حدق جين إلى الشجرة البيضاء المقدسة، و قد اجتاحه دفئ غريب جعله يدخل في حالة من التنوير كشفت له عن أسرار هيئته الروحية الكرة المعروفة بإسم يين و ماضيها.
الليل و النهار، النور و الظلام، اليان و اليانغ من قلب التناقض يولد الإنسجام، و الإنسجام أساس التوازن و قانون العوالم.
كما وجدت السنديان التي أنارت العالم بنورها و أرشدت الأرواح النقية إلى ملاذها وجدت في المقابل شجرة تيفا التي نشأت من الأرواح الحاقدة.
و بسرعة انتشرت و تكاثرت، و رغم أن بذور الشر هذه تحتاج إلى الدماء كي تزهر ، تواجد هناك دائما ذوي النفوس المريضة الذين انقادوا نحو مطامعهم غير عابئين بالنتائج.
وكردة فعل للسنديان لإستدراك الخطر و تجنب الدمار ، ظهرت في مركز العوالم و من البذرة الأصل الكرة الفضية و عرفت لاحقا بإسم يين.
تنانين، وحوش، جنيات، بشر، تهديد شجرة الدمار تيفا بلغ جميع العوالم، و خطرها أصبح على كل المخلوقات الذكية و التي تكاتفت جميعا و وقفت إلى جانب الكرة الفضية للقضاء عليه.
لكن خطر تيفا لا ينتهي فهي مخلوق لا يندثر مع مرور الزمن، و لمواجهته مستقبلا كان على يين البحث عن مساعد يتغلب على نهر الزمن.
كلما كان الضوء أشد كان الظل أقتم، هكذا و باستعارة قوى مختلف المخلوقات ولدت كائنات بهالة سوداء و قلوب نقية بيضاء، عرفت بإسم مخلوقات الظل.
ذكرى أخرى ظهرت في عقل جين، فتاة الظل تونا التي إلتقاها في مركز الأطلال لم تخبره يوما سبب وجودها هناك، الآن أدرك أنها كانت خلف شجرة تيفا التي استخدمها زعيم عشيرة هايان لإحياء إبنه المتوفي.
"أيها الأرنب، ألديك طريقة لمساعدتها ؟"
توقف جين عن العبث مع الظل في جسد الأرنب، و دخل مباشرة في صلب الموضوع حيث أظهر فتاة الظل خاصته و التي لسبب مجهول أصبحت بحجم الكف.
تغيرت ملامح الأرنب و كذلك لهجته
"فتاة حمقاء، من أجل منعك من الإندثار و التلاشي في نهر الزمن ضحت بنفسها"
" أتستطيع إنقاذها؟"
" الظل لا يموت، و دائما ما يولد من جديد"
" أعرف ذلك، ما أريد إنقاذه هو ذكرياتها ، فالذكريات هي حياة المرء فما السبيل لذلك"
وحيدا غريبا، ناسيا لكل شيء و منسيا من طرف الجميع، استيقظ جين في هذه الأرض و لسبب غريب لا يتذكر سوى مهاراته التي لا يشق لها غبار في فن الإغتيال.
حتى و هو فاقد لذكرياته كان يدرك أن بعضا من هذه المهارات لم تنتمي إليه بل كانت للمخلوق الصغير الذي ينام بهدوء في مجاله الروحي.
شعور المودة و الواجب اتجاه هذه الفتاة الصغيرة، منحه هدفا لمساعدتها و هذا مكنه من الصمود و الحفاظ على رباطة جأشه.
جين يعرف جيدا أن ثمن تجديد حياة الظلال هو ذكرياتها، لكنه بصفته الشخص الذي ذاق مرارة العيش بلا ماضي كان عازما على إعادة فتاة الظل إلى طبيعتها، حتى و إن كان لا يتذكر كيف كانت عند لقائهما.
" أجل، هناك وسيلة؟ ، على الشظية الزمنية أن تختفي، و ليست أي شظية أنا أعنيك أنت، الشظية الأساسية، فهل أنت مستعد لدفع هكذا الثمن؟"
" لا"
صرخت يومي و صاحت بالأرنب في غضب
" كفاك جنونا، إنها بالفعل معجزة أن سيدي لم يختفي بعد تعرضه لسحر مقدس، الطريقة الوحيدة لبقائه هو تعزيز الشظية الرئيسية بقوى باقي الشظايا "
خدش جين رأسه، من الغريب بالنسبة له سماعهم يتحدثان عن نسخ أخرى له، بطريقة ما يدرك أن جسمه ليس طبيعيا، لكن مفهوم الشظايا الزمنية لا يزال يربكه
"هل تقولين أنه علي تدمير نسخي الأخرى ، و إمتصاص قواهم و ذكرياتهم كي أنجوا؟"
" كي تصمد، أما النجاة فليس مضمونا"
" علي أن أقتل نفسي عدة مرات لأمدد المحتوم، يبدوا أن مستخدم السحر المقدس مستميت في فكرة تعذيبي قبل إزالتي من الوجود، بالمناسبة هل لديكما فكرة عن من يكون هذا الساحر العظيم"
الأرواح مختلفة عن باقي المخلوقات، المكان و الزمان لا يعني لهما شيئا، و عندما يرغبان في معرفة حدث ما فهم فقط سيعلمون، و كأنهم كانوا هناك ساعة الحدث، لكن و بسبب أن السحر المقدس أحدث إضطرابا في سير الزمن، فالأرواح لا تعرف الجواب و لذلك ردت يومي بالنفي
"لا علم لدي، لكن يمكنني إستثناء سحرة الجوهرة السماوية"
ما تقصده يومي ، أن إثنان من شظايا جين تحققت بالفعل من الساحر ني بو ساي و زي يون، أما زوج والدته السيد سي مار فهو فوق مستوى الشبهات.
أضاف دابي الأرنب
" الأخوان زاركيل لن يخالفا معتقاداتهم و يؤذيا سيد الكرة، فهو مالك إسقاط شجرتهم المقدسة، فلا يبقى سوى إثنين ساحر مملكة الأنهار و ساحرة الجزر العائمة، لكن أولا ما هو قرارك بشأن الظل الذي معك و ماذا قررت أن تفعل؟"
نسخة تاي جين، المغتال مستخدم فنون الظل كيوبيد انحت شفاهه عن إبتسامة و أجاب
" الآن و قد فهمت كيف تعمل الشظايا، فهل يحتاج الأمر إلى السؤال؟"