بعد نجاة الساحر جاو مين، هان سول و لي تشوي من فخ الساحر ني بو ساي الذي كان سيضحي بهم في طقوس محرمة، أخذت الفتاتان جياو مين الذي كان يعاني من إصابات داخلية إلى المشفى و هناك تفاجأتا بالعثور على لوي الحقيقي، الجاسوس الذي تنكر جين على شكله، و قد تبين أنه قد تم تخديره و هو في سبات منذ أيام.
"هل أنت بخير؟"
سألت تشوي بعد أن رأت رفيقتها تمسك برأسها
"الحوار مع هيئتي الروحية أصبح مثل الأحلام الليلية، ما أن أستيقظ حتى أنساها"
الإحساس الغامض بأن سيدة القوس أخبرتها شيئا مهما لا يجدر بها نسيانه أصاب سول بالصداع، لتتخلى عن الأمر في النهاية و تتصل
بكال مينغ من خلال سوار الاتصال الخاص، لإبلاغه بالمستجدات،لكنهما قررتا ان لا تذكرا ما قاله ني بو ساي عن عدم امتلاك هان جيان لقوى روحية، مسألة كهذه قد تسبب انشقاقا داخليا بين صفوفهم و لا يستطيعون فعل شيء قبل التحقق من صحتها.
و هكذا اقتصر التقرير عن السحر المحرم و المغتال الغامض الذي تمكن من التسلل إلى منظمة العين الخاصة بهم و استغلهم لتسميم هدفه.
"هل أنتما بخير، هل منحكما مضادا للسم؟"
سأل كال في قلق بعد معرفته بتسممهما، لتطمئنه تشوي و هي تصر على أسنانها
"باستثناء بعض الأعراض المزعجة، نحن بخير"
كان واضحا أنها تكتم غيضها، لكن سول لم تفعل ذلك و صراخها تسبب في ثقب أذن كال الموجود في الجهة الأخرى من سوار الاتصال
"أتسمين الإسهال أعراضا مزعجة، كال اسمعني جيدا أنا أريد معرفة كل شيء عن ذلك اللعين فلن يهدأ بالي قبل أن أغرز سهامي بجسده و أحوله إلى قنفذ بشري"
تنهد كال و هو يضع يده على أذنه التي أصابها الصمم من شدة صراخها
"لقد قابلتم الكيوبيد و عشتم لتحكوا القصة، إنه مغتال متعاقد و لا نعرف من يقف خلفه ،فقط إنسوا ما حدث و لا تتابعوه"
كما هو متوقع من الرجل الذي يعرف كل شيء تقريبا، هو بالفعل لديه فكرة عن ماهية المغتال الغامض
"كيوبيد!!، مغتال متعاقد!!، مع من متعاقد؟"
سألت تشوي في تعجب
"مع أحد قادة الأوريس الذي يشرفون على جزيرة الأسلاف"
من خلال سوار الاتصال الذي ينقل الصورة أيضا، كان بمقدور كال مينغ رؤية ذهولهم
"لا تستغربوا الأمر،الأوريس لا يترددون في اتخاذ تدابير متطرفة عندما يتعلق الأمر بشعبهم و الأجناس الذين ينطوون تحت جناحهم، في المدة الأخيرة تجرأ بعض المرتزقة و التجار على اختطاف أطفال و فتيات لبيعهم كعبيد، الحمقى ظنوا أن أمرهم لن يكشف إذا ما كان الضحايا من المناطق الجبلية النائية.
الأوامر التي أعطيت للمغتالين كانت واضحة و محددة، قتل كل من الخاطف، البائع و الشاري، كذلك ختم طاقة كل فرد من عائلات المجرمين إذا كان متدربا، أو بتر ذراعه إذا كان شخصا عاديا"
أحاسيس مختلطة اجتاحت الفتاتين،تجار الرقيق جلبوا الجحيم لأنفسهم و يستحقون ما سيصيبهم إلا أن الأبرياء من عائلاتهم سيدفعون ثمن خطأ لم يرتكبوه، رغم هذا فإنما سيقاسيه العبيد خصوصا الفتيات منهم لا يمكن تخيله.
