من بعيد جاء صراخ عالي لأحد الجنود بدرعه اللامع و الذي راح يفتح الطريق لنبيلين في منتصف العمر.

" ابنتي هل أنتي بخير ؟ "

أحد الرجلين بشعر أزرق ركض مسرعا نحو هان سول، و راح يتفحصها.

أشاحت الفتاة بوجهها و أعطت كتفا باردا لوالدها، كانت مشاعرها اتجاهه خليط من الحزن و الغضب، تعرف تماما أن والدها عاجز أمام جبروت العائلة الأصل، لكنها غير قادرة على مسامحته لأخذه الطريق السهل و عدم محاولة الدفاع عن ابنته الوحيدة

أما جين و الذي بدى شاحبا و بالكاد قادرا على الوقوف، ليان تقدمت لتسنده قائلة

" لقد تم تسميمك و جسدك متضرر من القتال دعنا نمضي "

" معها حق، إنها مسائل عائلية "

أضافت لي تشوي و التي ألقت سحر العلاج على جين مخففة عنه ، كانت متعاطفة مع سول لكن قدوم والدها مع مبعوث الملك دلالة على تطور المسألة، و مهما كانت رغبتهم في المساعدة صادقة ففي النهاية هم عاجزون أمام العائلة المالكة.

" من فضلكم، فلتعودوا لأعمالكم فلا شأن لكم هنا "

الجندي المرافق و الذي يمكن بنظرة واحدة معرفة أنه من النخبة،قام بتفريق الحشود و بإبعاد العامة و لم يبقى في الساحة غير جين و رفاقه

" أليس هذا فردا من عائلة شين ، كيف انتهى به الأمر ذبيحا ؟ هل هذه فعلتك ؟ "

لوح مبعوث الملك بيده نحو جثة شين تانغ ، و عيونه الشرسة تحدق بجين ، كان المبعوث رجلا متوسط القامة و هالته ضعيفة بعض الشيء، رداءه الأزرق الطويل المزكرش بنقوش ذهبية يبين مكانته المرموقة في الإدارة الملكية.

بالطبع جين لم يكن ليتأثر بهكذا تهديدات فارغة ، المسؤولون أمثاله دائما ما يتفاخرون بسلطتهم كنوع من التعويض عن نقص تدريبهم،و لدى جين الرد المناسب لأمثالهم

أشار بيده و التي لا تزال تحمل نفس الخنجر الذي ذبح به تانغ و لا يزال دم الذبيحة يتقاطر منه إلى الشمال قائلا

" دي وو من فعلها؟ ، لقد ذبح المنحرف الأصلع المسكين و هرب ؟ ، هيا أسرعوا و ألقوا القبض عليه "

لطالما تصرف جين بتهكم أمام شخصيات رفيعة المستوى، لكن الكذب علانية بهكذا وقاحة على مبعوث الملك فاق كل الحدود، فالمبعوث هو الرسول المكلف بإيصال كلمة الملك و قراراته للعامة و النبلاء على حد سواء.

و ها هو الآن طفل يتجرأ على السخرية منه علانية

" لحظة، نحن لسنا على أرض المعهد مما يعني أن لا قانون يمنع نزالات الموت، في هذه الحالة أعتقد أنني من قتلته ، اللعنة كل شيء حدث بسرعة و ذاكرتي مشوشة ، من الأفضل استدعاء وو،( أشار بيده الحمراء ثانية) ، ماذا تنتظرون أسرعوا و ألقوا القبض عليه "

كلام جين الذي يفتقر لكل الأداب يبدوا لسامعه كطفل يعبث، لكن لو تم التركيز على كلامه قليلا سيجدون أنه ورط المبعوث و وضعه في موقف حرج، فالمبعوث في النهاية عميل حكومي و اللوائح و القوانين تقيده فمن الأساس لا توجد قضية هنا.

فالمحاربين يتشاجرون، يقتلون و ينتقمون في كل ركن من أركان المملكة، و بالكاد تمكنت المملكة من فرض قوانين تحمي العامة من بطش السحرة و المقاتلين.

و لو أراد تجاهل هذا الأمر و معاقبة جين فعليه استدعاء فردا من عائلة دي،العائلة التي الملك نفسه يحاول كسب ودهم.

' اللعنة، هذا الوغد الصغير يحاول جر دي وو ليقوم بتوريطي ، على كل حال عائلة شين ستنتقم لابنها و أنا هنا لأجل سول فقط '

* احم*

سعل مبعوث الملك و قال مغيرا الموضوع

" من يموت في نزال، فعليه لوم نفسه على ضعفه و قلة حيلته"

تشوي حدقت بجين غير مصدقة، هو الوحيد في العالم الذي يحدث النبلاء بهكذا طريقة و ينجوا بفعلته

" من أنت أيها العجوز؟ "

جين وجه لوالد هان سول سؤالا، و الذي يبدوا أنه لم يعره اهتماما كونه لا يزال يجادل ابنته و يبدوا أنه ذكر شيئا أزعجها لدرجة أنها دفعته بعيدا و صاحت بعيون تملأها الدموع

"ثانية، لقد قمت ببيعي ثانية "

" لا تقولي هذا يا ابنتي، مواهبك العالية مهمة جدا لاستمرار عائلتنا، ستحضين باهتمام و تدريب خاص، و ستكونين رمزا للمملكة تماما مثل السيدة الأولى "

السيدة الأولى هي ابنة الملك و تعتبر أقوى مقاتل في مملكة النجمة السماوية و هي نفسها الفتاة التي تم استبدالها بوالدة جين في الماضي ، حاليا هي في تدريب منعزل .

