" ايلين، أنت من أردت ذلك فلتتحملي النتائج..... ترانت الصخري هلم إلي"

صرخ ساو يي ليظهر خلفه هيئة غريبة الشكل، نشطت الهيئة قانون الأرض الخاص بها لتأخذ شكلا ماديا فالتحمت مع الصخور و من ثم نمت شجرة سوداء اللحاء اندمجت مع الهيئة الصخرية لتصنع مخلوقا هجينا، مزيج بين الوحش الشجري المعروف باسم الترانت، و الغولم المقاتل الصخري.

*كاااا*

زأر الوحش الهجين و ألقى لكمة مدمرة بيده الصخرية زلزلت الأرض لتتراجع ايلين مع سحر الطيران و تحلق بعيدا

لم ينقشع الغبار من الهجوم الأول حتى تبعه بهجوم ثاني، هذه المرة مع ذراع الترانت، حيث امتدت الأغصان كالثعابين و أمسكت بالساحرة المحلقة.

" أمسكتك"

أخذت الأغصان شكل يد عملاقة و راحت تحكم قبضتها على فريستها، و قد ارتسمت على وجه ساو إبتسامة نصر عريضة، إلا أن ذلك لم يدم طويلا و هو يرى شيئا فضي اللون ينسال كالزئبق من بين الأصابع الأغصان

سرعان ما أخذ الزئبق شكل كرة ضخمة و بداخلها كانت السيدة ايلين في تمام العافية و بدون حتى خدش يذكر

"ما هذا الشيء؟، مستحيل إنها الكرة اللعينة"

اتسعت عيون ساو يي كالفناجين حتى كادت مقلته أن تقع، ما يراه أمامه ليست من تقنيات السحرة و لا يوجد أي أثر للمانا ، الإحساس الوحيد الذي تتركه الكرة هو مشابه لهيئة سيد الكرة و الإختلاف فقط في الحجم.

من داخل الكرة العملاقة ، أشارت الساحرة لعصاها لتشرح مبتسمة

" أنا أيضا تفاجأت أول مرة، فكما ترى هناك قوة أخرى ممزوجة مع العصا، قوة عظيمة قادرة على تجسيد روح و هيئة المرحومة يومي و إبقائها بجانبنا، هذه العصا نتجت عن رغبة سيد الكرة العظيم..... ولدي تاي جين"

سيد الكرة نفسه لم يدرك أن حزنه و غضبه على رفيقته التي مات بين يديه لحمايته تسبب في إعادة تجسيدها.

" أنت تتذكرينه !!"

سأل ساو غير مصدق كيف أنها تغلبت على أثر السحر المقدس و لا تزال تتذكر إبنها الذي تم محوه من نهر الزمن و من الوجود

في البداية كانت الذكريات ضبابية و أقرب كونها حلما و ليست حقيقة لكن في النهاية و بظهور إبنها أمامها أصبحت جلية و واضحة في ذهنها.

"قلب الأم لا ينسى، و اليوم ستدفع ثمن محاولتك لإيذاء ولداي"

صر ساو يي على أسنانه و قد ارتفع صوت طحنهم لا إراديا، وجود شخص يتذكر تاي جين يعني أن السحر ليس بالقوة التي اعتقدوها، و يعني أيضا إحتمالية عودة سيد الكرة ليس كشظية زمنية تحمل جزءا بسيطا من قوته، بل ككيان متكامل بمقدوره زعزعة الجبال و تدمير الممالك

*هههه *

سرعان ما انقلبت مخاوف ساو إلى ضحكات هستيرية، إن كان سيد الكرة سيعود فسيجعله يتكبد أكبر الخسائر بداية من الأم التي تحيط نفسها بكرته

" ولداي!، هل قلت ولداي!!، أنت بالفعل امرأة حمقاء،إبنة زوجك المصون لا تحمل دمك، و إبنك العزيز تسكن جسده روح مأفونة"

صر ساو على أسنانه، فكر خسارة وريثه الوحيد لا تزال تجعل دمه يغلي من الغضب.

"إبنك قد توفي من سنين، و هذا الذي تدافعين عنه هو قاتله الذي استولى على جسده"

أفرغ ساو يي كل ما في صدره بالصراخ و أخذ يحدق في وجه زوجته السابقة منتظرا إنهيارها بعد أن أخبرها عن الحقيقة المؤلمة، لكن ما توقعه لم يحدث و ايلين لم تتأثر مطلقا

"أنا أعرف...... أنا أعرف ذلك منذ البداية، لقد عشت ضريرة لمدة طويلة و تعلمت أن أتعرف على الناس و أتذكرهم من خلال أصواتهم ، رائحتهم و حتى الإحساس بأرواحهم، و الفتى الذي عاد إلى حضني بعد الحرب لم يكن نفسه من فقدته، صوته يشبه صوت إبني لكنه مختلف، رائحته مثل إبني لكن روحه مختلفة "

صمتت ايلين لبرهة قبل أن تضيف بنبرة حزينة

" روح إبني كانت مظلمة و باردة تماما مثل روحك، أما روح جين فهي دافئة و ساطعة....أنا أعلم ذلك من البداية، ذلك الفتى جاء يبحث عن أم و أنا وافقت على أن أكون أمه تماما كما وافقت أن أكون أما للصغيرة مي"

"حمقاء"

"ربما، لكنني سعيدة و فخورة بأولادي الثلاثة"

كلمة ثلاثة جعلته يدرك أنها أنجبت طفلا من سي مار، و ذلك تركه مع أحاسيس متناقضة خصوصا مع كرهه الشديد لزوجها.

