في الغابة المظلمة
*وووش*
لكمة القرد العملاق قطعت الهواء مصدرتا إنفجار مدويا عندما وقعت على الأرض، جين ناور برشاقة قبل أن يقفز و يلكم القرد على صدره
*كياااا*
صرخ القرد من الألم غير مصدق أن هجوم مباشر من بشري سيكون مؤلما لهذه الدرجة، قبل أن يعاود مرة ثانية بوابل من اللكمات السريعة، لكن الأمور لم تعد بالفائدة عليه فجين تفاداها جميعها ليسدد ركلة إلى وجهه هذه المرة،جسد القرد الضخم وقع على الأرض محدثا هزة أرضية.
بعد هذه السقطة بقي القرد على الأرض بلا حراك،لكن ما أن رأى خصمه يقترب حتى إنقض عليه
أقدام القردة بمثابة اليد كذلك و لذا و في غفلة من جين تم الإمساك به.
رفع القرد قدمه عاليا للسماء و أصابعه الطويلة لا تزال تغلق على جسده بإحكام قبل أن ينزله بحركة عمودية و قوة ساحقة على الأرض الصلبة تاركا حفرة عميقة فيها، سحب
القرد قدمه من الحفرة و راح يضرب صدره مزهوا بإنتصاره
" هاي جين، أنا أشعر بالملل لما لا تتجاهل هذا القرد الأحمق و دعنا نرجع لمعهد "
تحدث مينغ كال الذي كان متكئا على شجرة متمللا، ليخرج جين من الحفرة بدون أي خدش حتى، لكن مع غضب أكبر و نية قتل مرعبة أكثر حتى أن القرد نفسه توقف عن التطبيل على صدره و تراجع خطوات للوراء مفكرا في الهرب
" أتجاهله، هذا اللعين تجرأ على سرقة لحم الثور الجبلي الذي أعدته ليان و عقاب ذلك هو.............."
دائرة سحرية ظهرت تحت قدمي القرد، لتتحول الأرض من تحته إلى رمال متحركة و يستمر في الغوص فيها حتى صدره، قبل أن تتصلب الأرض ثانية، و بعيون تشع برودة واصل جين قائلا
" لحم القردة يعتبر قذراة أمام لحم الثور الجبلي، لكن طعم الإنتقام سيغطي على مرارته "
*كياااااااااااااا*
القرد الذي يعرف لغة البشر، شعر غريزيا باقتراب نهايته فأطلق عويلا مدويا مختلطا بالدموع طالبا الرحمة
] جيـــــــــــــــــن، تلامذتك في خطر [
في هذه اللحظة ظهرت لي تشوي من خلفهم،تصرخ بالكارثة التي حلت على تلامذته
---------------------------------
بدت ساحة المعهد، في هذه اللحظة مثل ميدان الحرب بسبب عشرات السيوف و الرماح و السهام المغروسة في أرضيتها،المقاومة العنيدة التي أبداها طلاب جين وصلت لنهايتها، بالرغم من ذلك ترك شجاعتهم وقعا في قلوب الجميع.
قبل أيام كان هؤلاء الطلبة يحتقرون المستجدين، فتلك هي طبيعة البشر يتقبلون خسارتهم أمام العباقرة و أصحاب المواهب الفذة بحجة أنهم ليسوا ندا لهيئاتهم، ينحنون أيضا للنبلاء فهم لا يمتلكون تقنياتهم و مواردهم.
لكن يرفضون أن يتفوق شخص أقل مكانة منهم عليهم، لأنه عندما سيعترف بهذا الشخص، فعليه أن يعترف أن سبب ضعفه هو أنه لم يبذل الجهد الكافي و لم يمتلك الجرأة لتحدي الواقع و التفوق على نفسه.
أمام هذا الوحش المعروف بأقوى طالب في المعهد، هؤلاء المستجدين لم يتراجعوا و أثبتوا أنهم بالفعل أشجع منهم و أنهم لم يكونوا من البداية في حاجة لإعترافهم بهم.
