مذهل هذه الكلمة ستخرج من فم كل شخص سيقف أمام هذا المنظر الذي يسلب الألباب.
عشرات الفراشات الساحرة و الحشرات المضيئة رفرفت بأجنحها حول شجرة نضرة بيضاء اللون تبسط أفنانها على إمتداد عدة أمتار، سواءا كان الليل أم النهار فكل من ضوء الشمس أو القمر سينعكس على لحائها الأبيض ليعطي لمعانا و بريقا لا يوصف، إنها شجرة السنديان المقدسة.
"أيتها الحمقاء، ما الذي تفعلينه هنا و مستخدم تيفا وطأ أرضنا"
بمجرد وصول الهيئة الروحية يومي و المغتال جين الملقب بالكيوبيد، إنفجر صوت غاضب فيهم لم يتبينوا مصدره.
أخذ جين يلتفت حوله قبل أن يرى يومي تقترب من أرنب أبيض يمتلك قرنا فضيا على جبينه.
"تيفا!، هذا يفسر الهجوم الضوئي السابق، لا شك أنه أصبح رمادا الآن"
"لقد نجى و فر بجلده،من هذا الذي يرافقك؟ «
أجاب الأرنب ذو القرن و ذو المظهر اللطيف، بصوت خشن لا يتناسب مطلقا مع شكله، هذا بإفتراض أن الأرانب تتكلم من الأساس.
قبل أن ترد عليه يومي، اتسعت عيون الأرنب ليبدأ في السب و اللعن في غضب
" أنت ... أنت هو ذلك الوغد المتعجرف القبيح من البوابة الشمسية، لماذا لا تزال حيا، لماذا لم يتمزق جسدك النتن إلى أشلاء بعد؟"
بهدوء حملت يومي الأرنب سليط اللسان و أجلسته إلى حضنها و راحت تداعب أذنيه الطويلتين
" أنت دائما عكر المزاج ، هذا سيء لصحتك"
" اوه...اوه.... جيد جدا.... أفركي بقوة قليلا.... أجل ، أجل ذلك الجزء .... اوه"
نظرات الإسترخاء ارتسمت على الأرنب ذو القرن، و يبدوا أن جلسة التدليك حسنت مزاجه و أخرجته من نوبة السب و الشتم، إلا أن ذلك لم يدم طويلا بسبب جين الذي فتح فمه بالسؤال
"ما مشكلة كرة الزغب هذه، لما هي عدائية ضدي؟"
"زغب!!، هي!! "
اهتز فرو الأرنب و انتصبت أذناه ليكشر عن أنيابه، فأصبح يبدوا أكثر جمالا و ظرافة مما هو عليه، لكن كلما ازداد ظرافة ازداد لسانه سخطا و شتيمة
'" حقير، وقح، عديم التربية، أعمى لا يميز شيئا، كيف تجرؤ على تأنيثي و تلقيبي بالزغب، أيها القذر..... لا تتجاهلني أيها الوغد؟"
قفز الأرنب من حظن الفتاة و هو يصرخ و يركل بقدمه الصغيرة رجل جين الغارق في بحر التنوير
" أيها الأرنب، ما هو عملك بالضبط؟"
رفع الأرنب رأسه بزهو مفتخرا
"أنا و بكل تواضع، حراس الشجرة المقدسة"
"حراس، بالجمع!؟"
"بالطبع عقلك الصغير لن يفهم مواهب عظيم مثلي"
في لحظة ارتفعت هالة المخلوق الأبيض، و كبر حجم ظله ليناسب ظل تنين ضخم من الأساطير، بعدها تفرق الظل إلى أشلاء و التصقت بظلال الحيوانات القريبة منها.
