جزيرة الأسلاف،أمام شجرة بيضاء شفافة و التي تعرف باسم السنديان المقدسة، وقف رجلان أمام أرنب أبيض ذو قرن.
تقدم بالسؤال أولا ساحر يفيض بطاقة المانا
" ما قولك ، أيها الحارس؟"
حك الأرنب أذنه بقدمه و أجاب متذمرا
"و كأنه لدي أي خيار، ذلك الوغد الصغير يتلاعب بنا فقط لأنه رأى المستقبل"
ابتسم سي مار دون تعليق و وضع كفه على شجرة السنديان مستعيرا قوتها اللامحدودة، في لحظة هالة مضيئة لفت جسده و ارتفعت المانا لديه لمستوى لا يمكن قياسه
غير بعيد عنهم لمعت دائرة سحرية قبل أن تطلق عمودا ضوئيا وصل عنان السماء
" سحر الإنتقال الآني المقدس!!"
همس الرجل الثاني و هو من عرق الجان، غير مصدق أن في هذا العالم سحرا بمقدوره تجاوز المحيط الشاسع وصولا للقارة الثانية.
ببطئ تلاشى العمود الضوئي كاشفا عن فتاة مع شعر قرمزي تستند على كتفها سيدة شقراء نائمة
" أين أنا، كيف وصلت إلى هنا؟"
ليان التي أصابها ضوء سحر الإنتقال دون سابق إنذار كانت في غاية الإرتباك و هي تحدق بالرجلان رفقة الأرنب.
ليان كان قد أصابها الدوار من كثرة ما استخدمت سحر الإنتقال هذا اليوم، في البداية كان عليها الإنتقال رفقة تان سو من مملكة الأنهار إلى حدود الجزر الطائرة بقصد إقتحام إستراحة الملك و إختطاف المرأة التي يحب، لكنهما تفرقتا بعد إضطرارها للفرار بسبب أشتيريا
رغم هذا كانت ليان ذكية، و استغلت فرصة قتال أشتيريا ضد الملك السماوي لتكمل مهمتها و في الوقت الذي كانت تفكر فيه أين يجب عليها أن تخبئ الحسناء النائمة، ظهر عمود ضوئي و سحبها إلى جزيرة الأسلاف
" سيد سي مار؟"
احتاجت ليان لثواني لتميز من قام بإستدعاءها، كان نحيلا لدرجة أن ملامحه تغيرت، البقاء مطولا في المكعب الأحمر كان له تأثير سلبي على الرجل المعروف بأنه أكثر السحرة وسامة.
و قبل أن تسأله عما يجري هنا، قرب الساحر سي سوار الإتصال إلى فمه متحدثا
" عزيزتي، لقد وصلت إنها هنا"
جاء صوت نسائي متحمس من الجانب الآخر للإتصال
" حقا، أخبرني بكل شيء ، كيف تبدوا ؟"
" لقد أخبرتك مسبقا عن ذلك"
" كل ما قلته هو أنها فتاة جميلة و لطيفة، أنا أريد تفاصيلا أكثر دقة، و إياك ان تنسى شيئا"
تنهد الساحر المغلوب على أمره و راح يتفحص الفتاة محاولا وصفها، لكن خانه التعبير
" إنها جميلة..."
" أتسمي هذا وصفا ؟"
صرخ الصوت الأنثوي من خلال السوار، فتدخل الجان الذي كان برفقته متوليا عملية الوصف
"إنها جذابة جدا، لديها شعرها قرمزي طويل يصل لخصرها، عيون زهرية مع وجه جميل، و جسم متناسق......."
