صحيح أنه سكير و تسبب في كثير من المشاكل التي خاض على إثرها عدة نزالات لكن دي وو لم يسبق له أن قتل أحدا من قبل، و لا أحد حاول قتله نظرا لمكانة عائلته كان هذه أول مرة يشعر باقتراب نهايته.
" عما تتحدث، إنه نزال موت ، الفائز يذبح الخاسر ، لكن أولا... "
بصوت عميق و مخيف أجاب جين و كأن إعدام شخص علانية لن يعني له شيئا
* ااه *
هذه المرة غرز جين لخنجر بكتفه و راح يقطع لحمه نزولا بهدوء و بطئ، تماما كما كان هو من قبل يمزق ثياب سول ، تعمد أن يذيقه من نفس الكأس بتمزيق لحمه.
رسم الخنجر خطا أحمر على جسده الذي إنهار كما زالت معه هيئته الحلقة السوداء و اختفى معها قانون الإزالة خاصته.
جين جر جسد دي وو المحطم ، حتى وصل إلى الفتيات ليرميه تحت أقدامهن
" اعتذر ، و قد أفكر في تركك تعيش "
عيون جين القرمزية كانت كعيون الوحش المفترس المشبعة بنية القتل، و صوته بدى مرعبا لأبعد الحدود.
العجز ، الخوف ، الرعب
هذه الأحاسيس التي ظن وو أنه لن تخالجه ثانية بعد أن أصبح قويا عادت للظهور، خلف هذا الجسد الضخم كان ذلك الطفل صاحب الهيئة الضعيفة الذي اعتبر قمامة و تنمر عليه الجميع، الطفل الذي لم يدعمه حتى والداه ، المنبوذ الذي عاش في خوف من أن تتبرأ منه عائلته.
ذلك الطفل الخائف كان لا يزال موجودا خلف هذه كل تلك العجرفة و العنجهية و هو خائف الآن أكثر من أي وقت مضى
' أنا لا أريد أن أموت.................أنا أريد العيش............سأعتذر...........سأقبل قدمه إن لزم الأمـــ.......... ’
عيونه المرتعبة التقت بعيون سول، تلك الفتاة التي كانت تتلوى في قبضته قبل قليل كانت أشجع منه بكثير، حتى بعدما خسرت كل شيء كانت لا تزال قوية كفاية لتقبل مصيرها دون أن تحط من قدر نفسها.
الطفل الخائف أدرك أخيرا ما كان يفتقده في الماضي، و ما يفتقده الآن
' ها............. لم تكن أبدا القوة............... أنا فقط .....................جبان '
" أنت تستحقين من هو أفضل مني........................ أنا.................آسف.... "
دي وو أخفض رأسه و اعتذر ، لكنه استمد الشجاعة من هان سول ليتقبل مصيره و يموت محتفظا بما تبقى من كرامته.
بينما سالت الدموع على خد سول، مزبج من الإمتنان و البهجة بعد أن زاح ثقل عن صدرها خالج قلبها، خانتها العبارات لتفصح عن امتنانها و قبل أن تقول شيئا سبقتها ليان بالصراخ
" جين ......... خلفك........................"
تحذير ليان جاء متأخرا ،ملثم من وسط الحشد اقترب خلسة و طعن ظهر جين، و فر هاربا.
الملثم مع ساقه العرجاء لم يبتعد كثيرا، و قد سقط لثامه كاشفا عن رأسه الحليق، كان ذلك الملثم السابق نفسه الذي نشر الإشاعات و جر جين إلى هذه المعركة.
الشخص الذي كان وراء كل هذا هو شين تانغ، و الذي كان يأمل أن قانون دي وو الغامض كفيل بهزيمة جين و عندما لم ينجح ذلك تسلل خلفه لطعنه بخنجر مسموم .
قبل التحاق جين بالمعهد دخل في رهان مع النبيل شين ليو، تانغ صاحب هيئة الدرع الكامل الذي أراد تملق ابن عمه، تجرأ على تهديد جين بإيذاء عائلته إذا لم ينسحب طوعا من الإمتحان.
كان ذلك أكبر خطأ ارتكبه في حياته و الثمن كان أسوء من الموت، جين سحق رجولته تحت قدمه.
بعد العلاج المكثف و الجلسات الطويلة مع السحرة المعالجين استطاع النهوض أخيرا ، لكنه لم يستعد ما فقده يومها، الوسيلة الوحيد هي أن يضحي بحياته كمقاتل ليفوز بحياته كرجل.
شين تانغ بعد فعلته ركض كالمجنون في اتجاه المعهد بحثا عن الأمان، و كله زهو بتحقيق انتقامه ممن سلبه قوته و رجولته، لكن في هذه اللحظة أدرك أنه و للمرة الثانية ارتكب خطأ فادحا.