كل الطيور و الفراشات أخذت تحوم حول الأرنب الفخور الذي عقد قدميه الأماميتين، و وقف على الخلفيتين في شموخ الأبطال
" أنا المتحكم بالظلال و القادر على تشكيل جيوش من الوحوش الشيطانية"
" أنت مخلوق ظل !، و تمتلك جيشا من ......الفراشات، اوووه...... أقدامي ترتجف "
بالطبع قدرة مخلوق الظل ليست بالهينة، و لا أحد عاقل سيستخف بحشود من الوحوش الشيطانية، جين فقط يتعمد إثارته فليس كل يوم ترى أرنبا يشتم و هو يركل الأرض بقدمه غاضبا.
" سيد داربي، إهدأ من فضلك إنه معلمي السابق فكن لطيفا معه"
"اوووه.... شعور ....جميل"
مع بعض التدليك لفروة رأسه، ضاقت عيون الأرنب استمتاعا، لكن جين لم يشأ أن يترك سريع الغضب في حاله فراح يكتم ضحكاته مرسلا تعليقاته المستفزة
"هههه....داربي، إسمه داربي"
"انظري لهذا الوغد إنه يسخر مني ثانية، لقد فعل نفس الشيء عندما كنت سحلية نباتية على شكل بطاقة إنتقال، إنه يقودني إلى الجنون، كيف يعقل أنه أخ اللطيفة مي و إبن الجميلة ايلين، إنه لقيط لا شك في ذلك..."
استمر وابل الشتم بينما غرق عقل جين في ذكريات الماضي، ملطخ بالدماء يركض في شوارع مدينة البوابة الشمسية مثل المجنون و كله يأس للعثور على أحدهم.
الشخص الذي كان يبحث عنه يومها لم يكن يعني له شيئا، لقد كان يبحث عنه لأنه يمتلك غرضا معينا، إنها الأداة الوحيدة التي ستمكنه من الوصول إلى مركز الأطلال المخفية و إنقاذ الشخص الذي فعلا يهمه.
"تلك الصغيرة مي هي أختي، و أنت......أنت تلك السحلية المزهرة التي بوسعها التحول إلى بطاقة ، و أنت ......."
همس جين لنفسه، ثم أشار إلى الهيئة الروحية المجسدة و التي رسمت على وجهها إبتسامة لطيفة و أومأت بالإيجاب حتى قبل أن يتم حديثه
" أنا هي تلميذتك يو مي مرحبا بعودتك معلمي، أو ربما علي مناداتك بسيد الكرة العظيم"
مشاعر مختلطة غمرت سيد الكرة، و رغم أن ذكرياته عن أحداث الإختطاف و القتال ضد هايان لا تزال ضبابية إلا أن رؤية روح تلميذته التي توفيت لإنقاذه جعل قلبه ينبض بالدفئ.
*تسك*
بلا أي مبالاة للموقف المؤثر،الأرنب الجالس في حضن يومي نقر على لسانه ساخرا
" سيد الكرة العظيم،أهذا هو سبب عجرفتك *تسك*، كون هيئتك الروحية هي إسقاط السنديان المقدسة ليس بالشيء الكبير، الكرة يين هي مثال للفتاة الطائشة التي تقترن بالرجل السيء الذي يدنوها مرتبة و شأنا"
رد جين على الإهانة كان أن خدش رأسه و تمتم قائلا
"يسلخ الأرنب بعد ذبحه و يتبل ، ثم يطبخ على البخار بعد تغليفه بسعف النخيل"
" من ستطبخ أيها القرد اللعين، المأفون....."
تدخلت يومي كعادتها لتهدئته
" لا تغضب، إنه فقط يمزح، الجميع يعرف أن سعف النخل يستخدم لطهو السمك و ليس الأرانب"
"سمكة !!، أهذا ما استخلصته من كلامه أيتها الخائنة"
بينما كان الأرنب الذي قفز من حضن يومي إلى الأرض يرعد و يزبد و يشتم و يتوعد، تجاهله جين متأملا الشجرة المقدسة و سريعا وجد نفسه في حالة من التنوير.
"إسقاط لشجرة السنديان!!"