بمجرد خروج الظلاميين من حاجز المانا حاصروا جين من كل صوب، محافظين على المسافة التي تبقيهم آمنين من هجمات الظل القاتلة و في الوقت ذاته أمطروه بوابل من الهجمات بعيدة المدى، لم يدم الأمر طويلا حتى تم إيقاعه في الفخ و إيقاف حركته من خلال سحر التقييد.

غير بعيد كانت الهيئة الروحية يومي تراقب المعركة، و قد سمحت لنفسها أن تسيطر بشكل كامل على جسد مالكتها الصغيرةو أجبرتها على النوم.

"ربما يجدر بي التدخل"

برؤية معلمها السابق مقيدا قررت يومي تقديم يد المساعدة، لكن و قبل أن تتحرك من مكانها تراجعت عن قرارها وذلك لأن عيونها الحادة التي ترى مجرى المعركة بوضوح حتى مع بعد المسافة لمحت على ثغر أبيض الشعر إبتسامة و رغم أنها لم تدم أكثر من لحظة إلا أنها كانت بالتأكيد إبتسامة منتصر.

وقف أربعة ظلاميين في تشكيل مربع كل واحد منهم فعل قانونه الخاص كما ظهرت أختام و نقوش غريبة تلاقت كلها في الوسط حيث تم تقييد جين

بعدها مباشرة إرتفع عمود أحمر ابتلع خصمهم حتى صار لا يرى منه سوى صورة ظلية له.

الظلاميون لجؤوا لسلاحهم الأقوى ألا و هو المكعب الأحمر.

في اللحظة التي ظنوا فيها أنهم انتصروا، و كل ما عليهم فعله هو سحبه نحو المكعب ، جاء صوت عميق من قلب العمود الضوئي الأحمر

"أرتيم، هل تريد معرفة كيف تمكنت من قتل كل المختطفين في نفس الساعة رغم اختلاف أماكن اختبائهم"

لم ينتظر جين الرد ليضيف

" الحساب أنا قمت بحساب قوتهم، مناعتهم ، نظام غذائهم و بناءا على ذلك صممت سما خاصا لكل واحد منهم، و كل سم مع فترة حضانة محددة بحيث يكون العد التنازلي كله في الدقيقة ذاتها"

"هذا مبهر، لكن لماذا تذكره الآن؟"

"لأنني فعلت نفس الشيء معكم، مع عدد كافي من الجروح و كل وفقا حالته الجسدية"

التفت الجميع مع بعضهم قبل أن ينفجروا في ضحك

"نقع الخناجر في السموم، نحن نعلم بأساليبك أيها المغتال الشهير، أيها الضخم وزع الإكسيرات التي معك"

أخرج الضخم من مكعبه عدة إكسيرات و وزعها على الجميع ليتناولوها

"متى قلت أنني نقعت خنجري بالسم، أنا نقتعه بإكسير عشبة التنين المنشطة"

في لحظة اسودت ملامح الجميع، عشبة التنين تعرف أيضا بإكسير الحياة، لأن تملأ الجسد بطاقة لأقصى الحدود، لكن و تماما كإسمها فالتنانين لا تقبل المشاطرة و استخدام دواء آخر معها يعود بنتائج عكسية

" هراء، تقول هذا و كأنك كنت تعلم بقدومنا "

"ليس أشخاص بشهرتكم، لكني مغتال و في مهنتنا هذه غالبا ما نصبح أهدافا، بما أني أستخدم السم فمن سيأتي خلفي سيكون بالضرورة سيحتاط للسموم"

الحرص، هذا الفتى يقول أن جميعهم في عداد الموتى لأنه شخص حذر، و بالطبع لم يكونوا ليتقبلوا الأمر

"أنا بخير، كلنا بخير"

"ثلاثة، إثنان ، واحد......."

قلب آرتيم نبض بجنون و كذلك البقية،لكن ليس بتأثير عشبة التنين التي ذكرها بل من الثقة التي يتحدث بها أشهر مغتال في المملكة لكن لا شيء حدث.

"هل أخطأت العد... يا لحماقتي لقد نسيت آخر الأرقام......صفر"

مع آخر حرف تم لفظه تغيرت ملامح الجميع ، انتفخت عضلاتهم و برزت أوردتهم كما أخذت طاقتهم في الإرتفاع بجنون و قد أضاءت أجسادهم و تشبعت بالطاقة و كأنهم على وشك الإختراق.

المعروف عن أغلبية المغتالين هو طلي أسلحتهم بالسموم و التي تتسبب في تخثر الدم في العروق.

من المفارقة أن حرص الظلاميين و حذرهم من المغتال كيوبيد ، جعلهم يتناولون إكسيرا يقاوم التخثر عن طريق تنشيط الدورة الدموية و ضخ الطاقة بالجسد، ليكتبوا بذلك أسماءهم في مذكرة الموت بأيديهم فمع امتزاج الإكسير مع عشبة التنين فاضت أجسادهم بالطاقة.

