" أنا السبب فيها، ما هذا الهراء؟"
" جسد أشتيريا الحالي هو مجرد وعاء لروحه، فأين هو جسده الحقيقي؟"
ارتعش جسد الملك السماوي، و لم يرقه مجرى الحديث
" أنا و أسينا، كنا سنقوم بكسر الختم لتحرير أشتيريا روحا وجسدا، أي بأكمله و مع وجود زوجته بجانبه كنا سنظمن السيطرة على أي إضطراب عقلي غير متوقع..... لكن و بسبب تدخلك أثناء كسرنا للختم أفسدت كل شيء، و مهدت الطريق لطائفة المطهرين، و محاولة ساحرتك لتدارك الأمر و قتلهم لم تكن كافية"
" هراء، أنت فقط تحاول التخلص من الذنب بتلفيق هذه الحكاية "
" أنا أشعر بالذنب!!، في حياتي لم أندم على شيء، فأنا لا أمتلك ضميرا من الأساس، على عكسك ضميرك الذي يعاني من ذنب إسمه العشق المحرم، عزيزي الملك أنت صدقت النبوءة و فتحت لها صدرك لأنها تصب في مصلحتك، من سيلومك إذا أبقيت زوج المرأة التي تحبها مختوما بحجة أنه وحش مضطرب يهدد البشرية"
المكانة،المال،الموهبة،القوة،الحظ،جاء إلى هذه الدنيا و ملعقة ذهبية في فمه إمتلك كل شيء، و أقسم الجميع أن مستقبله و إنجازاته لا يمكن أن تقاس. أجمل النساء و أكثرهم موهبة وقعنا أسيرات لحبه، لكنه لم يهتم يوما بأي إمرأة.
إلى أن جاء فيه ذلك اليوم الذي أوشك فيه أن يفقد حياته، كانت رحلة صيد و سوء الحظ جعله يلتقي بوحيد القرن المدرع، وحش شيطاني من الرتبة السادسة
مصابا غارقا في دماءه انتظر الملك السماوي الموت، إلا أن نزلت من السماء كالملاك، شعرها الأشقر يرفرف في الهواء و عيونها التي فاق بريقها أحجار الزمرد مع وجه يعجز الشعراء عن وصفه، لحظة لقاءها هي صورة طبعت في ذاكرته و عجز عن نسيانها.
هي أجمل إمرأة رأتها عيناها و أقوى مقاتلة قابلها في حياته، بتلويحة من يدها جعلت الوحش الضاري يرتعد خوفا و يفر هاربا.
رغم جمالها و قوتها كانت لطيفة و طيبة لحد السذاجة، مع شخصيتها وقع الملك السماوي أسيرا لها.
تاي جين أصاب كبد الحقيقة، لم يعد بمقدور الملك السماوي الإنكار أو لوم الآخرين، هو في النهاية ملك و مهما كانت عجرفته و غروره فحياة شعبه و أتباعه من مسؤوليته، و هو قد ضحى بمسؤوليته لإبقاء المرأة التي سرقت قلبه إلى جانبه، لقد أحب و بجنون إمرأة متزوجة، و ذلك هو ذنبه الأعظم.
" جميل"
علق أشتيريا، الذي كان صامتا لفترة، هو لم يمانع أن يأخذ موقع المتفرج ما دامت النتيجة ستكون تحطيم نفسية لعبته الجديدة
" رائحة الذنب التي تفوح منك أيها السماوي، أشذى من أي عطر، أحسنت يا فتى الكرة...... لكن هل وصفتني سابقا بالمضطرب عقليا؟"
"هو من أذى زوجتك و أنت عازم على إنهاء البشرية، ألا تعتقد أن لديك مشاكل في السيطرةعلى غضبك؟"
"يقول هذا، من أفنى عشيرة من ألف رجل لإيذاءهم أخته"
لم يمضي الكثير على إستيقاظ أشتيريا، إلا أن قصة سيد الكرة و ما فعله بعشيرة هايان لا تزال ألسنة العامة و المغامرين ترويها و تتمجد بها
" أولا كانوا تسعمائة و ستة و تسعون فقط، ثانيا كانوا عصبة قطاع طرق تحت إمرة زعيم هوايته إطعام الأطفال لشجرة تيفا، ثالثا أنا لم أستل سيفي و ذبحت باقي العشائر فقط لأنهم يعيشون في نفس المكان"
أشار جين إلى الملك السماوي مضيفا
" الملك الغبي هنا لا يختلف كثيرا عن هايان، و لو استهدفته هو و أتباعه فذلك يعتبر قصاصا، لو قضيت على مملكته فسنقول أنك تفرغ عن غضبك لكن أكثر من ذلك......."
توقف جين عند هذا الحد، قبل أن يقول شيئا يغضب أشتيريا ثم أضاف متنهدا
" رغم هذ فأنا أعذرك ،جهل هذا الملك يجعلك فقط راغبا في تمزيقه"
فجأة تغير الأجواء حول تاي جين، ارتفعت طاقته بشكل جنوني
" من غباءه يلقب نفسه بالسماوي، فقط لأنه لمس صدفة باب العالم السابع"
استمرت الطاقة بالإرتفاع كبحر لا حدود له و سحق الجميع تحت الضغط اللامتناهي، حتى الأرض اهتزت بجنون تحت أقدامه
" مستحيل.... عالم السماء العميقة"
هتف الملك السماوي في غير تصديق، اللقب الذي ظن أنه تفرد به طار منه في لحظة، و فوق هذا مستوى طاقة هذا الفتى لا تقارن به على الإطلاق.
