بعد مدة وجيزة ، هدأت الأوضاع و عم صمت رهيب الأرجاء، لا يسمع فيه شيء عدى صوت المقاتلة صاحبة هيئة الصولجان و تطحن أسنانها في غضب و قطرات الدماء تسقط من اليد التي تمسك بسلاحها بعد كل الهجمات الفاشلة.

في المقابل كانت هناك إبتسامة الرجل الشرير الكلاسيكية مع عيون كلها سخرية و شماتة تحدق بخصمه المنهار جسديا و معنويا

" الآن، أستطيع القول أنك بالفعل سيدة جميلة"

متجاهلة سخريته من ملامح يأسها، لم تفكر في شيء غير التوأم و الضحايا الأبرياء الذين سقطوا

"أنا أستسلم، فقط ألغي سحرك المشؤوم و دع الأبرياء يعيشون "

"ها.... بهذه السهولة، لا متعة إن لم تقاومي"

لم يكن الأمر هينا عليها، لكنها هي الأخرى بدأت تتأثرت بهذا المجال الرمادي الذي يمتص جوهر الحياة و أخذت قواها تخور.

" ما الذي تريده أيها المشؤوم؟"

ردا على سؤالها، كبرت إبتسامة الساحر لتصل إلى أذنيه

"كبداية، فلتركعي، و سأدع التوأم يعيشان"

تشان لين يون، كل من يعرفها سيقول أنها إمرأة عنيدة، متكبرة و مزاجية لا يمكن التنبأ بتصرفاتها، لكن القلائل الذين يعرفونها حق المعرفة سخبرونك بحقيقتها، لا يوازي عنادها سوى طيبة قلبها و رقة مشاعرها.

إنها أكثر إمرأة تضحي لأجل الآخرين،من أجل عائلتها التي فقدت أموالها تزوجت من نبيل عادي، ظنته طيب القلب لتكتشف أنه ضعيف الشخصية.

خاطرت بحياتها من أجل إنقاذ صديقتها تاي إيلين،و في نفس الوقت لم تستطع أن تكره السيدة الأولى هان إيدا ، المرأة التي من أجلها تم التضحية بصديقتها.

فخرها الذي يعتقده الناس خطأ عجرفة، هو من يوازن شخصيتها كمقاتلة من الدرجة الأولى، رغم هذا فأمام خطر موت الطفلين، عضت تشان على شفتها و تخلت عن فخرها.

ببطئ انحنت حتى قاربت ركبتها أن تلامس الأرض.

*تاب*

يد أمسكت بكتفها و صوت رجولي لكنه لطيف أوقفها

"فكري بعقلك لا بقلبك، أتعتقدين أنه من الرجال الذين يوفون بكلمتهم"

شعر أسود يصل إلى الكتف، أذان مدببة و وجه بإمكانه سحر أي إمرأة مهما بلغ حسنها، إنه نفس الكيميائي الذي رأته بالأمس في الصورة، إنه والد التوأمين

"قاتلي.... عمتي الجميلة لا ترضخي"

صرخ التوأمان بكل حيوية و قد استرجعا نشاطهما، حتى البشر من حولهم أخذوا يستعيدون وعيهم

عيون الساحر لم تصدق ما يراه، البعد الأصفر الذي يفترض أن لا يصل إليه أحد دون إذنه و تقنية الهندباء التي تسلب جوهر الحياة و لا يقاومها حتى من هم في عالم الإنصهار تم قهرهما معا ببساطة.

"أنت...."

بالطبع تعرف الساحر على الجني، إنه أسطورة الطب و الكيمياء آرغو

"ألا يتعارض استخدام الهندباء مع الهدف من البعد الأصفر"

سأل آرغو ساخرا،و هو ينظر إلى وجه الساحر الحائر

" ما لا أفهمه هو لماذا لا تهاجم، أيعقل أنك حولت كل شيء نحو الدفاع ظنا أن الهندباء خاصتك لا تقهر"

مع بضع كلمات آرغو مسح الإبتسامة السخيفة من وجه الساحر الظلامي الذي راح يحدق في كفر في أضواء الهندباء التي راحت تتلاشى.