" عندما بدأت عمليات التصفية، المتورطين فعلوا المستحيل للنجاة بحياتهم و بطريقة ما تمكنوا من الحصول على أقنعة لها نفس تأثير سحر التنكر لكن بدون أي أثر للمانا، مع حصولهم على وجوه جديدة كان بوسعهم الإستمرار في السير تحت أشعة الشمس بلا خوف، و لمدة من الزمن ظنوا فعلا أنهم نجوا بفعلتهم، إلى أن ظهر الكيوبيد، و اصطادهم واحدا خلف الآخر"
"اووه"
أطلقت تشوي تأوها تعبيرا عن ذهولها، لكن تعقيب كال كان مفاجئا أكثر
"لا يزال الوقت مبكرا على "اووه"، فأنا لم أذكر الجزء المرعب من القصة بعد،المتورطون في الإختطافات على اختلاف الوسائل التي استخدموها والأماكن التي اختبؤوا فيها، جميعهم تم إغتيالهم في اليوم نفسه بل في الساعة نفسها"
ساد الصمت لثواني، و لم تجد الفتيات بما ترد،لو سمعن القصة من فم شخص آخر لما صدقن، أي مخطط هذا و أي أسلوب استخدمه لتحقيق عملية كهذه.
أحيانا الشخص الذي يكون في قلب الحدث يكون عاجزا عن رؤية الصورة الكاملة، و هذا ما حدث مع الفتاتين.
و عندما فكرتا قليلا في حادثة ني بو ساي أدركتا أن المغتال الملقب بالكيوبيد لم يكن عاديا، فمن في العالم يتجرأ على محاولة قتل ساحر عظيم دون إعتبار لمن يدعمونه، و أي سم هذا الذي يسبب مغصا معويا للنساء في حين يدمر جسد الرجال مهما بلغت قوتهم.
الإبتعاد عن هذا المغتال هو بالفعل الحل الأسلم، لكن بقي هناك سؤال يحتاج لإجابة
"كيوبيد، هذا اللقب ليس غريبا عني،أليس هو إسم أحد الآلهة من أساطير الأوريس لكن أي واحد فيهم"
تشوي التي تطالع في السر كل ما يتعلق بشعب الأوريس و ثقافته، بصفتها مرشحة لمنصب زوجة الملك تذكرت اللقب
"إله الموت، أو ربما إله الخديعة"
أعقبت سول بسخرية ، ليجيب كال مينغ
"كيوبيد هو إله الحب"
"إله الحب، كيف لمغتال بارد القلب أن يلقب بإله الحب"
ابتسم كال مينغ و راح يشرح السر خلف اللقب
"بعد إسترجاع الفتيات اللواتي تم اختطافهن، أخذت الشكوك و الإشاعات عن فقدان شرفهن تنتشر، الخاطبين فسخوا الإرتباط وأصحاب اتفاقيات الزواج تراجعوا عن طلباتهم، عندما سمع كيوبيد بما حدث، قام بركل مؤخرة كل وغد تخلى عن امرأته،و من ثم قام بتزويج المظلومات بنفسه، و ليس أي زواج كل فتاة حصلت على الشريك المثالي لها، حتى قيل أن براعته في التوفيق بين الأزواج تفوق براعته في الإغتيال...."
كال مينغ صمت لثانية و قد أدرك للتو سرا خفي عليه سابقا فتسبب ذلك في إنزعاجه و تغيرت ملامحه
"كيف لم أنتبه للأمر،لقد تسلل إلى منظمة العين خاصتي في ذلك الوقت، و حصل على معلومات شاملة عن أهم الأشخاص في جزيرة الأسلاف، لكن ليس من أجل إغتيالاته بل ليبحث عن عرسان للفتيات...... أنا.....أنا.... اللعنة.....منظمتي .... الوداع........ سأقطع الإتصال"
قطع كال مينغ الإتصال،و قد تمكن منه الإحباط حتى عجز عن الكلام، و من حقه أن يشعر بذلك فمنظمة الجوسسة التي بذل جهدا كبيرا لإنشائها قام أحدهم بتحويلها إلى وكالة زواج، إنها إهانة و صفعة لكبريائه.
" المغتال الذي يمتلك جانبا رومانسيا!!، يا له من شخص غريب، ألا توافقينني الرأي"
سول لم تجب عن سؤال تشوي، لأن رعشة إعترتها مع شعور قوي بأن شيئا سيئا و غير متوقع سيحدث
"تشوي، لا أعرف لماذا، لكني متأكدة ان كيوبيد هذا يخطط شيئا ضدي"
حدس المرأة هو بالفعل أحد ألغاز الكون، ففي اللحظة ذاتها و في مكان آخر
تحديدا في منزل السيدة تاي إيلين زوجة سي مار ،كان الشظية جين و الملقبة بالكيوبيد يقترح أمرا على والدة هان سول من شأنه أن يغير حياتها هي و إبنتها
"قلت ماذا؟"
أعادت لين تشان لاو والدة هان سول السؤال على الضيف الشاب غير مصدقة ما تسمعه، ليعيد هو كلامه
"لقد ذكرت انك مطلقة،وحدث اني أعرف الأرمل الذي يليقك بك، كما أنه يفوقني وسامة فما رأيك؟"