فبالرغم من ساقه المصابة لو استخدم طاقته القتالية لتقوية جسده سيتمكن من التحمل و الهرب بسرعة ، لكن المفاجأة أن جسده لا زال تحت تأثير قانون الإزالة.
بعد اختفاء الحلقة السوداء يسترجع المقاتلون قواهم ، لكن الوقت اللازم لذلك يختلف من شخص لآخر، من سخرية القدر أن القانون الذي اعتمد عليه لهزيمة جين كان هو نفسه السبب في هلاكه.
هبت تشوي لجين مستخدمتا سحر العلاج لوقف النزيف، بينما اختفت ليان من أمامهم لتظهر خلف تانغ، في حركة و احدة انفجرت ركلتها المحاطة بهالة بيضاء على ساقه العرجاء.
*طاااك*
كان الصوت مدويا مما لا يدع مجالا للشك ، عظام ساقه سحقت بالكامل، ليسقط تانغ و هو يعوي بصراخ مكتوم.
طاقة ليان البيضاء لديها تأثير متفجر ، و كل من رأى هجومها عن قرب أصابه الرعب.
لكن الرعب الحقيقي كان الشيطان أبيض الشعر الذي كان يفيض بهالة قتل مشؤومة تقشعر لها الأدان و ترتعد لها الفصائل.
كان وجهه شاحبا بعض الشيء ، و خمن البعض أن الخنجر الذي طعن به مسموم، لكن لا مجال للشك في كل خطوة يخطوها هي العد التنازلي لوفاة شين تانغ.
خطأ بسيط ، شين تانغ هاجم دون أن يتأكد إن كان قد استرجع قواه ليجد نفسه تماما كآخر مرة ، عاجزا عن الوقوف بسبب ركبته المهشمة يستجدي العطف، لكن الأحمق فقط من يستجدي العطف من شيطان غاضب.
" لا تقترب مني، إذا مت ستموت معي ......... اغفوا عني.............اغفو عني و سأمنحك الترياق "
" أيها المنحرف الأصلع، سعيد برؤيتك فأنا لم أشفي غليلي منك المرة الماضية"
تماما كما كان تانغ يلعن جين و يتمنى موته، كان جين يشعر بعدم الرضا لترك حقير مثله على قيد الحياة، و بما أنه تجرأ على أن يظهر وجهه أمامه، فالنتيجة أصبحت حتمية
و قبل أن يجهز عليه راح يهمس في أذنه
" خططت جيدا لإيقاعي، لكنك فشلت في النهاية، و شيء آخر أنا منيع من السموم "
تاي جين الحقيقي( الوباء) ، قبل أن تسكنه روح السادس القادم من المستقبل، كان قد أنهى بنجاح المرحلة الأولى من تقنية سديم السم و أصبع منيعا من كل السموم المعروفة.
يقال عندما يقترب الموت من أحدهم يمر أمام عينيه شريط حياته، لكن في حالة تانغ كل ما في عينيه هي دموع منهمرة مع ملامح مثير للشفقة غير مصدق أن هذه هي نهايته.
بخطوات بطيئة التف جين حول الشاب المرعوب، ليضع يده اليسرى على رأسه الحليق ضاغطا عليه و من ثم......
** ووووش *
الخنجر مر على رقبة تانغ قاطعا الوريد، ليتفجر شلال من الدم في السماء، ثم راحت جثته تتخبط على الأرض قبل أن تفرقها روحه أخيرا.
لحظة القتل بدم بارد جعلت الجميع يقفزون إلى الخلف ، مع أبدان مقشعرة و قد غطى العرق البارد جبينهم.
شاب في الرابعة عشر يذبح أعداءه كما تذبح الشاة دون أن يرف له جفن، و الأكثر من هذا يبدوا مستمتعا بالأمر فعلى وجهه تشع ابتسامة نشوة و رضى عما فعله.
تشوي التي تعرف منذ اليوم الأول أن جين هو قاتل محترف جاء من المستقبل، لكن رؤية ذلك بأم عينيها هو أمر مختلف بالكامل عما توقعته أما ليان و سول فكل منهما أشاحا ببصرهما بعيدا عن المنظر الشنيع.
" تشوي أين ذبيحتي الأخرى................أين اختفى وو ؟ "
تساءل جين فكما يبدوا أنه في الوقت الذي إلتهاء الجميع بشين تانغ ، أتباع دي وو سحبوه بعيدا و فروا بجلدهم، لو تأخروا أكثر للقي نفس مصير من سبقه.
" ابتعدوا، ابتعدوا، أخلوا الطريق لمبعوث الملك "
=================================
تأليف: Magicien
الفصل القادم: مبعوث الملك
"من اليوم و إلى أن يفرقنا الموت أنت لي و لي فقط أنت.............................. ....."
--------------
أرجوا أن ينال الفصل استحسانكم