هالة غاشمة لمقاتلة في أواخر عالم القانون ، مع سحر التخفي كعشوائيات ، كانت تلك فعلا مقومات قاتلة محترفة تستطيع ذبحه بسهولة، و آخر ما سيراه هو إبتسامتها العذبة على وجهها.
، ابتسم جين بدوره و رد على تهديدها
"كرجل فالموت على يد هكذا جمال ليس بذلك السوء، لكني ما زلت راغبا في العيش
فما هو السؤال ؟"
مع هالتها الغاشمة و نظرتها الجليدية ، أعتى الرجال لم يتجرؤوا على النظر مباشرة إلى عينيها،و هذا الفتى في وجه التهديد بالقتل يجاملها بكل هدوء، و لو لا فارق السن بينهما لظنت أنه يغازلها.
لم يكن أمامها إلا أن تعجب بشجاعته
" ماذا تنوي أن تفعل بإبنتي سول؟ "
جين بقي صامتا لبعض الوقت، و كأنه يحاول استيعاب سؤالها
" ها....... إذا مشاعر الأمومة هي من فضحتك سابقا، لكن كيف انتهى المطاف مع سيدة بروعتك الزواج من ذلك المغفل النخاس أزرق الشعر ؟"
السيدة رمقت جين بنظرة غاضبة، في تهديد صريح أن لا يتدخل فيما يعنيه و أنها هي من تطرح الأسئلة.
رغم أن جين لديه طبع متمرد، لكنه ضعيف أمام الأمهات،بعد استلائه على هذا الجسد و العودة بالزمن كانت والدة جين الأصلي و أخته هي أول علاقة عاطفية تربطه بحياته الجديدة و قد تركت بداخله انطباعا عميقا لمفهوم العائلة ، فأجاب دون مماطلة
" إبنتك بخير و لا نية لي في استغلالها ، في النهاية هو ختم عبودية وهمي ، عندما ستشعر بأنها قوية كفاية و أنها بأمان ستنهي الأمر بنفسها "
" حسنا هذا يبدوا مطمئنا، ما هو شعوك اتجاهها ؟"
" عفوا........"
"لا تتغابى لقد سمعتني، و لا تجرؤ على القول أنك تسببت في كل هذه الفوضى لفتاة لا تعني لك شيئا "
" بالطبع هي تعني لي شيئا، لكن ليس بالطريقة التي تعتقدينها ، فعلى الرجل أن يرد دينه
(توقف جين عن الكلام برهة ثم أضاف )
كيف أصيغ هذا ، لأنها إبنتك ..........إبنة السيدة لين تشان يون و التي لولاها لما أبصرت النور "
السيدة ذات الشعر الأسود تجمدت في مكانها، (لو لاك لما أبصرت النور ) تلك الجملة أعادتها خمسة عشر سنة إلى الوراء ، إلى ذلك اليوم قبل الإنقلاب على عائلة ساو ، و صديقتها الحامل هان ايرين كانت الشرارة و أول الضحايا.
تذكرت كيف أنها أخفت صديقتها المصابة و الموشكة على الموت في إحدى العربات و أرسلتها إلى الحدود، بعد أن هدأت الأوضاع بحثت عنها طويلا لكن بدون جدوى، ايرين اختفت دون أثر.
وضعت السيدة يدها على خده و راحت تتفحص وجه الشاب الواقف أمامها، البرود في عينيها تم استبدالهما بدفئ الدموع التي اعرورقت
" هذا الشعر الأبيض و هذا الوجه الوسيم، أنت ..............أنت إبن الغالية ايرين "
لين تشان يون سحبت رأس جين بقوة لتضمه إلى صدرها، كانت سعيدة أن صديقتها تمكنت من النجاة و الطفل الذي أنقذته وهو في رحم أمه غدى شابا قويا و شهما.
الحقيقة أن جين لم يعرف من تكون والدة سول إلا صدفة منذ أيام، أي بعد معركته مع دي وو ، و كان ذلك آخر شيء يتوقعه.
لكن بما أن لا أحد يصدق أنه ساعد سول دون أي غاية، فهذه الكذبة تعتبر جوابا أفضل.
* صوت فتح الباب *
" جين أنا آسف لقد نسيت................."
في هذه اللحظة اقتحم دو باي الغرفة دون سابق إنذار، حدق في صديقه المغمور في أحضان السيدة الجميلة، دام الصمت لثواني قبل أن ترتسم على دو باي إبتسامة شريرة
" ها.... حسناء أخرى...............هذا هو الدليل الذي أبحث عنه ، هذا هو الدليل على استخدامك سحرا لإغواء النساء "
استدار دو باي راكضا و هو ينادي بأعلى صوته
" ليان...............تشوي...............لقد أمسكته بالجرم المشهود "
السيدة لين تشان يون سألت مشيرة للفتى الصاخب الذي غادر المكان
" أصديقك دائما هكذا ، لا يهم بالمناسبة كيف حال والدتك و..................."
