" ما الذي يحدث بحق الجحيم!؟"

صرخ الملك السماوي في غضب، قبل أن يسحب قبضته من حفرة الحائط التي تسبب فيها أثناء فورة هيجانه

دون سابق إنذار كانت أوراقه المخفية تكشف الواحدة بعد الأخرى، و خططه التي بذل الدم و العرق لتحقيقها تفشل على التوالي

البداية كانت بالأنباء القادمة من مملكة النجمة السماوية.

الظلاميون الذي كان يدعمهم في الخفاء من أجل السيطرة على مملكة النجمة السماوية، و الذي يفترض أن يحقوا نصرا سهلا بعد تفعيلهم لسحر الإخضاع تلقو هزيمة نكراء و تم كسرت شوكتهم بشكل نهائي.

في الوقت الذي كان سيسأل أتباعه أن يأتوه بتفاصيل هذه النتيجة الغير متوقعة، و صله خبر إختفاء حورية البحر من القصر الملكي و كيف أن المبعوث استبدلها بساحرة تنكرت على شكلها.

و إن لم يكن هذا كافيا لإثارة جنونه، فنتيجة الكشف عن سحر الإندثار السلبية كفيلة بذلك.

" مصير الشظايا هو الإندثار، أليس هذا كلامك ؟"

وهج بارد تقشعر له الأبدان صدر عن الملك السماوي و هو يحدق في ساحرته، فذكرياته عن الرجل الذي في سبيل التخلص منه تخطى كل الحدود لم تختفي من عقله

رغم هذا فتهديداته لم يكن لها أي تأثير فحالة الساحرة العظيمة أسوء من أن تؤثر عليها الكلمات

" سيد الكرة عاد.......لقد عاد.... لا مهرب من المستقبل....سينتقم.... هو سيحرره ....و الآخر .... سيمزقني......سيعذبني...."

في اللحظة التي شعرت فيها بعودة سيد الكرة، دخلت فيها الساحرة المتنبئة في نوبة رعب هستيرية، من شدة خوفها بدت أكبر بعشر سنوات.

ذكريات الخط الزمني الآخر، حين وقعت تحت تعذيب أشتيريا انفجرت دفعة واحدة في ذهنها،كان هذا مشابه تماما للمرة الماضية، الملك السماوي أسرع إليها يهزها من أكتافها و يهدئها

" هينتا، تمالكي نفسك ، ألم تتخلصي بيديك من وعاء أشتيريا"

تذكر ذلك جعلها تهدأ قليلا، لكن هذا لا يعني مطلقا خروجها من دائرة الخطر، لا يزال هناك إمكانية لظهور وعاء آخر مستقبلا.

محاولة تغيير مصيرها في المستقبل منذ البداية مغامرة تحتمل النجاح أو الفشل، تعلم جيدا أكثر من غيرها أنها كلما حاولت تغيير المستقبل أكثر كلما كانت ردة فعل نهر الزمن و هو يحاول العودة إلى مساره الأصلي أعنف.

السر في تغيير المستقبل، هو تغيير الأحداث التي تؤدي إليه، و مع قدرتها لرؤية المستقبل السابقة وضعتالخطة المثالية للنجاة من نهر الزمن.

"أجل، لقد تخلصت من المطهرين و وعائهم"

"إذا إجمعي شتات نفسك و ركزي على العدو الذي أمامنا، سيد الكرة خصم صعب لكن ما دام الفتى الأسمر في حوزتنا فلن يجرؤ على فعل شيء"

نظرت الساحرة إلى جسد الفتى الذي استطاع الوقوف و القتال ندا لند للملك السماوي.

الضمادات لفت ظهره حيث طعن غدرا، و لو اخترق الرمح جسده أكثر قليلا لوصل قلبه، رغم هذا فلا يمكن القول أنه سينجوا، فهو مثل الجثة لا يكاد يتنفس و الهالة الصادرة منه ضعيفة كأنها شعلة ستخبوا مع أقل نسيم.

