جين رفع رأسه فخرا بزهو ، ثم رمى إليهم بحبوب استرجاع الطاقة ، وابتسم محدقا في المتلملقين الذين كانوا يعلقون
" لا عيب في الخسارة، و مهما عوت الكلاب تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب............. بالطبع مع كل الإحترام لجنس الكلاب، فكما أرى و حتى بعد عواءكم الطويل، الأسياد الذين تتملقونهم لم يلتفتوا إليكم"
كلام جين مثل المنشار، قطع به لسان كل متملق و مرغ بهم التراب ، جين لم يخسر في نقاش مع سياسين فكيف بمجرد أطفال ، خصوصا أنه أصاب كبد الحقيقة ، فلا مجال لمقارنة بينهم و بين طلابه، حتى هان سانغ نفسه أراد تجنيد واحد منهم.
في هذه اللحظة تقدم شين ليو خطوة للأمام ، معلنا عن تحديه، هذا الأخير جاء اليوم خصيصا لأجله كي ينتقم لابن عمه و للإساءة التي شهدتها عائلته باتهامهم انهم متورطون مع مستخدمي الظلام.
" تاي جين، لقد انتظرت هذه اللحظة طويلا أنا هنا لأتحداك في.... "
* احم ، احم *
سعال جين المفاجئ أوقفه، بينما ركض كيرا إليه متسائلا
" سيدي، هل أنت بخير، لماذا أنت بلا قميص ستصاب بالزكام "
أخرج كيرا من مكعبه قميصين احمر و آخر أزرق و قدمها له
" الأحمر يناسب لون عينيك ، أما الأزرق الفاتح فيتناسب مع لون شعرك "
إرتدى جين القميص الأزرق قائلا
" إنه ليس زكاما، إنه بسبب سحابة الغبار، أردت أن أقدم دخولا استعراضيا و أقوم بقفزة بطولية لكن الغبار دخل حنجرتي و أعمى عيناي "
" سيدي ، دخولك كان أكثر من رائع قوتك أبهرت الشباب و وسامتك سحرت الفتيات "
" أين هي سول؟"
"لقد نقلوها باستخدامة لفافة سحرية "
عندما قام ليو بعرض تحديه، أسكت الجميع و كنتيجة لذلك سمع الجميع كلام هذين الإثنين.
المعلم الذي قفز من ذلك الإرتفاع دون أن يصاب بأي ضرر يشتكي من الغبار، و كيرا المقاتل الذي تمكن من فعل ما عجز المصنف الثاني من فعله بإصابته لسانغ يتصرف مثل الخادم.
" ماذا يفعلان هذا الإثنان وسط ساحة القتال ؟ "
تساءل أحدهم، مستغربا بينما استنكرت ساحرة معترضتا على أمر آخر
" كيرا أيها الغبي، تجوله عاري الصدر كان أفضل مشهد رأيته هذا اليوم "
كانت تلك مساعدة أمين المكتبة الشهيرة ليس فقط جين و كيرا بل حتى الحظور تجاهلواا شين ليو، و كأنه غير موجود.
" أيها الأوغاد؟، كيف تتجرؤون على تجاهلي.... "
"من هذا ؟ ذكر إسمه و كأن هناك معرفة سابقة بيننا "
تساءل جين ليأتيه الجواب من عند تشوي التي سبق و ترجلت مع من على ظهر الطائر و راحت تجاريه في لعبة النسيان خاصته
" إنه ليو ابن عم شين تانغ ،لقد تعودت بتلقيبه مونرو، هو صاحب المكعب الأحمر "
ضرب جين كفه على رأسه و كأنه تذكره للتو
" مونرو الصغير، أيها الوغد ذلك المكعب الأحمر الذي كسبته في رهاني معك، رفض كل ختم مفتاح جربته عليه،إنه لا يعمل"
في البداية تجاهله و من ثم تناساه و الآن يقوم بعتابه و لومه، شين ليو جاء لينتقم طيلة الشهر الفائت منذ عودته من تدريبه المنعزل كان ينام و يصحوا على فكرة الإنتقام لكن عندما حان الوقت ، تم ببساطة تجاهله و السخرية منه.
ليو أصبح عقله في فوضى،فراح يصرخ كالمجنون
" أيها المأفون،سأعرفك اليوم من أكون ، أنا هنا لأتحداك في..... "
"أجل، أجل ترغب في الإنتقام و الأخذ بثأر قريبك، بلاه بلاه بلاه ( ثرثرة).... أنا أرفض"
سخرية جين المستمرة جعلت الدخان يخرج من رأس ليو فراح يصر على أسنانه
" أنا لست هنا لأطلب منك الإذن "
ابتسم جين و رد متهكما كاتما ضحكاته
" يا عبقري، نحن على أرض المعهد و التحديات تتم بقبول الطرفين ، و أنا أرفض.....إذا هاجمتني سأطلب من هان ذو الشفاه العريضة التدخل و إعتقالك بتهمة مخالفة القوانين "
صاد الصمت لثواني
جين للتو طلب من الإدارة التي إضطهدت أتباعه، أن تتدخل لمساعدته، ظن الجميع أن جين سينفجر غاضبا و سيرفض ظلم الإدارة الجديدة و يهاجم منتقما لتلامذته لكنه على العكس تماما إعترف علانية بسلطتهم.