صمت الرجل لوهلة قبل أن يتفحص جسدها ثانية من الأسفل إلى الأعلى
"بالنسبة لطولها و شكلها الخارجي، فبإمكانك أن تتخيلي رفيقتك لين تشان و هي في صباها"
" حقا،يا لسعادتي إنها مثالية "
بعيدا عن مناقشة الجان و المرأة من السوار ، كانت الدماء تغلي في رأس ليان و كانت هالتها البيضاء تتصاعد بجنون و تتجمع في المفصلة الفولاذية
" هل تتغزل بي، أيها الوغد المجنون؟،....... لين تشان، أليس هذا إسم والدة هان سول؟"
بسماعها لاسم والدة صديقها أخفضت ليان هالتها قليلا لكن لم تخفض حذرها
تنهد سي مار على هذا الموقف الغريب، و تدخل ليوضح الأمور
" كان علي أن أعرفك به أولا، إنه السيد مو طبيب الجان المشهور و زوج لين تشان والدة هان سول"
اتسعت عيون سول في ذهول و راحت تسأل في إستغراب
" سيد مو!!، طبيب الجان!!، متى تزوجت السيدة تشان!؟"
خدش الطبيب رأسه مبتسما
" حدثت الأمور بسرعة، المهم الآن أنا طبيب، و يفترض بي أن أساعدكم على إيقاظ السيدة النائمة التي برفقتك "
زال توتر ليان قليلا لكنها لا تزال في حاجة للتأكد من صدق نواياه من سي مارو الذي للأسف لا يزال مستمرا بالحديث من خلال سوار الإتصال
" عزيزتي، علي أن أقطع الإتصال فلدي الكثير من الأشغال"
"فقط لا تتأخر كثيرا،و لا تنسى إحضارها معك"
انتهت المكالمة أخيرا و تنفس سي مار الصعداء ، زوجته أصبحت صعبة المراس فلا تزال غاضبة من إختفائه و تركها وحيدة مع طفلين، و رغم أن الظروف هي من أجبرته على ذلك، فمصير العالم على المحك، لكن ذلك لم يشفع له المغادرة مع رسالة مفادها سأغيب بعض الوقت فلا تقلقوا.
لحسن حظه قدوم الفتاة التي يحبها إبنها، رفع سخطها عن كاهله.
أما ليان فأخيرا انتبهت إلى ماهية السيدة التي كانت تسأل و بإلحاح عنها
" لقد قال عزيزتي، مما يعني أن من كان يحدثها هي والدة جين..... أنا متوترة جدا من مقابلتها...."
فجأة تذكرت حديثها مع طبيب الجان، مما زاد من إضطرابها
"اللعنة، لقد ناديت زوجة صديقتي بالوغد المجنون"
صمتت ليان فجأة و ارتعش جسدها و أصبح وجهها أحمرا تماما
" هل كنت أتحدث بصوت مسموع؟"
تفاديا لإحراجها أكثر، قال الجان متظاهرا بأنه لم يسمع شيئا
" عفوا، هل قلت شيئا ما؟"
** كفوا عن سخافاتكم أيها الحمقى، أنت أيها الساحر المزعج متى ستبدأ في علاج زوجة أشتيريا **
صراخ الأرنب الغاضب أجبرهم على العودة للمهمة، و بالطبع ليان حدقت في ذهول بالأرنب المتحدث.
بتوجيه من الماجي نقاط ضوئية تشكلت من خلال الطاقة المقدسة لشجرة السنديان نزلت على الشقراء النائمة.
بعد السحر جاء دور الطب، تقدم طبيب الجان من الشقراء ليضع أنامل يده على رأسها
في حركة غير متوقعة اجتمعت كل الأضواء السابقة عند رأس الحسناء النائمة، ببطئ أخذت الأضواء تأخذ شكلا واضحا و مفصلا، في النهاية إرتفع الشكل في الهواء ليصنع إسقاطا ضوئيا لدماغ بشري
" امم، هناك ضرر كبير على الخلايا العصبية،الجراحة ستأخذ وقت طويلا ، من الأفضل صنع مجال زمني"
أومأ سي مار بالإيجاب و قد توقع أمرا كهذا، فحتى مع دمج السحر و الطب يستحيل أن يستعيد المرء عافيته بسرعة، و الوقت هو نقطة حساسة الآن، فيجب أن تستيقظ هذه المرأة قبل أن يدمر زوجها العالم.
داخل المجال الزمني، وقف طبيب قارة الأوريس الأول و هو يحدق بالدماغ النصف شفاف، لتلمع شفرة المشرط في يده و بحركة سلسة تحرك المشرط في سرعة و تناسق لا مثيل له.