ستة أشهر مرت على حادثة دي وو.
المستجدين الذين انظموا هذه السنة للمعهد بدأت نتائج التدريب الصارم و استخدام الكريستالات تعطي نتائجها، أسماء جديدة لمعت على الساحة و راح أصحابها يفرضون وجودهم و يتنافسون للحصول على مقعد في تصنيف المئة.
أما بالنسبة للمستجد الذي ذاع صيته و كان محور الإهتمام قبل شهور ، لم يعد أحد يراه أو يسمع شيئ عنه. هناك إشاعة قوية ، مفادها أن من كان يعرف بالشيطان أبيض الشعر قد ساءت حالته النفسية و دخل في إكتئاب شديد، كونه عاجز عن الإختراق لعالم الروح بسبب عدم وجود تقنية نمو تناسب هيئته المجهولة.
في قسم السحرة أيضا كان الأجواء متوترة، بسبب إمتحان الترقية إلى ساحر متقدم.
على عكس المقاتلين فإن نمو السحرة يعتبر بطيئا و المترشحين لهذا الإمتحان الذي يقام مرتين في السنة. كلهم من طلاب العام الماضي.
قاعة الامتحان كانت ممتلئة على الآخر ، و ذلك بسبب طلاب الفنون القتالية مع اختلاف أسبابهم جاؤوا لمشاهدة امتحان السحرة
فمنهم من جاء ليشجع حسنوات قسم السحرة، و منهم من جاء بدافع الفضول، أما الأذكياء فهم هنا للتعرف على شركاء القتال في المستقبل.
عند رحلات صيد الوحوش، و خوض مغامرة في الأطلال المخفية فإن وجود ساحر يدعمك من الخلف سيزيد من قوة الفريق و يرفع فرص النجاة.
" لي تشوي أنت الأفضل "
صرخ أحد الحضور بحماس عندما صعدت لي تشوي المنصة، الساحرة الجميلة ذات القلب الطيب و الملقبة بالملاك كان لديها عشرات المعجبين و تتمتع بشعبية كبيرة.
أخذت تشوي نفسا طويلا لتهدئة نفسها، بسبب فشلها في الامتحان الماضي تمكن التوتر من السيطرة عليها.
" تشوي ، تستطيعين فعلها "
وسط هتاف المشجعين و هرج المشاهدين جاء صوت جميل أسر السامعين و أجبرهم على الهدوء، عرف الجميع لمن يعود هذا الصوت كيف لا و هي ليان الجمال رقم واحد في المعهد.
تشجيع ليان رفع معنويات تشوي، دون إبطاء بدأت في استعراض قدراتها .
أغمضت الفتاة عينيها و رفعت يديها لتلمع على كل يد دائرة سحرية مختلفة ، تنين البرق على اليمين و تنين النار على اليسار.
مع مستواها كان التنينان لا يتعدى طولهما المتر الواحد ، بالطبع كان التنين سيكون ذو حجم مخيف لو أن منفذ التعويذة كان خبيرا او ساحرا عظيما
راح التنينان يحومان حولها في تناسق تام ، كحيوانان أليفان يحميان صاحبهما
" إندماج "
صرخت تشوي، فازداد لمعان التنينان قبل أن يتحدا في النهاية مشكلان تنينا زاد طوله عن ثلاث أمتار و ينضح بطاقة مدمرة، زئيره وحده كان كافيا لتهتز القاعة.
" إلغاء "
ما إن خرجت الكلمة من فمها حتى هدأ تنين البرق الناري و اختفى تاركا نجوما صغيرة من المانا تلمع بضوء أزرق سماوي جميل.
* احسنت *
* عمل رائع *
* أنت الأفضل *
ارتفعت الهتافات المشجعة، لدرجة أن لا أحد سمع المشرف و يعرض النتيجة، لكن لم يكن ذلك مهما فبعد هذا الأداء المبهر النجاح مضمون.
بما أن لي تشوي كانت آخر المتسابقين ، هم الجميع بمغادرة القاعة لكنهم غيروا رأيهم عندما أوقفهم صوت نسائي جميل مع نبرة متكبرة
" هذا لئيم ، ألن تبقو لتشجعوني ؟ "
حسناء عائلة هان مع شعرها الأزرق الفاتح الطويل و ثوبها الأبيض الناصع أوقفت الجميع، هان سول كانت أكثر إشراقا وجمالا من أي وقت مضى، و هالة نبلها لم تضعف حتى بعد أن أصبحت خادمة في الفرع الخارجي.
اليوم أيضا هو يوم تقييم مستويات الفرع الخارجي، لترقية البعض منهم إلى طلاب أساسيين ،جرت العادة أن يتم تقييم الفرع الخارجي ، بشهر واحد قبل امتحان القبول السنوي.
الجميع يعرف أن هذا التقييم المبكر و الذي جاء بشهور قبل موعده الرسمي، أقيم خصيصا لأجلها و نجاحها أمر مفروغ منه، لكن من يقول لا لهذا الحسن.
الجميع بقي في مكانه إكراما لسول، بالرغم أن لا أحد يهتم لطلاب الفرع الخارجي فنادرا جدا ما يتم ترقية البعض منهم.
دخول معهد التنين يشترط أن تبلغ نقاط طاقتك المئة، و أن لا يتجاوز سنك الخامسة عشر.
إذا كنت طالبا في الفرع الخارجي سيلغى شرط السن، لكن في المقابل عليك أن تحرز خمسين نقطة إضافية فوق المئة على كل سنة تقضيها في الفرع الخارجي .
(( سنة في الفرع الخارجي = 150 نقطة
سنتين = 200 نقطة
أكثر من سنتين = أكثر من 200 نقطة ))
بسبب هذه المعايير يفشل طلاب الفرع الخارجي في الامتحان.