آخر شيء توقعه أن هناك من يمتلك مضادا لتقنيته في هذه القرية الصغيرة.

حدق آرغو في الساحر لبعض الوقت مستمتعا بملامحه السخيفة و بعدها التفت إلى الفاتنة مع الصولجان قائلا

"أنا حرفيا أحترق لسحق هذا الوغد، لكن للأسف قسمي كطبيب يمنعني، كما أعتقد أنك أكثر ملائمة لذلك"

" لا أمتلك طريقة لتجاوز حاجز المانا"

"نحن الجان لدينا توافق كبير مع الطبيعة، و كونك تمتلكين قانون الأرض فبإمكاني تعليمك خدعة قد تساعدك"

حاجز المانا الصدفي تم تشكيله من جوهر الحياة و التي هي جزء لا يتجزء من الطبيعة، و الأرض هي فقط وصف آخر للطبيعة.

من خلال هذا التناسق و بتوجيه من طاقة الجني الذي اقتحم مجال روحها، شعرت تشان بالرخاء، و كأنها عثرت على الحلقة المفقودة في تقنية نموها، مع فهم بل تقبل للأرض و الطبيعة، غاصت عميقا في خبايا الأرض و من التحكم في الصخور و تشكيلها إرتقت إلى التحكم في الخامات و المعادن

*كراك*

مع دمج قانونها الجديد، تحول الصولجان إلى اللون البنفسجي الغامق و بدل التحطيم و التكسير بدى و كأنه يعيد تشكيل و تركيب الحاجز ليظهر تشققات على سطحه، الحاجز الصدفة سينهار قريبا

"يا صغار، العمة ستعلم الرجل الشرير درسا لكن لا يجوز لمن في سنكم رؤية ذلك، عليكم أن تلتفوا و تغلقوا أذانكم"

بينما فعل التوأم ما طلبت، كان والدهما يبتسم

" سيدتي خذي راحتك، و لا تستعجلي"

انعكست الأدوار، و صاحب الوجه المبتسم أصبح شاحبا، الساحر المرعوب لم يجرؤ حتى على التخلي عن حاجزه و الهرب، ذلك فقط سيعجل من موته

" ماذا عن صديقتك و إبنتها؟، إن لم تسرعي إليهم فسيفوت الأوان"

الساحر الظلامي و في قمة يأسه كشف عن سر قدومهم إلى قرية الغصن، السيدة لين تشان ليست هدفهم بل عائلة الساحر العظيم المختفي عن الأنظار، زوجة سي مار و إبنته.

الساحر الذي يعرف قرابتها منهم، كان كالغريق الذي يتعلق بقشة و قد توقع أن تركض هذه الأخيرة لإنقاذهم لكن رؤيتها و هي تلوح بالصولجان ثانية جعل الدم يتجمد في عروقه

*كراك*

غير مبالية بكلامه استمرت في تحطيم الصدفة

" أستتخلين عن صديقتك و إبنتها، أستتخلين عن مهمتك، ألا يفترض بك حمايتهما"

صرخ الساحر و قد غطت ملامح اليأس وجهه، لترد هي هذه المرة بسخرية

"حمايتهما!!، تلك لم تكن يوما مهمتي، فهما بالفعل يمتلكان ملاك حارس، ساحر حقيقي و ليس مهرجا مثلك"

الباقي كان صوت تحطيم، تهشيم، صراخ و عويل، حتى أن الجني الذي كان يريد رؤية من أذى أطفاله يتألم، شعر ببعض التعاطف.

=================

أرجوا أن تنال الفصول إعجابكم

2020/02/05 · 783 مشاهدة · 829 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024