" علمت أنك لن تتخلي عني، إبنتي العزيزة"
الملك عندما رأى حفيده سانغ يهدأ، قفز بلسانه ليلعب على وتر الأبوة في محاولة كسب إبنته إلى جانبه، لكن النتيجة كانت أسوء مما توقع، و كان عليه أن يلتزم الصمت
" ما......ما هذا!؟"
سأل الملك و هو ينظر إلى القيد الذي كبلته به إبنته، قبل أن يتبين أنه قيد لختم الطاقة و الذي يستخدم على المجرمين عادة.
هذه المعاملة جعلت جسده بأكمله يرتعش من الغضب
" كـ......"
صرخ الملك بأول حرف من فمه، لكنه سرعان ما وجد نفسه مضطرا لإبتلاع باقي الكلام، نية القتل المتصاعدة و النظرة الحادة المرعبة على وجه هان ايدن لم تكن مطلقا نظرة إبنة لوالدها، بل نظرة عدو سيفتك به إن لم يحسن اختيار كلماته
بصوت بارد يخلوا من العواطف نطقت السيدة الأولى و كأنها تصدر الحكم على شخص غريب
"سيد هان تسو، لقد خنت وصية الأسلاف، و تخليت عن عائلة تايمينغ التي وجب علينا نحن الأحفاد حمايتهم، و عليه و بالنيابة على كل أفراد العائلة نتبرأ منك و من أفعالك..... أنت لم تعد ملكا"
بعد هذا التصريح أصبح الصمت سيد الموقف، حتى أعداءهم الظلاميين لم ينطقوا بحرف واحد.
وجه الملك المنبوذ، أصبح أكثر شحوبا و كأن آلام إصابته و الضرر من السم الذي يجري بعروقه لا تساوي شيئا أمام حقيقته التي ستكشف للجميع.
هذا الشعور جعله يتمنى لو أن أسلحة سانغ اخترقت جسده و مزقته، إنه ما يعرف بالعار.
' تايمينغ...... تاي!!....لما يبدوا الإسم مألوفا؟، لماذا أشعر و كأنني على علم مسبق بهذه القصة!؟'
فكرت هان سول في ذلك و عقلها الذي يحاول جاهدا تذكر ما نسته عاجز عن ربط جميع الخيوط، تمنت لو أن السيدة الأولى تعطي المزيد من التفاصيل، لكن تصفيق الرجل الذي بقي صامتا طيلة هذه المدة، و كأنه كان مستمتعا برؤية هذه الدراما العائلية الممتعة جاء ليأكد أنه ليس الوقت المناسب.
*طاك، طاك، طاك*
ارتفع صوت التصفيق، كما لمعت عين ساو يي السليمة, قبل أن يشير إلى هان سول طالبا المساعدة
"فتاة هان الفرعية ، رجاءا خذي الملك العجوز .... أعني الملك السابق لبر الأمان "
" آآه....."
أطلقت سول تأوها طويلا، كيف لا و هو من يسألها مساعدة عدوه اللدود
" العار..... العار.... هذه الكلمة أجمل من بكثير من الإنتقام، لقد غيرت رأيي، على الملك أن يعيش، و على الجميع معرفة فضائله"
ساو يي الذي رأى في تطور الأحداث مسارا أفضل لخطة إنتقامه بتدمير سمعة عدوه أولا أصبح حريصا على حياة الملك.
للمفاجأة، فإن السيدة الأولى تفكر في الأمر ذاته، و أشارت لهان سول أن تنفذ ما طلبه منها زعيم الظلاميين.
و هكذا وجدت هان سول نفسها تجر الملك الذي ختمت قوته من ياقة ثوبه بعيدا، لكن و لسبب غامض ارتسمت على وجه الملك المذلول إبتسامة خبيثة.
' فرصة..... لا تزال لدي فرصة'
يد الملك هان تسو المقيدة عند المعصم، ضغطت بشدة على مكعب أحمر اللون.
-------
مع عيون دامعة حدق ساو يي بالسيدة الأولى و هان سانغ و قد انحنت شفاهه عن ابتسامة ساخرة
"الأخت، الأخ و الإبن، يا له من لم شمل عائلي،لقد تأثرت فعلا، أنا بالكاد قادر على كبح عواطفي و منع تساقط دموعي"
مسح زعيم الظلاميين الدموع الزائفة و أضاف
"أنا لن أسمح بتفرقتكم ثانية، و عليه و بعد أن يقوم الأخ الضال هنا بسحقكم، سأحرص على بعثكم ثانية.... ثلاثتكم ستخدمونني كعائلة من الجثث فما رأيكم؟"
أمام السخرية و الإستفزاز،ردة فعل السيدة الأولى كانت فقط أن رفعت حاجبها في استغراب، فعقلها كان يحاول إستعاب أمر آخر
"واو... إبنك أيضا سليط اللسان، يبدوا أنها صفة وراثية سائدة فحتى بعد أن سكنت جسده روح مغايرة لم تختفي"
صر سا ويي على أسنانه و قد تفاجأ كونها لم تفقد ذكرياتها، موضوع إبنه كانت مسألة حساسة عنده، و هذا الإنفعال لم يغب عن عيون هان ايدن التي راحت تصب الملح على الجرح
"على ذكر لم الشمل، سمعت أنك زرت عائلتك في قرية الغصن ، هل صحيح أن إبنك قتل أتباعك في حين قامت زوجتك السابقة التي لا تبصر بتمريغ أنفك في التراب"
انقلب السحر على الساحر و في معركة الكلام خسر ساو يي، الذي انقلبت عينه الوحيدة إلى اللون الأحمر و برزت عروق جبينه من الغضب
" سنرى من سيضحك أخيرا، أيها الفارس تعرف ما عليك فعله"
سلت الدمية التي لا تخالف أوامر سيدها سيفها ذو النصل العريض، هالة سوداء مشؤومة لفت السيف و بتلويحة منه شكلت شفرة سوداء بمقدورها قطع أي شيء يقف في طريقها، لمع سيف أبيض في يد السيدة الأولى و أخذت موقفا دفاعيا استعدادا لصد الهجوم، لكن في لحظة الإصطدام اختفت الشفرة السوداء.