ستة أشخاص بمن فيهم سول شكلوا مجموعة منفصلة عن البقية ، و اصطفوا أمام بلورة الطاقة التي تقيس قوة المرئ.
لم يكن هناك داع لاستخدام مرآة الأرواح ثانية عليهم فهم على علم مسبق بهيئاتهم، لكن الغريب في الأمر أن سول تعمدت البقاء في آخر الصف.
تقدمت أول المشتركين، فتاة في التاسعة عشر من عمرها، حتى أضعف المقاتلين ممن في سنها هم على وشك التخرج
" فاشلة في سنها لا تزال راغبة في ان تصبح طالبة ، يا لها من مهزلة "
تحدث أحدهم بسخرية و إزدراء، فهم يعتبرون الفرع الخارجي مجمع للفشلة و القمامة.
الفتاة التي سمعت هذا الكلام مليون مرة من قبل، لم تلقي بالا للتعليقات و وضعت يدها على البلورة ، ليلمع في الهواء رقم يبرز قوة طاقتها.
استمر الرقم في التغير بعض الوقت ، ليستقر أخيرا عند رقم 342، عيون الجميع اتسعت دهشةحتى المشرف على الامتحان لم يتوقع ذلك.
شرط القبول هو (أكثر من 200 نقطة) لشخص بقي في الفرع الخارجي أكثر من سنتين و هو ما يعادل قوة شخص في أوائل عالم الروح.
فكيف يعقل لفتاة من الفرع الخارجي بدون موارد و بدون تقنية نمو أن تقفز إلى منتصف عالم الروح ، بعد أن فشلت في تحقيق النتيجة قبل شهور من الآن.
الفتاة أحنت رأسها تحية للمشرف و انسحبت دون أن تقول شيئا ، و كأن ما حدث هو أمر عادي.
بعدها مباشرة جاء شاب نحيل و فعل نفس الشيء، و الذي بعده و الذي بعده
287
253
262
كل النتائج إيجابية، و كلها فوق المئتين و خمسون و هو ما يعادل المستوى الثاني من عالم الروح.
" ماذا يحدث بحق الجحيم، كيف أصبحوا جميعا بهذه القوة ؟ "
" الفرع الخارجي لا يمتلكون تقنيات نمو، فكيف يعقل أن ترتفع مستواياتهم بهذا الشكل ؟ "
طرح الجميع نفس الأسئلة، الجميع على علم بالقوانين المتبعة، طلاب الفرع الخارجي يتدربون على المهارات الشائعة و يحصلون على ثمانية كريستالات شهرية، أي في أحسن الأحوال قد يرتقي واحد أو إثنان و يحقق ما يفوق المئتين بقليل،لكن النتائج كانت تقول شيئا آخر.
في الأخير بقي شخص واحد و هو فتى قصير القامة بطول لا يتجاوز المتر و نصف مع شعر رمادي ، و عيون ضيقة و كأنها مغمضة.
تقدم الفتى إلى الكرة، ليلمع هذه المرة عدد جمد الدم في عروق الجميع و ترك أفواههم تلمس الأرض.
"مس....مستحيل، إنها معطلة لا شك أن البلورة معطلة "
صرخ أحدهم في كفر، و تبعه آخرون يدعمون كلامه و يشككون في أن البلورة السحرية بها خطأ ما.
تنهد الشاب القصير و هز رأسه مستنكرا استهجانهم
" لماذا تهولون المسألة، أنه مجرد قياس للطاقة، في معارك الحياة و الموت هذا الرقم لن يشكل بالضرورة فرقا كبيرا "
لو بقي صامتا، أو تباهى بنتيجته لتقبلوا كلامه على مضض، لكن أن يقول من أحرز 423 نقطة
و هو ما يعادل قوة مقاتل على وشك الاختراق لعالم القانون أن هذا مجرد رقم، و لا يعني شيئا.
فهو بالتأكيد يسخر منهم و من أحلامهم، فكثيرون يرون في عالم القانون حلما صعب المنال و القزم هنا لا يرى في ذلك أهمية.
" أنت تحاول تقليد المعلم، أليس كذلك كيرا ؟ "
فتاة التاسعة عشر ، سألت القصير المدعو كيرا، فراح يحك رأسه
" ما رأيك هل فعلت ذلك بشكل صحيح ؟"
" إذا كنت تهدف لإزعاج الجميع، أجل، لكن إن كنت تحاول تقديم درس لهم فتوقيتك سيئ ....... و توقف عن كتابة كل شيء عن المعلم في مذكرتك "
القصير كان يدون ملاحظاته غير عابئ بالغاضبين و المتجهمين الذين رفضوا تقبل فكرة أن يتفوق عليهم من كانوا بالأمس خدما لهم.
* سكوت*
أخيرا استيقظ المشرف من الصدمة و وضع حدا للفوضى.
أمام ناظري الجميع استدعى ثلاث طلاب عشوائيين من أوائل و أواسط و أواخر عالم الروح ليقيس قوتهم بالبلورة
النتائج كانت
هي 237
و 296
و 380
هذه النتائج أثبتت أنه لا توجد مشكلة بالبلورة ، و أسكتت كل المتشككين.
أخيرا جاء دور هان سول، الفتاة التي أقيم لأجلها هذه المسابقة، في هذه اللحظة، أدرك الأذكياء أن إصرارها لبقاء الجميع لتشجيعها و بقاءها آخر المتنافسين، كان حركة متعمدة منها و أنها تعرف مسبقا بقوة الفرع الخارجي.
================================
تأليف: Magicien
الفصل القادم: تقنيات نمو متكاملة للبيع