البطاقة التي ذكرها الملك السماوي في وقت سابق، ما جعل دو باي يكذب على رفاقه و لا يخبرهم عن هوية تورا تيان الحقيقية هي دو باي.

فتى الهيئة الأسطورية نجى بأعجوبة من الموت، و رغم التهديد الذي يشكله على الملك السماوي بكونه مقاتل سماوي مستقبلا، قام هذا الأخير بإنقاذه من أجل السيطرة على العبقري كال مينغ و ضمه إليه.

نشطت الساحرة العظيمة دوائر سحرية علاجية محدقتا في ملامحه

" كل ما يمكنني فعله هو إبقاء حالته مستقرة، للأسف هذا الوسيم لن ينجوا"

" أبعدي يدك القذرة عن أخي"

قفزت الساحرة إلى الخلف في ذهول

" من هناك؟"

دوى سؤال الملك السماوي في لهجة طاغية، لكن لا جواب، بدلا من ذلك ظهر من العدم شق أسود في الفضاء و من الشق خرج كائنان أخضران يمشيان في تمايل

" با.....بازلاء!!.....، هذا وحش نباتي"

في الوقت الذي استوعب في الملك و ساحرته الوضع البازلاء كانا يحملان جسد دو باي نحو الشق الأسود

" توقفوا"

قفز الملك ليمنع المخلوقات الخضر من أخذ آخر بطاقاته، و هو يمد يده كان يرى كيف أنه و بدلا من أن يقترب كان يبتعد أكثر و أكثر

" سحر مكاني..... إلغاء"

إهتزت القاعة من الموجة السحرية التي أطلقتها الساحرة هينتا لإلغاء سحر الأبعاد، لكن حركتها جاءت متأخرة، البازلاء عبروا رفقة دو باي الشق الأسود الذي اختفى تماما كما ظهر.

"اللعنة، من هذه...... ما كان هذا؟.... ما الذي يحدث معنا؟"

لم يكن لدى الساحرة أجوبة، الشق الأسود هو بكل التأكيد سحر الإنتقال بين الأبعاد لكن ليس مجرد سحر عادي، عيون الساحرة العظيمة اتسعت لآخرها عندما تأكدت من شكوكها

" مستحيل..... إنه سحر مقدس!!"

تسارع الأحداث الأخيرة غير منطقي بالمرة و كأن كل شيء يسير ضدهم،مخططاتهم تفشل الواحدة بعد الأخرى و لو لا تأكدها من وفاء أتباعهم لاعتقدت بوجود خائن

' هناك شيء واحد يفسر كل شيء، لكنه مستحيل...'

فكرة جنونية خطرت في بال الساحرة و لم تجرؤ على قولها

*هههههه*

إنفجر الملك فجأة في ضحك هستيري مرعب، ملامحه تغيرت و انحنت شفاهه عن إبتسامة تقشعر لرؤيتها الأبدان

" أتعرفين لماذا لم ألجأ إلى القوة، أتعرفين لما لم أجلب الجيوش و أنتزع عروشهم بحد السيف، لأن توحيد البشر تحت راية واحدة مجرد محطة في طموحي و لم أشأ أن أضيع وقتي و مجهودي على المقاومات الناجمة قبل و بعد الإحتلال لكن بما أن الحمقى يتصرفون كوحش هيدرا، و كلما قطعت رأسا نبت إثنان........فطريق الدم هو الأقصر"

في نظر الملك السماوي البشر مخلوقات غريبة يتحملون كل سخافات ملوكهم وجشعهم دون أن يقولوا شيئا لكن و في لحظة قدوم عدو جديد حتى و لو كان أفضل مئة مرة من ملوكهم تخب فيهم فجأة روح الوطنية.

كل مخططاته للسيطرة على الممالك من الداخل دون اللجوء للحرب و الدماء، كانت للحفاظ على قوته من أجل معركته الكبرى ضد الأوريس

" هينتا، أعلني الحداد فولي العهد تورا تيان قد مات..... و الملك السماوي قادم للمطالبة بعرشه"

2020/07/09 · 603 مشاهدة · 882 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024