" سأقتلك أنت و أولادك الثلاثة"

" هذا إذا تغلبت على هجومي أولا، فلا تنسى أن هذه العصا هي انعكاس لهيئة أحد أسياد هذا العالم"

ضربت ايلين بعصاها على الأرض لتتفتت إلى ملايين الأشلاء الضوئية، كل تلك الأشلاء أخذت شكل أوراق الأشجار و اندفعت كسيل جارف غمر الهيئة الهجينة و مالكها.

كما ذكرت والد جين هيئتها إنعكاس بكل ما تحمله الكلمة لهيئة إبنها و أسلوب قتاله.

جين اعتاد على استخدام مهارة ورقة الخريف للدفاع و اندفاع كرته في الهجوم، أما والدته فقد استخدمت الكرة العملاقة الفضية للدفاع و ملايين الأوراق التي راحت تنفجر الواحدة بعد الأخرى للهجوم.

*آآه*

" عيناي"

صرخ ساو يي في ألم و قد تسبب سيل الأوراق اللازوردية في تحطيم جزء من هيئته الروحية لتسل إلى جسده تاركة إصابات متعددة على جسده، لكن الضرر الأكبر كان في عينيه التي اخترقتهما الأوراق التي حافتها أحد من الصلب و أدمتهما.

" واحدة بواحدة"

شمتت ايلين، كيف لا و هي من فقدت بصرها بسببه

"سأقتلك"

صرخ ساو و في نيته فعل شيء ما، من شأنه تغيير نتيجة المعركة، إلا أنه لم يمتلك الوقت الكافي لذلك

تجمد العالم حولهم في لحظة و كأن الزمن قد توقف، حتى و هو فاقد بصره القشعريرة التي اجتاحت أسفل عموده الفقري جعلت العرق البارد يتصبب من جبينه و نبأته عن ماهية الخطر القادم نحوه

" اللعنة، لقد عرف مكاني"

*ووووش*

عمود ضوئي نزل من السماء كعقاب إلهي على هيئة الترانت الصخري، رافضا هذا الوجود المشؤوم الناتج عن بذور شجرة تيفا

الهجوم الضوئي كان ساحقا و الإنفجار مسح كل المساحة المحيطة به، التيار الهوائي وحده ضرب كالإعصار و قذف الساحرة بعيدا عشرات الأمتار.

" ما هذا!!"

مسحت إيلين الدم المتسرب من فمهاو هي تتساءل عما يحدث، من السخرية أن كل هجمات ساو يي عجزت عن إختراق دفاعاتها في حين أن الهجوم الضوئي الذي كان يستهدفه تمكن منها.

تلاشى الضوء المعمي للأبصار كاشفا عن الدمار الذي خلفه، بالنسبة للشجرة الترانت فقد تحطمت لأشلاء، و حتى الجذوع الخشبية التي سقطت على الأرض أخذت تتلاشها و تتحول إلى رماد و أما الجزء الصخري فقد أصبح حجارة صماء هوت على الأرض"

لكن ما لفت إنتباه السيدة إيلين هو أن صاحب الهيئة نفسه لا يزال على قيد الحياة، عندما أخذت نظرة على الدرع الذهبي فييده اليمنى والذي لم يبقى سوى نصفه،فهمت ما حدث .

درع القمر الذهبي، بمساعدة أحد أقوى الأسلحة المقدسة الدفاعية و نظرا أن شجرة الترانت ليست هيئته الأصلية لميتحول ساو يي إلى رماد و تمكن بالكاد من النجاة.

" السنديان اللعينة"

أخيرا أصبح واضحا ، الهجوم الضوئي ، سبب عدم رغبته في استدعاء هيئته و عدم سماحه لحارسه الشخصي الفارس الأسود بالقدوم.

فقوتهم التي مصدرها بذور شجرة تيفا لا يمكن استخدامها في أرض عدوتها الطبيعية شجرة السنديان، و الضوء الذي نزل كالصاعقة قبل قليل مصدره هو شجرة السنديان المقدسة.

" إن لم يكن لديك درع ثاني، فهذه ستكون نهايتك"

رفعت سي إيلين يدها لتتجمع مئات الأوراق المضيئة حولها، مع إشارة من يدها ستجتاحه كالسيل الجارف و تنهي حياته

*بووم*

قبل أن تخفض اليد التي كانت ستنهي زعيم الظلاميين، إنفجرت كرة نارية أجبرتها على التراجع

"سيدي علينا المغادرة"

ساحر في رداء أسود وقف أمام زعيمه و ساعده على الوقوف

" أقتلها، أقتل تلك اللعينة"

"سيدي..."

الساحر المسموم و الذي بالكاد يتمسك بحياته همس

" المهمة فشلت ، لقد مات الجميع و أتباع الحارس في طريقهم إلى هنا"

مع تغير الأوضاع، كان لزاما التخلي عن القتال و مع سحر الإنتقال إختفى الإثنان عن مرأى سي إيلين التي ابتسمت

"من يخطط ضد ولدي، كمن يحفر قبره بيده "

2020/02/20 · 776 مشاهدة · 1189 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024