كان ذلك سحر الأبعاد، إختصاص أخيها الذي كان في واقع الأمر ساحرا و ليس فارسا
" سانغ، إنها خلفك"
* كلانغ*
لم تكن خدعة كهذه لتمر على سيدة السيف الأولى، و مع تحذيرها الذي جاء في الوقت المناسب تمكن إبنها بالتبني من صد الشفرة السوداء.
"دع والدك لي، وتولى أمر ساو يي"
و كأن هان سانغ كان ينتظر هذا الطلب، انقض على زعيم الظلاميين مطالبا برأسه
" أيها اللعين، ستدفع ثمن ما فعلته بوالدي"
سقطت الرماح و السيوف على زعيم الظلاميين بلا توقف، و لو لا قانون الأرض الذي صنع به جدار منع عنه الأسلحة لتحول للحم مفروم
" أنياب الأرض"
ارتفعت أعمدة شائكة من تحت أقدام سانغ فقفز متراجعا، قبل أن يعيد تنفيذ حركته المفضلة، و يحرك بإرادته عدة أسلحة مختلفة و يسقطها على خصمه، الفرق الوحيد هو النيران التي ارتفع لهيبها و غطت الأسلحة لتضاعف من قوة إندفاعها
" ألا تجيد شيئا غير هذه الحركة"
سخر ساو يي، و قد علقت الأسلحة بجداره الترابي و انطفأت نيرانها
" بالطبع لا"
*سبلاش *
انفجرت الدماء من كتف ساو يي نتيجة قطع حاد و عميق، دون أن ينتبه كانت شفرة رياح شفافة عرفت طريقها و عبرت من دفاعه.
" قانون الرياح!!"
تراجع ساويي سريعا، وقد اتسعت عيونه غير مصدقا سقوطه في الفخ، وفقا لمعلوماته و لما رآه قبل لحظات فالفتى سانغ هو مستخدم لقانون النار، فمن أين ظهرت شفرة الرياح
" ما مشكلتك أيها العجوز ألست مطلعا على التحديثات، هذه الأيام تعزيز الأسلحة بسحر العناصر أمر شائع"
و كأنه ينتقم من كل تعليقات ساو السابقة، حان أخيرا دور سانغ للسخرية.
" أطفال هذه الأيام !!!"
هز ساو يي رأسه ويده تضغط على جرحه النازف،اكتشف أن تأثير إبنه على طلاب المعهد أكبر مما يتخيل، حتى هان سانغ الذي اعتاد أن يكون مباشرا في قتاله، أصبح يلجأ للخداع و أخفى قانونه كبطاقة رابحة.
في الماضي خسر هانغ سانغ أمام خدع و حيل جين بطريقة مخزية ، و قد ترك ذلك أثرا بالغا في نفسه، لم يزل حتى باختفاء ذكريات جين من عقله.
من جهة أخرى كان قتال الأخ و الأخت يمضي في طريق مسدود، فبالرغم من التفوق الواضح لمهارات السيدة الأولى فنظرا لدفاع الدرع الخشبي الأسود و حقيقة أن من بداخلها جثة هامدة هجماتها لم تعطي أي نتيجة.
" أيها الفارس الأسود، فلتنهي الأمر"
بأمر من زعيم الظلاميين انتشرت هالة سوداء ابتلعت الجميع باستثناءه، فجأة وجد هان سانغ و السيدة الأولى نفسيهما في البعد المظلم ، عاجزين عن السمع، الرؤية، و أي الشعور بأي حاسة أخرى.
ذلك هو السحر نفسه الذي أسقط السيدة الأولى في يد الظلاميين في المرة السابقة.
** ههههه**
في القاعة الفارغة تردد صدى ضحكات ساو يي الجنونية، الإنتقام الذي سعى من أجله سنينا تحقق أخيرا و قضى على عائلة هان الخائنة.
واحد من أهدافه تحقق أخيرا، و بقي الآن عليه استرجاع جسد إبنه من روح المدعو بسيد الكرة، لكن الوقت ليس في صالحه فهذا الأخير مهدد بالإندثار بسبب السحر المقدس.