*طاخ*
قبل أن ينطق جين بحرف، قامت السيدة بضربه على رأسه و راحت تصرخ عليه بلا هوادة
" أيها الطفل المجنون، ما الذي تفعله هنا ؟ ، كيف يعقل أن أمك سمحت لك بالقدوم إلى العاصمة ؟، في اللحظة التي تكتشف فيها هان وجودك سيضربون عنقك و يصلبون جسدك على مدخل المدينة "
ماذا يكون تاي جين بالنسبة للعائلة الملكية، إنه ليس فقط سليل عدوهم الملك السابق ساو يي ، هو أيضا حفيدهم بالتبني
هو الدليل على العار الذي سعوا لإخفائه طيلة خمسة عشر سنة، عندما تتبنى عائلة نبيلة شخصا ما فإنه يصبح فردا من هذه العائلة تماما كما لو أنه من دمهم، كانت هذه العادات أمرا مقدسا عند جميع العائلات المرموقة ، لكن هان لم تلتزم بهذا العهد أخفو حقيقة أنها متبناة عليها و على الجميع ، ثم تركوها تقتل على يد زوجها .
كل هذا من أجل أن يكسبوا تمردهم الشرعية و يلقى الدعم من النبلاء و العامة على حد سواء، وجود جين في هذه الحياة هو أكبر خطر على سمعة هان.
*آي*
راح جين يحك رأسه ، بينما استمرت السيدة في عتابها
" أنا لم أخاطر بحياتي يومها، كي تأتي إلى وكر الدبابير هذا و تلقي بنفسك إلى التهلكة، و تلك المجنونة كيف سمحت لك بالقدوم"
عتاب هذه المرأة و قلقها ذكره بوالدته، لا عجب أنهما صديقتان فهما متشابهان لأبعد الحدود
" في البداية كان يستحيل على أحد معرفة نسبي، فمن سيذهب للتحقيق خلف شخصية نكرة من العامة، لكن و بعد تسديد ديني و إنقاذي لإبنتك أكيد أنهم يفتشون خلفي و سيكتشفون الأمر "
استخدام إبنتها لتذكيرها بجميله و التخفيف من غضبها كانت حركة مبدعة منه، جعلت السيدة الثائرة تهدأ على الفور قبل أن تدرك ما يصبوا إليه
" لقد أصبح خطأ ابنتي الآن، أنت فعلا داهية..........على كل حال لن أستطيع النظر في وجه والدتك إن أصابك مكروه، إحزم أغراضك ستغادر معي قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه"
" أنا لن أغادر الآن فهناك شيء علي القيام به أولا، و إذا حدث ما لا يحمد عقباه فهدية زوج أمي كفيلة بردعهم"
جين أخرج من مكعبه شارة سداسية الشكل تشع بالمانا، عندما رأتها السيدة توسعت عيناها دهشة
" زوج أمك............سي مار و إلين معا .........."
من فرحتها كون أصدقاء طفولتها إلتم شملهما مجددا ، قامت بسحبه ثانية إلى صدرها و حضنته بشدة، في هذه اللحظة فتح باب الغرفة ثانية
"أمي..........ماذا تفعلين هنا؟ و لماذا تقومين بعناقه ؟"
" صغيرتي الجميلة، تعالي إلى حضن والدتك المشتاقة إليك"
فتحت الوالدة يديها بعد أن أفلتت جين الذي راح يسترجع أنفاسه، لكن سول رفعت يدها و أوقفتها
" لا شكرا، هذه أمي و هي مهووسة عناق، فابقوا بعيدا عنها "
"ابنتي اللئيمة ، و أنا من قطعت سبع بحور و سبع قارات كي أزورك............"
" هناك فقط ثلاث قارات و ثلاث بحور، من أين جئت بالبقية ؟"
ردت سول بتهجم و يبدوا أنها لا تزال غاضبة من والدتها التي رحلت دون كلمة وداع، في المقابل ابتسمت والدتها مبررتا غيابها المفاجئ
" الملك لن يزعجك بعد الآن، السيدة الأولى تدخلت في قضيتك و لن يجرؤ أحد على معارضة كلمتهـا و الآن تعالي إلى حضن والدتك.............."
" قلتي توقفي ..........لا تعانقيني "
كانت سول تقاوم بشدة و تدفع بوالدتها، لكن نبرتها و تصرفاتها دلت على أنها لم تعد غاضبة منها بل على العكس كانت سعيدة، لأن والدتها فعلت المستحيل و اقتحمت خلوة السيدة الأولى لمساعدتها.
" أنا لا أمانع أن تعانقيني............"
قال دو باي ذلك دون وعي و هو يحدق بالقمم الشاهقة للسيدة الجميلة ، قبل أن يتلقى ضربة على ساعده من ليان، لكن ذلك لم يكن كافيا على ما يبدوا لإعادته لصوابه
" هل ستنضج سول بهذا الشكل مستقبلا ؟"
*طاخ*
ضربة أخرى انفجرت على رأسه هذه المرة ليقع أرضا و تلزمه الصمت .
والدة سول لم تبقى طويلا قبل أن تودع إبنتها و تغادر، بعد إستفزازها للعائلة الملكية و طلاقها من زوجها ليس من الحكمة البقاء هنا ، و لذلك سترحل بعض الوقت لتنظم أمورها.
لكن ما لم تدركه هو وجود ظلال تراقبها من بعيد
" إياك أن تفشل ، هي الوحيدة القادرة على إيصالنا إلى مكان السيدة الأولى "
الظل الثاني انحنى و هو يشد قبضته على مكعب فضائي أحمر اللون
" اطمئن سيدي، لن أخيب ظنك ، لكن ماذا عن سي مار فالمكعب الثاني لن يجهز قبل بضع أشهر و لحد الساعة لا نعرف مكانه "
" لا داعي للبحث فسيأتي بقدميه إلينا، لرؤية إبنه في مسابقة التصنيف "