" في مقابل ماذا؟، أن أتزوج بحفيد الملك........... حفيد الملك إنه أسوء من السكير وو "

حفيد الملك، عبقري المملكة و المصنف الأول، لكن ظلمه و جبروته طغت تماما على عبقريته، تم معاقبته بإرساله لسجن الجبل كعقوبة لضربه فتاة حتى شارفت على الموت.

" ليس تماما، أنت حرة في اختيار شريك حياتك المستقبلي، لكن للحفاظ على هيئة المقاتل المسلح فيجب أن يكون فردا من هان الأصل "

كون حفيد الملك بهذا السوء، توقع والدها أنها لن تقبل و سألهم أن يمنحوا ابنته حق الاختيار، لكن السؤال هنا لو أرادها الحفيد زوجا له فمن يمتلك الجرأة للوقوف ضده.

سول تعرف ذلك حق المعرفة و كذلك والدها الذي يكذب عليها و على نفسه ليتفادى الشعور بالذنب.

قلب هان كان مقبوضا، الشعور بالعجز خنقها ، فبأسرع ما توقعت و في اللحظة التي كشف عن هيئتها القتالية و للمرة الثانية تم تقرير كل شيء نيابة عنها و كتابة سيناريو جديد لخط حياتها.

و هي من ظنت أنها قطعت كل الخيوط و لم تعد دمية في أيديهم، عادوا بخيوط جديدة أكثر متانة،التغيير الوحيد الذي طرأ أنها أصبحت دمية فاخرة أغلى من أن تمنح كهدية، و يفضلون إبقاء خيوطها في أيديهم.

' لم يتغير شيء و لن يتغير شيء، أنا سأبقى عبدة لهم..... دمية في أيديهم، و أنت والدي من يفترض به حمايتي تخليت ثانية عني.............أمي.......أين أنت ؟ '

هان سول وصل يأسها لأقصى الحدود، حزنها على والدتها التي رحلت على وعد الرجوع و إنقاذها، ألم الخيانة من جبن والدها الخوف من المستقبل المجهول و ما تحيكه هان الأصل لها، كل هذا جاء بعد أن اعتقدت جزافا بنجاتها.

فقدان الأمل عندما تقترب من النجاة هو أسوء إحباط يصيب المرء.

' أنا أفضل الموت .................الانتحار هو المهرب الوحيد، أنا سأكون حرة .................وداعا '

في غفلة من الجميع ضوء لمع في يدها، هالة حمراء شكلت سهما صغيرا لا يكاد ينته إليه أحد

* طاخ*

------------

فجأة و من العدم ظهر أمام عيناها قدم قامت بركل وجه والدها لتقذفه بعيدا عدة أمتار

" إلى متى ستدعني أنتظر إجابتك ، لقد سألتك من أنت هو العجوز ؟ "

]] والدي.......... [[

صرخت سول لأجل والدها الذي تم ركله، و التفتت إلى جين غير مصدقتا فعلته، بينما علق هو مشيرا إليه بإصبعه غير مصدق لما تقوله

" ماذا تعنين بوالدك، أتعنين زوج أمك أم شيئا من هذا القبيل؟ "

كان الجميع لا يزال تحت وقع الصدمة، فحتى من مجنون كجين لم يتوقعوا أن يقوم بركل الرجل أمام ابنته، ناهيك أن جاء مع مبعوث الملك و الذي راح يصرخ كالمجنون بوجه أحمر من الغضب

" ما الذي فعلته يا مجنون ؟ "

تجاهل الفتى صراخه و التفت إلى الفتيات و أصبعه لا يزال يشير للكهل الذي ركله

" تقولون أن هذا الديوث الذي لم يغضب و لم يحاول الثأر لما حصل لابنته هو والدها، هذا النخاس القذر الذي يحاول بيعها ثانية هو والدها.............. في حياتي قابلت حثالة تخلو عن فلذات أكبادهم من قبل، لكني اليوم قابلت من هو أسوء منهم "

والد هان الذي تم مسح كل من جسده و كرامته الأرض على يد شاب بعمر ابنته لم يجد ما يقوله دفاعا عن نفسه، بينما مبعوث الملك راح يرغي و يزبد

" أيها الشقي، كنت متسامحا معك إكراما للمعهد و لمساعدتك لسول ، لكن لا تتعدى حدودك و لا تتدخل فيما لا يعنيك عليك الكف عن جنونك و إلا....... "

الجندي المرافق حرر هالته من عالم القانون و دمجها مع سيفه و تقدم خطوى للأمام مهددا، بينما جين ابتسم و وضع يده على جبهة هان سول و التي تسمرت في مكانها بعد أن أربكتها كل هذه الأحداث المتسارعة.

" الجنون، سأريكم كيف يكون الجنون ، سول هل تريدين حريتك؟ هل تثقين بي ؟ "

" أجل"

"من اليوم و إلى أن يفرقنا الموت أنت لي و لي فقط أنت.............................. خادمتي ".

لمع ضوء على جبهة سول تاركا دائرة سحرية حمراء ، و ما إن رآها المبعوث و والدها حتى وقعت أفواههم أرضا.


=================================

تأليف: Magicien


الفصل القادم: جين في غيبوبة

--------------

أرجوا أن ينال الفصل استحسانكم


2018/08/01 · 1,743 مشاهدة · 1296 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024