"لا أصدق هذا،المقاتلة العنيدة توفيت بهذه البساطة و من أجل ماذا، طفلين لا علاقة لها بهما"

مع نبرة من خيبة الأمل تحدث الساحر المكتسي بالسواد، المهاجم هو فرد من الظلاميين و واضح أن لديه عداء مسبق معها.

منذ أكثر من سنة تم أسر السيدة الأولى و حجزها في المكعب الأحمر، كانت هذه أقوى ضربة وجهها الظلاميون لمملكة النجمة السماوية لكن المهمة لم تكن هينة .

السيدة الأولى لم تكن بمفردها فصديقتها لين تشان كانت برقفتها، و معا أسقطا العديد من جنود الظلامين كما تسقط الأوراق من الشجر في فصل الخريف

و الساحر الظلامي الذي أنزل على والدة هان سول مطرا من نار جاء ينتقم لخسارته السابقة ضدها.

"لا أفهم كيف تفكر النساء...."

نقر الساحر على لسانه و هو يطلق تعليقا ساخرا، المغزى من كلامه هو أن تضحيتها بلا معنى فهي تعلم جيدا أن سجنها الحجري سيختفي لحظة وفاتها و سيموت الأطفال بأي حال

" دعني أحزر، لم يسبق لك أن حصلت على قلب إمرأة"

إقشعر بدن الساحر مع تيار كهربائي اجتاح عموده الفقري، عضلاته كلها تشنجت حتى أن ردة فعله تأخرت و لم يشكل حاجز الدفاع في الوقت المناسب.

*كرااك*

تبع صوت تكسير ذراعه التي رفعها غريزيا لحماية رأسه صرخة مدوية ليحلق في الهواء قبل سقوطه و تدحرجه عشرات المرات.

الساحر الذي اختلط دمه بالتراب راح يئن بصوت مخنوق، بالكاد فتح نصف عينه ليرى سحر الإختفاء ينقشع و تظهر السيد تشان تحمل صولاجانا على كتفها لا يتناسب كسلاح مع إمرأة بجمالها.

هذا المنظر جعل حالة الظلامي أسوء،و قد جال في خاطره ذكرى لقائهما الأول الذي يرغب في شدة بنسيانه.

أسوء ما في الأمر أن هجوم عدوته الأخير سحق كرامته كساحر قبل سحق عظامه.

عندما يرتفع المقاتلين لمراتب متقدمة يتمكنون من تنفيذ سحر بسيط من الدرجة المنخفضة كالتقييد أو الوهم، لكنهم لا يختارون ما يتعلمونه ، الأمر فقط تحدث بشكل عشوائي ، و لهذا تسمى هذه الظاهرة بالعشوائيات.

بالنسبة لساحر مخضرم خسارته ضد العشوائية، هو نفسه كهزيمة رجل أمام طفل، فكيف يعقل أن يتحمل إهانة كهذه.

"اللعنة عليك يا ساقطة"

صرخ الساحر كالمجنون مكابرا و هو يصارع ليقف، امتلك السحرة أجسادا واهنة و اعتبرت نقطة ضعفهم القاتلة و الهجوم الأخير أطاح فعليا به.

هيئة السيدة لين تشان هي الصولجان، و هو سلاح تحطيم لا يستخدمه إلا مفتولي العضلات من الرجال، لكن صولجان السيدة ليس كأي سلاح، إنه سلاح مقدس خفيف عند حمله ثقيل عند نزوله على الأعداء و مع قوتها من عالم الإنصهار و قانون الأرض خاصتها، يتضاعف وزنه بما يكفي لتحويل الصخور إلى غبار.

يد الساحر اليسرى كانت تتدلى و قد بصق الدماء تكرار من الضرر، لكن لم يبدوا عليه أنه يهتم لذلك، أو الأصح أن ما حدث كان ضمن تقديراته.

بيده اليمنى مزق ذراع الأيسر و رماها أرضا لكن بدلا من منظر تدفق الدماء الحمراء كالشلال، تدفق سائل لزج غريب ليتخذ شكل ذراع هلامي.

ملامح لين تشان اسودت و قد عرفت أنها إحدى قوانين الظلام المشؤومة

"أنت تحبين لعب دور البطلة و التضحية لإنقاذ الآخرين، لنرى الملامح التي ستعلوا وجهك و أنت عاجزة عن إنقاذهم"

تضخمت اليد الهلامية و هو يرفعها إلى السماء، بعدها مباشرة، اكتسح اللون الرمادي المكان و كأنه سرق من العالم ألوانه.

" أيها اللعين فلتتوقف حالا"

ما جعل لين تشان تفزع، و تندفع نحوه بأقوى الهجمات من صولجانها، ليس إختفاء الألوان بل مئات الكريات المضيئة التي تشبه نبتة الهندباء و هي تتطاير من كل أشكال الحياة، نباتات ،حيوانات و حتى البشر المتواجدين خارج البعد الأصفر ، و تتجه نحو اليد الهلامية.

كل تقنيات الظلاميين تعتمد على إمتصاص الطاقة من أجساد الآخرين، و تقنية الهندباء هذه هي الأوسع مجالا و الأشد خطورة.

*كلانك*

هجومها كان أقوى من السابق لكن هذه المرة إرتد الصولجان أمام حاجز المانا السحري، لتجد نفسها عاجزة و ليس بوسعها سوى مراقبة كريات الهندباء تتصاعدت من الأجساد التي سقطت على الأرض.

جميع الكائنات المحيطة بهم بلا استثناء لم يسلموا من الذراع المشؤومة التي سلبت طاقة الحياة بالقوة من جوهرهم و في لحظات أخذت النباتات تذبل و الحيوانات و البشر يشيخون بسرعة جنونية.

" الأطفال......أيها اللعين، سأهشم رأسك"

صرخت تشان التي شعرت قلبها يتمزق من مظهر التوأم اللذان يتلويان من الألم، جمعت كل طاقتها و تحول لون سلاحها إلى الأسود بعد دمج قانونها.

من تحت قدميها صعد عمود صخري ليرفعها عشرات الأمتار إلى السماء، مع إتخاذ نقطة عالية رمت السيدة بنفسها دون تردد لتصنع مع صولجانها مذنبا ساقطا

*بوووم*

و كأن نيزكا نزل على القبة المشكلة من حاجز المانا، إنفجر المكان و تصدعت الأرض مع إرتفاع غيمة من الغبار.

هالة مقاتل الإنصهار إضافة لقانون الأرض إضافة لسلاح مقدس.

هجوم كهذا بالفعل يطابق لحظة نزول نيزك بمقدوره تفتيت الجبال، فما بالك بحاجز مانا، لكن ما حدث كان العكس تماما.

قبة حاجز المانا كانت أصلب من أي معدن على الأرض و قد أخذت نمطا جديدا مع عدة أشكال سداسية تشبه درع السلحفاة.

مع كل طاقة الحياة التي إمتصتها الذراع الهلامية ، قوة الساحر إرتفعت لمستوى ساحر عظيم.

" أهذا كل ما لديك أيتها الساقطة ؟، أهذه قوة عالم الإنصهار الذين تفتخرين بها"

" أيها اللعين "

صرخت تشان لين، و أسقطت على الحاجز الصدفي وابلا لا يحصى من الهجمات المتتالية، لكن بلا فائدة

2020/02/05 · 692 مشاهدة · 807 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024