برؤية تحرك جين البطيء تذكر كال مينغ حواره مع جين قبل أشهر مضت
" تسأل عن أسرع مقاتل في المعهد، حسنا لنرى...."
فتح كال قصر العقل الخاص به، و راح يتفحص سجل معلوماته قائلا
" طبيعيا صديقك دوباي هو الأسرع، ، خصوصا أن جليده يبطئ خصومه، لكن قوته لا تصنف ضمن الخطوات القانونية"
الخطوات القانونية هي مهارات سرعة و مناورة تعتمد على قانون العناصر، الرياح تمنح صاحبها القدرة على التحليق، البرق يمنح السرعة، الماء المشي على الأسطح المائية
واصل كال البحث في قصر عقله مضيفا
" لنرى بأخذ الخطوات القانونية كمقياس فإن أسرع مقاتل في المعهد هو المصنف الأول بالرغم من أنه لا يقاتل عن قرب نظرا لطبيعة هيئته"
تنهد كال بعد تذكره للنظرة التحدي التي اعتلت جين حينها
' قد أكون شخصا ذكيا، لكن أن تجر خصمك لقتال قريب المدى للتدرب على تقنيتك ، فأنت بالفعل داهية بمعنى الكلمة'
----------------
" مستحيل ... تلك ذروة مهارة دفاعية ، الدفاع البطيء "
تحدث أحدهم في ذهول، قاطعا الصمت الذي ساد من وقع المفاجأة و قد تعرف على المهارة
" ما معنى هذا ، كيف يتحرك ببطئ، بل فيما يفيده ذلك من الأساس ؟ "
صرخ الذي تعرف على المهارة في وجه سائله غضبا من جهله
" أيها المغفل إنها ذروة مهارة دفاعية عالية المستوى ، من السهولة بما كان قطع الصلب بالسيف، لكن التحدي الحقيقي هو قطع ورقة ذابلة تسقط، فمع أبسط تحرك للهواء الناتج عن أرجحة السيف، ستغير الورقة مسارها و يفشل القطع"
المهارات ذات التصنيف العالي ، تحتاج لجهد و وقت كبيرين من أجل الوصول إلى ذروة إتقانها، فالوصول إلى الفهم التام لداو الفنون القتالية ليس طريقا سهلا
من أجل هذا الدفاع المذهل إختار جين خصما قويا و سريعا ليكون السلم لتخطي العقبة.
لم يكن قادرا على إخفاء علامة الرضى عن وجهه فقد ضرب عصفورين بحجر واحد أهان خصمه و أتقن مهارته، بالطبع كان حال من تم استعماله كأداة للتدريب معاكسا تماما، فوجه سانغ و عيونه حمراء من الغضب كما راح يطحن أسنانه بهستيرية
مرة بعد الأخرى لا يزال يتعرض للإهانة و السخرية، فقد تم استغلاله بشكل كامل أولا جعله يهاجم رفاقه و الآن تم استغلاله كوسيلة للتدريب
" كدت أنسى، لقد أردت تجنيد واحدا من تلاميذي أتعتقد نفسك أكفأ مني.... لما لا نقوم باختبار صغير "
ظهر سيف البرق المادي في يد جين ليتقدم نحو الشاب الغاضب و أضاف قائلا
" سيف برقي ضد سيف برقي، و الأفضل يعلم الآخر درسا "
سانغ الذي وصل لحدوده لم يتحمل إهانة أخرى هاجم بكل ضراوة و هو يلعن اللحظة التي رآه فيها
" سأقتلك، أيها الوغد "
*كلانج، كلانج،كلانج *
* تسيك ، تسيك*
قعقعة السيوف تبعها وهج شررات برقية، لمع السيفان في حركات سريعة و تدافعا المقاتلان في الساحة
كل هجمة ، كل تلويحة سيف قام بها سانغ تم صدها بالسيف الروحي المادي، المصنف الأول يهاجم و جين يصد الضربات و يثرثر أين أخطأ
" يمين، يسار يمين ، أسفل....قد تكون سريعا لكن حتى الطفل يستطيع توقع اتجاه ضرباتك "
بعد أن تعود جين على سرعته، أصبحت المعركة تماما من جانب واحد، رواغ جين ضربة أخرى ليرد بركلة على صدر سانغ قذفته أمتارا إلى الخلف، من قوة الضربة انقطعت أنفاسه لحظة الإصطدام ، رفع رأسه ليجد سيف البرق موضوعا على رقبته
تجمد هان سانغ في مكانه، لم يكن ذلك خوفا فهو يدرك إستحالة أن يؤذيه جين و هو حفيد الملك و على أرض المعهد.