" يبدوا أن هذه حدودي، المصنف الأول لا يزال بعيدا عن مرماي............ لكن أنا لن أخسر قبل أن أسدد ضربة واحدة على الأقل "
كيرا وقف قبالة سانغ و راح يحرك كتفه و يمدد جسده مهيئا نفسه للهجوم الأخير، كانت تلك حركة واضحة منه ليمنح فرصة ليو مي بمعالجة الآخرين.
سانغ المزهو بنقسه لم يرفض التحدي ، و أشار له بالتقدم.
" هذه المرة كيرا سيظهر هيئته الحقيقية "
من بين الحضور تحدث المقاتل وان الشاب الذي كان في التصنيف 43 و خسر مع أخيه على يد كيرا قبل أيام، كلامه نبه الجميع أن هذا الأخير لم يستخدم هيئته القتالية لحد الساعة.
" لقد شاهدنا كيرا يستخدم قانونه الغامض الذي يتسبب في الشلل لكننا لم نشهد هيأته "
تحدث أحدث أحدهم، قبل أن يقوم وان بالتصحيح له
" مخطؤون كيرا لم يستخدم أي قانون، منذ البداية يستخدم هيئته أنتم فقط لم تتمكنوا من مشاهدتها "
في هذه اللحظة تغيرت الأجواء في الساحة و ارتفعت هالة قرمزية من جسد كيرا، على كتفه ظهرت حشرة صغيرة لا تتجاوز حجم اليد، أحكمت الحشرة أقدامها الثمانية على كتفه و راحت عيونها الحمراء تلمع بشدة.
إنها هيئة العنكبوت البيضاء حمراء الأعين، من صنف الوحوش الحشرية.
من جسدها خرجت عشرات الخيوط الحريرية الشفافة، لولا الهالة القرمزية المنتشرة لما تمكنوا من ملاحظتها.
كالبرق ، انطلق كيرا راكضا في خط مستقيم ، بينما نزلت عليه عشرات السيوف و الخناجر و الرماح من كل حدب و صوب.
سر إصابة كل من واجه كيرا بالشلل أصبح واضحا، لقد استخدم خيوط الهالة ليربط بها خصومه في السابق، بدون استدعاء هالته الخيوط تكون أضعف لذلك لا تنجح مع الدروع خاصة المعززة بمقاومة هجوم الهالة.
بعد ظهور العنكبوت الخيوط الحريرية أصبحت مختلفة، بالرغم من أنها في شدة الرقة لكنها في منتهى الصلابة و القوة .
شكلت الخيوط فوق ملابسه درعا سمح بصد الأسلحة و جعلها تنحرف عن جسده، أثار أسلوبه إعجاب الجميع لكن حركته التالية كانت بالفعل أكثر إبهارا حيث استخدم أحد الخيوط للإمساك بأحد الأسلحة المغروسة في الأرض لسحب نفسه إلى الأمام
*بام*
في لحظة وصل كيرا أمام هان سانغ ليلقي بلكمة على وجهه،أمالت رأسه و أجبرته على التراجع خطوة للخلف.
سانغ صرخ بغضب و ظهر سيف من الهالة في يده ، ليرد على اللكمة بتلويحة تسببت في تمزيق الخيوط التي كانت تحميه كما ظهر خط أحمر على ملابسه من الدم
" كيرا ، عد"
يومي استخدمت سحر الإنتقال و سحبته عندها بسرعة ، ظهر كيرا أمامها ليسقط على ركبته و يده على صدره المجروح.