' ذلك اللعين، ما الذي يخطط له ؟'
هان جيان لم يطمئن للأمر، لكن إذا أرادوا أن يمثلوا صوت السلطة في المعهد فعليهم إتباع اللوائح فراح يحاول تهدئة شين ليو
"ليو، عليك تأجيل معركتك فالقتل على أرض المعهد ممنوعا"
قبل أن يتعند ليو تدخل هان سانغ مساندا إبن عمه
" لا يزال علينا التحقيق معه بشأن تقنياته و أيضا مقاومة رفاقه للإعتقال و التسبب بالفوضى "
بما أن المعلم الغامض اعترف بسلطتهم و خضع لهم، فهذه فرصتهم لإستغلالها و تضييق الخناق عليه ، لا أحد سيرفض وجبة مجانية و تقنيات جين هي بالفعل وجبة دسمة بالنسبة لهم.
لكن تلك الإبتسامة الخبيثة على وجه جين أنبأت أن المسألة لن تكون بهذه البساطة
" فقط لجعل المسألة واضحة، الهدف من التحقيق هو التأكد من أن لا علاقة لنا بمستخدمي قانون الظلام "
" الظلاميون ، سيدي، لقد اختصرنها "
" الظلاميون ، أحسنت كيرا تسمية ممتازة "
بعيدا عن مسرحية الخادم و سيده أجاب جيان محاولا التماسك بمصداقيته المزعومة
" أجل، علينا التحقق من كل ما هو مشبوه "
-----------------
من مكعبه الفضائي جين أخرج لفافة عليها ختم مركز السحر لأبحاث الهيئة.
معظم التقنيات و المهارات، متوراثة منذ أجيال و أخرى جاءت من الأطلال القديمة، لكن مع الوقت بدأ المدربون في تعديل و إستنباط أفكار جديدة لإنشاء تقنيات جديدة أسهل في الفهم و أنجع في التدريب.
لضمان جودة تقنيات النمو و المهارات الجديدة المستحدثة ،يقوم مركز الأبحاث المتخصص في الهيئات الروحية و ما يناسبها من تقنيات بدارسة و تقييم هذه المعارف المستحدثة.
المركز هو سلطة منفصلة و مسموعة في كامل الممالك الثلاث و ختمه هو كحد السيف لا يناقشه أحد بعده.
رؤية الوثيقة في يد جين نزلت عليهم كالصاعقة من فرط المفاجأة، الجميع كان يجزم أن المعلم الغامض عثر على مكتبة أثرية في الأطلال المخفية، و لم يتوقعوا أنها تقنيات جديدة، فحتى أشهر المعلمين و أكثرهم خبرة لن يستحدث سوى مهارة واحدة أو إثنتين في حياته.
" هذا مستحيل ؟، كيف لطالب أن ينشأ تقنيات حديثة "
"أجل ، لا شك أنه عثر على هذه التقنيات في الأطلال المخفية "
"لكن ختم المركز يثبت أنها تقنيات نمو مستحدثة، و هذا يفسرأيضا سرعة نموهم "
كادت عيون شباب هان أن تسقط من محاجرها، بينما ارتفع الجدال بين الحشود، الذين لم يصدقوا أنها تقنيات حديثة العهد، حتى أن بعضهم راح يشكك في الختم، بينما ، لكن هدأ الجميع بعد أن نطق شاب بدين بتفسير معقول
"هو لم يقل أنه مبتكر هذه التقنيات، لا شك أنها تعود لباحث مجهول و بطريقة ما وقعت في يد تاي جين"
كال مينغ هو من ألقى بهذا التفسير، كان لابد أن يطرح نظرية تبعد الشبهات عنه و إلا ستتم مطاردته هو الآخر، و مع عدم نفي جين للأمر ، أصبح الجميع مقتنعا بهذا التفسير
" كلام البدين يقارب الحقيقة، لكن هذه ليست قضيتنا "
شهر جين الختم في وجه الجميع و أضاف متبجحا
"التقنيات تم الموافقة و الإقرار بها من قبل المركز، فهل ما زلتم تعتقدون أن لها علاقة بالظلاميين "
جين حصل على الختم من أجل أن يرفع سعر التقنيات لاحقا، لكن رؤية وجوه النبلاء الآن جعلته أكثر سعادة من أي وقت مضى.
في لحظة جين قلب طاولة اللوائح و الأنظمة عليهم ، معلنا براءة تلامذته، و على هان فقط الرضوخ و السكوت على مضض، فهم الجميع سر هدوئه و تقبله لسياسة هان.
التظلم و الشكوى و النواح على غياب العدالة و كذا الصراخ على أنهم أبرياء لم يكن ليغير شيئا، لكن حنكته أخرجتهم من المصيدة بكل سهولة و برأس مرفوع أيضا.
"ماذا..........هل قطع الختم ألسنتكم، هل تفكرون في خطة جديدة........أعني في أنظمة أخرى ربما خالفتها كي تتمكنوا من إستخدامها ضدي"
سخر جين و الإبتسامة لا تفارق شفاهه
" و الآن ، أسمعوني إعتذاركم "
عندما ظن الجميع أن المسألة انتهت تحدث جين إلى هان ، بما لم يتوقعوه فسأل جيان غير مصدق ما سمعه
" ماذا تفضلت؟"
" لقد سايرتكم في لعبة القوانين و النظام خاصتكم، و اللباقة تفرض عليكم الإعتذار عن سوء تقدريكم و إهانتكم لتلاميذي "
" لا تبالغ ........... "
رد سانغ و هو يرمق بنظرات باردة
" أبالغ، ما رأيك في هذا إن لم أسمع إعتذارا صادقا ، فسأصنع ثقوبا في جسد كل تجرأ على أن يرفع يده على تلامذتي أو تحدث بالسوء عليهم، أو حتى رماهم بنظرة استصغار ، فما رأيك في هذا كمبالغة"
===========================
تأليف:Magicien