مع عيون متسعة و زبد يفيض من أفواههم، أمسك الجميع بصدورهم و قد تسارعت نبضات قلوبهمإلى حد الإنفجار

سبعة من أقوى جنود الظلاميين تهاوت أجسادهم في الوقت ذاته ليختفي معهم العمود الأحمر و يخرج الكيوبيد مع إنجاز جديد يضاف لسجله كمغتال.

" مذهل، كما هو متوقع من سيدي"

جاء صوت يومي التي رسمت إبتسامة عريضة على وجهها

" أنت يومي، الهيئة الروحية لتلك الصغيرة!!لماذا تسيطرين على مالكتك، و لماذا تناديني بسيدك؟"

"لقد جعلت آنستي الصغيرة تنام كي لا تسمع حديثنا ، و أنا أناديك بسيدي لأنك كذلك ، فأنت السبب في هيئتي هذه"

"ماذا؟؟"

"لا عليك ستفهم ذلك عندما تسترجع ذكرياتك...."

سكتت يومي فجأة و أشارت إلى الجثث المكومة على الأرض و قد نقصت واحدا

"يبدوا أن الساحر تمكن من النجاة"

" على أحدهم أن يبقى حيا ليروي الحكاية، في النهاية أنا مغتال و علي المحافظة على سمعتي، كما أني أريده أن يقودني إلى سيده فلدي ما أسأله إياه"

ارتسمت على وجه يومي ابتسامة مشرقة، و كأنها تقول له أنك لم تتغير.

" سأوفر عليك العناء و أجيب عن كل أسئلتك، لكن الآن وبصفتي تلميذ الحارس أطلب منك أن تتبعني"

" أنت تلميذة الحارس، لقد كنت أتساءل كيف لم يظهر بعد كل الفوضى التي حدثت، لكن من التلميذ أنت أم الصغيرة مي؟"

لم تجب يومي عن السؤال، إلا أن جين توقع الإجابة مسبقا، هناك كيانان يتشاطران نفس الجسد و رغم أنهما يعيشان معا فكل منهما له حياته الخاصة.

" أصحيح أن حارس الشجرة المقدسة، هو مخلوق ظل"

"أجل، و قد سبق لك أن قابلته، رغم أنه حينها كان متنكرا في هيئة مختلفة"

"آسفة فأنت لا تتذكر"

"ليس ضروريا أن أتذكره ، المهم هو إذا كان بإمكانه المساعدة"

في يد جين ظهرت كرة فضية أثيرية و في وسطها ظل أسود، بل مخلوق أسود صغير متكور على نفسه، و هو على وشك أن يتلاشى

" إنها فتاة ظل و هي تحتضر"

=============

خارج حدود قرية الغصن كان المنظر صادما للغاية، المقاتل المخضرم الذي يشغل منصب زعيم الظلاميين أصبح مدرجا بدمائه و قد غطت الجروح كل جزء من جسده.

ساو يي الذي استخف بزوجة سي مار التي استعارت جزءا من هيئة ابنتها لتواجهه، دفع ثمن استخفافه غاليا و في لحظة وجد نفسه في أسوء وضع.

' من أين اكتسب كل هذه القوة؟'

" ألن تستدعي مقاتل النار خاصتك؟؟"

سخرت ايلين قبل أن تميل رأسها متظاهرة بالتذكر

"اوه....لقد نسيت أن هيئتك و قانونك اللذان افتخرت بهما في الماضي تدمرا مع جسدك السابق، أتساءل ما هي هيئتك الجديدة يا ترى، و لماذا لم تقم بإستدعائها؟ "

أصابت إيلين قلب الحقيقة، تقنية تبادل الأرواح التي تسمح بالحصول على جسد جديد قد تكون تقنية خرافية و أشبه بإعادة الميت إلى الحياة لكن لديها أيضا مساوئها.

الهيئة الروحية الأصلية لا تنتقل مع الروح، والسيطرة على الهيئة الروحية للجسد المضيف ليست بالأمر الهين، فكلما كانت الهيئة أقوى كانت السيطرة عليها أصعب و في حالة أنها تمتلك وعيها الخاص بها فإن تقنية تبادل الأرواح ستفشل.

من حسن حظ تاي جين أن الجسد الذي حصل عليه كان فتيا و صاحبه لا يزال في عالم النشوء و قبل أن تتشكل الهيئة، و إلا لما ظهر سيد الكرة إلى الوجود.

بالنسبة لساو يي فقد كان الحل في استخدام بذرة شجرة الظلام تيفا، و التي عززت قواه و ثبتت أساسه، لكنه هنا و في هذا المكان بالذات لن يجرؤ على استخدام بذرة الشر بلا مبالاة و رغم هذا ففكرة الخسارة ضد زوجته السابقة غير واردة بالمرة

" ايلين، أنت من أردت ذلك فلتتحملي النتائج..... ترانت الصخري هلم إلي"

2020/02/20 · 703 مشاهدة · 1100 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024