" أتعلم حتى المصنف الثاني لم يتمكن من لمسي، إذا أوقفت عنادك بشأن معلمك المشبوه سآخذك تابعا لي، أعدك أنني سأحسن معاملتك "
جعل سانغ من جين أساس المشكلة محاولا إغراءه، ولم يكن هذا غريبا، من لا يرغب في تجنيد هذا الفتى المذهل ، لكن فات الأوان فكما تخرج الفراشة من الشرنقة، ولد هذا الفتى من جديد على يد جين
" أيها الأمير، أنا بالفعل أمتلك سيدا و سبق أن عهدت بحياتي إليه "
التفت سانغ إلى بعض الطلاب مقررا أن ينهي الأمر الذي طال أكثر مما ينبغي
" أنتم هناك قوما بإعتقالهم "
تطوع بعض الطلاب للمهمة، من الواضح أنهم بعض المتملقين الذين وجدوا في ذلك فرصة للتقرب من الأمير ، حاصروا المصابين و أطلقوا العنان لطاقاتهم تحسبا لأي مقاومة.
لكنهم توقفوا فجأة، بعد أن أحس الجميع بهالة قوية جاءت من السماء ، رفع الجميع رأسهم ليرو طائر جيوتي أحمر و عليه شاب و فتاة.
و قبل أن ينزل الطائر للساحة و على علو يزيد عن العشرين متر قفز من عرف بلقب الشيطان أبيض الشعر ليشكل اصطدامه بالأرض زلزالا هز كامل الساحة مشكلا سحابة من الغبار.
ببطئ تحرك الظل الطويل خارجا من السحابة ، كاشفا عن جسد نحت من فولاذ و عيون قرمزية حادة تشع ببرودة تجتاح العظام.
كان دخوله مهيبا، و مناسبا لموقف البطل القادم في آخر لحظة.
الشباب الذين حاصروا تلاميذه تراجعوا بسرعة خوفا، لكن عندما رمقتهم عيون البقية بالإستصغار راح بعضهم يتبجح مختبئين خلف سلطة و قوة المصنف الأول و مساعد مستشار الملك
" إذا فالمعلم الغامض، ليس سوى القمامة جين ، الذي اختبأ لشهور بعد أن عجز عن الإرتقاء "
" مثل المعلم مثل التلميذ، يتفاخرون في البداية ثم يقعون في النهاية"
بما أن الكلام سهل، كون جين في نظرهم لم يعد ذلك الوحش المرعب، استمر هؤلاء الشباب في نفث سمومهم
في ذلك الوقت كيرا كان كالبركان يغلي غضبا، بالرغم من إصابته ليست خطيرة لكن يومي قيدته بسحرها لتمنعه من مهاجمتهم و تتمكن من علاجه
" يا شباب معلمكم هنا، ألن تقوموا بتحيته أم أنكم غير قادرون على الوقوف "
علق طالب آخر ساخرا من المستجدين، فرسم جين ابتسامة مصطنعة و صاح بتلامذته
" شباب أظهروا لتلك الكلاب الضالة التي تنبح معدنكم"
عندما يتحدث جين فعلى الجميع الإصغاء، صوته العميق يسكت الخصوم و يحيي الحلفاء
واحدا خلف الآخر، رفع التلاميذ المصابين أجسادهم ، ضغطوا على أرجلهم المرتعشة و شدوا على أكتاف بعضهم البعض محاولين الوقوف
في منظر مهيب، و مشهد جليل وقف الثلاثة الذين كانوا بالكاد يتنفسون قبل قليل و شكلوا مع يو مي و كيرا صفا واحدا.
في تناسق و نظام ، ضربوا بقبضاتهم على صدورهم و حنوا رؤسهم لمعلهم متناسين مصابهم و قاطعين لسان كل شاتم
" السيد الشاب، مرحبا بعودتك و نتأسف لتخييب أمالك "
------------
جين رفع رأسه فخرا بزهو ، ثم رمى إليهم بحبوب استرجاع الطاقة ، وابتسم محدقا في المتلملقين الذين كانوا يعلقون
" لا عيب في الخسارة، و مهما عوت الكلاب تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب............. بالطبع مع كل الإحترام لجنس الكلاب، فكما أرى و حتى بعد عواءكم الطويل، الأسياد الذين تتملقونهم لم يلتفتوا إليكم"