مع ذلك طعم الخسارة كان شيئا لم يسبق له أن تذوقه، الشعور بأنه في غاية الضعف و العجز هو أمر لم يختبره من قبل.
' أنا...........أخسر..........مستحيل.............لا يمكن حدوث هذا '
في هذه اللحظة و بينما الجميع في انتظار حركة جين المقبلة، حدث ما هو غير متوقع
وجه جين أصبح شاحبا فجأة و اختفت الدماء من وجهه كما أمسك بقوة صدره و قد بدى عليه أنه يعاني من آلام لا تحتمل.
"جين...."
" سيدي...."
لي تشوي و تلامذته صرخوا هارعين إليه ، قبل أن يشير عليهم بالتوقف ليلتفت إلى هان جيان يصرخ كالمجنون به
" ما معنى هذا؟، كيف تجرؤون على إيذاء هان سول؟ "
" هان سول، عما تتحدث ما بها سول؟ "
جيان أسرع نحوه ساحبا قدمه المصابة، لا يهم ما حدث هنا أي شيء يمكنهم بلعه و التغاضي عنه، إلا هان سول فمستقبل هان و استمرارهم يعتمد تماما عليها ، أضاف مسترسلا
" لا فكرة لدينا أين قام يانغ شو بنقلها "
أغمض جين عينيه، ركز كل ما بقي من قواه على رابط السيد العبد الذي يجمعه بسول محاولا تحديد مكانها و وضعها الحالي، لكن بلا فائدة سحر قوي جدا و مظلم جدا كان يحجبه عنها
القلق طغى على ألامه ، في يأس راح يستجدي
" سول أيتها الحمقاء، لماذا تحاولين كسر الرابط و أنت بهذا الضعف أنت تؤذينني و تؤذين نفسك "
في الظروف العادية و بعد إرتقاء هان سول إلى عالم القانون يمكنها بسهولة كسر الرابط دون أن يكون هناك أي ضرر للطرفين، لكن لا أحد يعلم ما فعله الداهية يانغ شو بها، كي تؤول الأمور إلى هذا الحال.
طاقتها تخبو، و حالتها النفسية في فوضى مما تسبب في ضرر لم يكن يفترض أن يكون موجودا من الأساس.
"جين ما بها سول؟ هل هي في خطر؟ أجبني "
تشوي هي الأخرى سألت بعيون يملأها القلق، جين الذي كان يتصبب عرقا و بدى الإرهاق عليه أجابها و قد تضررت طاقته لدرجة أنه بالكاد قادر على الوقوف
" لقد فقد الإتصال بها، لقد تحطم الرابط الذي كان بيننا.............اللعنة، ما الذي يحدث بحق الجحيم؟"
التفت إلى سانغ و صوته يفيض غضبا
" أين أرسلتها، أين نقلها يانغ شو ؟"
"سانغ أفق، ما مشكلتك...........تحدث معي"
حتى هان جيان راح يصرخ بإبن عمه، لم يتوقع أن الخسارة ستؤثر به إلى هذا الحد ، حتى أنه لا يسمع صراخهم عليه .
فجأة لم ضوء وسط الساحة ، ليظهر بعد إنقشاعه مبعوث الملك رفقة بضع جنود.
من فوره ركض جيان نحوه لينبئه بمصاب سول، لحسن الحظ أن المملكة تمتلك خططا لمواجهة هكذا حوادث.
" في خزينة القصر هناك أداة مشبعة بطاقة سول صنعت خصيصا لأجل تتبعها، استخدم الأداة و خذ رفقتك أقوى الجنود لإنقاذها "
الساحر الذي أحضر مبعوث الملك و الجنود إلى المعهد، قام مباشرة بنقل هان جيان إلى القصر، لم يبقى أمام تشوي و جين الذي فقد كل قوته نتيجة تحطيم الرابط و إنتهاء مفعول سحر يو مي الداعم إلا الدعاء لجيان كي يصل في الوقت المناسب.
لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن، ما الذي أحضر المبعوث الملكي إلى ساحة المعهد؟
الجواب كان واضحا هو هنا ليعلن عن مرسوم ملكي جديد، رفع المبعوث صوته معلنا
" تحقيقاتنا ، أثبتت أن المدعو تاي جين هو جاسوس لصالح أعدائنا، و بناءا عليه و بأمر من جلالته......"
توقف المبعوث عن الكلام للحظة و قد دلت ملامحه أنه غير مقتنع بما سيقوله ، لكن في النهاية ما على الرسول إلا البلاغ
"لقد صدر حكم الإعدام في حقه "
في اللحظة التي عرف فيها أصول تاي جين و أنه إبن الأمير السابق ساو يي ، و إبنة هان إلين تم تلفيق هذه التهمة
===========================
تأليف:Magicien