فجأة استشعر أشتيريا نية خفية جعلته يرتبك، بريق غامض جاء من عيون جين الدموية ونية قتل تقشعر لها الأبدان صدرت عنه، بما لا يدع مجالا للشك غايته تنفيذ هجوم قاتل، كان أشتيريا قد خفض من حذره لأن سيد الكرة كان يسعى لمهادنته بالكلام لم يتوقع أن ينقلب في لمح البصر.
" إياك أن تفعلها"
صراخ أشتيريا جاء مع تجميع سيد الكرة لهالته و إطلاقها دفعة واحدة كشفرة زرقاء ، رد أشتيريا هو الآخر بهجوم لا يقل قوة
*بووم*
لقاء الهجمتين ولد إنفجارا طاقويا خلف موجة إهتزازية أجبرت الجميع على التراجع إلى الخلف مع عيون مرتعبة.
كيف لا وذلك لم يكن هجوما بالمعنى الدقيق، بل هي الهالة التي يحررها المقاتلين عادة قبل بدأ النزال.
" أيها اللعين كيف تجرؤ على محاولة قتله، إنه ملكي"
صرخ أشتيريا في غضب زلزل الدنيا، هذه أول مرة يرونه بهذا الشكل و بالطبع من أبرع من جين في إخراج الناس عن طوعهم.
" هااا، لقد حاول محوي من الوجود، لا تظن أنني سأتركه و شأنه"
مغزى الحديث جعل الجميع يحدق بالرجل المقصود، ليتفاجؤوا بمنظر صادم و لا يصدق أصاب الملك السماوي.
كان تعابير وجهه قبيحة للغاية، و قد طحن أسنانه من قوة ما صر عليها، و يده اليسرى كانت تضغط بشدة على كتفه الأيمن حيث إختفى ذراعه.
هجوم واحد أخذ ذراع الملك.
' أنا متأكد من صدي لهجومه، فكيف تمكن من إصابته؟'
أشتيريا كان في حيرة و قد عجز عن معرفة سر الهجمة، لو لا تدخله لكان الملك السماوي جثة هامدة.
بالنسبة للبقية فقد كانوا مصعوقين من تطور تاي جين السريع، هو بالفعل قد يكون قادرا على الوقوف في وجه أشتيريا
"هذان الإثنان في مستوى آخر تماما"
قبل ساعة من الآن ظن الجميع أن السماوي هي أعلى قوة في الوجود، لكن اتضح أن العالم السماوي هو مقياس البشر و ليس الأساطير.
" حسنا، سأعفوا عن حياته و أتركه لك تفعل به ما تشاء لكن في المقابل عليك الإكتفاء بأتباع الملك الأحمق و مملكته"
*هههه
" أسياد الكرة بالفعل أشخاص ممتعون، ما رأيك إذا في أن أسحب ظلال التنانين الثلاثة، و أعدك أنني لن أقتل الناجين"
" لا أعتقد بأن قديسة جناح اللوتس ستسمح لك بفعل ذلك"
" القديسة!!...، اللعنة"
" أجل ، زوجتك المصون في يديها، و عليك نسيان فكرة تدمير العالم"
عندما فرت ليان رفقة تان سو من أشتيريا باستخدام سحر الإنتقال، دخلوا مجال سحر الأبعاد الخاص بزي يون، و تم نقل ليان إلى مكان مجهول، رغم هذا و مع سرعة ليان الخارقة ، تمكنت من العودة و إتمام المهمة الموكلة إليها، و هي إختطاف الحسناء النائمة.
الإختلاف الوحيد هو أنهم سيستخدمونها لتهديد أشتيريا بدلا عن الملك السماوي
" ذلك لن يوقفني"
" لنعقد رهانا، أنا و أنت سنتقاتل و من يسقط أولا عليه تنفيذ طلبات الآخر، و لتكن الجزيرة العائمة أرض المعركة"
نظر أشتيريا إلى الجزيرة المعلقة بالسماء، و ملامح وجهه لا تخفي حماسه لمواجهة خصم جدير بالمواجهة.
" تماما مثل الأيام الخوالي، لكن أولا...."
وافق أشتيريا على التحدي لكنه لم ينسى لعبته المفضلة، فرمى على الملك السماوي مكعبا أحمر و في ثانية ظهر عمود ضوئي بلغ السماء و ابتلعه
" لا توجد تميمة ؟"
لاحظ جين أن هذا المكعبات مختلفة عن التي استخدمها الظلاميون، و الذي كان مسجونا بداخله سيد الزمن سفاري، فتلك الأخيرة احتوت على تميمة من خلالها يمكن استخدام قوة الأسير المسجون داخل المكعب،لكن هذه التي استخدمها أشتيريا للتو يبدوا أنها وجدت لخلق سجن لا مفر منه.
انخفض جسد أشتيريا قليلا و في وثبة واحدة طار في السماء ليصل إلى الجزيرة الخالية، بعد أن أمر كل من عليها بالإنتحار قفزا في وقت سابق.
" جين..."
" سيدي..."
تحدث الجميع في نفس الوقت محاولين إيقافه، بعد الغياب الذي دام طويلا لم يكن لديهم وقت حتى ليرحبوا به، و ها هو ذاهب إلى معركة قد لا يعود منها
" شباب على أحدكم أن......"
صمت جين برهة ثم أضاف
" يحضر قرصا سحريا للتصوير و يسجل كل شيء، المعركة بين أشتيريا و سيد الكرة أراهن أنني أستطيع بيعها بسعر جيد"
أكثر شيء يحبه سيد الكرة بعد الطعام هو المال
تاركا الجميع عاجزا عن الكلام، استدار تاي جين محلقا هو الآخر.