغلب"

" تهديد بالقتل، بالطبع هذا ما يجنيه المرء من إنقاذ النبلاء المتعجرفين"

صرت سول على أسنانها بينما أشارت عليها لي تشوي أن تخفض سلاحها

*ووش*

صوت رفرفة قطع القماش التي ظهرت من العدم قطعت شجارهم، و ذكرهم أن خطر عدوهم المشترك لا زال قائما.

كما في المرة الماضية اجتمعت القطع بمختلف ألوانها لتحيك فزاعة قماشية، الإختلاف الوحيد هذه المرة أن الفزاعة فاقت العشرة أمتار، بالطبع اصطدمت الدمية بسقف القبو مما أدى إلى إنهياره

"ابقوا خلفي"

صاحت تشوي و قامت بتفعيل حاجز المانا لتحميهم من التربة و الأعمدة المتساقطة.

بعد دقائق تلاشي الغبار و الفزاعة العملاقة فتحت يدها ليظهر الساحر العظيم ني بو ساي جاثيا على ركبتيه و قد تشوهت ملامحه من الدماء التي انسكبت من فتوحاته الخمسة و لطخت ثيابه

"تضرعوا للسماء أن تأخذنيهذه اليلة، فإن بقيت حيا سأحرص أن أجعل حياتكم جحيما"

بصق الرجل دما أسودا و هو ينطق بوعيده، قبل أن يخرج لفافة إنتقال و يختفي وسط شعاع ضوئي تاركا الفزاعة العملاقة خلفه.

"أيها اللعين المأفون، لماذا فقط لا تموت"

أفرغ جيان مين غضبه في الصراخ بالرغم من علمه أنه معلمه قد غادر بالفعل، و من يلومه فالمجنون عذبه وسجنه لشهور تحت الأرض

"لم أتوقع نجاته، كان علي أزيد جرعة السم في الكعكة"

ما أن أنهى جين تعليقه حتى قفزت عليه هان سول تحاول خنقه، لحسن الحظ تشوي أمسكتها و منعتها

"سول، أولا علينا التخلص من هذا الشيء"

أشارت تشوي إلى الفزاعة ، لكن شخص مثل جين لم يكن ليمر عليه التلميح

" أولا، هل علي أن أحزر من سيكون ثانيا"

"ماذا؟؟.... أنا لم أعني ذلك"

لوح جين بيده دون مبالاة، و أمال رأسه يحاول إستبيان ما سيفعله مع الفزاعة العملاقة التي لا زال حجمها يتضاعف و أخذت تدوس و تدمر كل ما يصادف طريقها

" ألا تعتقدون أن اختيار مصاص الدماء لدمية قماشية طفولي بعض الشيء، أنت يا ذات الصدر المسطح أتعرفين السر خلف ذلك"

نظر جيان مين إلى صدره قبل أن يصرخ في إنزعاج

"أنا رجل يا هذا؟"

"رجل...... اوه.........أعرف أن ني بو ساي عجوز منحرف و شهواني، لكن أن يفعلها مع الرجل!!"

"ما الذي تهذي به؟، هل أنت مجنـ............"

لم يضف الفتى الغاضب حرفا آخر، هو فقط صمت فجأة بعد أن أبصرت عيونه شيئا يحلق نحوه بسرعة و قبل أن يتبين ماهيته ضربت قطع القماش وجهه و جرته إلى الخلف.

" أنجدوني..."

اختنق صراخ الضحية و هو يصارع الأقمشة التي كانت يدالفزاعة العملاقة قبل لحظات، و راح يتخبط يائسا محاولا الخروج من القماش الذي التف عليه

جين حصل على جوابه و فهم سبب إختيار هذا التشكيل الغير إعتيادي، الساحر لا يزال مستمرا في مخططه و لا زال راغبا في دماء جياو مين.

هاجمت الفتاتان القماش التي احتجزالفتى المسكين، لكن قبل أن تصل ضرباتهم عادت اليد القماشية لمكانها

" اللعنة،ما العمل الآن؟ "

سألت تشوي لكن الصمت كان الجواب الوحيد، فقررت التصرف بأي طريقة

صنعت رمحا ناريا و قذفته نحو ساق الفزاعة كذلك أطلقت سول عدة سهام نحو الرأس متفاديا اليد حيث احتجز مين.

لكنو تماما كما حدث داخل القبو، فزاعة البالون العملاقة تفادت الهجمات بكل رشاقة قبل أن تحمل صخرة و ترميها عليهم ،الفزاعة لم تكن تدمر البناء بعشوائية بل كانت تبحث عن سلاح لتسحقهم به.

"هذا الشيء يعمل وفقا لأوامر مسبقة، ني بو ساياللعين"

بعد أخذ رهينة أصبحت الفتاتان عاجزتان، أخيرا نطق جين بالحل

" الظلال، أحتاج أن تصنعوا ظلالا على جسد الفزاعة، فتاة القوس أمطري السماء بالسهام لكن لا تسقطيها أتركيها معلقة في السماء، خطيبة ملك الأوريس حضري لأقوى هجوم ناري تمتلكينه و انتظري إشارتي"

بما أنهما لا يمتلكان أي خطة، نفذتا الأمر بلا إعتراض و ما أن أفلتت سوب يدها من خيط القوس حتى تم تغطية السماء بسهام أثيرية عالقة في الهواء

" دوري، انتبهوا فقد تتعلمن شيئا"

سحب جين خنجرين هلالين الشكل، و تقدم خطوة واحدة لتلامس قدمه أقرب ظل سهم إليه و بعدها اختفى أو بالأحرى تحرك بسرعة عجزت العين عن متابعتها.

كبرق أسود إنتقل من ظل سهم إلى آخر في سرعة جنونية و خناجره تمزق قماش الفزاعة محولتا إياها إلى دمية رثة بلا قيمة.

سقطت أفواه الفتاتين، لرؤية مهارة سرعة تفوقت على الخطوات القانونية

'مسيرة حاصد الأرواح... خطوة الظل'

تمتمت سول عن مهارة مفقودة سمعت بها

" تشوي الآن"

قبل أن تستوعب الأمر كان جين بالفعل قد سحب الرهينة و عاد خلفها.

أضاء دائرة سحرية تحت الفزاعة، ليرتفع إعصار ناري إلتهم الفزاعة محولا قماشها إلى رماد.

"سيد جين، شكرا....."

لم تجد تشوي من كانت ستشكره، ليخبرها مين الذي عان الأمرين حتى الساعة.

" لقد غادر"

2020/01/15 · 749 مشاهدة · 845 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024