"قلت ماذا؟"
أعادت لين تشان لاو والدة هان سول السؤال على الضيف الشاب غير مصدقة ما تسمعه، ليعيد هو كلامه
"لقد ذكرت انك مطلقة،وحدث أني أعرف الأرمل الذي يليقك بك، كما أنه يفوقني وسامة فما رأيك؟"
بقيت لين تشان تحدق بذهول في وجه جين، بينما ايلين هي من قطعت الصمت متحدثتا بلسانها
" هل أنت مجنون؟، منذ دقائق كنتما تتشاجران كالديوك و الآن تريد تزويجها لأخيك، حتى أنك لا تعرف عنها شيئا"
الشيء الوحيد الذي خطر في بال إيلين هو أن العريس الأرمل قد يكون قريبه، أو على الأقل شخص عزيز عليه و في منزلة أخ له، و لأن صديقتها إمرأة لا يختلف إثنان عن مدى جمالها يريد أن يزوجه بها، لكن جواب جين نفى كل توقعاتها
"إنه ليس أخي ومعرفتي به سطحية للغاية، في الحقيقة هو طبيب و صانع حبوب معروف، و حاليا هو يقيم هنا في هذه القرية"
حدقت لين تشان بالفتى غريب الأطوار و في رأيها أنها ليست بحاجة للسؤال عن قواه العقلية، لأن من يحاول تزويج إمرأة لا يعرفها برجل لا يعرفه هو بالتأكيد مجنون، و يجدر بها إكمال ما بدأته سابقا و التخلص منه فورا
"أيها الفتى لما لا نناقش الأمر خارجا...... إنه فعلا وسيم"
جين أخرج ورقته الرابحة و أراها صورة العريس، نصف جان نصف بشري مع شعر أسود و عيون زرقاء كالكريستال و إبتسامة تخطف الأنفاس، حتى لين تشان التي طالما طاردها مختلف الرجال حدقت في الصورة لبرهة
" حتى و لو كان وسيما، انا لا أفكر في الزواج...."
"نسيت أن أخبرك أن لديه طفلان"
الصورة الأولى هي الورقة الرابحة، لكن الصورة الثانية فهي الورقة القاضية.
"ظ.... ظ.... ظريفان....ظريفان لدرجة لا توصف..... إنها العدالة.... الظرافة هي العدالة"
التوأم، ولد و بنت في عامهما الثالث و قد ورثا عن أبيهما من الجمال ما جعل لين تشان تمسك بالصورة و تهذي، لكن جين يعرف أن عقلها لا زال يعمل و عليه ختم الأمر بديباجة مناسبة
"لا فائدة لي أرجوها من هذا الزواج، أنا فقط صادف و لمست حبك للأطفال، إنهما يتيمان لم يعرفا حنان الأم، و لا تفكري أنك تسلبين مكانتها في قلب والدهما، فالحقيقة أن الرجل المسكين لم يكن لديه فرصة للوقوع في حب أم اطفاله"
ارتسمت فجأة ملامح الحزن على جين حتى أن نبرة صوته تغيرت و راح يروي قصة العريس الحزينة بأسلوب يذيب الحجر
"كان زواجهما مدبر، بعد أيام من الزفاف اندلعت الحرب و وقع أسيرا، حين أطلق سراحه وجد قبرا عليه شاهد يحمل اسم زوجته و توأمان ضعيفان يحتاجان لإهتمامه..... أهناك من سيهتم بالتوأم أفضل منك، ألا يستحق والدهما زوجة تعتني به هو الآخر، و ماذا عنك أنت لا تزالين شابة و جميلة إلى متى ستبقين هكذا؟"
"لدي إبنة؟"
نبرة لين تشان أصبحت ألطف و من الواضح انه أثر عليها إلا أنها لم توافق بعد
"أعرف، و لديك كل الحق لتقلقي عليها فمع طباعها، حتى أنا سأحتاج إلى معجزة للعثور لها على الرجل المناسب لها، لكن ذلك ليس مستحيلا
"ما الذي تقوله عن صغيرتي، هي بالفعل لديها خطيب"
"ها..... المعجزة حدثت بالفعل، قلبي مع خطيبها"
" أنت.."
"أمزح، أمزح....من طبيعة الأولاد في سنها أن لا يتقبلوا الفكرة، لكن مستقبلا و بعد زواجها سيختلف الوضع، يجدر بك أن تفكري في مستقبلك أيضا"
صمتت لين تشان و لم تقل شيئا، هي فقط حملت نفسها و غادرت.
أما جين فقد كانت على وجهه إبتسامة عريضة و هو يتخيل ردة فعل هان سول، كان بالفعل مستمتعا بذلك.
"ليس كل الأولاد يعترضون، إبني هو ما دفعني للزواج ثانية و الحقيقة أنه كان على صواب"
حدق جين بإيلين مستغربا، وفقا لكلام إبنتها فإنه لا وجود لهذا الإبن الذي تتحدث عنه
"سيدتي ، أشكرك على الضيافة أنا سأغادر"
"جين.......شكرا لقدومك"
' علماذا تشكرني '
و هو يطرح هذا السؤال غادر جين، لكنه لم يبتعد طويلا حتى أحس بعيون تراقبه.
==============
في اليوم الموالي
" لا تقلقا كل شيء سيكون بخير،هذه العمة تعرف والدكما و ستأخذكما فورا إليه"
"هل تعرفين بابا؟"
"أجل يا صغيراي"
أومأت السيدة لين تشان و هي تربت على رأس الفتاة من التوأم.
الأمر أبعد من أن يكون مجرد صدفة، بالأمس التقت بالفتى غريب الأطوار و الذي لسبب مجهول اقترح عليها الزواج بطبيب أرمل، و ها هي الآن تعثر على أطفاله التوأم ضائعين في هذا المكان القريب من منزلها
" هل تستطيعان إخباري كيف وصلتما إلى هنا؟"
"لا أذكر، كنت نائما و جدت نفسي هنا"
'ذلك الوغد اللعين، هل قام بإختطافهم و رميهم أمام منزلي، هذه المرة سأقتله بالتأكيد'
من جهة كانت تلعن جين، من جهة أخرى لم تستطع مقاومة ظرافة التوأم و هما يمسكان بأيديهما الصغيرة بطرفي ثوبها و عيونهم الكبيرة تلمع بالترجي
' إنهما لطيفان فوق التصور..... الظرافة هي فعلا العدالة '
وفقا لما ذكره جين فوالد التوأم طبيب و صانع حبوب، إذا فكل ما عليها فعلها هي الذهاب إلى المشفى في الطرف الآخر من القرية و السؤال هناك
مستمتعا برفقتها مع الطفلين، جالت بهما في كل مكان،و يكفي فقط أن ينظرا إلى شيء ما و هي ستسرع لشراءه لهما، مع كل هذا التدليل لم يعد التوأم خائفين و قد شعت وجوههما بالإبتسامات
و عند مرورها بمتجر الملابس كانت بالكاد تكبح جماح نفسها كي لا تدخل و تجرب كل ألبسة الأطفال الموجودة هناك عليهما، ما منعها هو علمها أن والدهما سيكون ميتا من شدة القلق عليهما.
أخيرا أصبح المشفى على مرأى من العين، كما وقف بعض المعالجين عند المدخل
" أبي يعمل هنا.... هذا صديق أبي، عمي....عمي"
صرخ الطفل بأعلى صوته عندما تعرف على أحدهم لكن لا أحد التفت إليهم، رفعت لين تشان حاجبها مستغربة هذا التجاهل، قبل أن تلمح شيئا تسبب في تغير ملامح وجهها و جعل القشعريرة تجتاحها.
' البعد الأصفر ! '
البعد الأصفر، بواسطة أداة سحرية خاصة يتم إنشاء بعد فراغي منفصل عن الواقع، حتى و لو اندلعت الحرب داخله فإن من يقف خارجه لن يرى و لن يسمع و لن يشعر بأي شيء .
السحر المثالي لمن يريد إحداث فوضى على الأراضي المقدسة، و تجنب غضب قادة الأوريس في الوقت ذاته.
* السجن الصخري*
صرخت لين تشان و هي تضرب يدها على الأرض ليتفعل قانونها و ترتفع جدرانا حجرية لتصنع قبة صخرية أحاطت بالطفلين.
قانون لين تشان هو الأرض، و مع ارتقاءها إلى المستوى السابع و الأخير من عالم الإنصهار كان بإمكانها تسخير الصخور لتشكيل أي شيء فقط مع قوة التخيل.
*بوووم*
تماما كما أنباها حدسها وابل من كرات نارية سقطت عليهم في إنفجارات متتالية ليشتعل المكان في لهيب متصاعد التهم السيدة و الطفلين اللذان معها.